الخميس، 3 يوليو 2014

روسيا وأوروبا والتصحيح في أوكرانيا

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرؤية 01-07-2014



رغم نقمتي على روسيا، بسبب موقفها من سوريا ودعمها للنظام وتزويده بالسلاح الذي ما زال يبقي جيشه صامداً قاتلاً لشعبه بالبراميل المتفجرة، ورغم شماتتي لخسارة الروس لإحدى جولات الصراع في أوكرانيا لمصلحة المعارضة الأوكرانية المدعومة من الغرب والولايات المتحدة، إلا أني ضد كسر شوكتهم وضد فقدانهم لنفوذهم التاريخي في دول الاتحاد السوفييتي السابق ومع بقائهم كقوة عالمية، فتفرد الغرب وأمريكا كقوة واحدة من دون وجود مواز لها وضاغط ومعادل للكفة، أمر غير محبذ وخطأ سياسي سيسبب وجود قطب واحد قوي في العالم ومتحكم.
في الفترة التي سبقت عزل الرئيس الأوكراني، دعمت روسيا سلطات كييف بأكثر من ١٥ مليار دولار في محاولات منها للحفاظ على نفوذها وما تسميه دوماً بمصالح الأوكرانيين من أصل روسي والذين يمثلون ما يعادل ١٥ في المئة من السكان، إلا أن ذلك لم يكن كافياً للوقوف في وجه ثورة شعبية ترى في نفسها جزءاً من أوروبا، وتطمح لأن تتخلص من الوصاية الروسية ووجدت الدعم من القارة العجوز، لتحقيق ذلك.
أحد الأخطاء التي اقترفها الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش وترتب عليها الأزمة الحالية تتمثل في عدم الموازنة بين رغبات الجار القوي الذي يعتبر أوكرانيا امتداداً لمصالحه، والمحيط الأوروبي الطامح للتخلص من السيطرة الروسية عليها والمطالب الشعبية الداخلية التي ترى في الانضمام للاتحاد الأوروبي حلماً يشاء الروس إطالته مع عملهم على عدم تحققه.
الدب الروسي أسهم في الاستفتاء الأخير لانفصال القرم وانضمامها للاتحاد الروسي في موقف شبيه بدعم تركيا لقيام كيان سياسي وجغرافي للقبارصة الأتراك، لم تعترف به أي دولة في العالم سوى تركيا نفسها.
كما قامت روسيا بحشد قواتها على الحدود الشرقية لأوكرانيا ووقفت خلف انفصال ما يسمى «جمهورية دونيتسك» التي لم يعترف بها أحد، في حين أعلنت الأخيرة التزامها بوقف إطلاق النار، والذي دعا له بوتين أيضاً وشدد عليه، وذلك ينظر له المشككون بكونه ورقة جديدة للمفاوضات والضغط على الحكومة الأوكرانية وداعميها (الغرب والولايات المتحدة) إلى جانب التهديدات المستمرة بقطع إمدادات الغاز عنها إن لم تسدد ما عليها من مستحقات لشركة غاز بروم.
الأيام المقبلة ستكون لعبة للشد والجذب بين الروس والغرب، لن تكون أوكرانيا هي السبب بها فقط، بل سيدخل اللعبة قضايا دولية وعربية، وبالتأكيد سوريا والبرنامج النووي الإيراني والعراق سيكون أحدها.
سيتحتم على الروس تقديم تنازلات في بعضها، لتحقيق رغباتها في أخرى، ولكن ما يهمنا كدول عربية وإسلامية هو هل سيكون لأي من تلك التوافقات بين مختلف الجهات ضرر أو فائدة لنا؟ أتمنى ذلك مع خشيتي أن نكون نحن أيضاً الخاسرين في لعبة الحرب الباردة الجديدة.



المصدر: جريدة الرؤية الإماراتية - http://alroeya.ae/2014/07/01/160311

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...