بقلم عماد أحمد العالم
مقاله تم نشرها في جريدة رأي اليوم 19-11-2013
هل نحن الآن خير شعوب الأرض وأشرفها؟….، سؤال على كلٍ منا أن يسأله لنفسه وليكن صادقاً بالإجابة عليه، وليعلم أن لا حسيب على ما سيقول، ولن يجد من سينال منه إن كانت إجابته عكس ما يتوقع السائل.
كل ما في الأمر هو دعوه صادقه ونقد ذاتي أو حتى لنقل رجاءً الهدف منه أن نحدد مقدارنا ومكانتا بين الآخرين، وهم هنا شعوب وأمم وصلت إلى ما وصلت إليه دون أن يكون لها تذكره للماضي، تتفاخر بها ببطولات زيد وعدنان، لكنها وجدت أنها تستحق مكانةً أسمى بين الأمم لن تنالها إلا إذا طورت من نفسها، وحددت لها أهدافاً ترقى بها، فكان لها ما عملت لأجله. أما من تمنى وتفاخر بماضٍ بعيد فهو وكما يمكن وصفه “بمكانك سر”، ذو اعتدادٍ أجوف بنفسه، يُخيّل للناظر إليه سمواً يعلم كل من حوله أنه بات لا يستحقه، وإن أظهر لنفسه وللآخرين عكس ذلك.
حالنا يسر العدو ولن أكملها “بلا يرضي الصديق”، فلم يعد لدينا الصديق الصدوق، الذي يخشى علينا ما يخشاه الأب على أبنائه من الضرر، فقد فقدنا احترام إخوة الدين والدم، ونبذناهم وتكبرنا عليهم وتجبرنا، واستصغرناهم، وغرتنا الحياة الدنيا بمتاعها حتى أصبنا بجنون العظمة التي لم نصلها، لكننا نصف أنفسنا بها.
قبل عقدٍ من الزمن، مازحت صديقا لي من عرب إفريقيا من ذوي البشرة السمراء، وإذا برده ممتعظاً متسائلاً ومستهجناً وصفي له بالعربي. سألته اليست جمهوريتكم عضوٌ في الجامعه العربيه؟….، رده كان وإن يكن ذلك فهو لا يشرفه أكثر من إفريقيته، التي على الأقل تُسهم بشكلٍ ما في محاولة استقرار وطنه الذي مزقته الحروب الأهليه، بمرأى ومسمع من جامعة الدول العربيه التي لم تبذل مسعاً أو مبادرةٍ تُذكر لإعادة الإستقرار لشعبه!
من باب الإنصاف، لنستعرض معاً مدى تكاتفنا وتعاضدنا، وهل نحن الآن كالجسد الواحد!!!!، في سوريا، ثورة الحريه تدخل عامها الثالث وبشار ما زال يقتل شعبه. في العراق وبعد أن ظننا أن الديموقراطيه باتت تعرف طريقها صوب أرض الرافدين، وإذا بها تغرق بطائفيه نتنه للجار الفارسي دورٌ بارزٌ بإشعالها. تفككت السودان وانفصل جنوبها، فيما دارفور وشماله ومناطق أخرى على الطريق، ورئيسها مطلوبٌ من قبل المحكمه الدوليه لارتكابه جرائم تصفها بضد الإنسانيه، فيما بشار يستخدم الكيماوي دون أن يُعاقب، بل يُمنح قبلة الحياه مكافأةً له على ذلك والحجة نزع أسلحته الفتاكه.
دول الشمال الإفريقي العربيه تأن تحت وطأة البطاله والفقر وهروب أبنائها بمراكب خربه نحو أوروبا، تُغرقهم قبل أن يصلوها….، فلسطين لها قرن محتله وما زالت المفاوضات قائمه لاستعادة ما يمكن توسله واستجداؤه.
لبنان ومنذ استقلاله لم يعرف طعم الهدوء إلا سنين معدوده، فيما قسمته الطائفيه والحزبيه والأيديولوجيا، حتى أمسى وبامتياز أرضاً ترتع فيها أجهزة مخابرات العالم وساحةً لتصفية الحسابات….، يمننا السعيد هو الأكثر حزناً وبُعداً عن السعاده….
هل هناك حاجه للمزيد من الأمثله لأثبت لنفسي أننا لسنا الآن خير شعوب الأرض ولا أسماها. فإن كنا سابقاً كذلك، لكنا اليوم عكس ذلك ومع ذلك إعتددانا بأنفسنا يعمي بصيرتنا عن رؤية واقعنا الأغبر الذي نعيشه ونظن أننا فيه خير شعوب العالم!