الأربعاء، 26 أغسطس 2015

مثاليون

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في مجلة فكر الثقافية العدد 12 بتاريخ 25-08-2015


يمتلك حسابًا في تويتر والفيس بوك وماي سبيس  والإنستجرام وقناة في اليوتيوب وفعال جدًّا في التواصل بالواتس أب وجميع برامج المحادثة الفورية ومواقع التواصل الاجتماعي، وله أتباع بعشرات الألوف ومريدون ومتتبعون لكل ما يكتبه ويقوله. من كثرة ما يصبغ نفسه بهالة المصلح أو الحكيم تظنه ملاكًا لا يخطئ أبدًا ومنزهًا. حديثه يبدؤه بأخي وأختي منمقًا عباراته، ويجامل الجميع. هو في "السيبر" أو الفضاء الافتراضي إنسانٌ آخر بخلاف واقعه، وبشهادة جميع من حوله، سواءً كانوا أصدقاءه أو أهل منزله.
لا يتحرك إلى مكان وإلا وقد تسلح بجهاز الآيفون والبلاك بيري والنوت ومعهم كمبيوتره المحمول. ما إن يجلس على كرسيه إلا ويبدأ تسفيط أجهزته بانتظام مستخدمًا كلا منها على حدة في تناغمٍ وتعامل سريع، حيث يطغى على ما يقوله حكمته التي عرفها عنه الجميع، وينتظرها كل متتبعٍ له عله يحظى منه بنصيحةٍ لمشورة سألها له.
هو المثالي الذي تتمنى كل زوجة أن يكون زوجها مثله وكذلك الأخت التي تعاني من قسوة إخوتها!... لكن، هل هو بالفعل في حياته الخاصة وبعيدًا عن الأعين والآذان كذلك؟ وهل تحولنا لممثلين نحاول أن نظهر دومًا بخلاف طبيعتنا، وهل أصبحنا مثاليين في محاولتنا للظهور أمام الآخرين، فيما نحن بشر بخطئهم وصوابهم في حياتهم العامة والخاصة. ولم نتقمص باقتناع دومًا وبأريحية دور الشخصية المزدوجة التي تحاول أن تظهر باستمرار بصفات الكمال، فيما هي من بني آدم ومن لحم ودم؟
من باب الإنصاف لسنا وحدنا كذلك، فجميع من يختلف عنا عرقًا ودينًا هم كذلك، حتى أكثر الشعوب تطورًا وتقدمًا ليسوا باستثناء. خذ مثلاً أمريكا، وانتقي أحد مواقع التواصل من أجل الزواج أو ما يسموه بالمواعدة، وقم ببحثٍ قصير لن يأخذ منك وقتًا حتى تجد أن أغلب من يشترك في هذه المواقع قد وضع أجمل صورةٍ له، والتي قد لا تعكس ماهيته الحقيقية بدون الإضافات والمكياج واللبس والفلاتر الإضافية. راجع "بروفايله" أو ما يصف به نفسه للآخرين وستجده الرجل الأنسب أو المرأة المناسبة. ولكن هل يعكس ذلك واقعهم؟.... بالطبع قد يكون بعضهم إلى حدٍ ما كذلك، لكن العديد منهم بعكسه، والكثير من الجرائم التي تعرضت لها نسوة كانت بدايتها تعارف عن طريق أحد مواقع التواصل الاجتماعي أو المواعدة.
الظهور بمظهر المثالية أو الرغبة في إسباغها على الشخصية لا يمكن وصفها بالعمل الناتج عن فطرتنا كبشر، كما لا يمكن أن نجد فيه عذرًا لأحد أو مبررًا ليكون كذلك. يتحمل فيه المسؤولية ليس فقط المدعي ولكن المتتبعين أيضًا، وهم الذين أضفوا عليه هالةً منذ البداية، ورفعوه لمرتبةٍ ومقام جعلته لا يملك إلا أن يستمر في أداء الدور الذي رسمته له أقلام من منحوه الشهرة والظهور.
قالوا وباللهجة الشعبية "المعربة": ما الذي فرعن فرعون، فأجابوا: هم من زينوا له ذلك، واستبدلوا حريتهم بعبوديتهم له!
نحن كعامة وكجموع بشرية من تصنع نماذج تحب أن تراها في شكل أشخاص وبحديثهم وبتصرفاتهم وأفعالهم وأقوالهم، ونحن أيضًا من يرفع مقامهم ويعليه، ومن يجعل كل إنسان عادي مثاليًّا متصنعًا، لأننا نرخي له آذاننا، ونأبى انتقاده حال خطئه، فيما نصفق له وبكل مبالغة إن أصاب، وكأنه أتى بما لم يأت به أحدٌ غيره.
الشعوب هي من تصنع أبطالها، وهي أيضًا من توجد ديكتاتوريها وطواغيتها الذين يمارسون بحقها التنكيل فيما هي تبهل بالدعاء والتمنيات لهم. إن منحوا الفرصة يومًا للمفاوضة في مقابل الحصول على الحرية؛ تجدهم استبدلوها بشروطٍ أخرى لتحسين حياتهم وحالهم في العبودية!
لا عيب في أن يرسم الإنسان نفسه، وأن يضفي لشخصه سمة معينة وطابعًا يأمل أن يتعامل معه الآخرون على أساسها، لكن الخطأ في التصنع وازدواجية التعامل والتصرف وأمر الآخرين بأمرٍ لا ينفذه قائله. هذه هي المعضلة والمشكلة في كون الإنسان مثاليًّا!
يتميز العديد من مشاهيرنا، أو لنقل "يُعرف" - لمن يعترض على الكلمة-  بتصنعهم وتكلفهم ومحاولتهم دومًا الظهور بصفة الكمال أمام محبيهم. خطأهم كما أسلفت ذكره يتشاركه معهم كل معجبٍ لهم، فهو من يرغب في رؤيتهم بصورةٍ نرسمها لهم، فيما هم من حققوه له أو لها عبر تمثيلهم لنمطها. على العكس تمامًا وفي الكثير من الحالات، تمتلئ الصحف والمجلات الغربية بفضائح وفظائع يقترفها المشاهير. منها من يُسجن بسببها أو يحاكم، وفي أخرى يُشهر به؛ ومع ذلك قد تزيد مثل هذه الحوادث من شعبية النجم الذي يسعى مصورو البابارادزي (الفضائح) خلفه لينال صورة يبيعها لأي وسيلةٍ إعلامية.
مثاليتنا أو لنقل تصنعنا الكمال (الذي لن نناله) جعل من بعض الشخصيات المعروفة تُصاب بجنون العظمة، الذي يتجلى في عدم اعترافها تحت أي ظرفٍ بخطأٍ ارتكبته إلا إن وصل الأمر لحد الفضيحة.
طبعا كم سمعنا عن كاتب مشهور سرق أفكار غيره كما هي ونشرها باسمه أو أعاد صياغة بعض كلماتها ونسبها لنفسه، منكرًا الفضل لكاتبها ومتجاهلاً عن  عمد حتى بالإشارة إليه!.... إن تم اكتشافه، سيهب جيش متابعيه ومحبيه للذود عنه وكأنه ملاك لا يخطأ، وستنال ألسنتهم من صاحب الحق، الذي إن لم يكن يمتلك حينها المادة والحجة والقوة للدفاع عن نفسه؛ فاعلم حينها أنه قد خسر المواجهة لطرفٍ على باطل، لكنه انتصر بفضل تصنعه المثالية وتبعية محبيه التي أعمتهم  عن رؤية الحق وعن إمكانية خطئه!
مفهوم الاعتذار لديهم غريب، ويظنون أنه قد ينقص من شأنهم ويفض الناس من حولهم، يخافون من أن يفقدوا شعبيتهم والهالة التي يستمتعون بها، لكنهم وبجهل يفقدون الاحترام وإن طال أمده.
المثالية سواءً كانت مثالية أو تصنع أفضل ما يمكن وصفها به هو التمثيل الرديء السيء، لكن العديد يصدقه برغم ذلك ويتعلق بالفاشل الذي يلعب دور الممثل فيه!


المصدر: مجلة فكر الثقافية - http://www.fikrmag.com/article_details.php?article_id=153

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

سُنة وشيعة.. دين واحد وخلاف حول التاريخ!

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الكويتية 19-08-2015


هل لو كان علي ومعاوية والحسين بيننا سيرضون بما يرتكب ويُقال باسمهم؟ وهل ستتحرك ضمائرهم، لوقف ما يحدث، إن وعوا لحظتها أن حجم الفتنة التي ستنتج عن الخلاف ستستمر أكثر من ألف وأربعمئة سنة، وستفرِّق المسلمين لشيع وطوائف، وستتسبب في هدر آلاف الدماء، من غير وجه حق، عدا أن فلانا ما زال يبكي على أحداث جرت قبل أربعة عشر قرنا، وآخر يدافع عنها وينافح؟!
 
التاريخ، وعلى مرِّ العصور، شهد أحداثا عظام، لا يمكن أبدا تخيُّل بشاعتها، ومع ذلك، لم تتوقف مسيرة الكون عليها، واستمرت الحياة تستبدل أقواما بآخرين، تجاوز أغلبهم فتنا وأحداثا جسام، إلا بعض من تلك الطائفتين ما زالوا مصرين على أن يجعلوا الياذة الكُره مستمرة، باللطم والصراخ والعويل.. وهم للعلم، لن يغيِّروا شيئا مما جرى، ولن يقدروا على التكفير عن ذنبٍ اقترفه أجداد الأجداد، في زمن كغيره، تعرَّض المسلمون فيه لفتنة تجاوزها في وقتها أغلبهم، فيما استمر في تأجيجها مَن جاء بعدهم بمئات السنين.
 
البروتستانت انقلبوا على الكاثوليك، وخرج مارتن لوثر بدعوته الإصلاحية، التي حاربتها كنيسة روما والكنائس الكاثوليكية الأخرى، لكن كلتا الطائفتين، وبعد المئات من سنين العداء والحروب والتكفير والتضليل، تقبَّلوا بعضهم بعضا، رغم اختلافهم العقدي، وآمنوا في النهاية أن الدين لله، وهو سبحانه الحكم العدل، والوطن بعدها للجميع، فتعايشوا وتصاهروا وتمازجوا، حتى نتج عن تقبلهم لاختلافهم المذهبي رغبتهم في وحدتهم الجغرافية، فتمخض عن سعيهم ومحاولات لمّ شمل السوق الأوروبية المشتركة، التي تحوَّلت في ما بعد للاتحاد الأوروبي، الذي يضم في جنباته ملل المسيحية، ليس فقط الثلاث الرئيسة؛ الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذوكسية، وإنما ما انشق عنها، حتى استوعب مَن لا ملة لهم ولا دين، لكن في النهاية يجمعهم الوطن الواحد، والوحدة التي أعادت لمّ شملهم، بعد سنوات الظلمة والاقتتال والجهل الأوروبي!
 
كمسلم مؤمن موحد، أظن - والله أعلم - أن طائفتي هي الناجية، لكن؛ هل يمنحني اعتقادي هذا الحجة، كي أكفّر الآخرين وأضللهم وأحاربهم، وأجعل غرضي وهدفي هو قتالهم، وهم لم يؤذوني، لا في مالي ولا ولدي ولا وطني؟ أم أن الأولى، كما الأجدر، أن أعلم نفسي كيف أتعايش معهم، أيا كانت درجة الاختلاف الديني والمذهبي، فأترك الحكم في الأمر لخالق هذا الكون وراعيه، الله جل جلاله، بدلا من أن أحرِّض وأبث في العامة من الاتباع سموم الكراهية، التي يغذيها تطاول العقيدة الدينية على مقدسات ومسلمات الآخر المختلف في المذهب؟
 
ألم يأمرنا الله سبحانه وتعالى، ثم رسوله الكريم، بعدم السب أو الخطأ في حق آلهة غير المسلمين.
 
لمَ تطرَّف بعض علماء الدين في آرائهم، للدرجة التي جعلوا منها مذهبهم قائما على الكُره والحقد والقذع، وأوجدوا فيه ما لم يكن فيه من الأساس، لو دققت في تاريخه؟
 
الدين الحق القويم كمله الله، عز وجل، بكماله، وأوجد مصادر تشريعه، التي اقتصر دور المؤمنين فيها على القياس والاجتهاد، وأمرهم بألا يبتدعوا فيه، ما لم يكن، فالبدعة وإن بدت بادي الأمر كفضيلة، إلا أنها ضلالة تقود إلى النار، لذا ليس من حق أي مدعٍ للعلم الشرعي أن يوجد في الدين ما ليس فيه من الأقوال والقصص، التي لو ترك أمر سردها لكل متحدث أو داعية، لابتدع فيها، وأوجد ما لم يكن، ونشرها، ظناً منه أنه في ما فعل يتقرَّب إلى الله سبحانه، بينما هو يعصيه!


المصدر: جريدة الكويتية - http://www.alkuwaityah.com/Article.aspx?id=214742

الأربعاء، 12 أغسطس 2015

الإختلاف أفسد المودة

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الكويتية 12-08-2015


كم منا مَن تمنى ألا يكون هذا يوما حالنا، وإن كنت أرى أننا بتنا أمة يفسد الخلاف ودها، ويدمر صلاتها، ويوغل فيها نخرا، كالسوس العطش لخشبٍ جاف لم يلمسه ماء أو رطوبة.
 
اعتدادنا بأنفسنا لا يمكن تفسيره، إلا أنه أصبح أهوجا مقيتا، تغذية الأنا والعصبية والنرجسية، وكمالا لم ننله، ولا حتى اقتربنا فيه من المثالية، ومع ذلك، نظن أنفسنا لا نخطئ، ولن نخطئ، فرأينا صوابا لا يحتمل الخطأ أبدا، ورأى غيرنا خطأ لا يحتمل الصواب، ولن يقترب حتى منه!
 
قناعتي، أننا متى ما كسرنا حاجز الأنا، بعظمته، تقبَّلنا وآمنَّا حينها بالرأي والرأي الآخر، من دون تعصب أو تزمت، لكن الصعوبة التي قد تصل إلى حد المستحيل لمن هم في مثل وضعنا، أننا آمنا بقناعةٍ تقول: إن لم تكن معي، فأنت ضدي، وإن لم تقتنع برأيي، فأنت تخالفني، وبالتالي تعارضني، ومن ثم تجعل من نفسك ندا لي وتعاديني!
 
إجمالا، لكل إنسان قناعاته، وإن كان صاحب فكر ومبدأ، فهو صاحب رسالة يرغب بإيصالها للآخرين، وسيحارب من أجلها، فالنقاش يتجلى جماله بأدبياته، وبما يمتلكه المحاور من قدرات على جعل الخصم مستمعا له.. إن ناقشه غلبه بمنطقه، وحججه وفندها له، وهو يبتسم له حينا، وآخر مشعرا إياه بأنه يوليه جُلَّ اهتمامه، من دون أن يتعمَّد مقاطعته، وبالذات حين يكون على وشك الوصول لنقطة يظنها ستقنعه.
 
أدبيات النقاش غائبة عنا، وإن كان في الحوار أكثر من شخص، لن تستغرب أن تجد الجميع يتحدثون في الوقت نفسه، ولا ينصتون لما يقوله الآخرون على الطرف الآخر، بل يعملون على رمي ما يعتمر في أنفسهم من آراء.
 
كلٌ يظن أن الغلبة فيها ستكون لمن يتكلم بشكلٍ أسرع، وبصوتٍ أعلى، وبيدين تلوحان بهما في كل اتجاه. أصابعه فيها تمثل تعابير أحدهم، وتتبنى ما يقوله، يستشهد بهما للدلالة على قوة منطقه حيناً، وأخرى ليشعرك بأنه يهددك، لتتقبل ما يقول، من دون نقاش، وأنت صاغرٌ له مطيع مذعنٌ لما يقول.


المصدر: جريدة الكويتية - http://www.alkuwaityah.com/Article.aspx?id=213416

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

النقد من المحبة

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الكويتية 05-08-2015



للصادق المتفاني المخلص في صداقته يُعد النقد من المحبة، وهو الوسيلة للإصلاح. فلا سبيل للسمو ولا للتطور من دون المكاشفة والشفافية، التي من دونها ستلهج ألسنة البعض بالمديح والمجاملة، من جمل "كأحسنت وبوركت"، مع أن العديد منا ربما لم يعر انتباهاً لما قال فلان أو قرأ ما كتب، وربما حتى تجاوزه، وكأنه لم يره.  
قد يفعل البعض منا ذلك، ويتجاوز مسرعا، من دون أن يقرأ ما يصله على الدوام من أشخاص بعينهم من رسائل دينية، ولا يعني، إن فعل، أنه كاره للدين أو ليبرالي وعلماني، لكن لأنها الطبيعة البشرية التي جَبل الله -عز وجل- البشر عليها، فهي ورغم علمها بأن الدنيا فانية، إلا أنها ترغب بالاستمتاع بها، حيث تتعلم وتضحك وتمرح وتكره، لكنها بلا شك تبغض الأستذة والتنطع بالقول، فيما الفعل خلاف ذلك. 
ما أجمل أن نجعل من أسلوبنا تطبيقا عمليا لعبارة "الدين المعاملة"، ومن أساسيات المعاملة الحسنة الابتسام والصفح والعفو والابتعاد عن العنصرية والقبلية والأصل والفصل والدين والمذهب. 
الإنسانية، بكل اختصار، أي أن تكون إنسانا، وترى الآخرين كذلك، وتعاملهم وفقاً لذلك. 
من أراد أن يمارس النصح والإرشاد، فله ذلك، أياً كانت وسيلته، ونيته وصدق ما يفعل على الله، عز وجل، لكن مع التلطف والاعتدال، ومن دون أن يسيء للدعوة، عبر إغراق بريدنا وإيميلاتنا، وما نشترك فيه من وسائل التواصل الاجتماعي، وقروبات الواتس أب برسائل التدين والعظة المبالغ في طولها وتكرارها مع عدم التحقق من صحتها، وليكن أيضا في رسالته الدعوية من دعاة الإنسانية والمعاملة الحسنة التي تتجلى بالقول الكريم "وعاملهم بالتي هي أحسن".


المصدر: جريدة الكويتية - http://www.alkuwaityah.com/Article.aspx?id=212194

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...