الأحد، 12 فبراير 2017

مشاركة في تقرير مع الحياة بعنوان: مختصون: ولي العهد «رجل الحرب الأول ضد الإرهاب»

بقلم عماد أحمد العالم

تقرير تم نشره في جريدة الحياة 12-02-2017



من جانبه، قال المحلل والكاتب السياسي عماد العالم لـ«الحياة»: «حين يتم تكريم أعلى قياده أمنية في المملكة، متمثلة بشخص ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، فذلك يعني دون شك أنه تمكن بفعالية من القيام بما لم يستطع مثلاؤه في الدول الأخرى الاضطلاع به في صد ومواجهة الإرهاب الفكري والأمني، وكذلك دوره الأساسي ليس فقط في الإشراف، وإنما بناؤه استراتيجية محكمة للتنفيذ والمتابعة، لضمان الاستمرار في إرساء الاستقرار داخلياً وإقليمياً ودولياً».
وأضاف: «إن كون السعودية قبلة العالمين العربي والإسلامي جعلها على الدوام مستهدفة في مكانتها، وألقى على عاتقها مسؤولية لضمان أمنها الوطني، الذي لم يكن معرضاً لإرهاب الجماعات المتطرفة والمسلحة ذات النزعات الراديكالية فقط، وإنما أيضاً لمطامع دول، لذا كانت المهمة صعبة وتتطلب تكافل وتعاون جميع فئات شعبها، باختلاف تياراته وتوجهاته، التي توحدت جميعها تحت قيادة حكيمة من ملوكها، وآخرهم الملك سلمان، الذي جاء من خلفية إدارية مميزة، أكسبته، طوال أربعة عقود من إمارته للعاصمة الرياض، خبرة في جمع الجميع تحت مظلة الوطن، وتأهيلهم ليكون الكل جندياً في مواجهة القلاقل والإرهاب، الذي جعل من المملكة أول أهدافه، واستهدف فيها مواقع دينية، والمساجد والحرمين الشريفين، وأثناء مواسم عدة للحج، وكذلك تجمعات مدنية سكنية ومواقع عسكرية، فأكد بذلك اختلاف خطة وأهداف مرتكبيه وولائهم وانتمائهم».


المصدر: جريدة الحياة - http://www.alhayat.com/Articles/20108827

السبت، 4 فبراير 2017

شكرا ترامب

 عماد أحمد العالم
موقع هوربوست Horpost
04-02-2017


منذ اللحظات الأولى لحملة الانتخابات الأمريكية للرئاسة وأنا أقف خلف الرفيق دونالد في مسعاه للوصل بالجمهوريين للبيت الأبيض، ولم أتوان للحظة عن دعمه ضد الخاسرة هيلاري كلينتون، بل إن سعادتي كانت كبيرة حين أعلنت القنوات فوزه المظفر على صاحبة الحس الليبرالي مرشحة الحزب الديموقراطي الأمريكي، الذي يشهد تاريخ رؤسائه ونوابه في مجلسي التشريع الأمريكي أنهم كانوا الأسوأ لنا كعرب ومسلمين والعالم الثالث من الفريق الآخر، فهم وعلى قول المصريين “بتوع كلام”، وفعلياً يقولون ما لا يفعلون وكانوا الأكثر ضرراً لنا بسبب تلونهم وقراراتهم، بخلاف الجمهوريين الذين ورغم بجاحة العديد منهم وعنصريتهم وتطرفهم اليميني إلا أنهم وكما يقال يصدحون بنواياهم السيئة علنا رغم عدم تنفيذهم لبعضها.
في أمريكا شأنها كأوروبا ودول القانون التي يستطيع قاضٍ فيها الوقوف أمام قرارات الرئاسة, وفي الحملات الانتخابية بالتحديد, تكثر الأماني والخطب الرنانة، التي لا تأتي من فراغ، بل يوصي بخطوطها العريضة خبراء ومستشارون متمرسون بناء على استفتاءات تتلمس نبض الشارع وما يشغل باله. في الولايات المتحدة بالتحديد، تتركز في البطالة والصحة والتعليم والجرائم والمساعدات الحكومية والقروض العقارية، لذا إن كانت الحالة الاقتصادية سيئة والاقتصاد متباطئ ونسبة الوظائف المتوفرة أقل، ستجد التيار الشعبي راديكالياً تجاه الأجانب وخصوصاً الجار المكسيكي ذو العمالة الرخيصة والهجرة غيرة الشرعية الكبيرة. أما بالنسبة للوضع الأمني، فهو في الأغلب هولوودي قائم على الدعاية والخيال أكثر من الواقع، فالشعب الأمريكي وعبر جميع وسائل التوجيه الإعلامي والانتاج السينمائي والتلفزيون أصبح مقتنعاً أنه الأكثر عرضةً للإرهاب في العالم، وأنه مستهدف في الأغلب من قبل متشددين متطرفين إسلاميين يحسدونهم على نعمة كونهم أمريكان ينعمون بالحرية ولا يؤولون جهدا للنيل منهم. كمية الدعايات المضادة لعبت بعقول الأمريكان حتى باتت الصورة النمطية لديهم عن الإسلام أنه دين إرهاب يستهدفهم ولا شغل له سواهم حتى لو أثبت الواقع أن دولتهم ربما الأقل تعرضاً له مقارنة بدول أخرى كما يُدعى ويروج له!
وجد ترامب أن وعود الرفاه الاقتصادي وحدها لا تكفي لدعمه، ففترتي حكم الرئيس السابق الديموقراطي أوباما أسهمت إيجاباً في انتشال الاقتصاد الامريكي من ركوده وانتزعته من الازمة التي خلفها جورج بوش الابن وخلقت عدداً أكبر من الوظائف وحسنت من الخدمات الصحية المقدمة عبر برنامج كير للرعاية الذي عمل به، لذا كان لا بد لرجل الأعمال من أجندة أخرى عدا كونه منقذا اقتصادياً، ليجد ضالته في شماعة الإرهاب الأمريكية التي ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر صارت الشغل الشاغل للعامة، وباتت الوسيلة التي يمكن إخافتهم بها بسهولة وحتى هضم حقوقهم الدستورية بسببها ولكم في غير بعيد قانون الباتريوت الأمريكي الذي أطلق أيدي أجهزة الاستخبارات والاستطلاع بالتجسس على الشعب دون اعترض بسبب المخاوف الأمنية المزعومة، ونتج عن ذلك أن كُرس القانون فعليا وطبق بشكل خاص على المسلمين، الذين وحسب الإحصاءات هم الأقل من مجموع السكان في نسب جرائم القتل والإرهاب والتخريب.
الدعاية المضادة والمستمرة نتج عنها حماس شعبي كان عاملا مهماً في وصول ترامب للرئاسة، والذي حال تسلمه لمهامها سارع بتنفيذ احد وعوده، حيث وقع على قرار يُمنع بموجبه حصريا رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.
طُبق القرار، وبالفعل بدأت خطوط الطيران العالمية بتفعيله على ركاب رحلاتها وأوقفت سلطات المطار الامريكية رعايا تلك الدول ومنعت دخولهم. المحصلة ثارت ضجة شعبية أمريكية ضده نتج عنها حملة تضامن غير مسبوقة تجاه المسلمين أعطت نتائج عكسية لما كان يطمح له الحمقى العنصريين، وساهمت في التوعية بحقوق المسلمين وأعادت اللحمة بينهم وقطاعات عريضة من الشعب الأمريكي بدأت تستوعب أن الاسلام مُفترى عليه ومظلوم ويستحق الوقوف معه، فغزت المظاهرات الشوارع وارتدت النسوة الحجاب ورفعت شعارات الترحيب باللاجئين والمهاجرين المسلمين وتطوعت مؤسسات المجتمع المدني للدفاع عنهم، فكان للصورة السلبية للإسلام والمسلمين أن تتراجع وتظهر بمظهر الضحية لنازيي الولايات المتحدة الجدد، لتحظى نتيجةً لذلك بأفضل دعاية مجانية فعالة ومؤثرة لم تحلم بها يوماً.
لا استبعد أن تزعج هذه النتيجة قوى الظلام التي بعثت بفقاعة اختبار عبر هذا القرار ولا يكاد يغيب عن خاطري فكرة عمل ارهابي يضرب امريكا (رغم عدم اقتناعي بنظرية المؤامرة)، إلا أنه وارد، فالأمور إلى تصعيد، وقرارات بعض القضاة وقف تطبيق مرسوم الرئيس مؤقته والمعركة القضائية ستكون حامية سيكسبها فعليا من سيسيطر على عامة الشعب.
التالي ربما يكون تحقيق وعده ليهود أمريكا وإسرائيل بنقل السفارة الأمريكية للقدس في خطوه للاعتراف بالمدينة المقدسة كعاصمة أبدية لدولة الاحتلال. للوهلة الأولى سينتابنا جميعاً غضبٌ عارم مع أننا لو دققنا النظر في الأمر بهدوء لوجدنا رمزيته إن قارناه بأرض الواقع، فإسرائيل وبعرف العالم وبالقرارات الدوية تحتل الجزء الشرقي منها ولا احد يعترف بسيطرتها عليه رغم محاولاتها الحثيثة لتهويده، وعلى الأرض تحكمه بدعم امريكي غير محدود ولا تلتفت لأحد، فما هو الأسوأ الذي يمكن ان يحدث نتيجة لقرار النقل، واليس من المحتمل أن يكون في صالح القضية الفلسطينية الذي ربما سيتسبب في حملة شعبية عالمية لدعمها وتوحد دولي ضد امريكا وإسرائيل وتوعية بالحق الفلسطيني وبعدالة القضية، فلا تكفي أن تكون شريراً لتكون بنظر العالم مجرماً، بل لا بد لك أن تتحالف مع الشيطان ليُنظر لك كأحد قوى الظلام بنظر الآخرين، الذين سيحقدون على الطفل بسبب كرههم لعرابه!
إذا القادم ربما يكون أصعب وحتى أسوء ولكنه وللمرة الأولى يشعرني بالرضا والراحة، فمجيئ ترامب لسدة الرئاسة ستكون ربما سببا لقيام تكتلات أخرى عالمية تكسر الهيمنة الامريكية على القرار العالمي، وستشغل الأخيرة بنفسها، وستسهم في إحياء روح التضامن مع العالم الإسلامي الذي ربما سيستفيد من انقلاب السحر على الساحر وبطلان مفعوله!!
تبقى احتمالات رؤى المتشائمين من وصول الرجل للرئاسة تحتمل الصواب وقد تتحقق لكن الأيام هي الحبلى بما سيحدث، فلننتظر ونرى ونكون أكثر وعيا واستغلالاً للنتائج، فقد يكون “ابو إيڤانكا” وجه خيرٍ علينا رغم ما يُظهره من تطرف وعنصرية!

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...