بقلم عماد أحمد العالم
مقاله تم نشرها في جريدة الكويتية 05-08-2015
للصادق المتفاني المخلص في صداقته يُعد النقد من المحبة، وهو الوسيلة للإصلاح. فلا سبيل للسمو ولا للتطور من دون المكاشفة والشفافية، التي من دونها ستلهج ألسنة البعض بالمديح والمجاملة، من جمل "كأحسنت وبوركت"، مع أن العديد منا ربما لم يعر انتباهاً لما قال فلان أو قرأ ما كتب، وربما حتى تجاوزه، وكأنه لم يره.
قد يفعل البعض منا ذلك، ويتجاوز مسرعا، من دون أن يقرأ ما يصله على الدوام من أشخاص بعينهم من رسائل دينية، ولا يعني، إن فعل، أنه كاره للدين أو ليبرالي وعلماني، لكن لأنها الطبيعة البشرية التي جَبل الله -عز وجل- البشر عليها، فهي ورغم علمها بأن الدنيا فانية، إلا أنها ترغب بالاستمتاع بها، حيث تتعلم وتضحك وتمرح وتكره، لكنها بلا شك تبغض الأستذة والتنطع بالقول، فيما الفعل خلاف ذلك.
ما أجمل أن نجعل من أسلوبنا تطبيقا عمليا لعبارة "الدين المعاملة"، ومن أساسيات المعاملة الحسنة الابتسام والصفح والعفو والابتعاد عن العنصرية والقبلية والأصل والفصل والدين والمذهب.
الإنسانية، بكل اختصار، أي أن تكون إنسانا، وترى الآخرين كذلك، وتعاملهم وفقاً لذلك.
من أراد أن يمارس النصح والإرشاد، فله ذلك، أياً كانت وسيلته، ونيته وصدق ما يفعل على الله، عز وجل، لكن مع التلطف والاعتدال، ومن دون أن يسيء للدعوة، عبر إغراق بريدنا وإيميلاتنا، وما نشترك فيه من وسائل التواصل الاجتماعي، وقروبات الواتس أب برسائل التدين والعظة المبالغ في طولها وتكرارها مع عدم التحقق من صحتها، وليكن أيضا في رسالته الدعوية من دعاة الإنسانية والمعاملة الحسنة التي تتجلى بالقول الكريم "وعاملهم بالتي هي أحسن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق