الاثنين، 29 أكتوبر 2012

لبنان وقضاياه وشورلكهومز

لبنان وقضاياه وشورلكهومز 

بقلم: عماد أحمد العالم


اتمنى أن لا يجعلكم مقالي هذا تعتقدون أني شورلوك هولمز، المحقق الفلته، حلال الألغاز والحجايا والداهيه التي لاتستعصي عليه جريمه، فأنا وبكل الأحوال أبسط من أي مواطنٍ عربي لديه قناعه مترسخه بأن السماء لا تمطر أجوبه والجرائم لا تحدث صدفه، فلكلٍ منها فاعل ومغدور به وشهود ووسيط وممول، جميعهم ينتمون لدائرةٍ إسمها المؤامره. إن كان المستهدف فيهاصديق فهي دنيئه، أما إن كان عدو "فتسلم يد اللي ذبحه". هذه بكل بساطه سيداتي سادتي المختصر المفيد لما يحصل في لبنان الان. فمنذ العام ١٩٧٥ أو بداية الحرب الأهليه ولبنان غارقٌ في دوامةٍ لا متناهيه من العنف والقتل السياسي والإغتيال الممنهج، فما تلبث الأجواء أن تهدء في البلد لفتره، حتى تفاجئنا ساحتها السياسيه بأحد التصفيات، وكأن الهدنه اللبنانيه الهشه منذ عقود ( رغم الإتفاقيات الداخليه برعايةٍ دوليه) تأبى الصمود امام مطامع الآخرين رغم حلم الشارع بعيد المنال.

على مدار الأيام الماضيه، كانت مشاهدتي للأخبار مركزه نوعاً ما على التقارير التي تتحدث عن نبض الشارع وردة فعله تجاه حادث الإغتيال الآثم والذي نال من العميد وسام الحسن. شملت الإستطلاعات وجهات نظر مختلف الأعمار والإتجهات، والتي رغم توجهات إجاباتها، اتفقت جميعاً بدون أي تنسيق مسبق على واقعٍ واحد، ألا وهو الشعور العام بالتبلد وتقبل الصدمه واللامبالاه تجاه الخوف من المجهول أو القادم.!

يبدوا أن الخوف والقلق على الحياه لم يعد من منظور اللبنانين أمراً قلقين تجاهه، والدليل أن الحياه سرعان ما تعود لمجاريها بعد كل حادث، فلا يتوقف الزمن ولا الإكتئاب يسيطر على عقول الناس. لن ترى شوارع بيروت خاليه من الماره ولا "السوليتير" أو "الداون تاون"، كما أن شارع الحمرا لم يفقد بريق زواره..

رياضياً كم نسبة جرائم الإغتيال التي صدر فيها اتهام وعقاب من حوالي الاربعين سنه، ما هي نتائج التحقيقات في حوادث الإغتيالات والتفجيرات وكم عدد من تم تجريمه وإيقاع العقاب به؟ هل من المنطق أن لا يعلن عن الأيدي الخفيه وراء كل "مصيبه"، لم في لبنان فقط تعجز أجهزة المخابرات عن كشف الفاعل؟، هل من المعقول ان لايكشف حتى الان من هم مثلاً قتلة كمال جنبلاط أو جورج حاوي أو رفيق الحريري أو جبرات تويني أو سمير قصير.......، والقائمة تطول..

لم حين يتعلق الأمر بالقاعده والتشدد الديني كما يسمونه تستنفر كل القوى الأمنيه وال سي آي آيه والإف بي آي والإنتربول وال إم آي ٦ والكاي جي بي، و و و و و و رو إلى النهاية!

السبب باعتقادي أن العالم أجمع قد اجمع أن الحفاظ على السلم الأهلي بعيد المنال في لبنان أهم وأولى من كل روحٍ تزهق، وأن من مصلحة الجميع أن لا تكشف يد القتله وتواطؤ أجهزة المخابرات الصديقه منها قبل العدوه. فالصديقه مثلاً لا تضيع عن رجالاتها شارده وتعلم كيف تقتفي أثر العدوه، التي هي أيضاً لا يغيب عنها الأولى، والعملاء مزدوجي الإنتماء كثر في ظل فوضى أريد لها أن تستمر بحيث تكون لبنان الساحه الخلفيه لكل من أراد المسوامه والتمرد والسيطره..


رابط القاله في جريدة المرصد بتاريخ  28-10-2012:
http://www.al-marsd.com/article/view/10156-لبنان-وقضاياه-وشورلكهومز.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...