السبت، 27 أكتوبر 2012

الإعلام الترفيهي

بقلم: عماد أحمد العالم

كتبت في 29-09-2012

نشرت في موقع مقالاتي بتاريخ 24-10-2012

ظاهرة الإعلام الترفيهي أو ما يعرف "بالإنفوتاينمنت" هي أحدث صرعات تخبط الإعلام الغربي ليسد بها فراغاً إعتراه بعد أحداثٍ عصابٍ عصفت به وبالعالم أجمع إبتداءً بالحرب العالميه الأولى, فالثانية مروراً بالحرب البارده والإنقلابات العربيه والإفريقيه وما حملته من حكمٍ وهميٍ للشعب وثوراتٍ على الورق وصولاً لديكتاتوريات أمريكا اللاتينيه.

الإعلام الترفيهي هو المنمط لإستمرارية جذب المشاهد أياً كان الحدث بوليسياً أو ثقافياً أو حتى فضائحياً "وهو الأكثر رغبةً وجذباً للمشاهده" والذي ما لبث أساتذته بنفخ الروح فيه وتضخيمه وجعله حدثاً شعبياً يستقطب المشاهدين أياً كانت فئاتهم واتجاهاتهم وأهواؤهم, فعناصر التشويق يجب أن تكون متكاملةً به, فالخبر عامل أساسي لإستقطاب ضعاف النفوس , ومكانة الحدث وزمانه وهوية أشخاصه وسيلة ناجحه لتسويقه.

لا أقصد هنا السبق الصحفي ولا النكبات السياسيه وإنما الأحداث المصطنعه, ففضيحة أيران جايت أطاحت برأيسٍ أمريكي أخطأ واعترف بذنبه, وإنما ما أقصد القضايا السطحيه ذات الهاله الإعلاميه المصطنعه كالقصه المعروفه للسيد الرأيس "كلينتون" واللتي أشعلت فتيل عقول الأمريكان وأشغلتهم عن هموم الضرائب والتأمين الصحي والبطاله وأعطت الترفيه الخبري مذاقاً سطحياً للمشاهد حتى وإن كان المعني هنا رأيس القوة العظمى, فديموقراطيتهم ودساتيرهم تسمح بذلك بل وتحميه, حتى وإن إمتدت أثاره لتشويه السمعه وإضاعة أموال دافعي الضرائب للتغطية على معاناة الشعوب.

لقد وجد الأعلام الغربي نفسه مظطراً لإرضاء أذواق مشاهديه حتى وإن كان له ما أراد عبر الإسفاف والتشهير والسطحيه في الراي والإثاره المصطنعه, فزادت تكلفة الإنتاج ووجدة كمحصله بيئه تنافسيه إعلاميه غير شريفه تسعى من خلالها الأقنيه الإعلاميه  لرفع مكانتها والحصول على أعلى نسب المشاهده والمترتب عليها من زيادةٍ في الإعلانات والدخل.

قصص إعلام الغرب الحديث وقدسية التعبير وحرية الكلمه ليست جميعها شياطين مضلله, وإنما لها السبق في العديد من الأحداث ولن أنكر ذلك وإنما المقلق هو ما نراه من إنجرافٍ أعمى مما نراه في إعلامنا العربي المعاصرمن عدوى السوء, اخذة مساؤهم ومؤطرةً لها من باب حرية التعبير والراي وناشرةً لبرامج الإسفاف والنزوات والعاميه وإثارة الغرائز, مستحدثةً بداية أعراض مرض شفي منه مسببوه. 

 

المصدر:  http://www.maqalaty.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%81%D9%8A%D9%87%D9%8A-22478

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...