الأربعاء، 1 أبريل 2015

مداخلة صحفية بشأن عاصفة الحزم مع جريدة اليوم

01-04-2015


عادل التركي- الدمام

عاصفة الحزم؛ الحرب التي يقول عنها البعض إنها صنعا التوازن التي ستعيد صياغة علاقة المملكة خاصة بالقوى العظمى، إلى جانب تأثير هذه الحرب على الوضع السياسي والاجتماعي السيكولجي للمجتمع السعودي.. فهناك آراء تؤيد فكرة أنها تكرس التلاحم الوطني، إلى جانب أن الحرب على الحوثيين للمساهمة في إنقاذ الشرعية وعدم ترك فرصة لميليشيات الحوثي للعبث بأمن واستقرار اليمن، وطدت العلاقة الاجتماعية بين المجتمع السعودي والشعب اليمني.
بداية، أوضح دحام العنزي أكاديمي وباحث سياسي، "أن تداعيات عاصفة الحزم على الصعيد الاجتماعي سواء كان للشعب السعودي أو اليمني أو حتى بقية المجتمعات العربية والإسلامية إيجابية جدا"، مدللا على ذلك بقوله: "إن الضربات التي تنفذها القوات الجوية السعودية إلى جانب قوات التحالف على مواقع الحوثيين أثبتت للمجتمع أن هناك قيادة حازمة وجادة فمثل ما هي صانعة سلام فهي قيادة حرب تردع المعتدي، وكل من يهدد أمن واستقرار المملكة". وأضاف، "أن عاصفة الحزم جددت ذلك التلاحم التاريخي بين الشعب اليمني والسعودي، والضارب أصلا بعمق التاريخ، حيث يجمعنا المصير المشترك والقومية العربية والدين المشترك وتلك الجغرافيا المتلاصقة على مدى التاريخ".
وأضاف العنزي، تلك المباركات الدولية لشرعية الضربات أعطت انطباعا واثقا للمجتمع السعودي والعربي أنه على حق وأن إنهاء التمرد الحوثي واجب ديني ووطني وعربي؛ مبينناً أن خروج الآلاف المؤلفة من اليمنيين البسطاء للشوارع يرفعون صور الملك سلمان يحفظه له فرحين مستبشرين بنصرة خادم الحرمين لهم كان دليلا واقعيا على أننا نقدم خدمة عظيمة للشعب اليمني الشقيق بطلب من قيادته الشرعية المتمثّلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير خارجيته.
وأشار العنزي حول تصريحات المتحدث العسكري باسم عاصفة الحزم العميد ركن عسيري وتأثيرها على الشعب السعودي واليمني والعربي، واصفا ظهوره اليومي بأنه فخر وعزة لاسيما عند تأكيده "بأن قوات التحالف لن تسمح لكائن من كان بتقديم الدعم والعون لميليشيا الحوثي مهما كان، وأن أمن المواطن اليمني أهم من أية خسائر مادية تدفع في الحرب".
ويضيف العنزي أن "المواطن العربي وخاصة اليمني والسعودي الخليجي يشعر أن حياته تغيرت وأنه أصبح في دول ومنظومات سياسية تستطيع تغيير المعادلة وقلب الطاولة على الأعداء. وأثبت الملك سلمان، حفظه الله، أنه زعيم لكل المسلمين وكبير للعرب لا يقبل التدخل الأجنبي في الشأن العربي، والمتمثل في الدعم الإيراني للحوثيين، مايستوجب إعادة النظام والمحافظة على شرعية الدولة اليمنية، وأن ذلك بمثابة الحفاظ على المجتمع والشعب اليمني.
أما المحلل السياسي المهتم بالشؤون الإيرانية عماد العالم فأوضح بقوله: "لقد أسهمت الضربة العسكرية محددة الأهداف "عاصفة الحزم" في تجديد ثقة المجتمع السعودي بقواته المسلحة وقدرتها على حفظ الأمن، وسرعة استجابتها وجاهزيتها لصد أي عدوان خارجي يستهدف حدودها أو يعتدي على السلم المجتمعي والتوافق السياسي لأيٍ من دول الجوار".
وأضاف العالم، عاصفة الحزم أكدت ما ينعم به المواطن السعودي ويلمسه يوميا من تنسيق مشترك بين مختلف قطاعات الدولة العسكرية، أسهم في أن يحظى بحياةٍ كريمة مستقرة وهادئة حتى في ظل أعتى الأزمات التي قد تضرب بلاده، حتى إن المواطن العادي يكاد لا يشعر بأن هناك حتى قلاقل على الحدود أو في إحدى دول الجوار، واستمر كلٌ في عمله وحياته دون أي خوف وقلق. وكيف لا وهو يعلم أن سماءه محروسة بصقور القوات الجوية الملكية ذات التجهيز العالي والكفاءة في الدفاع والهجوم وتحقيق الأهداف دون أي خسائر تذكر لتؤكد عملها بوصية الملك عبدالعزيز العسكرية والتي قال فيها: "دولة بدون طيران قوي لا تقدر أن تحمي شعبها ولا تحمي جيشها".
وأوضح العالم أن العلاقة بين الشعبين هي علاقة تاريخية أسسها المؤسس جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وسار على نهجه من خلفه من أبنائه خادمو الحرمين الشريفين، وحرصوا فيها على قيام يمن آمن ومستقر موحد، يحظى شعبه بالحرية والعدالة والكرامة، منذ تأسيس المملكة آخى الشعب السعودي شقيقه اليمني، وكلأه برعايته وحافظ معه على علاقات أخوية قوامها الدين والدم والعرق المشترك وعلاقات حسن الجوار، وتقاسم معه دون منٍ أو أذى النشاط الاقتصادي ومكنه من دعم اقتصاد بلادهم عبر استضافته لملايين الأشقاء اليمنيين الذين حظوا بمعاملة حسنةٍ من الدولة السعودية ومواطنيها.
وقال العالم: إن وحدة الصف الداخلي السعودي على تنوعه كرستها عدالة مجتمعية واقتصادية عبر سياسة ممنهجة لم تفرق بين أطياف المجتمع السعودي بل ساوت بينهم جميعاً وقدمت لهم البنية التحتية المتميزة والمشاريع الاقتصادية والصحية والتعليمية، كما وفرت للجميع سبل الحياة الكريمة، وسنت من القوانين ما يكفل الابتعاد عن التمييز والتفرقة وطبقتها بصرامة، فآمن بها شعبها وعمل وأصبحت ديدنه في التعامل، وهو الذي يظهر جليا واضحا في الأزمات والمحن، كما في الرخاء والاستقرار، مؤمنين بما تربو عليه من قيادتهم التي جعلت منهم أغلى ما تملك.
أيمان الحصين الباحثة الاجتماعية ورئيسة قسم الأسرة والمجتمع بإذاعة الرياض وصفت علاقة الشعب السعودي بالشعب اليمني بعلاقة "أصلها ثابت وفروعها ممتدة"، وأضافت "لسنا بحاجة للتذكير بروابط القربى والنسب والجوار التي نشترك فيها معهم فكلها أمور لايمكن تجاهلها، مؤكدة أن المتبصر الواعي لايمكن له أن ينسف تلك العلاقة أو يقطع أوصالها لمجرد تكهنات حاقدة أو أقاويل مغرضة هدفها دق الأسافين في علاقتنا الأخوية مع الشعب اليمني!"
واستطردت الحصين: "المتأمل لجغرافية اليمن وتاريخه العريق يلحظ حجم التنوع الذي يعيشه الإنسان هناك .. تنوعا (مذهبيا وقبليا) ومع ذلك استطاع أن يخلق جوا من الألفة والتآخي مع نفسه ومع الشعوب المجاورة، وعلى مدى عقود مضت .. فكيف لكائن أهوج أن يختطف ذاك التعايش ويصدع أركانه بسبب أطماعه المكشوفة ومخططاته البالية والتي لاهدف لها غير نسف تاريخ المنطقة برمته وتقسيمها حسب أهوائها المريضة..!"
وأردفت الحصين، "إن كل الأطراف في اليمن السعيد يجب أن تعي خطورة المرحلة وأن خيارها الأوحد هو (وحدة اليمن وسلامة إنسانه وأرضه) ! ولم تكن " عاصفة الحزم " التي جاءت تلبية لنداءات الاستغاثة التي أطلقها أهالي اليمن حكومة وشعبا، إلا مظهرا من مظاهر التلاحم بين البلدين لدحر الفتنة وإخمادها".


المصدر: جريدة اليوم - http://www.alyaum.com/article/4057450

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...