السبت، 6 نوفمبر 2021

الترفيه والإعلام.. السطحية والإثارة

 جريدة الرؤية
25-10-2021
عماد أحمد العالم


الإعلام الترفيهي أو الإعلام والترفيه والمعروف بالإنجليزية «Infotainment»، تم استخدامه لأول مرة في عام 1980، والذي اختصاراً يعني الأخبار الخفيفة التي جرى التفريق بينها وبين الأخبار التقليدية الرزينة، التي دأبت وسائل الإعلام على بثها على مدار سنوات.
هي وسيلة تم استحداثها لجدواها الاقتصادية ولدرِّ الأرباح المتزايدة من جهة، ومن أخرى تماشياً مع تغير الذوق العام لدى الشعوب وتوجهها الذي بات ملولاً من الجدية، التي تسببت بها الأحداث التاريخية التي مرّ بها العالم من الحرب الباردة والانقلابات بشتى الأقطار والكوارث المختلفة والأوبئة، وجميعها أوصلت المشاهدين لحالة من النكران تجلت بإقبالهم على نوع مُستحدث خفيف ضمن استمرارية جذب المشاهد أياً كان الحدث بوليسياً أو ثقافياً أو حتى فضائحياً - وهو الأكثر رغبةً وجذباً للمشاهدة - فتم تضخيمها جميعاً، وصناعة حدث شعبي منها لاستقطاب المشاهدين أياً كانت فئاتهم واتجاهاتهم وأهواؤهم، حيث عناصر التشويق متكاملةً به، مع خبر تم تضخيمه وإبراز ما به من أشخاص، كوسيلة لتسويقه للمشاهد الذي تمت إثارة الفضول لديه، والذي يمثل بدوره السلعة التي تم تسويقها للشركات، للفوز بعقود إعلانية معها أثناء البرامج.
بالطبع لا يزال السبق الصحفي والأحداث السياسية على أهميتها المعتادة، وإن أظهرت استطلاعات الرأي اكتراثاً أقل بها، وإنما المقصود هنا الأحداث المصطنعة والقضايا السطحية ذات الهالة الإعلامية التي غيّرت من مفهوم الترفيه الرزين، وأعطت الترفيه الخبري مذاقاً سطحياً للمشاهدين، ولو كان عبر الإسفاف والتشهير والسذاجة في الرأي والإثارة المُختلقة، الغرض منها جميعاً الأرباح السهلة والحصول على أعلى نسب المشاهدة والمترتب عليها بالطبع من زيادةٍ في الإعلانات والدخل.


المصدر: صحيفة الرؤية - الترفيه والإعلام.. السطحية والإثارة - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

القرصنة.. سلاح وطني أم انتهاك دولي؟

 جريدة الرؤية
11-10-2021
عماد أحمد العالم


القرصنة أو الهاكينج، هي امتداد لمسمى اللصوصية المعلوماتية، ذات التعريف الحامل لأوجه عدة من جهة تفسيره، فبالرغم من الإجماع المؤسساتي الدولي على اعتبارها انتهاكاً لخصوصية الأفراد والمؤسسات والحصول على معلومات بدون حق لاستخدامات غير مشروعة، إلا أن لها أوجهاً أخرى لا يمكن إغفالها!
يعتبرها آخرون شراً لا بد منه، بل من الواجب اعتباره أحياناً عملاً وطنياً ذا سيادة يجب القيام به، بما يدعم مصالح الأوطان، فهي السلاح الفعال في التأكيد على سيادة الدول وحماية خصوصية المعلومات، وحماية بيانات مواطنيها من تبعات حروب التجسس المستقبلية، والتي تساعد أيضاً باختراق تحصينات العدو الافتراضية، ومن ثم معرفة خططه وتحصيناته لاستباق أي حدث أو للتخطيط له وبما يضمن نجاحه، وخصوصا أن الخصوصية كمفهوم أمني بات مهدداً بالخطر مع العولمة الرقمية التي أتاحت للشعوب التواصل دون حدود بأي وقت وبكل مكان بشرط مشاركة معلوماتها رقمياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحتفظ بها بقواعد بياناتها مع وعود بعدم بيعها ومشاركتها لأطراف تجارية أو فعل ذلك بحجة تقديمها خدمات مجانية للمستخدمين مقابل بيع بياناتهم للمعلنين.
في الحالتين، باتت الخصوصية دوماً محلاً للتساؤل عن مدى قدرة مقدمي الخدمات على حمايتها، وهو ما يظهر على الدوام في حالات سرقة البيانات أو تسريبها، وهو ما كلف مليارات الدولارات من الخسائر التي تهدد اقتصادات الدول، وشركات «التك» العملاقة المضطرة لتحسين خدماتها من ناحية حماية ما تمتلكه من معلومات المستخدمين، كي لا تتضرر سمعتها فينعكس ذلك سلباً على قيمتها السوقية وأسهمها بأسواق البورصة العالمية التي تتأثر دوماً بأخبار الاختراق.


المصدر: صحيفة الرؤية - القرصنة.. سلاح وطني أم انتهاك دولي؟ - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

التقنية.. أثمن من النفط

 جريدة الرؤية
27-09-2021
عماد أحمد العالم


‏نيجيريا، التي تعد أحد أكبر منتجي النفط بأفريقيا، أدرت عليها مبيعاتها منه مليارات معدودة، لا تكفيها حتى لتغطية ميزانيتها السنوية، أما فنزويلا التي لا تقل عنها أهميةً فتسير بركبها، وكذلك العديد من الدول التي تعتمد اقتصاداتها على الذهب الأسود، التي رغم ثرائها به إلا أنه لم يستطع اقتيادها للرفاه الاقتصادي.
في المقابل، حققت غوغل بعام 2020 حوالي 183 مليار دولار من الأرباح، أما شركة أبل فقد تجاوزت إيراداتها التراكمية التريليون دولار منذ طرحها لهاتف آيفون عام 2007، مع تحقيقها 274 مليار دولار من المبيعات في العام 2020، نصفها من مبيعات أجهزة الآيفون.
ألمانيا قدّرت حسابات معهد «إيفو» الفائض بميزان معاملاتها الجاري، والذي يقيس تدفق السلع والخدمات والاستثمارات، عند نحو 293 مليار دولار في 2019، علماً بأنها لا تمتلك نفط تحت أرضها.

من حيث القيمة السوقية لشركات «التك» العملاقة، قيمة «مايكروسوفت» السوقية تقترب من تريليوني دولار، فيما حلت شركة أبل بالمرتبة الأولى بما قيمته 2.1 تريليون دولار.
ألفابيت وهي الشركة الأم لـ«غوغل» وغيرها من الشركات التقنية وصلت قيمتها السوقية إلى 1.4 تريليون دولار، في حين بلغت قيمة عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك نحو تريليون دولار.
وفقاً للغة الأرقام كمحصلة وبحسبة بديهية، فالمعلومة والتقنية أثمن من النفط، وكذلك القطاع الخاص أغنى من الحكومات التي جعلت اقتصاداتها رهينة بما تستخرجه من باطن أرضها، والذي مهما بلغت احتياطاتها منه فلا بد أن ينضب، فيما التكنولوجيا والعالم الافتراضي والمعلومة متجددة ومتطورة ولن تنتهي، بل ستتطور لتكون رائدة الاقتصاد، بعد أن بنت أسسه وسعت لاستمرار عجلة تطويره.


المصدر: صحيفة الرؤية - التقنية.. أثمن من النفط - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

مشتركاتنا رغم اختلافنا

 جريدة الرؤية
13-09-2021
عماد أحمد العالم


مهما اختلفنا كشعوب بالعرق والدين واللون، ومهما فرقتنا صراعاتنا وحروبنا التي لن تنتهي ما دمنا بشراً يسعى كل منا أن يفرض عضلاته على الآخر، باستغلاله جسدياً واقتصادياً ومادياً أو فكرياً ودينياً، إلا أنه سيبقى بين الشعوب ما ستحتفظ به دوماً ليكون صلاة مشتركة تجمعهم حتى لو لم يشاؤوا ذلك.
تلك فطرة وغريزة مبرمجة ولا يمكن محيها أو تغييرها، والحال ذاته ينطبق على نساء العالم، فمهما اختلفن وتعددت درجة الانفتاح والثقافة والحرية والمعيشة الاقتصادية لديهن، إلا أنهن سيبقين إناثاً يتشاطرن صفات بذاتها، وسترى بعينيك وتشاهد ردة فعل طبق الأصل لامرأةٍ في القطب الشمالي مع أخرى في أقاصي غابات أفريقيا إن تعلق الأمر بالغيرة مثلاً!
من جهة أخرى وبعالم الجريمة، يبدو أن اللصوص والمجرمين من مختلف المرجعيات والبلدان أيضاً لديهم سمات مشتركة في مفهوم السرقة والجريمة، ومبررات لاحترافهم إياها واستيلائهم على أموال الناس بالباطل.
المنطق هنا ذاته، وقد مر عليّ من قبيل الصدفة أحد الأمثلة أثناء مشاهدتي لفيلم أجنبي، تحدثت فيه قاتلة مأجورة أنها قد جمعت مبلغاً يكفيها لتقاعدها لكنها كلما أرادت ذلك تراجعت لإيمانها بأن «اليد البطالة نجسة»!
طبعاً الجملة السابقة كانت الترجمة العربية لما قالت نصاً: «Idle hands do the devils work»، والتي تعني مجازاً الترجمة السابقة نفسها.
بصراحة استوقفتني الجملة وبقدر ما أثارت ضحكي، إلا أنها لفتت نظري إلى أن مجرمينا ومجرمي الغرب، ولنقل المتحدثين منهم بالإنجليزية على الأقل لديهم مفهوم واحد عن البطالة، وضرورة العمل حتى لو كان سبباً لتعاسة الآخرين إما عبر سرقتهم أو إيذائهم.


المصدر: صحيفة الرؤية - مشتركاتنا رغم اختلافنا - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

الفن.. والطَّائرة الورقيَّة

 جريدة الرؤية
30-08-2021
عماد أحمد العالم


يسمو الفن بمكانته لمشاهده وقارئه إن زغزغ العاطفة وتركها في حالة تشبه أحلام اليقظة، مع رغبة بالاختلاء بالذات والهيام المصاحب بتوهان يفقدك المعرفة بما تفكر، مع نشوة تعتريك وأنت بين يدي نفسك، ترقبُ اللاشيء وتنتظر حلماً لا تعرفه، حينها تنتابك حالة من السكون والروحانية، يتراءى لك فيها صورة ضبابية، يلهث إحساسك خلفها ليعرف ما وراء ضبابيتها كحالة التصلب لرؤية لوحةٍ فنية، رسمت بالماء أو الزيت كمثيلاتها، لكنها اختلفت عنهم، بتكبيلها لك ما إن يقع ناظرك عليها.
الفن رسالة وإبداع وسمو روحي، يتجلى مفهومه حين يخلق حالة من الجذب لا تستمر للحظة، بل لعقود وأجيال، كمسرحية شكسبيرية، التي ترجمت لمعظم اللغات ومثّلها أقوام وأقوام، ولا تزال حتى اللحظة تحظى بقبولنا، وتحرك مشاعرنا، وتشد انتباهنا، مع علمنا وكامل درايتنا بنهايتها، لكنك حين تشاهدها، تجبرك أن تعيش اللحظة معها، فتنسى نهايتها حتى تصل لها!
إن أردتم أن تصل لكم الفكرة؛ فلنتخيل معاً طائرةً ورقية، تلهو بها طفلة في جوٍ ربيعيٍ مشمس معتدل الريح وصحو لا تعكره سحب ماطرة رعدية، تتلاعب أنامل الصغيرة بها بكل رشاقة دون أن تفقد السيطرة عليها، وتوجهها دون أن تضطر أن تجري خلفها لتمنع ابتعادها عنها أو فقدانها لها، تمتع ناظريها بها، لا تشعرها بالملل أو التعب، بل تقُدها للحظاتٍ سعيده؛ تنهيها بأن تجذب أصابعها الصغيرة الخيط لتقربها منها، ثم تلملمها لتحفظها في مكانٍ آمن أملاً في نزهةٍ أخرى يتجدد بها اللقاء، وحتى حينها تبقى ذكراها حاضرة.. هل اتَّضحت لكم الصورة؟ فنحن الطائرة الورقية، والفن الراقي هو الطفلة!


المصدر: صحيفة الرؤية - الفن.. والطَّائرة الورقيَّة - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

الاختلاف.. و«الفوضى الهدامة»

 جريدة الرؤية
16-08-2021
عماد أحمد العالم


يُقال: «الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية»، فبحثت عن وجهٍ أستطيع تطبيقه عليه فلم أجده إلا عبر جملٍ نرددها كلما اختلفنا، وخشينا أن يتحول اختلافنا لمشكلة قد تفقدنا صداقه وزمالة أو مصلحة مشتركة!
هو القول ذاته بأن الأساس هو الاتفاق، وما الاختلاف إلا الحلقة المُكملة، لكن المشهد أثبت أننا متفقون على اختلافنا، بل القاعدة لدى البعض أن ما يفسد الود هو الاتفاق، ففيه تنحية للمصالح الشخصية والتضحية بها في سبيل العامة، وهو ما يتعارض مع المنتفعين الانتهازيين والإقصائيين.
في الفكر، الاختلاف إثراء، وفي السياسة تعدد يعطي الجميع الفرصة لإثبات صدق الخطاب ومصداقيته وصلاحية نظرياته وسياساته.. هذا نظرياً وبأفلاطونية المدينة الفاضلة، لكن في الواقع، وبأعتى الديمقراطيات، لا بد أن يشوب السوء الممارسة، لكنها تبقى في إطار المعقول وما يمكن تجاوزه، لأن السياسيين أولاً وأخيراً بشر يخطئون ويصيبون، ورُؤاهم لن تنال الكمال أو حتى تجاوره.
لسنا بصدد الثورة الفرنسية ولا المقارنة بثقافة الاختلاف بها وما تسببت به، ولن نقدر على تكرار تجربتها، لأنها قامت على الإقطاعية ونبذتها، لكنها سقطت في أتون الصراعات الداخلية سنين طويلة أُذل بها الشعب وعمت الفوضى دهراً حتى استيقظ الشعب قبل فوات الأوان، ليبنوا الديمقراطية العلمانية الأوروبية الأولى بعد أن تسبب الاختلاف بها في خلاف استمر أكثر من قرن، كانت نتائجه وخيمة دفع ثمنها الشعب الفرنسي من أرواح مواطنيه عشرات الآلاف، ليُسطروا للعالم درساً بألا يحذوا حذوهم أو يقتدوا بهم، وبأن يتحلوا بالوعي الكافي ويحكموا العقل والحكمة لتغليب المصلحة العامة والتواؤم ورفض الاستقطاب، كيلا يكونوا ساحة لتصفية الحسابات، ويُبتلوا بالفوضى الهدامة
!


المصدر: صحيفة الرؤية - الاختلاف.. و«الفوضى الهدامة» - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

أطفالنا صنيعة أيدينا

 جريدة الرؤية
03-08-2021
عماد أحمد العالم


طفلي عصبي، خلقه ضيق، دائماً مكشر، ما عنده لعب ولا مزح، ما يسمع الكلام، لا يُحب المشاركة، وغيرها الكثير من المصطلحات التي نتفاخر بإطلاقها ونحن نضحك ونقهقه بسوالفنا الأسرية وحين نروي للآخرين سلوك أطفالنا، ونكررها تارةً تلو أخرى وأمامهم وعلى مسامعهم، لنؤصل فيهم تلك الطباع وذاك السلوك، الذي إن كبروا وشبّوا عليه بتنا نلطم ونتباكى لم رزقنا الله بذرية عابسة كئيبة مملة وجدية زيادة عن الحد، وتناسينا أن جزءاً لا بأس به وقد يكون أغلبه بسببنا نحن الذين ربيناهم على تلك الصفات عبر التفاخر بها والتندر، حتى تبنتها وتشبعتها عقول الصغار وتقمصتها لا إرادياً ورغبةً منهم أيضاً بالتحلي بما دأب والدوهم والمقربون منهم على وصفهم به، ليتحول التمثيل إلى طبع سيصعب فيما بعد التخلص منه، ويتحول لسمة لجيلٍ كامل تعقبه أجيال تتوارثه.
لمَ نحن عدائيون في وصفنا لأطفالنا دائماً؟، ولمَ نحرص على إلصاق صفات غير حميدةٍ بهم؟، ولمَ نسعد ونبتسم حين نرى غضباً طفولياً مصطنعاً على وجوههم؟، ولمَ لا نحرص على ثنيهم عن التحلي بتلك الهيئة الكئيبة التي نفرح لرؤيتهم بها؟، وليكن بدلاً من ذلك تشجيعهم على ألا تختفي الابتسامة عن وجوههم البريئة، وتعويدهم على المحبة والحنان والعاطفة التي يجب أن نحفزهم على إظهارها للآخرين وممارستها بشفافية وبراءة الطفولة، كي تتأصل بهم وتصبح في مراهقتهم وشبابهم طبعاً ينعكس عليهم ومن حولهم، فتكون المحصلة بيئةً خصبةً للاستمتاع بالحياة واحترام الآخرين، ما سيأخذنا لنكون شعوباً متحضرة إنسانية رفيعة الخلق وحسنة المعشر والجوار، بدل ما عُرف عنا وشاع من النقيض وهو حقيقة لا يُمكن إنكارها.


المصدر: صحيفة الرؤية - أطفالنا صنيعة أيدينا - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

كتاب ونهايات

جريدة الرؤية
19-07-2021
عماد أحمد العالم


علّمنا «أرنست هيمنجواي» درساً عن الحياة في العجوز والبحر، وأنها كما أعطتك أكبر غنيمة لم تكن لتحلمُ بها، فستسلبها منك في خضم نشوتك بالظفر بها ولن تبقي لك منها شيئاً بنهاية يومك المضني، لتعود مجدداً إلى نقطة الصفر، حيث ترى بالغد يوماً جديداً قد يكون أوله مبشراً وآخره كغيره ممن سبقه مخيباً لكل ما يؤمل منه!
لقد أنهى الأديب الأمريكي حياته منتحراً وكذلك فعل على طريقة الساموراي الياباني الأشهر الذي رشح لجائزة نوبل ثلاث مرات «يوكيو ميشيما»، وقبله فعل برصاصة في رأسه الروسي المناضل «فلاديمير ماياكوفسكي»، وكذلك انتهى الحال بالكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف، والشاعرة السوداوية الأمريكية سيلفيا بلاث.
عربياً وبنفس الطريقة، فعلها اللبناني المتيم بعروبته «خليل حاوي» والذي كان اجتياح بيروت في عام 1982 الرسالة التي أراد بها إيقاظ الضمير العربي من مهجره في أستراليا، وكذلك احتج الأردني تيسير السبول الذي اختار حروباً أكبر من طاقته تعددت جبهاتها فأفتك به اليأس من الظفر بها! يقول الفيلسوف والأديب الفرنسي ألبير كامو عن الانتحار، وكأنه يعني بذلك فئة الأدباء والكتاب الذين اختاروا عبره نهايتهم، هو المشكلة الفلسفية الوحيدة، فيما يصفه المتشائم كافكا بالحل الوحيد الممكن، وهو التفسير الذي أراه قريباً لفكر أولئك الذين ارتكبوه ووجدوا فيه فقط إجابة لتساؤلاتهم! على النقيض منهم، نَعم عظماء آخرون بحياة كريمة، منهم الفرنسي إيميل زولا الذي تحول من فقيرٍ مُعدم لأحد أشهر الكتاب الفرنسيين، وليس ببعيدٍ عنه غابرييل غارسيا ماركيز أسطورة أمريكا اللاتينية، التي خرج منها البرازيلي المتصوف باولو كويلي، وكذلك لويس سوبلفيدا، فيما جادت علينا البرتغال بعبقريها الأدبي جوزيه ساراماجو.


المصدر: صحيفة الرؤية - كتاب ونهايات - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...