الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

الأمريكان والإنجليز.. واختلاف الأعراف

الأمريكان والإنجليز
بقلم: عماد أحمد العالم
 
تختلف الأعراف والتقاليد والعادات الاجتماعية والثقافية في بريطانيا عنها في الولايات المتحدة، مع العلم أن اللغة والتبعية السياسية واحدة والآراء مشتركة. ومع أن كلا المجتمعين متحضر ومتمدن ويتمتع بكامل الحرية للتعبير عن الرأي دون خوف أو ترقب لمقص الرقيب، إلا أنهما يتناقضان أحياناً في آلية التنفيذ.
يقال دوماً أن أكثر ما تسمعه في المملكة المتحدة عبارة “شكراً”  “ولو سمحت” بداعٍ وبدون. إن يوماً تحتم عليك فيه استخدام أحد الكلمتين السابقتين ولم تفعل، سيكون موقفك مستهجناً، ترمقك نظرات التأنيب، كذلك الحال إن وقفت في الجانب الأيمن من السلم الكهربائي المتحرك، فلا تتعجب حينها لو نظر لك باشمئزاز، لأن “سعادتك” تقف في الجانب المخصص لمن هم في عجلةٍ من أمرهم، تماماً كما يحدث من قادة السيارات في الخطوط السريعة في بعض دولنا الموقرة، حينما يشعرك القادم من الخلف أن أمراً جلل قد يحدث إن لم تفسح له الطريق، وإلا فقد أعذر من أنذر، ولك أن تشعر بالعمى جراء استخدامه لكامل أضواء المركبة لإزعاجك، هذا عدا ضربة خفيفة من الخلف لإرعابك!
عودةً إلى الإخوة الإنجليز، إن كنت يوماً محظوظاً وتم نقلك لتعمل في عاصمة الضباب وسكنت في عمارة مكثت فيها أشهراً دون أن يلتفت فيها أحدٌ إليك أو يحيك “بصباح الخير”، فكل ما عليك عمله هو التوجه لأقرب متجر للحيوانات الأليفة أو دور رعاية الأيتام منها، واقتني كلباً أو قطة واستيقظ باكراً إما لأخذه في نزهه أو الجلوس مداعباً له في شرفة المنزل وتعمد أن ترمقه بنظرة حبٍ وحنان، فحينها تأكد أنك ستلقى السلام والاحترام وبالذات من الجنس اللطيف، فقد أثبت أنك إنسانٌ رقيق “ذو ذوق” ومحب وعطوف على الحيوان!
من المعروف أن الشعب الإنجليزي من الأقوام المتمسكة بتاريخها وثقافتها ويفخرون بملكيتهم العتيدة، فبخلاف أغلب الدول الأوروبية التي انقلبت على الملكية، أصر الشعب عليها وأطرها بما يسمى بالملكية الدستورية، حيث يملك الملك ولا يحكم.
على النقيض منهم “الأمريكان”، فهم في الأغلب أكثر تحرراً وكسراً للقيود والأعراف، متعددي الثقافات والطبائع، إن أردت يوماً أن تغضبهم، فما عليك فعله أن تعرض عليهم أو تفرض “الملكية”.
أتذكر موقفاً طريفاً لأحد الأمريكيين حينما قال: أبكي كلما نظرت لولي العهد الأمير تشارلز، وأرثي لحال الملكة التي تعيش في قلعة!. موقفٌ آخر حدث في أحد البرامج التلفزيونية الأمريكية كانت الضيفة فيه الدوقة سارة طليقة الأمير أندرو، سئلت كيف لك العيش في قلعه قديمة تاريخية؟، أجابتهم بكل عفويه أن الأصعب في الأمر استخدام الحمامات وخصوصاً أنها قديمة.
أثارت إجابتها الجمهور فابتسم وصفق لها طويلاً معجباً ومقدراً سذاجة إجابتها، ولكن على النقيض، شنت عليها الصحف البريطانية حملةً شرسة واتهمتها بالإساءة للملكية، فحمامات “جلالتها” شأنٌ لا ينبغي الخوض فيه بالعلن.
حينما أصبحت “سيرة” الرئيس كلينتون إبان فضيحة المتدربة مونيكا حديث الساعة، انتهت القصة باعتذاره لشعبه وزوجته، فغفر له، بل زادت شعبيته، حتى أن استطلاعات الرأي وقتها أشارت فرضاً لو سمح لكلينتون إعادة الترشح لولايةٍ ثالثة لتم انتخابه دونما منافس.
المؤشر مما سبق، يظهر رزانة الشعب الإنجليزي وتحفظ إعلامه إلى حدٍ ما، فقد اكتسب الجدارة وحظي بالمصداقية. بخلاف نظيره الأمريكي.
إعلامياً كليهما ممثلان للنقيض، فالرزانة عامل خسارةٍ  لدى المشاهد الأمريكي وربحٍ لدى نظيره البريطاني (ويستثنى من ذلك صحافتهم الصفراء).
 

رابط المقال في شبكة الجديده:

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

لبنان وقضاياه وشورلكهومز

لبنان وقضاياه وشورلكهومز 

بقلم: عماد أحمد العالم


اتمنى أن لا يجعلكم مقالي هذا تعتقدون أني شورلوك هولمز، المحقق الفلته، حلال الألغاز والحجايا والداهيه التي لاتستعصي عليه جريمه، فأنا وبكل الأحوال أبسط من أي مواطنٍ عربي لديه قناعه مترسخه بأن السماء لا تمطر أجوبه والجرائم لا تحدث صدفه، فلكلٍ منها فاعل ومغدور به وشهود ووسيط وممول، جميعهم ينتمون لدائرةٍ إسمها المؤامره. إن كان المستهدف فيهاصديق فهي دنيئه، أما إن كان عدو "فتسلم يد اللي ذبحه". هذه بكل بساطه سيداتي سادتي المختصر المفيد لما يحصل في لبنان الان. فمنذ العام ١٩٧٥ أو بداية الحرب الأهليه ولبنان غارقٌ في دوامةٍ لا متناهيه من العنف والقتل السياسي والإغتيال الممنهج، فما تلبث الأجواء أن تهدء في البلد لفتره، حتى تفاجئنا ساحتها السياسيه بأحد التصفيات، وكأن الهدنه اللبنانيه الهشه منذ عقود ( رغم الإتفاقيات الداخليه برعايةٍ دوليه) تأبى الصمود امام مطامع الآخرين رغم حلم الشارع بعيد المنال.

على مدار الأيام الماضيه، كانت مشاهدتي للأخبار مركزه نوعاً ما على التقارير التي تتحدث عن نبض الشارع وردة فعله تجاه حادث الإغتيال الآثم والذي نال من العميد وسام الحسن. شملت الإستطلاعات وجهات نظر مختلف الأعمار والإتجهات، والتي رغم توجهات إجاباتها، اتفقت جميعاً بدون أي تنسيق مسبق على واقعٍ واحد، ألا وهو الشعور العام بالتبلد وتقبل الصدمه واللامبالاه تجاه الخوف من المجهول أو القادم.!

يبدوا أن الخوف والقلق على الحياه لم يعد من منظور اللبنانين أمراً قلقين تجاهه، والدليل أن الحياه سرعان ما تعود لمجاريها بعد كل حادث، فلا يتوقف الزمن ولا الإكتئاب يسيطر على عقول الناس. لن ترى شوارع بيروت خاليه من الماره ولا "السوليتير" أو "الداون تاون"، كما أن شارع الحمرا لم يفقد بريق زواره..

رياضياً كم نسبة جرائم الإغتيال التي صدر فيها اتهام وعقاب من حوالي الاربعين سنه، ما هي نتائج التحقيقات في حوادث الإغتيالات والتفجيرات وكم عدد من تم تجريمه وإيقاع العقاب به؟ هل من المنطق أن لا يعلن عن الأيدي الخفيه وراء كل "مصيبه"، لم في لبنان فقط تعجز أجهزة المخابرات عن كشف الفاعل؟، هل من المعقول ان لايكشف حتى الان من هم مثلاً قتلة كمال جنبلاط أو جورج حاوي أو رفيق الحريري أو جبرات تويني أو سمير قصير.......، والقائمة تطول..

لم حين يتعلق الأمر بالقاعده والتشدد الديني كما يسمونه تستنفر كل القوى الأمنيه وال سي آي آيه والإف بي آي والإنتربول وال إم آي ٦ والكاي جي بي، و و و و و و رو إلى النهاية!

السبب باعتقادي أن العالم أجمع قد اجمع أن الحفاظ على السلم الأهلي بعيد المنال في لبنان أهم وأولى من كل روحٍ تزهق، وأن من مصلحة الجميع أن لا تكشف يد القتله وتواطؤ أجهزة المخابرات الصديقه منها قبل العدوه. فالصديقه مثلاً لا تضيع عن رجالاتها شارده وتعلم كيف تقتفي أثر العدوه، التي هي أيضاً لا يغيب عنها الأولى، والعملاء مزدوجي الإنتماء كثر في ظل فوضى أريد لها أن تستمر بحيث تكون لبنان الساحه الخلفيه لكل من أراد المسوامه والتمرد والسيطره..


رابط القاله في جريدة المرصد بتاريخ  28-10-2012:
http://www.al-marsd.com/article/view/10156-لبنان-وقضاياه-وشورلكهومز.html

السبت، 27 أكتوبر 2012

الجيش اللبناني وكرامته المهدوره

الجيش اللبناني وكرامته المهدوره
بقلم: عماد أحمد العالم
23-10-2012  

عذراً أفراد القوات المسلحه, فلا أقصد بهذا العنوان أي استفزازٍ لمشاعركم ولا إنقاصٍ من مكانتكم ولا استفزازكم لتخوضو معركةً أهليه مع أبناء وطنكم, وإنما هو تساؤلٌ لطالما تمنيت طرحه والإجابة عليه من أحد الأطراف اللبنانية أياً كان انتماؤها ومرجعيتها وطائفتها.
لو لاحظتم لم أقل في عبارتي السابقه "الدوله اللبنانيه", فهي مغيبه تقريباً وبدون مبالغه منذ استقلالها. فلا مرجعية لها فعلياً إلا في المحافل الدوليه والمؤتمرات والزيارات وأحياناً في قضايا الغاز والكهرباء وبعض هموم الحياه ومشاكل المواطن البسيط. أما فيما يختص بسيادة الدوله وقرارها وأمنها الداخلي وسياساتها الخارجيه, فالأراء متعدده تعدد الطوائف والإنتماء الحزبي والأيديولوجي في دولةٍ هي من الأصغر عربيا ً على صعيد المساحه, لكنها الأكثر استباحةً في السياسه. على مدى عقود لبنان الحديث لم يتمتع البلد بتوافقٍ شعبيٍ واحد على أحد القرارات المصيريه. المحصله, حرب أهليه امتدت لأكثر من خمسٍ وعشرين سنه, لا يزال المواطن اللبناني يحيا تبعاتها, فبعد أن فقد فيها وأصيب ثلث السكان وهجر الثلث الأخر, لا تزال بعض القوى تلعب دوراً قذراً في عدم الإستقرار والفوضى الأمنيه, فهي باعتقادها أن الساحه اللبنانيه بمثابة ورقه للمرابحه والمفاوضه. تارةً سوريا التي جثمت أكثر من ثلاثين سنةٍ على صدور اللبنانين, وأخرى أيران التي أوجدت لنفسها ذراعاً طولى عبر حزب الله, الممثل لسيساتها الخارجيه والراعي الرسمي العسكري لمواقفها في المنطقه وفي عقودٍ سابقه وحالياً أيضاً إسرائيل وعملائها.
لو تساؤلتم معي, كيف يكون لجيش الدولة هيبه في ظل وجود أكثر من طرف, بعضه مسلح بشكلٍ أقوى من الجيش؟, وكيف يكون للجيش سلطه على الواقع الأمني إن كانت رداة فعله محسومه مسبقاً بالحياد ومحاولة فض الإشتباك!
الجيش في كل دول العالم ليس بلجنة الحكماء ولا هو حيادي تجاه أمن الوطن, هو عصا غليظه لكل من عصا وتجبر, لكل من "فرد عضلاته" على حساب الأخر, لكل من يهدد السلم الأهلي والإستقرار, لا كبيرعليه, وإنما يصغر الكبار له. بياناته لا تحمل عباراة الرجاء, فزمنها قد ولى, بل هي تحذير نهائي, يليه عمل كل ما يلزم لحفظ الأمن وكفى.
ما معنى أن يقتل العديد في الأراضي اللبنانيه وخصوصاً طرابلس؟ وما معنى أن يكون سكان أحد أحيائها شوكةً في عنق الأخر؟, كيف سمح الساسه في لبنان والمفترض أنهم حكماؤها منذ البدايه لدول خارجيه لا تربطها ببعضهم إلا أخوة المذهب بأن يسلحو ويقوو طائفه على حساب الأخرى, حتى تكون ورقةً بيدهم متى احتاجولعبها. كيف يسمح الجيش الوطني اللبناني أن يرى بعينيه الأسلحه مرفوعه بجهتي الشارع الذي يتوسطه دون أن يكسرها في أقل الأحوال أو على الأقل أن يحرك ساكناً!
لم يعد الأمر مقصوراً على الأحزاب, بل دخلت بعض العائلات "على الخط" وهو ما شاهدناه في الفترة الماضيه من استعراض إحداها لجناحها العسكري ومؤتمراتها الصحفيه!
لن يقوم للبنان قائمه ولن تطرد طيور الظلام من ترابه إلا وأولا ًبجيشٍ عربيٍ لبناني ممثل بأساس الوطنيه, مدني الأيديولوجيه, عسكري الهوى, كالأعمى والأصم لايرى الظاهر ولايستمع للأخر بل يعمل لهدفٍ واحد هو استقرار أرضه ونماؤها وسلامة مواطنيه والمحافظة على مكتسباتهم وكسر قدم كل من يتجرأ على لبنان وأرضها ولو بالحديث. في ظل وجوده الموحد القوي لا قوه أوسلاح أو حتى قول يعلو فوق مصلحة الوطن, لا استخبارات إلا ما يتبع له, ولا معسكرات تدريب ومخازن أسلحه إلا مايخصه, فبخلاف ذلك ولمن رغب بوطء قدم غير صالحه, فعليه الهجره لبلد محرضه والإقامة فيها!
نصيحتي للبنان وشعبها أن ينفض من يديه ساسته المخضرمين, وأن يشد على يد جيشه, وأن يعمل لنبذ تقسيمته السياسيه الداخليه القائمه على المحاصصه الحزبيه والطائفيه والمناطقيه, فأوانها قد ولى واستمرارها ضمانة ٌ أكيده لاستمرار مسلسل الفوضى وتبعاته من حالة التشرذم والإنقسام وإعطاء الفرصه للغريب بأن يتحكم في شعبه وأرضه وينقل صراعاته الداخيه وأزماته للأرض اللبنانيه.
تذكروا أن لبنان ليست بمكبٍ للنفايات النوويه وليست ملعب كرة قدم يتنافس فيها الأخرون على الفوز, إنما هي أرض كل البنانيين وجيشه هو حامي حماها وكيانهم

شرف المحاوله

بقلم: عماد أحمد العالم
كتبت بتاريخ 16-10-2012
نشرت في منتدى الحوار والإبداع بتاريخ 19-10-2012

في معمعة الإنجاز غير المسبوق للسيد فيليكس وقفزته الشهيره, تملك عقلي فكرةٌ تتمحور حولنا نحن بني البشر, ومدى قدراتنا وما وصلنا له من تطور ٍ وتقدم لا زلنا نسعى للمزيد منه. ولكن, لن نصل لدرجة الكمال مهما بلغت قوانا وقدراتنا العقليه والذهنيه وإنجازاتنا العلميه والأدبيه والصناعيه والفضائيه والطبيه والتكنولوجيه.
لو طور العلماء والباحثين عقاراً أو وسيلةً جديده لعلاج يقضي على السرطان وأخر شافيا ًمن الأيدز وثالث لمرض الزهايمر واخريمنح أكسير الحياه والعمر الطويل والقائمة تطول, إلا أن ذلك لا يمنع أن نبتلى بأمراض ٍ أخرى تبقي معامل الأبحاث لاهثة ً لأيجاد الحلول لها, مهما حاول بني البشر,فلن يستطيعوا منع قضاء الله العلي القدير ولا تأخيره, فإن شاء سبحانه وتعالى أن يهلكهم بكوارث تحصد الملايين منهم, فليس ذلك على الله ببعيد. هي معادلة ٌ إلالهيه لن نقدر حلها بضغفنا كعبيد ٍ للخالق العظيم جل جلاله, فإن منحنا سبحانه عقلاً لنحيا به ونطور من حياتنا, فلن يعني ذلك بأي الأحوال أننا ملكنا الكون وحللنا أسراره, فالسلسله متواصله حتى لو قطع جزء ٌ منها فهي قادرة ٌ على أن تكتمل وتجمع أوصالها وتواصل.
قدراتنا محدوده وإن بدت شبه كامله وخارقه لأهل القرون الوسطى, فهي محصلة ٌ لعقل ٍ ادمي محدود القدرات رغما ً عن إنجازاته وصعوبة غور أجزائه, ومع ذلك لن نتمكن يوماً من الكمال ولا حتى السير بمحاذاته, ولن نقدر أن نجد حلولا ً لمشاكلنا المتعاقبه المتوارثه أيا ً كانت, ولكن يكفينا  إن حاولنا ولم ننجح شرف المحاوله, وهذا بالضبط ما ناله "فيليكس"

 

المصدر: http://www.menber-alionline.info/forum.php?action=view&id=13490&cat_id=37

لبنان ومسلسل الإغتيالات

بقلم: عماد أحمد العالم
كتبت بتاريخ 20-10-2012
نشرت في بوابة الشرق القطريه بتاريخ 22-10-2012
نشرت في جريدة اللواء اللبنانيه بتاريخ 01-11-2012 

 

زيارتي الأخيره للبنان كانت في أوائل العام ٢٠٠٥ وخروجي منها كان بأيامٍ قلائل قبيل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري، حتى أن آخر عشاءٍ لي في زيارتي تلك للبنان كانت في الفندق الذي غير بعيدٍ عنه جرى التفجير الإرهابي.
لا أنكركم القول وليس بسرٍ أني محظوظ بعدم تواجدي ذلك الوقت في بيروت وإلا لظهرت صوري وأنا أتناول عشائي البحري في الفندق البيروتي الساحر، ولكنت موضع تساؤلٍ لتواجدي في المكان أياماً قليله قبل المأساه، لأنني من أحد الجنسيات العربية المغضوب عليها التي طالما وجهت لها أصابع الإتهام في كل " مصيبةٍ " تحصل، مع العلم أنكم لو راجعتم تاريخ أفرادها السابق لوجدتم أنهم الأهدأ عربياً.
المهم وحتى لا يتحول الحديث هنا ليكون عن نشاطاتي السياحيه، أود القول أن تلك الحادثه البربريه التي أوقعت الحريري شهيداً، كانت بداية ً فعلية ً لمسلسل الإغتيالات السياسيه في لبنان، دون أن ننسى أنها بدأت بالمحاوله الفاشله لاغتيال النائب السابق عن الحزب التقدمي الإشتراكي مروان حماده والتي نجى منها بأعجوبه العام 2004 وراح ضحيتها حارسه الشخصي.
مربع إغتيالات العام ٢٠٠٥ وما تلاه حتى العام ٢٠١٢ كان دموياً وشهد تصفيةً جسديه لرموزٍ لبنانيه الأغلبية العظمى منها كانت من معارضي ومنتقدي النظام البعثي السوري. عدا إيلي حبيقه ( وهو من الموالين لنظام دمشق).  شملت الإغتيالات على التوالي كلاً من: إغتيال رفيق الحريري وسبعةً من مرافقيه بالإضافة إلى النائب باسل فليحان. في حزيران من نفس العام تم إغتيال الصحفي سمير قصير ورئيس الحزب الشوعي اللبناني جورج حاوي. في تموز وأيلول من نفس العام, نجا وزير الدفاع اللبناني السابق الياس المر والصحفيه مي شدياق من محاولتي إغتيالٍ إستهدفتهما. في أواخر العام نفسه وتحديداً في ديسمبر، أغتيل الصحفي المناهض لسوريا جبران تويني.
كما شهد العام ٢٠٠٦ جريمتي إغتيالٍ نجى من أولاها المقدم سمير شحاده ( مساعد رئيس فرع المعلومات وأحد المحققين في جريمة إغتيال الحريري)، وقضى في الأخرى النائب والوزير بيار الجميل ( نجل الرئيس السابق أمين الجميل). العام ٢٠٠٧ شهد ثلاث اغتيالاتٍ راح ضحيتها النائبين وليد عيدو وانطوان غانم والعميد فرنسوا الحاج ( مدير العمليات في الجيش اللبناني).
في السنة التاليه وتحديداً في كانون الثاني وأيلول ٢٠٠٨ تم اغتيال كلاً من الرائد وسام عيد والقيادي في الحزب الديموقراطي صالح العريضي. عامنا الحالي أستهل بمحاولة اغتيالٍ فاشله لرئيس حزب القوات اللبنانيه سمير جعجع، وآخرى قبل أيام استهدفت العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، الذي فجر في الأيام المنصرمه فضيحة النائب والوزير السابق ميشال سماحه وشريكه علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي السوري في مؤامرةٍ تحدثت عنها وسائل الأعلام وكان الغرض منها إحداث حالةٍ من البلبله الأمنيه ونشر أجواء الرعب في الأطراف المناوئة لسوريا عبر سلسلةٍ من الإغتيالات والتفجيرات الهدف منها إشراك الساحه اللبنانيه في الصراع الداخلي السوري وإعادة اللعب بالأوراق عبر تقسيم المجتمع اللبناني وإدراجه في خضم الحرب الجاريه. فبعد أن دخل حزب الله "على الخط "بإعلانه  التأييد لنظام بشار، عمل على فرض عضلاته وأرسل طائرةً إيرانيه بدون طيار للأراضي الإسرائيليه أسقطت حال دخولها. وكأن إيران هي الأخرى توصل رسالةً للعالم أن يدها المذهبيه الطويله قادره على إشعال فتيل الحرب بكافة الجبهات، فبعد أن فشلت مؤامراتها في البحرين والسعوديه، ها هي الآن تلوح تارةً بورقة حزب الله وإسرائيل وأخرى بإغلاق مضيق هرمز وبالجزر الإماراتيه الثلاث المحتله من قبل نظامها.
المحبط في الواقع اللبناني والمحزن، أن لبنان هي ثاني دوله عربيه تنال استقلالها عن الإنتداب الفرنسي في العام ١٩٤٣ ميلادي، لكنها الأكثر مأساةً عربياً منذ استقلالها (بعد فلسطين المحتله) من حيث عدم الإستقرار والقلاقل والحرب الأهليه الطائفيه والإغتيالات ونفوذ اجهزة المخابرات في العالم، لا تكاد تتخلص من إحدى قوى الظلام لتبتلى بأخرى، فالنظام السوري وبحجة الحفاظ على السلم الأهلي، جثم على صدور اللبنانيين أكثر من ثلاثين عاماً، خرج منها كجيشٍ أخيراً العام ٢٠٠٥ عقب صدور القرار الأممي ذو الصله رقم "١٥٥٩"، لكنة فعلياً لم يتركها ككيانٍ يتمثل بحكومة الظل وأحزاب وأفراد وموالين تكاثرو طوال فترة تواجده في الأراضي اللبنانيه, فسوريا عادت بلا استثناء جميع الفصائل اللبنانيه وتحالفت معها في أوقاتٍ وظروفٍ مختلفه, وما زالت تمسك بأوراق الداخل عبر شبكتها السياسيه والعسكريه المتأصله والمستوطنه.
لا شك أن قوى 14 اذار فقدت في العميد وسام الحسن شخصيةً مواليةً لها هي أقرب للحياد والوطنيه منها للتعصب والمذهبيه المتجذره في المشهد اللبناني, لكن استهداف الحسن لن يكون نهاية حقبه أو نذير شؤم لقوى التحرر وإنما فال سوءٍ لمن خطط لهذه الجريمه, فسينقلب السحر على الساحر والخاسر هذه المره هو من ظن أنه قادر على إشعال الساحه اللبنانيه مجدداًعبر مسلسل الإغتيالات.
المطلوب الان في لبنان هو تشكيل حكومه وطنيه "ذات سياده" وإتقاذٍ وطني  لا يراعى في تكوينها الحضور الحزبي والمذهبي وإنما الوطني الصرف والقادرعلى إعادة هيبة الدوله وفرض وجودها رغماً عن كل المليشيات والأحزاب, لتكون لبنان صاحبة قرارها وللبنانيين فقط.

 

المصدر - بوابة الشرق القطريه: http://userarticles.al-sharq.com/ArticlesDetails.aspx?AID=13544

المصدر - جريدة اللواء اللبنانيه: http://aliwaa.com.lb/Article.aspx?ArticleId=142845

قنابل ذكيه

بقلم: عماد أحمد العالم
كتبت بتاريخ 16-10- 2012
نشرت في موقع كتاب من أجل الحريه بتاريخ: 18-10-2012
نشرت في صحيفة الوطن البحرينيه بتاريخ: 31-10-2012
نشرت في جريدة بوابة الشرق القطريه بتاريخ: 22-01-2013


ظن بعض البشر أو جزءٌ من الأمم حماقة ً أنه الأعظم والأقوى بما يمتلك من تطورٍ وتكنولوجيا في شتى المجالات والعلوم, فهو كما يرى نفسه,الأقوى بترسانته العسكرية العتيده, المتطوره والقادره على الذود عن أرضه وحماية سمائه من أي عدوانٍ خارجي.  جبروته الحربي العامل المؤثر في تنفيذ سياساته والمستقوي على الأخر, فارضاً عليه الإذعان والسمع والطاعه دونما أي اعتراضٍ أو شكوى.
في زمننا تحولت المعادله لجمل ٍ ذو سنام ٍ واحد ٍ يعتليه العام سام, بعد أن فتت القطب الأخر الإتحاد السوفيتي العتيد وأنها الحرب البارده لصالحه.
في ظل هذا الفراغ ولقوة ٍ عظمى اعتادة وتمرست في صنع الأعداء بدعمهم وسقي نار تطرفهم, فتركهم ليكبروا فيعادوها فتنتفظ لحربٍ جديدة لها معهم. يبدء إقتصادها الحربي بضخ الأموال لتحديث أجهزتها العسكريه وصنع الأكثر تطوراً أملاً بخسائرٍ أقل ونتيجه سريعه وفعاله. أنتجوا القنبله الذكيه والصاروخ "العبقري" المعروف "بفريد زمانه", زودوهما بتقنيات ٍ متطوره قادره على اختراق الحصون بأنظمه ذكيه شديدة الدقه وموجهه عن بعد, حتى لا ينال مطلقها من بلائها نصيب. مغسولة "الدماغ" وموجهه, عمياء لا ترى الهدف ولا الضحيه, ولكن لأن صناعها من بني البشر, يتمردان على عرابهما ويوجهان نفسيهما ذاتياً صوب هدف ٍ خاطئ. المحصله كارث إنسانيه ومأساه ظننت أن لن يكون لها مكان في قرننا الواحد والعشرين.
غباء الصاروخ واستهتاره إن حدث, قد يحرج مطلقه إن كانت إصابته لقوى صديقه, أو متمدنه, أو غنيه, أوبكل وضوح من العالم الأول, حينها, يكون المصاب جلل, والضحايا للأسف نتيجة نيران ٍ صديقه. أما إن كان الضحيه أحد الشعوب التي مزقتها الحروب والنزاعات, فلا تحزاً "يا صاروخي العزيز" فهولاء القوم ميتين بكل الأحوال, إن لم يكن بقوة دمارك, فبالجوع أو الفقر أو تصحر أو جفاف أو صقيع برد.
لذا لا أعجب وأنا أسمع كل يوم عن صواريخ" ظن أنها ذكيه" ضلت طريقها فقتلت العشرات من الأبرياء ودمرت المنازل والمدارس والمستشفيات. لن يعلم بالواقعه أحد إلا إن صادف وقوعها تواجد صحفيٍ حرٍ شريف نقل لنا وللعالم الصوره. إن ارتأى القوي حينها وأد ضحيته فكما يقول المثل "لا من شاف ولا من دري". في النهايه سيكافأ الطيار وسيعطى الصاروخ المفجوع فرصة ً أخرى لإثبات نفسه ويقال في الإعلام المضلل أن القتلى إرهابيون متنكرون بلباس الأطفال والشيوخ, فتنسى من ثم القضيه حتى تفاجئنا قنبلة ٌ أخرى ذكيه بأن تضل طريقها وبعده حتماً للحديث بقيه.

 

المصدر - كتاب من أجل الحريه: http://www.iwffo.org/index.php?option=com_content&view=article&id=59927:2012-10-19-01-22-57&catid=1:2009-05-11-20-40-15&Itemid=2

 المصدر -  صحيفة الوطن البحرينيه: http://www.alwatannews.net/ViewMinbarak.aspx?ID=1IwgkiA1uyDSR8MdiLD4iQ933339933339

المصدر- جريدة بوابة الشرق القطريه: http://userarticles.al-sharq.com/ArticlesDetails.aspx?AID=14303

 

الصبر والسنين العجاف

بقلم: عماد أحمد العالم
كتبت بتاريخ 14-10-2012
نشرت في موقع كتاب من أجل الحريه  16-10-2012

 

كثيرا ًما نتطرق إلى الظلم الذي يحصل لنا من الولايات المتحده, وكثيراً ما نغضب ونحزن ونتظاهر لأنها قلبت كل الأعراف الدوليه والنظريات الرياضيه بانحيازها الكامل لإسرائيل ب ثلاثمائه وستين درجة ً دون إعطاء حلفائها العرب الأغنياء ولو حتى درجه. أفنينا ساعات العمر في التنظير والحوار والبحث عن حلول أو ببساطه إيجاد مكمن العلل في المشكله, فلم نجد للأسف مشكلة ً في الأساس, فأقنعنا أنفسنا واقتعنا وصدقنا كذبتنا, وعملنا على نشرها بين الشعوب وفي العالم أجمع, حتى بات العالم نفسه مقتنعاً بما كذبنا به عليه وعلى أنفسنا.
لطالما رددنا أن إسرائيل هي الطفل المدلل لأمريكا, ساعدت على صنعها للحفاظ على مصالحها في المنطقه وتسييرها وفق أهوائها, كما لتحافظ أيضاً على موازين القوى وصد النزعات القوميه والفكريه والثقافيه والثوريه, كما فعلت مع سابقتها الشوعيه والإشتراكيه إبان الحرب البارده وبعد انهيار الإنحاد السوفيتي العتيد.
رددنا دوماً أن إسرائيل هي سرطانٌ في جسم الوطن العربي لا بد من إقتلاعه, فتباكينا لاحقاً أنه تفشى في الجسد كله, ولا علاج له إلا باستخدام "الكيماوي", فدفعنا الأموال للعقول الذكيه ولأدمغة أصدقائنا الجدد لإنتاج دوائها السحري, فما كان منا بعد أن حصلنا عليه أن جربناه على أنفسنا, فتأكدنا من نجاعته, فما كان ممن إستأمناهم عليه أن حرمونا منه.
أنفقت أمتنا المليارات على تمهيد الطرق ورصفها لتظهر بالمظهر الحسن, شيدنا الفنادق الفرهة وزيناها لتكون متعة ً للناظر والمقيم من ضيوفنا الغرب الكرام. إستقبلناهم لنشرح لهم حال قدسنا وكرامة أرضنا المهدوره, فأغرقونا ضيوفنا بالوعود والإستنكاروبرقيات الشجب العتيده, ففرحنا بها وطبلنا لها لأننا رضعنا الشجب والإستنكار مزيجا ً مع ما رضعناه من حليب أمهاتنا, أقنعنا أنفسنا " بأن رائحة البر ولا عدمه " وأن بعد الصبر فرجا ً, فما كان منا أن إنتظرنا الفرج عقودا ً ولم يفرج أمرنا بعد حتى أصابتنا النكبه, فتلتها النكسه, وبعدهما التشريد فحللنا ضيوفاً على إخوة الدم والعرق وانتظرنا نصراً مؤزرا ً فاستعبدنا حتى كانت إنتفاضتنا, فكانت الحجاره والمقلاع أسلحتنا " الغير تقليديه ", دام هياجنا سبعاً عجاف, وإذا بفيالق النصر تلوح في االأفق, فظننا أن العودة حانت وان الأوان لشد الرحال, فاستيقظ حلمنا على أثر الصفعة على وجوهنا, فاستفقنا من غفوتنا مصدومين مشتتين مججداً, وكي لا نفقد صبرنا, حضرنا أنفسنا لسبع ٍ أخرى عجاف, فما نلنا بعدها ما أردنا ولا تحقق حلمنا. كل رجائنا أن يرق الحصاد لحالنا, فيعطينا بعضا ً من ثماره لتسد جوعنا وتلهم صبرنا, فما زال لنا منه بقيه قد تكفينا لإستعادة قوتنا وإشعال نار ثورتنا واستعادة قدسنا.

 

المصدر: http://www.iwffo.org/index.php?option=com_content&view=article&id=59834:2012-10-16-14-39-22&catid=1:2009-05-11-20-40-15&Itemid=2

دموع القاده وأشجان الساسه

بقلم: عماد أحمد العالم
كتبت بتاريخ: 15-10-2012
نشرت في منتدى الحوار والإبداع بتاريخ 20-10-2012
نشرت في موقع مقالاتي بتاريخ 20-10-2012


دموعي ودموع قيس ابن الملوح على ليلى وأطلال ليلى ليست بأيٍ من الأحوال أغلى من دموع بعض القاده  وكبار رجالات الساسه وعلية القوم من أصحاب الحسابات المتخمه. هي بالنسبة لنا (الدموع) تمثل إما حدثاً أو موقفاً كان مسببا ً لها أن تنهمرأو ربما ذكرى حزينه أو سعيده, فالسعادة كما الحزن لهما الحس المرهف المغذي للدمعه.
المهم, للدموع صداها الأغلب وقوتها المؤثره, تجذب الإنتباه حالاً حين يكون باكيها رئيسا ً سواءً كان من العالم المتحضر أو الثالث المتأخر, مع إحترام الفروقات بينهما في السرعه والكثافه والتوقيت, وهو ما سنتحدث عنه لاحقاً, لأنني الأن قد تناسيت دموعي البريئه وأنا أتذكر ذكرى دموع رئيس الوزراء اللبنابي إبان الهجوم الإسرائيلي العام 2008 على لبنان, ودموع جورج بوش الأب إبان انتهاء فترة حكمه الأولى في مقابلةٍ صحفيه. كما يحضرني بكاء الرئيس مرسي في الحرم المكي الشريف حين سماعه لأية ٍ عكست واقع حاله من نزيل زنزانة إلى رئيس دوله, و دموع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في سنة 2003 بعد كارثة الحر الشديده التي ضربت البلاد في ذاك العام. توني بلير دمعت عيناه بعد أن لقب بالكاذب من قبل شعبه وأثناء إستجوابه من قبل الخبير البريطاني ديفيد كيلي بشأن الأسلحه الكيماويه. "كما يقال" أن الرئيس متجدد الظهور فلاديمير بوتين قد بكى حزنا ً على قتلى بلاده في حرب الشيشان. القائمه ليست من الطول بحيث ألا يمكنني سردها, لكنني اكتفيت من دموعهم لأشرح لكم مشاعري المتواضعه تجاهها.
صناع القرار في عالمنا المتأخر وعالمهم المتقدم تشاركوا بعض الصفات حين نتحدث عن الدموع, فهم نجوم تذاكر برعوا في فن التمثيل وأتقنوه, أقنعوا الجماهير بصدقهم وأجادوا الظهور أمامهم في حملاتهم الإنتخابيه, وفي موقع السلطه والمعارضه, دائماً ما أعطونا انطباعاً بأنهم يمثلون الشخص المناسب في المكان المناسب. يسهل عليهم دوما ًلبس قناع البراءه والتظاهر بالعواطف الجياشه واعتصار الألم .
أما فيما يخص المرشح بناخبيه فصلتهم ما زالت قائمه حتى انتخابه, فإن كان من "ربعنا" فلهم القبلات حتى يحين موعد إنتخابه. أما إن كان من قوى الحاضر المتمدن فإعادة انتخابه تمر عبر ما قدم لناخبيه. كلا الطرفين علاقتهم بالدموع واحده حتى وإن لم أصدقها فعواطف شعوبنا المرهفه قد صدقتها مراراً وستصدقها تكراراً.
ولكم مني أحلى تحيه بدون دموع.

 
 

المصدر - منبر الحوار والإبداع: http://www.menber-alionline.info/forum.php?action=view&id=13496&cat_id=37

المصدر - موقع مقالاتي: http://www.maqalaty.com/%D8%AF%D9%85%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D9%88%D8%A3%D8%B4%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%87-23548

 

وحشٌ إسمه "العنصريه"

بقلم: عماد أحمد العالم
كتبت بتاريخ: 11-10-2012  

نشرت في موقع مقالاتي بتاريخ: 15-10-2012
نشرت في منبر الحوار والإبداع بتاريخ: 28-10-2012
نشرت بثلاث أجزاء في جريدة بوابة الشرق القطريه

في داخل كل ٍ منا وحشٌ صغير إسمه العنصريه, ينمو ويكبر حسب نوعية غذائه وطرق تربيته, هو بعكس طبيعة تكوين أجسادنا لا يحتاج لوجباتٍ ثلاث ولا للتحليه ولا يؤثربه الروجيم ولا الدايت, مقومات نمائه وترعرعه لا تراعي مخافة الله ولا الضمير الإنساني, يعززها إعتدادٌ أهوج بالذات وشعورٌ بطبقية ٍ زائفه وفوقية ٍ مصطنعه طبل لها من في أنفسهم شعورٌ بالأفضليه والتفوق العرقي والطبقي والإجتماعي والتعليمي والمادي.
لم يعُرف للعنصرية تاريخ نشأه ولا ازدهار, فهي من القدم أن واكبت الخلق وازدهرت في كل زمانٍ ومكان ٍ تواجدت فيه, حرمتها بعض الأديان ونهت عنها وحذرت منها فيما أكدتها أخرى ودعت لها باسم الدين واعتبرت إتباعها جزء ًمن العقيده ومع ذلك تشدق بها الكثره.
 لم تُعرف العنصريه والطبقيه  بعرق ٍ بذاته ووصفها يحتمل العديد من التأويلات ويدخل فيه الكثير من المسميات والتصرفات, العامل المشترك فيها جميعا ًأنها نمت وتواجدت في كل المجتمعات والشعوب والطوائف والقبائل.
إن ذهبنا شمالاً وجدنا أوروبا والأمريكيتان وبالذات الشمالية منها قد إستعبدت سكان البلاد الأصليين وطهرتهم عرقياً عبر إبادةٍ ممنهجه ومقننه, فبعد أن كانت أعدادهم تتجاوز العشرة ملايين نسمه في القرن الخامس عشر الميلادي, أصبحت في منتصف القرن التاسع عشر لا تتجاوز الثلاثمائة ألف نسمه حسب إحصائيةٍ رسميه صادره عن الأمم المتحده.
أوروبا من قبلهم أطرت العنصريه ب
مرسومان باباويان في القرن الخامس عشر الميلادي, أولاهما المرسوم الكنسي المعروف ب Romanus Pontifex”" الذي أصدره البابا نيكولاس الخامس إلى الملك ألفونسو الخامس ملك البرتغال عام 1452والذي أعلن فيه الحرب على كل من هو غير مسيحي في أنحاء العالم وأجاز وشجع إستغلال الدول"غير المسيحيه" واستباحة أراضيها وشعوبها واستعمارهم ونهب ثرواتهم. أما المرسوم البابوي الثاني والمسمى "Inter Caetera"
الذي أصدره الباب اليكساندر السادس في عام 1493 لملك اسبانيا وملكتها ، فهو الذي أنشأ السلطان المسيحي على العالم الجديد عبر دعوته إلى إخضاع السكان الأصليين وأراضيهم، وتقسيم الأراضي المكتشفة في وقته واللتي لم تكتشف بعدإلى قسمين مشاطرة ً  بين إسبانيا والبرتغال.
إذا ً مدنية القاره العجوز في الحاضر قد قامت بشهادة التاريخ على دماء الشعوب وثرواتهم واستعمارهم واستعبادهم عبر إجازة الكنيسه لذلك بل والتشجيع عليه, وهوما مهد فيما بعد للقوانين الوضعيه ذات الصبغه الدوليه القانونيه, والتي أجازت لأوروبا إستغلال اسيا وأمريكا اللاتينيه وخصوصاً أفريقيا.
واقع الحال لا يختلف كثيراً في أمريكا الشماليه سواءً من الولايات المتحده أو كندا الحاضر التي تعد واحة ً للحريات وحقوق الإنسان, لكنها في الماضي قننة العنصريه, وأوجدت قوانيناً أتاحت للسطات بإرسال أبناء السكان الأصليين إلى مدارس داخليه لا يحق لهم فيها الإتصال بذويهم, ويعمل من فيها على غسل أدمغة الجيل الناشئ من السكان الأصليين وتنسيتهم لغتهم وعاداتهم وكل ما يختلف مع قيم المستعمر الجديد.
في الولايات المتحده, تعتبر العنصريه والتطهير العرقي والتفرقه والإستعباد جزءً لا ينسى من تاريخها حتى لو بالغ قانونيها وصناع قرارها في إرضاء الأقليات عبر سن القوانين التي تحفظ حقوقهم وتعاقب كل من يتهم بالتفرقه العرقيه والإثنيه. لقد بلغت المبالغه لديهم حدا ًمزعجاً ولكنه محاولة ٌ منهم لطي صفحة ماضٍ عنصري ٍ بغيض أحل لهم كل المنكرات وتمادى في الطغيان والتفرقه على أساس لون البشره لدرجة أن الملونين لم يكن لهم الحق بالأكل في مطاعم البيض ولا الجلوس على نفس موائدهم ولا إستخدام وسائل النقل ولا التعليم, حتى الكنائس كانت جزءً من عزلهم, فلم يكن له الحق بالتعبد بنفس دور العباده.
لكم أن تتخيلو حجم الظلم والإضطهاد الذي تعرض له السود في أمريكيا عبر مشاهدة فيلم هولووودي إسمه "رووز وود" ويسرد قصة تعرض السود فيها لحملة تطهيرٍ عرقي على يد سكانها البيض وأغلبهم ممن ترعرعوا سويةً.

لن أصب جام قلمي على الغرب فقط, فلنا نحن أهل الشرق نصيبٌ من القمع والإضطهاد والعنصريه المقيته مارسناها على بعضنا البعض بشتى الأشكال وبحججٍ واهيه ومنطقٍ لا يحمل من المنطق سوى اسمه, فتارةً باسم الأصل والفصل والمدنيه وأخرى بالقبليه والعائله والباديه والمدينه والنسب والطبقه والمستوى الإجتماعي والمادي والتعليمي. حجج واهيه ومؤطره بالباطل ولكنا أقنعنا أنفسنا بها لنختلف عن الأخرونكون مميزين.
المتابع لمجتمعاتنا العربيه يجد فيها الأن ما تاب عنه الغرب وأقلع, أما نحن فمتمسكون بها لأن من هو منا قد أقنعنا جدلاً أن الناس طبقات,وأن المقامات هي مقياس مكانتك الإجتماعيه.
لا أقصد أبداً أن ألغي الحواجز والحدود والمفهوم المتبادل للتوافق, ولكن نقدي لما تفشى بيننا من عنجهيه وغرور واستخفاف بالاخر وعنصريه وتكبر وتجبر تتسم به المجتمعات العربيه المترفه والغنيه على حساب أخواتها الأقل حظوه ورفاه. تناسينا أن الأيام دول, ولو دامت لغيرك ما أتت لك, تناسينا أننا حكمنا الأندلس أكثر من سبعة قرون ومن ثم حينما ذهبت أخلاقنا خسرناها.
المتتبع ليوميات الحوار العربي والمفردات المستخدمه في حديث العامه (والخاصه) يجد أننا إبتكرنا واخترعنا طرقاً للتتعبير تعدت كونها للإحترام أو تقدير المقام لتكون نوعاً بغيضاً من النفاق والتزلف والتذلل, مخاطبتنا لبعضنا أصبحت طبقيه, ننادي الاخر بما تحصل عليه من مكانةٍ إجتماعيه أو درجاتٍ علميه, فالطبيب دكتور والضابط حضره, والوزير معالي, والمدير سياده, والشيخ مخصصه لرجل الدين أو الثراء,,,,,,الأمثله كثيره ولست بصدد تعدادها هنا ولا الإنقاص مجدداً من شأن الأخر أو المجتهد.
 بيت القصيد أننا تحولنا من أمةً تأسس الإحترام المتبادل إلى مجتمعاتٍ مريضه بعقدة الأنا, وبالدخل والمكتسبات الماديه, تعاير بعضها بعضاً لما لها من حضوةٍ وامتيازوترى في نفسهاالفوقيه وفي الأخرى الدونيه, متناسية ً قول العلي الكريم "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
هي دعوةٌ لأشقاء الدين والدم أن نؤسس مجتمعاً مسلماً عربياً توافقي وأن ننبذ العنصريه وإن لم يكن بأنفسنا, فبالأجيال القادمه, لنزرع فيهم إحترام الأخر كإنسان قد يكون الأقل حظوةً الان ولكن مسقبلاً قد نكون مكانه, لنعلمهم أننا لن نستعبد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً, لنعودهم ألا فضل لنا على الأخر إلا بما كرمنا الله سبحانه وتعالى فيه.
وللحديث بقيه 


المصدر - موقع مقالاتي: http://www.maqalaty.com/-%D9%88%D8%AD%D8%B4%D9%8C-%D8%A5%D8%B3%D9%85%D9%87----%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%87---23169

المصدر - منتدى الحوار والإبداع: http://www.menber-alionline.info/forum.php?action=view&id=13520

السياسه وفن الكذب والمراوغه

السياسه وفن الكذب والمراوغه

بقلم: عماد أحمد العالم

11-10-2012
نشرت بموقع مقالاتي بتاريخ: 11-10-2012


أول درس يتعلمه السياسي المبتدىء من نظيره المخضرم هو ألايكون صريحا مباشرا طيب القلب وواضحا ذو عواطف جياشه بدموعهاالمستفزه وأحاسيسها المرهفه, فتلك ليست بالأسلحة المفضله ولا الفعاله لكسب مصداقية القول لدى المتلقي (عدا العامه من المتأثرين بالدموع).
التفاعل الجماهيري وقتي المحصله لا يدوم ولا يستقر, بل يتذبذب بين رأي الأغلبيه تجاه القناعه العامه حيال أمرما وإرضاء فئة قليله نسبيا ًذات نفوذ مؤثر على رأي الأغلبيه بإمكاناته السلطويه والماديه والإعلاميه. لذا يكون السياسي قد خسر وأخطأ إن أرضى أياً من الطرفين على حساب الاخر. من هنا تكمن البراعه والقدرة على المراوغه في عدم إعطاء الجواب الواضح تحسبا ً لتقلبات الأجواء المستقبليه.
يكمن إبداع السياسي في ضبابيته أحياناً في الرد على الموقف وبجعل التصريح عائماً يمكن فهمه على أكثر من وجه, لا يشفي غليلاً لكيلا يرضي أياً من الأطراف على حساب الاخر, ويجد لنفسه مخرجاً إن إنقلبت الأوضاع أو إستقرت, فإن خرجت عباره غير مسؤوله أغضبت الرأي العام وأثارت ضجه, ألقي بالائمة على أن ما قيل أسيأ تفسيره أو ترجمته أو فهمه.
تبقى الخبره والحنكه والقدرة على إمتصاص ردة الفعل العامل الفاعل في تهدأة الأجواء, فالإعتذار هو الحل الأمثل لتهدئة الغاضبين وترطيب الأجواء وجملة " أنتم فهمتوني غلط" قد يكون لها سحر المسكن الذي قد لا يجدي نفعاً في بعض الأزمات, فلو تفاقم الأمروانفجر, فلا بد حينها من "كبش الفداء" حتى ولو كان من القامات العليا, وغالباً ما يحدث هذا فيمن دأبنا على وصفهم بالغرب المتحضر, أما دول العالم الثالث والديكتاتوريات الثوريه, فيختلف فيها التكنيك والأسلوب متنوعاً بين تلفيق التهم والأدله وحلف الأيمان والبراءة المصطنعه والطيبة الكاذبه.
إذاً نتفق إذا قلنا أن بعض مسؤولي الإعلام والعلاقات العامه في الدول الديكتاتوريه القامعة لشعوبها والمنتهكة للحريات ليسو إلا .............

ولكم مني أجمل تحيه

 

المصدر- موقع مقالاتي: http://www.maqalaty.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%87-%D9%88%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B0%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%88%D8%BA%D9%87-22878

 

الإعلام الترفيهي

بقلم: عماد أحمد العالم

كتبت في 29-09-2012

نشرت في موقع مقالاتي بتاريخ 24-10-2012

ظاهرة الإعلام الترفيهي أو ما يعرف "بالإنفوتاينمنت" هي أحدث صرعات تخبط الإعلام الغربي ليسد بها فراغاً إعتراه بعد أحداثٍ عصابٍ عصفت به وبالعالم أجمع إبتداءً بالحرب العالميه الأولى, فالثانية مروراً بالحرب البارده والإنقلابات العربيه والإفريقيه وما حملته من حكمٍ وهميٍ للشعب وثوراتٍ على الورق وصولاً لديكتاتوريات أمريكا اللاتينيه.

الإعلام الترفيهي هو المنمط لإستمرارية جذب المشاهد أياً كان الحدث بوليسياً أو ثقافياً أو حتى فضائحياً "وهو الأكثر رغبةً وجذباً للمشاهده" والذي ما لبث أساتذته بنفخ الروح فيه وتضخيمه وجعله حدثاً شعبياً يستقطب المشاهدين أياً كانت فئاتهم واتجاهاتهم وأهواؤهم, فعناصر التشويق يجب أن تكون متكاملةً به, فالخبر عامل أساسي لإستقطاب ضعاف النفوس , ومكانة الحدث وزمانه وهوية أشخاصه وسيلة ناجحه لتسويقه.

لا أقصد هنا السبق الصحفي ولا النكبات السياسيه وإنما الأحداث المصطنعه, ففضيحة أيران جايت أطاحت برأيسٍ أمريكي أخطأ واعترف بذنبه, وإنما ما أقصد القضايا السطحيه ذات الهاله الإعلاميه المصطنعه كالقصه المعروفه للسيد الرأيس "كلينتون" واللتي أشعلت فتيل عقول الأمريكان وأشغلتهم عن هموم الضرائب والتأمين الصحي والبطاله وأعطت الترفيه الخبري مذاقاً سطحياً للمشاهد حتى وإن كان المعني هنا رأيس القوة العظمى, فديموقراطيتهم ودساتيرهم تسمح بذلك بل وتحميه, حتى وإن إمتدت أثاره لتشويه السمعه وإضاعة أموال دافعي الضرائب للتغطية على معاناة الشعوب.

لقد وجد الأعلام الغربي نفسه مظطراً لإرضاء أذواق مشاهديه حتى وإن كان له ما أراد عبر الإسفاف والتشهير والسطحيه في الراي والإثاره المصطنعه, فزادت تكلفة الإنتاج ووجدة كمحصله بيئه تنافسيه إعلاميه غير شريفه تسعى من خلالها الأقنيه الإعلاميه  لرفع مكانتها والحصول على أعلى نسب المشاهده والمترتب عليها من زيادةٍ في الإعلانات والدخل.

قصص إعلام الغرب الحديث وقدسية التعبير وحرية الكلمه ليست جميعها شياطين مضلله, وإنما لها السبق في العديد من الأحداث ولن أنكر ذلك وإنما المقلق هو ما نراه من إنجرافٍ أعمى مما نراه في إعلامنا العربي المعاصرمن عدوى السوء, اخذة مساؤهم ومؤطرةً لها من باب حرية التعبير والراي وناشرةً لبرامج الإسفاف والنزوات والعاميه وإثارة الغرائز, مستحدثةً بداية أعراض مرض شفي منه مسببوه. 

 

المصدر:  http://www.maqalaty.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%81%D9%8A%D9%87%D9%8A-22478

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...