الأحد، 26 أبريل 2015

حزب الله.. الوجه الآخر.. المليشيا المأجورة

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الجزيرة 25-04-2015



عادة ما يحرص المحلل والكاتب على الاستماع لشتى وجهات النظر حتى يكون ملماً بأي قضيةٍ من جميع أوجهها، ويعي جيداً مواقف الأطياف منها على اختلافها، وحتى يستطيع أن يكتب بموضوعية ويتحدث بحرفية، ويؤثر على القارئ أو من يستمع له وخصوصا في الحوارات الإخبارية المسموعة والمقروءة.
قد تُكسر هذه القاعدة، ويتجاهل المحلل أو الكاتب شخصية عامة أو سياسية إن توصل لقناعة مفادها أن خطاباته إما معادة ومكررة وإنشائية أو لا تحمل مضمونا جديدا، أو عبثية تدوم لفترات طويلة ولا موضوع معين لها ، وإنما هي أشبه بالهلوسات الشخصية، كما جرت علية العادة في خطابات القذافي، التي كانت تستمر لساعات وفي نهايتها يخرج من يحضرها كما دخلها دون فائدةٍ تذكر!
لست هنا بصدد سرد أنواع الخطاب الموجه للآخرين، وما دعاني للتطرق لهذا الشأن هو خطاب ما كان يُعرف يوما بالمقاومة والممانعة، الأمين العام لحزب الله اللبناني المجرم حسن نصر الله الذي خطب كثيرا ونظر خلف قلاع محصنة، وصفقت له أيدي المغيبين ظناً أنه صلاح الدين، لكنه وبعد الربيع السوري، فقد بريقه واتضحت حقيقته بعد أن انتهت أكذوبة «الموت لإسرائيل» التي استبدلها بقتال السوريين، وقمعهم بالتحالف مع نظام بشار البعثي المجرم. كلمته الأخيرة والتي كانت تعليقا على العملية العسكرية باليمن، كسر فيها الأعراف الدبلوماسية لحديث حزب محلي عن دولة أخرى، كانت وعلى مدار سنين حربها الأهلية لسلمها الهش أكبر داعمٍ اقتصاديٍ لها بمبلغ لا يقل عن المائتين مليار دولار، وضامن لسلمها الذي توجه اتفاق الطائف ثمانينات القرن المنصرم، والذي أنهى خمسة وعشرين سنة من الحرب الأهلية اللبنانية التي شُرِّد بسببها وأصيب وقُتل ثلث السكان!
راعي «بروبوجاندا أكذوبة المقاومة» التي غرر بها البسطاء من مذهبة ومن السنة على السواء، وجه رسائل ضمنية في خطابه. أكثر ما استرعى انتباهي فيها هو وصفه لضعف الرد الحوثي على عاصفة الحزم، وتسميته بالصبر الاستراتيجي، الذي أظنه عنى فيه أن يقول، إن أحد الخيارات التي سيعمد الحوثيون لها هو إثارة القلاقل والتفجيرات والاقدام على عمليات ارهابية تنال من الأمن والسلم المجتمعي السعودي، عبر خلايا نائمة لعناصر جندتها طهران وذراعها في لبنان حزب الله، لاستخدامها حين الحاجة لها في نقل الحرب الحوثية الايرانية في الأساس للداخل السعودي، وعلى شاكلة ما حدث في البحرين حديثاً، ومن قبلها في الكويت وحتى في المملكة عبر الأحداث المجرمة التي طالت عدة مواسم للحج، يُضاف له اضطرابات وعمليات إرهابية قام بها غوغائيون، واستهدفوا من خلالها رجال أمن في المنطقة الشرقية من المملكة، وأحداث العوامية تندرج في نفس الإطار.
لم يكن هذا فقط التهديد الوحيد الذي تضمنته كلماته، بل ألمح بأن الخيارات الحوثية للرد ستنال من المدن الحدودية السعودية اليمنية كنجران وجيزان، مثنيا على جماعة أنصار الله الحوثية وقائدها الشاب «كما سماه» عبدالملك الحوثي، ومتباكياً عليهم عبر وصفهم بالمظلومين الذين تعرضوا لاعتداء وتدخل سعودي، متناسيا أن الرئيس اليمني الشرعي والمُعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي هو من استنجد بالجامعة العربية وبدول الخليج وبالسعودية، لإيقاف الانقلاب على الشرعية في اليمن، وللتصدي لأنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، بعد أن توجه تحالفهم نحو صنعاء للاستيلاء عليها، وبعد رفضهم للحوار في الرياض والدوحة، وعقب انقلابهم على المبادرة الخليجية واستيلائهم على العاصمة، وانقضاضهم على شرعية الرئيس هادي وعزلهم لحكومته المشكلة حديثا وفرض الإقامة الجبرية على وزرائها وسجن آخرين!
حسن نصر الله عميل إيران طالب بوقف الغارات الجوية لقوات التحالف بحجة أنها لم تحقق أهدافها، وهو في هذا كاذب ويقول ما يخالف الواقع، فيما ميليشياته والحرس الثوري الإيراني وعصائب أهل الباطل العراقية تقاتل في سوريا إلى جانب نظامها البائد ولم تستطع حتى اللحظة حسم المعركة ولا توسيع مساحة ما زال تحت سيطرة النظام من أراضي لا تتجاوز في مساحتها ثلث الأراضي السورية!
حزب الله حزب مشبوه ترك حدود لبنان الشمالية التي كان يرابط فيها حسب ادعاءاته، وكرس جل قدراته لدعم النظام السوري الآيل للسقوط، بعد تلقيه تعليمات أسياده في طهران، نسي أنه من يتدخل في شأن الآخرين، وتغاضى عن كون ملالي إيران هم من يستخدموه لتغذية الطائفية في لبنان وغيرهم ممن على شاكلته في اليمن والعراق وسوريا ودول الخليج، وحتى في دول جاره كباكستان وأفغانستان، وفي كل مكان تسعى طهران لمد نفوذها له عبر أقليات شيعية استقطبت وجندت أفراد منها لتنفيذ أجنداتها وأطماعها!
لقد توقفت عاصفة الحزم بعد أن حققت أهدافها، وبدأت عملية إعادة الأمل لليمن الشقيق.


المصدر: جريدة الجزيرة - http://www.al-jazirah.com/2015/20150425/av8.htm

الثلاثاء، 21 أبريل 2015

الكذبة الإيرانية

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرياض 20-04-2015

 


تعودنا ونحن أطفال حال تعرضنا للوعيد والتهديد من أهالينا إن ارتكبنا خطأً أن نخوف "بالبعبع"، فما كان من الأمر إلا أن نفغِر أفواهنا ويصيبنا الخوف والذعر الممزوج بالبكاء وبسراب وعود الطفولة البريئة بعدم إغضاب الوالدين وارتكاب ما ينهوننا عنه.
ما أثار في نفسي طمأنينة بأثرٍ رجعي وأعادني لمخاوف الطفولة الغابرة هو معرفتي حديثاً أن بعبعنا موجود بالصفة نفسها أيضاً عند الإنجليز ويسمونه "Boogeyman"، وبسببه ترتعد أوصال أطفالهم أيضاً، لكنهم وبخلافنا لما كبروا واشتد أزرهم وجدوا أن لا بعبع فعلياً، وما يخيفهم فقط هو ما هم مؤمنين بعدم مقدرتهم عليه ويأسهم من قهره، أما سواه من معضلات الدنيا، فمهما كبرت فيستطيعون مواجهته وحله بالعمل الدؤوب.
إيران هي البعبع والمارد المخيف هذه الأيام، أو هذا ما أريد لها أن تكون، لكونها طرف أدخل نفسه في نزاع مع الجميع من دون استثناء، عبر اصطفافها مع زمرة من القمعيين والانقلابيين الذين بما فعلوا ويفعلون يساهمون في تنفيذ خططها وأجندتها الإقليمية في منطقة الخليج العربي خصوصاً، وإن تعدتها تدخلاتها لما بعد الخليج.
وما القنبلة النووية التي تسعى لامتلاكها إلا الفزاعة التي اكتشفت أنها العصا السحرية التي ستفتح لها أبواب المفاوضات والتفاهم مع العالم والغرب، فالأخير لديه فوبيا من امتلاك أي دولة عقائدية من العالم الثالث وديكتاتورية قمعية لسلاح دمارٍ شامل وبأيدٍ غير أمينة قد تُقدم على استعماله يوماً من دون أن تحسب حساب عواقبه الوخيمة، ودماره الذي سيطال أثره العالم لعقود طويلة، وهو الذي تمثل أمامه ذكرى هيروشيما وناجازاكي اليابانية وكارثة تشيرنوبيل.
ربما يقاطعني رأيٌ مخالف، ويقول لي مؤكد أن إيران بالفعل "بعبع" ومارد مخيف، فهي تمتلك البوارج الحربية والغواصات والمدفعية وخمس قواعد حربية على الخليج العربي وعدد لا محدود من الصواريخ والطوربينات والزوارق السريعة، ومقاتلين معهم جوازات لدخول الجنة إن شاركوا في الحرب المقدسة، تحميهم فيها وتحفزهم فتاوى الملالي والمعممين، وهم يرددون على مسامعهم على الدوام عبارات الموت لإسرائيل وأمريكا، فيما قياداتهم السياسية تتفاوض مع الأخيرة بالسر والعلن، وتشاركهم المصالح، بل تتعاون معهم وتقدم خدماتها لهم كما فعلت سابقاً في أفغانستان والعراق!.
هي وجهة نظر لابد من أخذها في الاعتبار، لكن الأجدى هو أن نعي أن جميع ما ذكر من وسائل القوة في يد حكومة طهران لا تعدو أن تكون قنابل صوت، تخيف ولكن لا تحدث أي ضرر إن بادرنا فوراً بتطبيق استراتيجية عسكرية قائمة على زيادة عدد القواعد العسكرية الصغيرة والمتنقلة لدول الخليج العربي وعلى امتداده، وعدم الركون فقط على المركزية الكبيرة منها، التي قد يسبب استهدافها شللاً، وتزويد القواعد بأنظمة الإنذار المبكر، والأسلحة غير التقليدية والتكتيكية، وعدم الاعتماد فقط على البوارج الحربية والسفن الثقيلة سهلة الاستهداف، بل على منظومة الزوارق الحربية السريعة والصغيرة القادرة على المناورة والاستهداف، إضافة إلى تكثيف وجود كاسحات الألغام البحرية ونشرها، التي سيعمد الإيرانيون على زرعها بكثرة بعد أن عملوا طوال الفترات الماضية على تصنيع أعداد كبيرة جداً منها محلياً.
الطيران الحربي البحري يجب أن يحظى بعنايةٍ خاصة في العالم العربي وكذلك جنود البحرية المدربين وذوي الكفاءة العالية، فحروب الزمن الحاضر تكنولوجية أكثر منها تقليدية، ويسهم سلاح الجو فيها بالدور الأكثر فعالية في الضربات الاستباقية وتدمير أهداف العدو وشل إمداداته، كما يسهل لها ومن الجو ملاحقة التحركات البحرية للقوارب والسفن السريعة وتدميرها قبل أن تصل لأي هدف.
صحيح أن الجيش الإيراني كبير العدد، إلا أنه يفتقر إلى السلاح الجوي الحديث والفعال نتيجة الحصار المفروض عليه، كما أن التكنولوجيا المستخدمة في تسليحه لم تصل لدرجة المتطورة والمعقدة، فمنظومة راداراته رغم كثرتها إلا أنها لا تجاري الغربي الحديث، وكذلك ينطبق الحال على صواريخه، التي يمكن التصدي لها بمنظومة الدفاع الجوية المتقدمة التي يمتلكها الغرب ويجب أن تتسلح بها جيوش المنطقة، لتكون أكثر قدرة على خوض الحرب بأكثر من تكنيك، فيما  يشارك طيران البحرية من جهة أخرى وإلى جانبه انتشار مكثف لجنود البحرية في جميع نقاط اليابسة البحرية وفي الجزر الصغيرة المنتشرة في الخليج العربي.
لا حدود خليجية برية مع إيران إلا عبر العراق، وعداه هو الخليج العربي الذي يجب أن يكون محصناً بتطبيق الاستراتيجية العسكرية المناسبة للتعامل مع الحدث حال حصوله، هذا بعد استعادة النفوذ العربي مجدداً في العراق، ودعم الأطراف غير الموالية لطهران والوقوف مع العشائر، وإلغاء تقسيمة بريمر للسلطة التي كرست الطائفية وحولت بغداد لساحة خلفية لإيران تمارس فيها ومن خلالها أطماعها، بعد أن استطاعت التخلص من كونها بوابة الخليج الشرقية وأحد حصونها المنيعة.
يجب أن تترافق الاستراتيجية العسكرية المذكورة سابقاً، مع حرب إعلامية موجهة للداخل الإيراني تبرز معارضته وإثنياته وأقلياته المضطهدة، وعلى وجه الخصوص إقليم الأحواز المطل على الخليج العربي الذي يعد المزود الاقتصادي الأول لحكومة طهران بغناه بالنفط والمعادن والموارد الطبيعية، كما أن أهوازه وأنهاره تحول مياهها لتغذية الأقاليم الإيرانية.
وبالتالي، فإن أي ثورة في الداخل الإيراني قد تشل قدرات حكومته وتربكها، وستسهم إلى جانب الوسائل الأخرى في القضاء على أسطورة البعبع الإيراني المخيف، الذي صنعناه بتجاهلنا وعدم التصدي له من البداية، فيما هو وبسبب مشكلاته الداخلية العديدة وتشتته بتدخلاته المختلفة إقليمياً وعربياً.. أوهن من بيت العنكبوت.


المصدر: جريدة الرياض - http://www.alriyadh.com/1040975

الاثنين، 13 أبريل 2015

دبلوماسية النفس الطويل

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الجزيرة 09-04-2015

 


المملكة العربية السعودية علمت واستشعرت أنها مقبلة على اشتباك لتكسير العظام وفرض عضلات تدير رحاها قوى جارة وإقليمية ودولية، وصراع طويل لا تمليه فقط المصالح الاقتصادية، بل باتت تحركه النزعات الدينية المذهبية والقومية، فوعت دروس الماضي البعيد والقريب جيداً وجعلت لنفسها سياسة النفس الطويل بديلاً لردات فعلها، بدلاً من المواقف الآنية الانفعالية، التي تُكسب الخصم وتزيده قوة بدلاً من إضعافه. فتخلت عن الخيار العسكري التقليدي المعمول به والمتمثل بدعم الجماعات المعارضة والمليشيات المسلحة كما فعلت إيران وروسيا في سوريا وأوكرانيا مثلاً، واتبعت نهج الحرب الاقتصادية، التي تلوي الأذرع دون كسرها, وخفض أسعار النفط كان أنجحها وأقلها خسارة وأكثرها جدوى. فأثبتت من خلالها أنها قادرة على إحداث الفرق ليس عبر الدخول مباشرة في النزاعات وإنما عبر الضغط على الدول التي تؤججها، وبذلك أطرت الدبلوماسية الباردة والهادئة بدون رعونة، وبرأيي إنها ستنجح فيه بالضغط على من يشكل تهديداً لمصالحها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية كروسيا وإيران مثلاً، واللتان يعتمد اقتصادهما بشكل كبير على إنتاجهما من النفط، وخصوصاً طهران المتضرر الأكبر بانخفاض أسعار الذهب الأسود، الذي يشكل العنصر الأكبر لميزانيتها العامة، والتي سيحدث العجز بها انعكاساً سلبياً على الداخل الإيراني المشبع بالهموم والهش، في ظل سياسة حكومته الخارجية المشتتة ما بين مفاوضات برنامجها النووي، وتدخلها السافر في العراق وتأجيجها لنار الطائفية في البحرين ولبنان وأخيراً في اليمن عبر ميليشيات الحوثي الانقلابية التي قفزت على السلطة واحتلت المدن ونشرت فيها شعارات «الموت لإسرائيل وأمريكا»، فيما تتفاوض معها بالسر وتحمي سفارتها ورعاياها ومصالحها!
لا تعد السياسة فقط فن إدارة النزاعات, ولكنها أيضاً تمثل الكيفية بالخروج منها منتصراً دون أن تخسر الآخرين بمقدار احتوائهم وثنيهم عن ما يضرك وإيصال رسالتك وفكرتك والعمل بمفهومها دون أن تخسر قطرة دمٍ واحدة!


المصدر: جريدة الجزيرة - http://www.al-jazirah.com/2015/20150409/av4.htm

السبت، 4 أبريل 2015

مداخلة صحفية مع جريدة عكاظ: "إيران في حالة تخبط.. والحوار في الرياض"

03-04-2015



اعتبر محللان سياسيان في استطلاع لـ «عكاظ» أن الحالة الإيرانية حيال ما يجري في اليمن اليوم تتسم بنوع من التخبط وعدم القدرة على استيعاب ما يجري، وذلك بفعل عنصر المفاجأة الذي حققته عاصفة الحزم، مؤكدين أن الرياض هي المكان المناسب للحوار، وما دعوة إيران إلا محاولة من أجل لعب دور ليس لها.

وأوضح الكاتب والإعلامي عماد أحمد العالم أن الدعوة الإيرانية للحوار في اليمن والتي صرح بها مساعد وزير الخارجية الإيراني عبدالأمير اللهيان؛ تعكس حالة التخبط الإيرانية نتيجة الصدمة من الضربة العسكرية لمواقع وتجمعات وأسلحة جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مبينا أن حالة الارتباك تظهر في دعوة إيران للحوار فيما هي لا تملك أدوات الحوار ولا مؤهلاته للأطراف اليمنية، لكونها أحد الأطراف الخارجية المؤثرة سلبيا في الوضع اليمني.

وأكد أن الدعوات الإيرانية المزعومة للحوار لا تتعدى فرقعات إعلامية تسعى من خلالها إما للتأثير على الحملة العسكرية عبر إعطاء فرصة للحوثيين لالتقاط أنفاسهم والاستعداد للحرب البرية، أو أنها تسعى لأن تجد لنفسها موطئ قدم في أي حل مستقبلي للمسألة اليمنية، لكن يضيف العالم؛ يجب ألا تمنح إيران الفرصة لذلك ولا أي فصيل تعاون معها ويجب أن يستثنوا من طاولة المفاوضات وأن لا يمنحوا أي دور، فهم أطراف زعزعة الاستقرار في اليمن والانقلاب على الشرعية.

من جهته، أكد المحلل السياسي عايد الشمري أن دعوة إيران للحوار والمفاوضات في اليمن بعد عاصفة الحزم لا معنى لها، فالمملكة دعت جميع الأطراف اليمنية للحوار لعدة أشهر فأين كانت إيران عن هذه الدعوات؟ مؤكدا أن الحوثي المدعوم من إيران الذي استمر عدوانه وانقلابه على الشرعية بعد احتلال صنعاء وواصل الزحف على عدن. وأضاف الشمري أن إيران في أثناء دعوة السعودية ودول الخليج العربي للحوار عقد اتفاقية طيران مباشر مع الحوثيين بين طهران وصنعاء بواقع ١٤ رحلة أسبوعيا وهذه الطائرات لا تنقل مسافرين بالتأكيد ولا يوجد جاليات يمنية في إيران تحتاج هذا العدد الكبير من الرحلات الأسبوعية بين البلدين، متابعا القول؛ هذه الطائرات تنقل أسلحة ومعدات عسكرية لعملائهم الحوثيين لقتل الشعب اليمني، لافتا أن إيران لديها مشروع توسعي تخطط لإضعاف المنطقة العربية. وأفاد العايدأن المملكة داعية سلم لا داعية حرب ولو عدنا للتاريخ لوجدنا أكثر اتفاقيات الصلح كانت برعاية سعودية منها اتفاقية الطائف بين الأخوة اللبنانيين واتفاقية مكة بين الأخوة الفلسطينيين.


المصدر: http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20150403/Con20150403762759.htm

الأربعاء، 1 أبريل 2015

مداخلة صحفية بشأن عاصفة الحزم مع جريدة اليوم

01-04-2015


عادل التركي- الدمام

عاصفة الحزم؛ الحرب التي يقول عنها البعض إنها صنعا التوازن التي ستعيد صياغة علاقة المملكة خاصة بالقوى العظمى، إلى جانب تأثير هذه الحرب على الوضع السياسي والاجتماعي السيكولجي للمجتمع السعودي.. فهناك آراء تؤيد فكرة أنها تكرس التلاحم الوطني، إلى جانب أن الحرب على الحوثيين للمساهمة في إنقاذ الشرعية وعدم ترك فرصة لميليشيات الحوثي للعبث بأمن واستقرار اليمن، وطدت العلاقة الاجتماعية بين المجتمع السعودي والشعب اليمني.
بداية، أوضح دحام العنزي أكاديمي وباحث سياسي، "أن تداعيات عاصفة الحزم على الصعيد الاجتماعي سواء كان للشعب السعودي أو اليمني أو حتى بقية المجتمعات العربية والإسلامية إيجابية جدا"، مدللا على ذلك بقوله: "إن الضربات التي تنفذها القوات الجوية السعودية إلى جانب قوات التحالف على مواقع الحوثيين أثبتت للمجتمع أن هناك قيادة حازمة وجادة فمثل ما هي صانعة سلام فهي قيادة حرب تردع المعتدي، وكل من يهدد أمن واستقرار المملكة". وأضاف، "أن عاصفة الحزم جددت ذلك التلاحم التاريخي بين الشعب اليمني والسعودي، والضارب أصلا بعمق التاريخ، حيث يجمعنا المصير المشترك والقومية العربية والدين المشترك وتلك الجغرافيا المتلاصقة على مدى التاريخ".
وأضاف العنزي، تلك المباركات الدولية لشرعية الضربات أعطت انطباعا واثقا للمجتمع السعودي والعربي أنه على حق وأن إنهاء التمرد الحوثي واجب ديني ووطني وعربي؛ مبينناً أن خروج الآلاف المؤلفة من اليمنيين البسطاء للشوارع يرفعون صور الملك سلمان يحفظه له فرحين مستبشرين بنصرة خادم الحرمين لهم كان دليلا واقعيا على أننا نقدم خدمة عظيمة للشعب اليمني الشقيق بطلب من قيادته الشرعية المتمثّلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير خارجيته.
وأشار العنزي حول تصريحات المتحدث العسكري باسم عاصفة الحزم العميد ركن عسيري وتأثيرها على الشعب السعودي واليمني والعربي، واصفا ظهوره اليومي بأنه فخر وعزة لاسيما عند تأكيده "بأن قوات التحالف لن تسمح لكائن من كان بتقديم الدعم والعون لميليشيا الحوثي مهما كان، وأن أمن المواطن اليمني أهم من أية خسائر مادية تدفع في الحرب".
ويضيف العنزي أن "المواطن العربي وخاصة اليمني والسعودي الخليجي يشعر أن حياته تغيرت وأنه أصبح في دول ومنظومات سياسية تستطيع تغيير المعادلة وقلب الطاولة على الأعداء. وأثبت الملك سلمان، حفظه الله، أنه زعيم لكل المسلمين وكبير للعرب لا يقبل التدخل الأجنبي في الشأن العربي، والمتمثل في الدعم الإيراني للحوثيين، مايستوجب إعادة النظام والمحافظة على شرعية الدولة اليمنية، وأن ذلك بمثابة الحفاظ على المجتمع والشعب اليمني.
أما المحلل السياسي المهتم بالشؤون الإيرانية عماد العالم فأوضح بقوله: "لقد أسهمت الضربة العسكرية محددة الأهداف "عاصفة الحزم" في تجديد ثقة المجتمع السعودي بقواته المسلحة وقدرتها على حفظ الأمن، وسرعة استجابتها وجاهزيتها لصد أي عدوان خارجي يستهدف حدودها أو يعتدي على السلم المجتمعي والتوافق السياسي لأيٍ من دول الجوار".
وأضاف العالم، عاصفة الحزم أكدت ما ينعم به المواطن السعودي ويلمسه يوميا من تنسيق مشترك بين مختلف قطاعات الدولة العسكرية، أسهم في أن يحظى بحياةٍ كريمة مستقرة وهادئة حتى في ظل أعتى الأزمات التي قد تضرب بلاده، حتى إن المواطن العادي يكاد لا يشعر بأن هناك حتى قلاقل على الحدود أو في إحدى دول الجوار، واستمر كلٌ في عمله وحياته دون أي خوف وقلق. وكيف لا وهو يعلم أن سماءه محروسة بصقور القوات الجوية الملكية ذات التجهيز العالي والكفاءة في الدفاع والهجوم وتحقيق الأهداف دون أي خسائر تذكر لتؤكد عملها بوصية الملك عبدالعزيز العسكرية والتي قال فيها: "دولة بدون طيران قوي لا تقدر أن تحمي شعبها ولا تحمي جيشها".
وأوضح العالم أن العلاقة بين الشعبين هي علاقة تاريخية أسسها المؤسس جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وسار على نهجه من خلفه من أبنائه خادمو الحرمين الشريفين، وحرصوا فيها على قيام يمن آمن ومستقر موحد، يحظى شعبه بالحرية والعدالة والكرامة، منذ تأسيس المملكة آخى الشعب السعودي شقيقه اليمني، وكلأه برعايته وحافظ معه على علاقات أخوية قوامها الدين والدم والعرق المشترك وعلاقات حسن الجوار، وتقاسم معه دون منٍ أو أذى النشاط الاقتصادي ومكنه من دعم اقتصاد بلادهم عبر استضافته لملايين الأشقاء اليمنيين الذين حظوا بمعاملة حسنةٍ من الدولة السعودية ومواطنيها.
وقال العالم: إن وحدة الصف الداخلي السعودي على تنوعه كرستها عدالة مجتمعية واقتصادية عبر سياسة ممنهجة لم تفرق بين أطياف المجتمع السعودي بل ساوت بينهم جميعاً وقدمت لهم البنية التحتية المتميزة والمشاريع الاقتصادية والصحية والتعليمية، كما وفرت للجميع سبل الحياة الكريمة، وسنت من القوانين ما يكفل الابتعاد عن التمييز والتفرقة وطبقتها بصرامة، فآمن بها شعبها وعمل وأصبحت ديدنه في التعامل، وهو الذي يظهر جليا واضحا في الأزمات والمحن، كما في الرخاء والاستقرار، مؤمنين بما تربو عليه من قيادتهم التي جعلت منهم أغلى ما تملك.
أيمان الحصين الباحثة الاجتماعية ورئيسة قسم الأسرة والمجتمع بإذاعة الرياض وصفت علاقة الشعب السعودي بالشعب اليمني بعلاقة "أصلها ثابت وفروعها ممتدة"، وأضافت "لسنا بحاجة للتذكير بروابط القربى والنسب والجوار التي نشترك فيها معهم فكلها أمور لايمكن تجاهلها، مؤكدة أن المتبصر الواعي لايمكن له أن ينسف تلك العلاقة أو يقطع أوصالها لمجرد تكهنات حاقدة أو أقاويل مغرضة هدفها دق الأسافين في علاقتنا الأخوية مع الشعب اليمني!"
واستطردت الحصين: "المتأمل لجغرافية اليمن وتاريخه العريق يلحظ حجم التنوع الذي يعيشه الإنسان هناك .. تنوعا (مذهبيا وقبليا) ومع ذلك استطاع أن يخلق جوا من الألفة والتآخي مع نفسه ومع الشعوب المجاورة، وعلى مدى عقود مضت .. فكيف لكائن أهوج أن يختطف ذاك التعايش ويصدع أركانه بسبب أطماعه المكشوفة ومخططاته البالية والتي لاهدف لها غير نسف تاريخ المنطقة برمته وتقسيمها حسب أهوائها المريضة..!"
وأردفت الحصين، "إن كل الأطراف في اليمن السعيد يجب أن تعي خطورة المرحلة وأن خيارها الأوحد هو (وحدة اليمن وسلامة إنسانه وأرضه) ! ولم تكن " عاصفة الحزم " التي جاءت تلبية لنداءات الاستغاثة التي أطلقها أهالي اليمن حكومة وشعبا، إلا مظهرا من مظاهر التلاحم بين البلدين لدحر الفتنة وإخمادها".


المصدر: جريدة اليوم - http://www.alyaum.com/article/4057450

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...