الخميس، 31 يناير 2013

إحذر أمامك‎.....!؟

مقاله تم نشرها في صحيفة المرصد الإلكترونيه 30-01-2013
مقاله تم نشرها في جريدة المدينه 02-02-2013

بقلم: عماد أحمد العالم


تركت لكم ما تبقى من التحذير لحزره، ولخيالي لسرد بعضه....فالخوف كما الحذر طبيعه إنسانيه، لا علاقة لها بالجبن ولا التردد، بل هي أحياناً عين السلامه...
التأني في اتخاذ القرار هو حذر حكيم ويدل على رغبه في توخي العواقب، فاللبيب لا يفهم الإشاره فقط، بل يحسب حساب نتيجة أفعاله وعاقبته.
في شوارعنا الحذر فريضه وواجب، فتجاهله نتيجته أن تجد نفسك تتألم أكثر من هيكل سيارتك عقب وقوع مفاجيء في "حفيره" تركتها آليات مقاول ظالم، أمضى شهوراً يحفر ويغبر المنطقه، مجبراً كل سائرٍ على الطريق أخذ طرقٍ إلتفافيه عبر الحواري......., وحتى إن أكمل مهمته وأخرج معداته من دربك، ستجد نفسك تماثل لعب الأتاري ولكن بسيارتك....!، تمسك المقود بقوه وكأنه سيطير، وتمايل المركبه يميناً ويساراً وكأنك تسير في طريقٍ وعر غير معبد، علك تتجنب "مطب" مفاجئ أو حفره لم تردم أو تموجات الإسفلت نتيجة عدم رصف الشارع بشكلٍ متساوي. حتى إذا وصلت لغايتك، هرعت نزولاً لترى حجم الأضرار، وتطمئن على أسفل السياره (وشكمانها "العادم")، فيما تتركها لتصارع آلامها مما آلت إليه رحلتها، تنفض عن جبينك هم القياده، لتجد نفسك ممتعض من سائقٍ "نظايفي" مر للتو أمامك، وفتح نافذة مركبته، وألقى في الأرض الفسيحه بقايا وجبة إفطاره، دون رادعٍ ولا وازع، فالنظافة بالنسبة له من الإيمان وخصوصاً داخل سيارته، أما الشارع ، فهو وعاء متسع، يعمل على تنظيفه جيش من عمال النظافه، يسموهم بكل بجاحه "زباليين"، مهمة الواحد منهم أن يثني ظهره مئات المرات يومياً ليلتقط نفايات إنسان آخر، رماها في الطريق دون اعتبارٍ بأن إزاحة الأذى صدقه، ومتناسياً أن التسبب فيه معصيه، فاتكاله على بشرٍ مثلنا يصارع مرارة الغربه للعمل بمهنه ننأى عنها جميعاً، لأن ظروفه في موطنه قاسيه، أجبرته على أن ينظف ما تلقيه أيادينا...!، هو نفس الشخص الذي تنأى أعين البعض أن تقع عليه، خوفاً من أن يبادرها بالسلام، فتظطر الرّد عليه ومن ثم تخشى أن تُحرج فتُخرج مبلغاً يعطيه له....، أطفاله لا يكفيهم وقد لا يقبلو به، هذا إن لم يرفضوه كمصروف لفسحتهم المدرسيه!.
تناسينا أن هذا الإنسان قد يبادرك بالسلام ليشعر بآدميته وبكونه عضو فعال (حتى لو كان غريباً)، يقدم خدمات للمجتمع، لو توقف عنها، فلن تكفي أنوفنا عطورات باريس لتطييب هوائنا الذي نستنشقه!
إن طابت نفوسنا، فبادرناه بالسلام وأعطيناه القليل، فستأبى يدنا التي امتدت له أن تصافحه خوفاً من أن تتلوث، بما رمته أيدينا سابقاً!.
في مكانٍ آخر يبعد ساعاةٍ عن ما رأيناه في الفصل الأول من رواية "حكايات شوارعنا"، وفي يومٍ صيفي رمضاني، وقبيل الإفطار وعند زاوية الشارع وأمام مخبز تميس ومطعم فول، تجد العشرات في حربٍ كونيه يتسابقون لشراء ما سيكسرون به صيامهم، في مشهدٍ الغلبه فيه للأقوى وصاحب "الكشره " المرعبه، حيث النفوس مستفزه والأعصاب مشدوده والكل يجهش بيا "صديق أو رفيق"، ولا وجود لطابور ولا حتى نظام ولا احترام للشهر الفضيل.
في مقطع (زومبي) آخر قريب من المجاعه التي حدثتكم عنها، ولكن بعد مرور أشهر.... وأمام عيناي ودون أن يحرك أحد ساكناً، وأمام إشاره ضوئيه حمراء، وقفت سيارة أجره في داخلها فتاه محتشمه تجلس في المقعد الخلفي بهدوءٍ لم يلبث أن تلاشى على همزات ولمزات وأرقام متطايره في الهواء "وبيبي" يتموج بيد مراهق توقفت مركبته بجوارها، فأسترعى انتباهه فريسه....، شاركه بحلم إصطيادها آخر؛ أراد أن يوقعها في شباك حبه عبر موسيقى غربيه صاخبه، تمايل على وقعاتها هو وشلته، مع يقيني أنهم لم يستوعبو كلمه من نشاز مغنيها، إلا أنهم ظنو أن حركات الطيش والرقص ستكون (كووول) على قلب فتاة سيارة الأجره، والتي ما لبثت أن امتعضت من حماقتهم ففتحت الباب وأمطرتهم بسيلٍ من "الدواعي" التي أدركت على إثرها أنها امرأه على الأقل أربعينيه.....!، فتحت الإشاره وتعالى صوت الأبواق ولاذت الفرسان الطائشه بأنفسهم وبسرعه كالجرذان فراراً وركبت السيده المحترمه عربة الأجره، لتنطلق صوب غايتها، وبقيت متسمراً مكاني أرقبُ ما رأيت من مقاطع عكستها ثقافة شوارعنا......



المصدر: صحيفة المرصد:- http://al-marsd.com/main/Author/491

المصدر: جريدة المدينه:- http://www.al-madina.com/node/430841

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...