الأربعاء، 29 يونيو 2016

إلى السيد عدنان إبراهيم مع التحية

بقلم: عماد أحمد العالم

29-06-2016



لم أُعنون مقالتي هذه " بالصارم المبين ولا السيف الممدود في الرد على عدنان ابراهيم وتفنيد آرائه" ولا "تجميع الردود العلمية الجليّة على شبهات "عدنان إبراهيم" الخفيّة"، فمثل هذه العناوين لم تعد تصلح لزمننا هذا، ولم تعد ذات وقعٍ على عقل المتلقي ليس لأنها ركيكة,  ولكن لأن لكل زمانٍ لغته وبما يتماشى معه، هذا بالإضافة إلى أن الحوار يجب أن يكون وفق منهج المتلقي، وهو الذي لا أُنكر له اطلاعه ومعرفته وبلاغته وإجادته لطريقة الطرح التي اجتذبت العديد، ليس فقط لفصاحته ولكن لتطرقه لما كان في بعضٍ منه من المسلمات التي أُمر للأخذ بها كما هي والعمل دون نقاش، مع تغييبٍ للاختلاف فيها، حتى جاء عدنان ابراهيم كغيره وأعاد طرحها، وهو بما فعل لم يكن الأول ولن يكون الأخير، طالما الاجتهاد في الأحكام الشرعية قائم والإسلام على قدسيته وعظمته وكماله لم يمنع العقل من التفكير ولم يحجر عليه وإن كان حدد المسموح والممنوع والمكروه والمحبذ (وهنا يكمن أحد أسباب الخلاف)!

ابن رشد على سبيل المثال أثيرت عليه في زمنه علامات الاستفهام التي أدت لإحراق كتبه وتضليله، فهذا العالم مزج ما بين الفلسفة التي اتقنها وجعلها وسيلة للشرح والتطرق لبعض الأمور التي رأوا أنها تتعارض مع الدين، ففُسق وزُندق، وكذلك انتُقد ابن سينا والجاحظ والفارابي والعديد غيرهم، بسبب إبدائهم آراءً تتقاطع مع الدين، لكن الحال مع عدنان ابراهيم مختلف نوعاً ما، فهو ليس بالعالم المتخصص بأحد المجالات الطبية او الرياضية أو الفيزيائية، وإنما لنقل باحث بذل مجهودا لا بأس فيه في قراءة الكتب التي وفرت له وفرة في المعلومات بشأن مواضيع بعينها، شهدت اختلافاً بين العلماء وأثارت فضوله، فاعتنق من الرأي ما هو أقرب إلى نفسه، أو ربما أدعى لإثارة الجدل "أياً كان غرضه"، وتحدث بها في العلن، لتلامس على الفور هوى فئةٍ من العرب والمسلمين بمختلف اتجاهاتها، لتلقى قبولاً لديها وحماساً إما مرجعه أنه تحدث في المحظورات والمسلمات التي تربوا عليها والتزموا بها على الأقل ظاهرياً أو مجبرين رغم عدم اقتناعهم بها، واستشعارهم أنها محل خلافٍ ببن الأئمة والعلماء؛ فيما نزل وقع حديثه على الجانب الآخر مُزعجاً لما استخلصوا منه إما بثاً للفتنة أو تطاولاً على الدين ورموزه او ضلالاً وفساداً وإشاعةً للزندقة والأفكار الهدامة!
ما يثيره الرجل دعاني للبحث عنه والاستماع الى محاضراته ولقاءاته العديدة التي في أغلبها ركّز على مواضيع بعينها وتحدث عنها ونظر، واستشهد بما قرأه من مصادر مختلفة مع شرحٍ له مُسهب لوجهة نظره. بعض المواضيع التي تطرق لها هي قنبلة دائمة الانفجار بعلم الجميع وما زالت تُستخدم لزرع الشقاق بين طوائف المسلمين، كحديثه عن معاوية ويزيد، وقذفه للأخير تارة وحتى التلميح بأنه ربما ابن حرام، واتهامات لأبيه صفق لها الشيعة مثلاً لأنها تتطابق مع ما يكنونه من كره للرجلين، فيما طائفة أخرى من المسلمين تتمثل بأهل السنة ترا في معاوية صحابياً جليلاً وأحد كتبت الوحي لا يجوز الإساءة اليه أو الذم فيه، حتى يزيد ورغم ما قيل عنه إلا أن هناك من يُمجده ويروي مآثره.
مجرد تطرق عدنان ابراهيم لهذا الموضوع وتبنيه وجهة نظر تتطابق مع غير طائفته ومجاهرته الرأي أوجد حالة من النقمة عليه  لحديثه في شأنٍ له اكثر من الف وأربعمائة سنة وما زال سبباً في الفرقة والنزاع، الحديث عنه لن يُقدم أو يؤخر، وغير مفيد أبداً، بل ما لاحظته أنه كلما حاول البعض إخماد الفتنة، خرج علينا من يشعلها مجدداً بطرح رأيه في الحسين ويزيد ومعاوية وعلي، كما فعل قبله حسن المالكي وغيره ممن يطلقون على أنفسهم باحثين في التاريخ!
حين يتحدث عدنان ابراهيم عن الموسيقى وبكل أمانة أراه لم يأت بالجديد، فشخصياً أراها أمراً خلافياً أُختلف فيه، وأميل حتى لحلال غير الماجن منها "والله اعلم"، وسبقه حتى الشيخ عادل الكلباني الذي ارتأى حلال الغناء، فتعرض لعاصفة من النقد والتهكم، كانت شأن الاثنين من فئة معينة ترى في الغناء والمعازف حراما حُرمةً مُطلقةً لا شك فيها ولا نقاش وأيا كانت وطنية أو إنسانية أو عاطفية، وتعتبر عقابها عظيماً، ومارست الدعوة المستمرة  لبيان شديد جُرمها وركزت عليها وفي تحريمها ردحا من الزمن، وكانت من الموضوعات الأساسية التي ترتكز عليها دعوة البعض حتى صورت بأنها من عظائم الذنوب، فيما وكل ما فعله "ابراهيم" هو القول أنها حلال وبل غذاء للروح وأحد متع الحياة التي لا بد من التمتع بها، فتلقفها محبوها وعبر وسائل إعلامية لها ثقلها، فروجوا لقوله وكأنه قدم ما لم يجرؤ أحدٌ قبله قوله أو أوضح حقيقةً غائبة، فانتفض التيار المُحرم لها وبدأ النقاش والجدل، وانشغل متابعو السوشيال ميديا بالحديث وتضخيمه، فتارةً يصفه أحدهم بالعلامة المُحدث المعتدل، فيما آخر لا يتردد بإطلاق لقب "زنديق" عليه ودون حتى أن يعرف معناه، فيما آخرون قد أنشأوا "هاشتاج" للدفاع عنه وعرض مقاطع وحوارات له، قابلها آخرون ببيانات طويلة وصفحات تشرح ضلاله وفساده وشيطانيته، وبالطبع هلم جراً إلى معركة من التلاسن والتكفير والسب والمدح لم ولن تنهي بعد، مع أن ما قاله يردده العديد ولكن دون أن يُلتفت اليهم، لكنه نجح من جعل نفسه خلافياً وقادر على إثارة العواصف عقب حديثه في شأن مُكرر ومعروف وخلافي، أو ربما وجد من يدعمه ويبرزه ويستفيد منه في التنفيس عما في نفسه وقوله دون أن يضطر لقول ذلك بنفسه إما لضعف صوته أو خوفه!
مما لاحظته على السيد عدنان هو تضخم الأنا عنده، وشطحات له غير قابله للتصديق كقوله في أحدها أنه وبعمر الحادية عشر أفحم الماركسيين وأخافهم، فيما أسلم العديد على يده وهو مراهق، وكان عُرضة للقتل والاغتيال، وتحدث الجن من قبل معه وطلبوا منه أن يدعو لهم، والقلم الذي تكسر في الحج وعاد لما كان والرسالة التي وصلته من الله عز وجل "تحاشى وتعالى" بأن ماله حلال، هذا عدا عن حادثة المصباح والمال الذي وجد تحت قدمه والعديد من "الخراريف" التي يتحدث عنها ليظهر للناس كراماته التي يريدها أن تجعله من الأولياء والعلماء، الذين لا ارى في شخصه مرشحاً ليكون أحدهم، فلا يكفي أن تكون قارئا ممتازاً ومحدثا لبقاً لتكون عالما، فتلك صفة لا تُدرك إلا بتقديم الجديد الذي لم يُعرف قبله فقدمه واكتشفه، أما التنظير بأمور معروفة لكنها تكتسب أهمية بسبب ما تثيره من شقاق، فلا تحتاج لعلم بمقدار وجود الشخص المناسب وبالوسائل المتاحة الداعمة لإثارتها وخلق جدل لا ينتهي بطرحها.
مع الزوبعة المتعمدة لبرنامج "صحوة" الذي يقدمه أحمد العرفج عبر قناة روتانا ويستضيف فيه عدنان ابراهيم، تتكرر يوميا المجادلات المُختلقة وردود الفعل، التي كان آخرها من هيئة كبار العلماء في السعودية وحذرت فيه من ضلالاته وسبه لبعض الصحابة ونبهت لتضخم "الأنا" عنده وطالبت المختصين بكشفها، في تعليقٍ تمنيت الا يصدر عنها، كيلا نُعطيه أكبر من حجمه، رغم حق الهيئة بذلك كونها أحد أهم المرجعيات الإسلامية التي يتطلع لها ليس فقط السعوديون وإنما مسلمو العالم، فربما بما قالت ارتأت درأ فتنة أو بيان ضلالة، وقد يفعل الأزهر كذلك، لكني من قومٍ يرون أننا أحياناً من نشعل الفتيل عبر تكبير الصغير وجعل الحمقى مشاهير، مع إقراري بأن الأستاذ عدنان ليس بالصغير ولا الأحمق، وإنما دارس وباحث في العلم الشرعي صوّر له هوى نفسه أموراً وجمل له آراءً بشأن مواضيع بعضها جدلي وفيها اختلاف وأخرى لها تبعات طائفية، فتحدث عنها بأسلوبه المنمق دون أي جدوى أو فائدةٍ من طرحها، ودون تقديم الجديد فيها، فلا هو صحح حديثا ورد عن الرسول وتتبع سنده وأبان قوته من ضعفه، ولا هو أتى بالجديد بشأن فتاوى متباينة ولا هو أكد بالحق والصواب مظلومية الحسين وفساد يزيد وطغيان معاوية مثلاً كما تطرق لذلك أكثر من مرة، كما أنه لم يقدم الحل للتطرف عدا عن تكرير تلك الأسطوانة المكررة لاتهام السلفية والوهابية بأنهم نبع التطرف والإرهاب والدعشنة، مخصصا حديثه بطائفةٍ بعينها دون أخرى ترتكب من المجازر ما هو أسوأ من داعش كالحشد الشعبي العراقي والمليشيات الشيعية الطائفية المدعومة من طهران والتي تنشط في العراق وسوريا، وهو بتجاهله يمنح ايران صك البراءة التي قال فيه سابقاً بأنها ومنذ 150سنة لم تشن حربا على العرب ولم تعتدي عليهم وكأنها قوة سلام؛ عوضاً عن تغاضيه لتشكيلها محور الارتكاز للديكتاتورية في سوريا والنظام الطائفي بالعراق والإرهابي الحوثي باليمن، هذا فضلا عن احتلالها منذ العام ١٩٢٥ للأحواز  العربية، وما تلاها من جرائمها المعروفة ووقوفها على سبيل المثال لا الحصر خلف تفجيرات الحرم المكي، واحتلالها للجزر الإماراتية ودعمها لمليشيات الموت في العراق وسوريا ولبنان وووووو!
لا أنكر المعجزات ولا الكرامات، لكني أُشكك أن البعض منها قد تم اختلاقه وتهويله، لكني ودون شك موقن أن كرامات قدوة عدنان ابراهيم كما شخصه هي من محض اختلاقه، فيصعب على التصديق أن الحلقة الأسبوعية للشيخ عبدالقادر الجيلاني التي أشار اليها في أحد أحاديثه؛ تجاوز حضورها المائة الف شخص، كان الجيلاني فيها يُحدثُ الجمهور وهو يجلس في الهواء مرتفعا ومتكلما وسط بكاء الحضور واندهاشهم لهذه المعجزة الحية أمامهم.
أيغال "ابراهيم" في إضفاء القدسية على شخصه مبالغة وصلت لحد "الهبل" الذي ينطلي فقط على "الدراويش والسذج" المؤمنين بالخرافات لا الكرامات، وهي نقطة سوداء في سجله وسيل من الكذبات لا يُمكن تصديقه، رغم أنه وكما يقول من دُعاة تحكيم العقل ومحاربة الكهنوت والتقديس للشخصيات، في تناقض لا اقول بالفاخر، بل عذرا بالسطحي منه وهو يناقض ما يُنظِّر اليه!
السيد عدنان ابراهيم:
الوسطية لا تعني ابدا التشكيك في المسلمات ولا اقول الخلافيات، كما أنها لا تعني اتباع اهواء النفس في تفسير الأحكام، ولا تجعل من نفسها سلاحاً بيد دعوة أو طائفة أو فئة على حساب أُخرى؛ إنما هي تجسيد حقيقي لطبيعة الدين الإسلامي والأمة الإسلامية التي جُعلت وسطاً، أي لا مُفرطة ولا مُتشددة، وحقيقةً لا أرى في عدنان ابراهيم ومن مثله ممثلاً لها، بل أجده خارجاً عنها قد ضل طريقه بعد أن فقد بوصلة الصح والخطأ فيما عليه قوله والبحث فيه وتجنبه، شأنه كمتنطعين متشددين أساءوا للدين بجلافتهم وتصلبهم واتباعهم مبدأ التحريم الدائم والتخويف والترهيب بدلا من موازنته مع الترغيب. جميعهم أعداء للوسطية ومبتدعون كان لهم وما زال أثر لا يُمكن انكاره في حالة الضياع الفكري والتشتت الايديولوجي الذي يُعاني منه جزء لا بأس به، ارتأى أن يكون تابعا لأحد المتضادين دون أن يُحكم عقله ووفق ما أحله له دينه!

هناك 25 تعليقًا:

  1. احييك على هذا المقال ولكن لي اعليق بسيط وبكل تأكيد فقد سقط سهواً منك.
    عدنان إبراهيم يتعمد الكذب والتدليس في ايراده للاحاديث و يؤكد صحة الضعيف بل والمكذوب كذلك، هل علمت انه انكر ان الملائكة لا تؤمن بالله.

    ردحذف
  2. أولا،
    شكرا لتعليقك وقراءتك.
    صحيح كلامك بالنسبة للملاكة فقد سمعت عنها في أحد خطبه، أما الأحاديث فهو ليس بالباحث القادر حتى على الحديث عنها، وانتقائي جدا فيها.

    ردحذف
  3. ركيك جدا ما يحمله مقالك فكرياً ، ولا يليق لعدنان أن يرد عليه

    ردحذف
  4. رأيك الكريم وله مني كل الاحترام وإن لم أتفق معه.
    دمت بكل الود والاحترام وشكراً لقراءتك

    ردحذف
  5. مقال رائع جدا ولكنني سمعت انه تراجع عن القدح في الصحابة اسال الله له الثبات وارجوا أن يكون لهذا المقال اثر في تصحيح مسيرته وأثر في بعد الناس عن المبالغة في الاشخاص وانا اتمنى ان يحرص على الاستفادة من مواهبه وقدراته في تحريك الفكر بطرح متجرد موثق معتدل لان لغة التعصب والتوتر في الخطاب والامتعاظ المبالغ فيه والشتم ليست لغة الحكماء ولن يكتب لها الدوام بارك الله في كاتب المقال والمرسل اليه وقارئه ولكم تحياتي

    ردحذف
  6. أختلف ببعض ماجاء في مقالك ولكني أحييك على أسلوبك الراقي في طرح المقال حول الأفكار وطريقة تناول الدكتور للمواضيع ولم تشخصن القضية بارك الله فيك .

    ردحذف
  7. مقال جميل شكرًا على مجهودك
    اما عن عدنان ابراهيم مفكر جيد ويحمل ثقافة جيده واعتقد انه يحمل شيئامن الانصاف وخصوصا بعد ما تراجع عن اعتدائه علي الصحابه جميل ورائع وشجاعه ونسأل له الثبات
    واعتقد انه اذا قرأ قوله تعا لى ( ولا تزكو انفسكم) سيرجع عن تزكية نفسه وتقديسها وصفها بان له كرامات ومعجزات
    وخير الكلام ما قل ودل.

    ردحذف
  8. الأخ D.Ahmad30
    تعليقك من أرقى ما قرأت فشكرا لك

    Nimour30
    شكرا لمرورك وقراءتك لا عدمنا ودك

    البرنس سلطان
    شكرا أخي على رأيك ومرورك وقراءتك مع تمنياتي أن يتراجع بالفعل عن الاعتداء كما تفضلت، فأنا لا أحمل عداء للرجل وما كتبته فقط للإصلاح.

    ردحذف
  9. مقال جميل جدا جدا ويصف حال الدكتور عدنان بالمللي
    حقيقة انا انصدمت بعد ما ارعد وازبد في موضوع الصحابه واثار الجدال والفتن ثم اعتذر عن ذلك وهو قال بعظمة لسانه ان جل ان لم يكن كل ما طرحه عن الصحابه هو من حسن فرحان، واتوقع انه لو تعقل في كل الامور المثيره للجدل اللتي يطرحها راح يتراجع عنها. ما اعطاه الانتشار وانبهار الناس منه هو اسلوبه البلاغي والالقائي وكثرة اطلاعه لا مدى عمقه وقوة تاصيله.
    بالمناسبه حسن فرحان يحاول التمسح بعدنان لكي يحظى بالقبول ويحاول تزكية وتضخيم عدنان لانه ضمنيا يزكي نفسه.
    صدفة وقعت على مقالك رغم اني مبتعد عن الامور الجدليه والخلافيه لكني وجدته يعبر عن جزء كبير مما في خاطري عن الرجل بادب واسلوب راقي.
    دمت بصحه وعافيه وتوفيق.

    ردحذف
  10. شكرا لك ولتعليقك ولمرورك ولقراءتك ويسعدني أننا اتفقنا بالرؤى

    ردحذف
  11. مقال جميل وطرح راقي بارك الله فيك

    مشكلة عدنان ابراهيم تكمن في عدة أمور
    منها أنه لم يأخذ العلم الشرعي من منابعه ولم يثني ركبه في مجالس العلماء لتلقي العلم كما هو معروف لكي يقال عنه عالم
    كذلك ليس له باع في الحديث وعلم المصطلح فتجده لايستطيع الخوض في ذلك وأيضاً لم يتعلم فقه الخلاف في كيفية تأصيل المسائل كما أنه تلقى تاريخ الصحابه عن طريق الباحث المالكي الذي لم يحسن البحث في تاريخ الصحابة ولم يعدل في هذا الباب وإنما نقل من تاريخ الرافضة واتهامهم للصحابة بالردة وظلم أهل البيت ولم يك باحثاً منصفاً في نقله وأخباره التي لم يستدل عليها بنقولات صحيحة من الثقات العدول المدونة في الكتب والمحققة عن طريق أهل العلم الثقات .
    كذلك يعاب عليه محاولته اثبات أنه صاحب كرامات مما يجعله أضحوكة لدى الناس ماعدا السذج وكان عليه عدم ذكرها حتى وإن حدثت فعلاً لما لذكرها من محاذير شرعية ولو كان من أهل العلم لعرف أنها تفضي لأمور غير جيدة وأن السكوت عنها وعدم ذكرها هو الصواب لأن الله عز وجل بيده جميع الأمور وإذا أراد الله إظهارها قيض لها أمراً .
    أما طلبه لمناظرة هيئة كبار العلماء فلم يدرك أن هذا الأمر لا يمكن قبوله لأنه ليس هناك موضوع يمكن أن تتم المناظرة حوله فتناقضاته كثيرة تعتمد على فلسفة عقلية تنسف النصوص وتقدم العقل عليها بالاضافة إلى خرافاته التي يسميها كرامات وقبول العلماء المعتبرين بمناظرته تقليل من قدر العلم والعلماء لذلك كان تحذيرهم هو الأسلم والأنفع بإذن الله .
    والله الموفق

    كتبه / أحمد بن عبدالله الشمري

    ردحذف
  12. كلام جميل جدا أخي أحمد ومثري وأعده ردا بذاته انصحك بوضعه في مقاله ونشرها، فقد ذكرت فيها المختصر المفيد.
    شكرا لتعليقك المُتقن ولقراءتك وتفاعلك
    دمت بكل الود والاحترام

    ردحذف


  13. أ.. عماد أحمد مقال جميل جداً بغض النظر عما يحمل من تحليل نفسي ومنهجي لِمَ تبناهُ الدكتور عدنان ابراهيم ورغم أني اختلف معكَ ومعه في بضعٍ من بعض الاراء والافكار الا أني اتفق مع عدنان ابراهيم في كسره باب المحظور لا عيب في أن نخطي . ومعك في تصحيح اعوجاج المخطي كما تراه من وجهة نظرك من باب التناصح والمحبه .
    نحن يا صديقي تلتهمنا نار الخوف من التفكير التى اشعلها جمعٌ غير قليل من ارباب القداسه كأنما تعمدوا الجحر على عقولنا .
    لو أنهم أفسحوا لنا المجال للبحث والاطلاع وساعدونا بالتشجيع والتحفيز ،و ضخموا من دورهم بدلاً من الافتاء على كل شاردة ووارده الى تفتيت الصخور التى تعرض طريق الباحث عن الصحيح بدلاً من التهويل المأهول من الاقتراب والمساس بكل ماهو مُسَلَمٌ من وحهة نظرهم...
    ولَما كان لاي كان أن يُحدث بفكره زوبعة غير مسبوقة لانه سيصطدم بمجتمع مثقف وواعي للمختلف والمتفق عليه في جميع نواحي حياة الدينيه والانسانية واسباب الاختلاف . ثم أني استمتعت واحببت المقال رغم أن فيه رائحة الطائفية المقيته واعتذر للمساحة التى سمحت لنفسي بالبسط عليه محبه ...محمد البيتي /مشروع انسان

    ردحذف
  14. أخي الأستاذ محمد،
    أسعدني جدا رأيك وما كتبته، ولا أُنكرك القول أني اتفق معك في كثيرٍ منه أما ما اختلف معك فيه فرغم وجوده إلا إنه مُثري للحوار ودعاني حتى لقراءة ردك أكثر من مرة.
    يا سيدي، من منا ليس بطائفي أو لا يحمل شرشكاً أو بقايا من تلك المذهبية النتنة التي يحاول البعض ان يُجاهر فيها، فيما آخرون وأحسب نفسي منهم يُحاربها في ذاته ويدعوا للتعايش المشترك تحت مظلة الوطن الواحد لا الدين فقط!
    من أهم طُرق محاربة الأخطاء وتصحيحها هو المكاشفة والحديث بعيدا عن المثالية، وهذا ما فعلته حين تحدثت عن الخلاف السني الشيعي بشأن معاوية ويزيد وعلي والحسين، والذي لو زُلزلت الأرضُ على من فيها لن يتقنع اي من الطرفين أنه على خطأ، ومن هذا المنطلق لمت على عدنان ابراهيم حديثه عن هذه المواضيع التي لا تجدي نفعا بل تعمم الشقاق، فما الفائدة من الحديث عن أُناس ماتوا قبل ١٤٠٠ سنة وعن خلافهم وما المُجدي لنا، وهو الذي لا علاقة له بالدين ولا جدوى من التطرق اليه!
    أما بشأن عدنان ابراهيم، فجُل الفرق بيننا وبينه أنه وجد من يعطيه الفرصة ليتحدث وهو امر محمود عدا أنه استغل الفرصة للحديث في امور لا تُسهم ابدا في التنوير بعكسي وربما حضرتك، فلو اتيح المثل لي لجاهرت بعدائي للكهنوت وللتقديس وللإكليروس ولثقافة التحريم المتشددة ولدعوت للوسطية والاعتدال الذي نادى به الدين الإسلامي من الأساس، ولدعوت لتقبل الآخر في الخلافيات وأمرت بعدم الحجر على العقول، فالمسلم كيس وفطن لا إمعه وتابع يفعل ما يأمره به بعض المتنطعين دون تفكير.
    التطرف والتشد كما هو موجود عند فئة ضالة من أهل السنة هو برأيي كذلك موجود لدى الشيعة ووصفته بشخص الحشد الشعبي والمليشيات الطائفية الشيعية في العراق وسوريا واليمن، وهو ما اراه بعمالتها لإيران التي لا أُكن لها الا البغض والكره، وتلك قناعة استقيتها من مواقفها وتدخلاتها في الشأن العربي ونشرها للطائفية التي كنا في حل منها قبل أن تؤطرها الثورة الخمينية وتدعوا لها.
    برأيي ولعلمكم الشخصي من حق ايا كان الحديث كما يشاء ودون محظورات ولكنه لا يعد في هذه الحالة تنويريا وإنما منظرا لفئةٍ دون أخرى، وهذا ما أرى عدنان ابراهيم قد وضع نفسه فيه، فلو اقتصر حديث عن تفنيد بعض الآراء المتشددة بشأن الخلافيات لكنت اول من يقف معه ويدعمه، ولو دعى لنبذ التطرف من الجميع دون أن يُلصقه بفئة متجاهلا الآخرين لكنت داعما له، لكنه انحاز وهذا خطأ، هذا عدا عن تضخم الأنا لدى الرجل وترويجه لكراماته التي يريد منها ان تضفي هالة على شخصه، وهو بما فعل يروج للتقديس الذي ينتقده عند فئات أخرى!

    شكرا لك ولحديثك المثري ودمت بكل الاحترام مع ترحيبي بشخصكم الكريم بالتواصل معي عبر الإيميل.

    ردحذف
  15. الجميل أكثر مما توقعت أ. عماد ... قبل البدء أنا لستُ أستاذاً وأني أخشى عليّ من غضب هذا اللقب اذا لصق بمن لا يستحق .
    حملني ردكَ الكريم الى السماء الثامنه من الرفعة حيث أنتَ .

    لكن كما يقال من أحبكَ بالغ في مناقرتك ليس ابتغى الغلبه بل طمعاً في ثمار الفكر .
    ايّهاالجميل بعد الانحناء تبجيل ..
    لي عتبٌ والعتب كما اثبت مختبر الصدق بـإثبات الحمض النووي أنه أكبر أبناء الحب .
    قلت من منا ليس طائفياً او تتجذر في اعماق روحه بعضاً من عروق هذه الشجرة الملعونه هنا "الفيصل" يا صديقي أن الميل للفرقة والانتماء يقتل أحياناً الحق الصريح واحايين يصيبه بـ الاعمى المتعمد.
    الدين الذي يستخدمه الكثير مطية لبلوغ مأرب أخرى وجد لاجل الانسان اذاً الانسانيةهي ديانة سماويه لا ما يخندقونه في كتب تتوارثها الاجيال . طبعاً في قولي هذا اقصد الكتب البشريه التي تحدد مسير الانسان ابتدا من الولاده وانتهاء بـ الموت وتختلف الميتات وليس من حقه الاعتراض.
    مشكلتنا يـ استاذي أننا لا نحصر بل نعمم لماذا دوماً نقول السنه والشيعه؟!
    لماذا لا نحدد ماهية الشخص المخطي دون لصق الخطاء بـ اسرته او مذهبه او حتى بلده .
    لو أخذنا مثالاً الحوثي فنحن نذكره بشخصه أنه فتح صنابير الدم في اليمن دون أن نجرجر الشيعه اجمعين الى مسلخ الجريمه .
    وكذلك بـ النسبة للسنه لا نطلق للحكم حق الامتداد بل نقول فلاناً ابن فلان ارتكب هذا القبح المبين .
    عن الخميني الذي ذكرته في ردك هل توافقني الري أننا نتحمل الوزر الاكبر في عنجهيتة وهمجية اتباعه .
    مخطي من يظن أن الغرض من هذا التمدد الفوضوي هو الدفاع عن الحسين او حتى نشر المذهب الشيعي لا يا صديقي الغرض أكبر من هذا بكثير الغرض هدم الجسور التى تحول بينه وبين االتمدد ليشمل حكمه رقعة العرب اجمعين .
    اما عن الوزر المقترف منا بحقنا هو أن هذا التمدد وجد قطيع جاهل تاريخياً مخنوق اجتماعياً محاصر فكرياً مشحون دينياً مفرق مذهبياً فدخل الينا من ابواب متفرقه ويظنه اخوننا الشيعة الذين تعيشنا معهم دهوراً دون احقادٍ جاء لينتشلهم من فوهة الحجيم .
    الخطابات الدينيه المشحونه والتعليم المتخندق والبتر التاريخي وموت شجرة المحبة عطشاً .
    سهة المهمة امام كل من تسول له نفسه العبث بالبشرية .
    وعن الدكتور عدنان ابراهيم لا يستحق كل هذا الحرب التى تجعل منه بطلاً أن كان ممن يسقون شجرة الفتنة فـ أنتم من توفرون له الماء في جداول التحذير اما علمتم أن الممنوع مرغوب .
    وأخيراً
    كل مظاهر القتل يا عماد مهما تحمل من اسماء وصفات ومظاهر ومناضر نحن ضدها قلباً وقالب صوتاً وصوره
    لكن حربها يكون بالتثقيف ونشر ديانة المحبة بين الجميع .

    قال لي أنا أنكَ أكرمتني بالقبول في رحاب صومعتك المقدسه الايميل ... وأني بهذا الشرف من المسرورين
    اغبطني على هكذا عقل وقلب وانسان فيك يا عماد

    ردحذف
  16. يا سيدي أنت أستاذ ومن أفاضلهم أيضاً، والنقاش معك إثراء لا يُمل والاختلاف في الرأي سعة صدر ونقاط تدورها لنفكر فيها ونتمعن،،،،،
    أسعدني جدا رأيك وأراه قد أصاب في عديد من جوانبه، وإن ظننت أنني أخطأت فيها، فجلها وجميعها يصب في بوتقة الاختلاف المشروع والنقاش البناء للوصول للحل المرجو والمأمول.
    شكرا لك ومودتي لشخصكم الكريم أستاذي وجزيل احترامي وتقديري

    ردحذف
  17. مقال متوازن تمكنت فيه وفقك الله من طرح وجهة نظرك بأسلوب هادئ وسلس وواضح ومتميز ، انصحك ان لا تلتفت لأي نقد كان لأننا نحن العرب من طباعنا السيئة حقيقة أننا ننتقد كل شئ مهما تم .

    @raadaljanoob

    ردحذف
  18. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  19. انا ارى ان الدكتور عدنان قد نجح وبشكل كبير في جذب فئة كبيرة من الحائرين والمترددين وحببهم في دينهم كما لم يفعل كثير ممن يرون انفسهم ويراهم محبوهم بأنهم اهل العلم الشرعي والدعوي والوعظي بكل فروعها .
    الرجل لم يحلل حراما ولم يحرم حلالا بدون ادلة بل انتهج نفس اسلوب المتخصصين في الاستناد إلى مصادر التشريع والفتوى المختلفة مثله مثل غيره واختار ما رآه صحيحا ومتوافقا مع الاغلبية المسلمة.
    ما ذكره الرجل من سب للصحابة فقد اعتذر عنه وعزم على عدم الخوض فيه مرة اخرى واما موضوع الكرامات فإنا اعتبرها سقطة له يجب ان لايعود إليها ولو انها جزء من ثقافتنا العربية الاسلامية واعتقد انه سيتجنبها.
    عدنان الراهيم لم يصعف حديثا صحيحا او العكس من تلقاء نفسه بل لديه حججه والمتخصصون بإمكانهم مناظرته.
    هناك حالة غيرة شديدة وحسد لإنجازات الرجل ومحاولات لاسكاته لانه سرق منهم الأضواء وقد يسرق منهم السلطة الدينية التي يستمتعون بها لو أثر علىى الحياة الإجتماعية وغير الفقه المتداول لبعض القضايا الخلافية.
    Ahmed Alghamdi

    ردحذف
  20. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  21. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  22. الأخ رعد الجنوب،
    شكرا لك ولمرورك وقراءتك مع امتناني لنصيحتك
    دمت بكل الود والاحترام

    ردحذف
  23. للعلم فقد تكررت نفس المشاركة للأخ رعد الجنوب مرتين وكذلك الاخ احمد جراد ثلاث مرات وهي النص نفسه وربما كان ذلك بسبب الضغط على إرسال أكثر من مره أو بسبب خطأ داخلي في المدونة، ولذلك قمت بحذف المشاركة المكررة وابقاء نسخة واحدة منها فقط.
    لهذا جرى التنويه وفيه التأكيد من طرفي على أنه لم يتم استبعاد أي مشاركة وأن الحذف فقط لما تكرر فقط من نفس المُعلق.

    ردحذف
  24. الأخ أحمد جراد،
    أشكر لك قراءتك وتحليلك مع العلم أخي أنني لا أُنكر ابدا علم الرجل فقد وصفته بالمطلع الباحث وله آراؤه، لكن ما انتقدته فيه هو خوضه في خلافيات لا يُجدي الحديث فيها نفعا، مع إقراري بحق كل إنسان بسلوك الطريق الذي يراه مُناسبا دون أي حجرٍ على العقول.
    إذا الرجل تاب واقلع عن سب الصحابه ووعد بعدم العودة لذلك، فالله سبحانه وتعالى غفورٌ رحيم، وهذا أمرٌ يُحسب له، أما استمراره في شطحاته التي يتحدث فيها عن كراماته فهي صفات لا يقبل بها عقل ولا منطق وأرى أنها قد تُطيح بالشخص وتُفقده مصداقيته.
    أما بشأن المتشددين الذين تسببوا ببالغ الضرر فقد تطرقت لذلك بالمقال، وأتفق معك أن هناك فئة وبعض أشخاص من المتنطعين المُتشددين الذين أساؤا وأنا بالمطلق ضدهم وقد كتبت عنهم العديد من المقالات، بإمكانك الإطلاع عليها في مدونتي، وفيها دعوت للاعتدال وترك التشدد والتحريم المستمر من باب سد الذرائع، كما وجوب الالتزام بوسطية الدين وترك الغلو.
    شكرا لك ولمرورك وقراءتك ودمت بود

    ردحذف

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...