السبت، 27 أكتوبر 2012

الجيش اللبناني وكرامته المهدوره

الجيش اللبناني وكرامته المهدوره
بقلم: عماد أحمد العالم
23-10-2012  

عذراً أفراد القوات المسلحه, فلا أقصد بهذا العنوان أي استفزازٍ لمشاعركم ولا إنقاصٍ من مكانتكم ولا استفزازكم لتخوضو معركةً أهليه مع أبناء وطنكم, وإنما هو تساؤلٌ لطالما تمنيت طرحه والإجابة عليه من أحد الأطراف اللبنانية أياً كان انتماؤها ومرجعيتها وطائفتها.
لو لاحظتم لم أقل في عبارتي السابقه "الدوله اللبنانيه", فهي مغيبه تقريباً وبدون مبالغه منذ استقلالها. فلا مرجعية لها فعلياً إلا في المحافل الدوليه والمؤتمرات والزيارات وأحياناً في قضايا الغاز والكهرباء وبعض هموم الحياه ومشاكل المواطن البسيط. أما فيما يختص بسيادة الدوله وقرارها وأمنها الداخلي وسياساتها الخارجيه, فالأراء متعدده تعدد الطوائف والإنتماء الحزبي والأيديولوجي في دولةٍ هي من الأصغر عربيا ً على صعيد المساحه, لكنها الأكثر استباحةً في السياسه. على مدى عقود لبنان الحديث لم يتمتع البلد بتوافقٍ شعبيٍ واحد على أحد القرارات المصيريه. المحصله, حرب أهليه امتدت لأكثر من خمسٍ وعشرين سنه, لا يزال المواطن اللبناني يحيا تبعاتها, فبعد أن فقد فيها وأصيب ثلث السكان وهجر الثلث الأخر, لا تزال بعض القوى تلعب دوراً قذراً في عدم الإستقرار والفوضى الأمنيه, فهي باعتقادها أن الساحه اللبنانيه بمثابة ورقه للمرابحه والمفاوضه. تارةً سوريا التي جثمت أكثر من ثلاثين سنةٍ على صدور اللبنانين, وأخرى أيران التي أوجدت لنفسها ذراعاً طولى عبر حزب الله, الممثل لسيساتها الخارجيه والراعي الرسمي العسكري لمواقفها في المنطقه وفي عقودٍ سابقه وحالياً أيضاً إسرائيل وعملائها.
لو تساؤلتم معي, كيف يكون لجيش الدولة هيبه في ظل وجود أكثر من طرف, بعضه مسلح بشكلٍ أقوى من الجيش؟, وكيف يكون للجيش سلطه على الواقع الأمني إن كانت رداة فعله محسومه مسبقاً بالحياد ومحاولة فض الإشتباك!
الجيش في كل دول العالم ليس بلجنة الحكماء ولا هو حيادي تجاه أمن الوطن, هو عصا غليظه لكل من عصا وتجبر, لكل من "فرد عضلاته" على حساب الأخر, لكل من يهدد السلم الأهلي والإستقرار, لا كبيرعليه, وإنما يصغر الكبار له. بياناته لا تحمل عباراة الرجاء, فزمنها قد ولى, بل هي تحذير نهائي, يليه عمل كل ما يلزم لحفظ الأمن وكفى.
ما معنى أن يقتل العديد في الأراضي اللبنانيه وخصوصاً طرابلس؟ وما معنى أن يكون سكان أحد أحيائها شوكةً في عنق الأخر؟, كيف سمح الساسه في لبنان والمفترض أنهم حكماؤها منذ البدايه لدول خارجيه لا تربطها ببعضهم إلا أخوة المذهب بأن يسلحو ويقوو طائفه على حساب الأخرى, حتى تكون ورقةً بيدهم متى احتاجولعبها. كيف يسمح الجيش الوطني اللبناني أن يرى بعينيه الأسلحه مرفوعه بجهتي الشارع الذي يتوسطه دون أن يكسرها في أقل الأحوال أو على الأقل أن يحرك ساكناً!
لم يعد الأمر مقصوراً على الأحزاب, بل دخلت بعض العائلات "على الخط" وهو ما شاهدناه في الفترة الماضيه من استعراض إحداها لجناحها العسكري ومؤتمراتها الصحفيه!
لن يقوم للبنان قائمه ولن تطرد طيور الظلام من ترابه إلا وأولا ًبجيشٍ عربيٍ لبناني ممثل بأساس الوطنيه, مدني الأيديولوجيه, عسكري الهوى, كالأعمى والأصم لايرى الظاهر ولايستمع للأخر بل يعمل لهدفٍ واحد هو استقرار أرضه ونماؤها وسلامة مواطنيه والمحافظة على مكتسباتهم وكسر قدم كل من يتجرأ على لبنان وأرضها ولو بالحديث. في ظل وجوده الموحد القوي لا قوه أوسلاح أو حتى قول يعلو فوق مصلحة الوطن, لا استخبارات إلا ما يتبع له, ولا معسكرات تدريب ومخازن أسلحه إلا مايخصه, فبخلاف ذلك ولمن رغب بوطء قدم غير صالحه, فعليه الهجره لبلد محرضه والإقامة فيها!
نصيحتي للبنان وشعبها أن ينفض من يديه ساسته المخضرمين, وأن يشد على يد جيشه, وأن يعمل لنبذ تقسيمته السياسيه الداخليه القائمه على المحاصصه الحزبيه والطائفيه والمناطقيه, فأوانها قد ولى واستمرارها ضمانة ٌ أكيده لاستمرار مسلسل الفوضى وتبعاته من حالة التشرذم والإنقسام وإعطاء الفرصه للغريب بأن يتحكم في شعبه وأرضه وينقل صراعاته الداخيه وأزماته للأرض اللبنانيه.
تذكروا أن لبنان ليست بمكبٍ للنفايات النوويه وليست ملعب كرة قدم يتنافس فيها الأخرون على الفوز, إنما هي أرض كل البنانيين وجيشه هو حامي حماها وكيانهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...