الخميس، 14 مارس 2013

نساء في الشارع

بقلم: عماد أحمد العالم



رعى انتباهي اليوم وانا متجهٌ لعملي مشهد عادي وطبيعي وروتين من الشارع والحياه، لكن ما لفت اهتمامي هو تعبير رأيته على وجه أم على ما يبدو وابنتها التلميذه التي في اعتقادي في المرحله المتوسطه "الإعداديه" ، تمشيان في الشارع وعلى وجه الأم ملامح من يقول "يكاد المريب يقول خذوني"، فيما الإبنه كمن يتعلق برداء أمه حتى لا تتركه. وحتى لا تسيؤو فهمي ولتفهمو الموقف على حقيقته، فالأم  ياسادتي ياكرام، وعلى ما يبدو تصطحب ابنتها من المدرسه، والصغيره تحمل حقيبتها المثقله بيومٍ دراسيٍ طويل، وكليهما صادف مرورهم مروري وخروج موظفين من دائرة عملهم لاستراحة الغداء على ما يبدو، ليكون المشهد كآخر نراه كل اسبوع حين تسليم الإمام في صلاة الجمعه...., تنطلق الأفواج صوب باب الخروج من المسجد، وكأن حملاً ثقيلاً للأسف قد أُزيح عنهم....، وحتى لا أشتتكم وأخرج عما أُريد قوله، وبناءً على استنتاجٍ شخصي بحت، ومن واقع رؤيتي لمفهوم المرأه لدى الرجل الشرقي، إتضحت لي الرؤيه، فمرور المرأه وابنتها بجانب أفواجٍ من الذكور كفيلٌ بأن يلقي الرعب في الفؤاد، فبأقل التقديرات كما قد يتبادر لمخيلات المرأه الوحيده في الطريق، ستنالها الأعين، إن لم تكن الألسن، وهو ما سيربكها ويدب الرعب في النفس.
ولكي تستطيعو تخيل ما اقول، لكم أن تتخيلو رؤية ذئابٍ يقتلها الجوع لحملٍ صغير، فهل ترحم سنه وضعفه، وتقول: "حرام بعده صغير"، أم ستنهش حتى عظامه وتفتتها لترضي غريزتها الحيوانيه!، هي نفس الغريزه التي تجعلها حنونه على أطفالها وتخاف عليها من اعتداء الغير!.
ثقافتنا يا أعزائي تجاه المرأه أحد أولى ما يجب التداوي منه، فهي للأغلبيه شرفٌ (لا خلاف لي عليه)، ولكن لاهل بيته. أما إن كان الشرف لا يمت لنا بصلة قرابه فهو متعه نسترق لها النظر إن لم نتحرش بها ونؤذيها، في حالٍ لا ينطبق فيه الأمر على الصغير بل الكبير أيضاً، والمتزوج كما الأعزب، مردها ان الذكر مهما فعل لا يعيبه إلا "جيبه"، والشرف فقط لاهل بيته وما عدا ذلك شهوه يحق له الهجوم عليها والتمتع بها.
بت أشفق على النساء في مجتمعاتنا العربيه، إن أضطرت للخروج من منزلها, وإن ركبت سيارتها الخاصه....ضايقها السائقون منا معشر الرجال وتهكمو على قيادتها، وإن استخدمت المواصلات العامه ولم يسعفها حظها بكرسي غير مشغول تجلس عليه....اضطرت للوقوف لتتحمل التحرشات الجسديه. حتى ما إن تصل لعملها....هي مضطره لتحمل ثقل دم الزملاء الافاضل ونكتهم واستعراضهم للفت الإنتباه.
في كل المواقف السابقه ذئاب ممن حدثتكم عنهم، لهم أسر واخوات وربما زوجات وبنات. إلا أن لديهم مفهوم اعوج عن الشرف لا يتعدى دائرة نسائهم، أما الأخريات فسبايا غزوات السعار الجنسي الذي يعاني منه بعض رجال مجتمعنا العربي الموقر!
كثيرا ما نتفلسف ونقول ان الغرب جعل من المرأه سلعه!، وربما يكون قد فعل، لكننا ننسى دوماً أن الغرب "الكافر" إستقى من ديننا ما يكرمها به ويحفظ حقوقها ويصن حقها الإنساني كشريك، وليس كراحةٍ للبطن والجسد.
حبيبي وحبيبكم محمد عليه الصلاة والسلام أوصانا بهن خيراً وقال: رفقاًبالقوارير!....، فهل اتبعنا قوله؟
نحن شعوب بتنا نعرف بأمرين النساء والأكل، وحتى فيهم فشلنا، بل أسأنا!. موائدنا للتظاهر والنفاق والرياء طويله وممتده، ولكن للفقراء والأرامل واليتامى قصيره وحريصه!
أكره أن يكون ما نفكر فيه عن المرأه أنها مكبٌ لشهوتنا، لا إنسانية لها ولا حقوق، ولا مكان الا المنزل, وإن كان أن أُضطر الواحد منا لعلاج زوجته أو أخته, أصر على أن يكون المداوي أنثى!
إن طالب أحدهم لها أمراً.... اتهموه بالتغريب، وإن انتقد ظلماً تعرضت له وصفوه بالليبرالي!, وإن ترك لها حريت الإختيار لقراراتٍ لا تتعارض مع ديننا....وصفوه "بالمحكوم" ضعيف الشخصيه. إن لم يجبرها على ما اختلف عليه....إتهموه بالديوث!
إن أوقفتك إشاره ضوئيه وبجانبك زوجتك، لا إرادياً انت مستفز، وتشعر بأنك مستهدف، فما إن يتوقف بجانبك سائق "وحداني", تساورك الشكوك وتشعر أن هناك من يحاول استراق النظر لمن تتلحف السواد بجانبك!, حينها ولا إرادياً تجد نفسك قد قدمت مقدمة مركبتك حتى لا يبصر زوجتك!، ومع ذلك ستحظى بلحظاتٍ تتلفت فيها من حولك حتى تخضر الإشاره وتنطلق في دربك!. أصبحنا من البجاحه أن صارت المرأه في مجتمعاتنا أكثر ما يلفت انتباهنا, بدلاً من أن تكون شريكه,,,,هي مملوكه.

الحديث عن نسائنا يطول ولا يكفيه مقال أو تقرير. لكن ما أردت قوله لكم ولكل مغتصبي حريتها بالباطل: إما أن تحترمو وجودها بالشارع, ويكون مرورها حدثاً لا يُذكر ولايرى أو يلاحظ, أو أن تفصلو شوارعنا, فيكون لهن طريق معبد لا تشعر فيه المرأه بالخوف أو الترقب!

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...