الأربعاء، 26 فبراير 2020

صانع الجمال والإيحاء

جريدة الرؤية
21-02-2020
عماد أحمد العالم



في تشبيه بسيط ومثال لشرح قدرة الأدب والفن على صنع الجمال من حولنا، وتحريك مشاعرنا تجاه أمر ما أو عمل فني بعينه، قد نراه عادياً غير ملفت للنظر، لنستحضر رسمة لفتاة على بورتريه كتب عن نظرتها المنكسرة الدامعة، ونحرها الصافي الرقراق، وكتفها الذي زل عنه ما يغطيه بحرج، كما خصلات غجرية شاردة تتهاوى على خدها المورد النمش، فيما فمها مكور كخاتم لازورد يحفظ خلفه أسنان كلؤلؤ مرصوص، لو أمعنا النظر في صورتها وهي مركونة في زاوية منسية من متحف ذي إضاءة خافتة غير مناسبة لا يتحلق حولها أحد، لوجدناها عادية جداً ولمررنا بجوارها مرور الكرام دون اكتراث.
في المقابل، لو وضعت ولن أقول في اللوفر بباريس ولكن في صالة عرض لفنان لوقف بجوارها فخوراً بإنجازه العظيم، مطوقاً بعدد من الصحافيين والمهتمين بالفنون، ومعهم جمهور من الزوار أثار فضولهم التجمع حولها، بأجواء هي مزيج من الإطراء والتحليل والنظرة الأعمق المستفيضة في أبعادها ومقاصدها والتمحيص والتفحص بأدق تفاصيلها، التي استلهمت شاعراً تصادف حضوره، فنظم بها بيتاً يعبر عن جمالها الأخاذ ولمحة الحزن والوميض بعينيها اللتين منحاها سحراً يسلب لب مُشاهدها، فكانت غلاف رواية لكاتب مشهور، وجوهر تقرير لصحافي بمجلة واسعة الانتشار يتحدث فيه عن امرأة منحت الجمال شرفاً بتصويرها، ليثير بعد ذلك فضول العامة والمختصين لرؤيتها وتصويرها والتغزل بفتنتها التي هي نفسها المنسية سابقاً!
السر في الاهتمام المفاجئ حولها وتغير نظرتنا لها هو ما أضفته مقدرة الفن، ورجاله على الإيحاء بصورة ذهنية مميزة لها التقطها الآخرون، فتشكلت بمخيلتهم بعد أن تدخّل الأدب بها، لتُمنح مكانة ملفتة للانتباه، فكُلئت بالرعاية مع هالة من الفرادة والمكانة جعلت منها أيقونة يتم التغني بها حاضراً ومن ثم على مر العصور.
الآن وبعد أن أدركنا ما للأدب من قوة مثيرة للخيال ومحفز للشغف الإنساني والعاطفي، لنستحضر مجدداً الموناليزا لليوناردو دا فينشي، ولوحة فتاة ذات قرط من اللؤلؤ أو كما يحلو للكثير وصفها «الموناليزا الهولندية» ليوهانس فيرمير، ولنمعن النظر فيهما بعيداً عن كل ما قيل عنهما، ولنتساءل: هل حقاً هما أسطورتا الجمال أم جمال بعين ناظره، رسمته ريشة فنان، نال حظاً وخلدت أعماله بعد تأثير الأدب صانع الجمال ودعمه له؟



المصدر: صحيفة الرؤية - https://www.alroeya.com/119-87/2114361-صانع-الجمال-والإيحاء

نظرية «الحدث التالي»

جريدة الرؤية
14-02-2020
عماد أحمد العالم



كثيراً ما نفترض أن لكل حدث سبب يسبقه، فنربطه به لا إرادياً دون الأخذ بالاعتبار مسببات أخرى ليست لها إطلاقاً علاقة مباشرة بالحدث، وقد يكون حدوثه كتوابع ظرفية لها، والتي لا تعني بدورها في حال حصولها مرة أخرى أنها ستقود إليه.
لنأخذ مثالاً يوضح المعنى، فقد نُسب لعالم النفس فلينسمارك قوله: «إن ظهور الأحذية في العالم الغربي قبل 1000 عام قد تبعه بوقت قصير ظهور أولى حالات المرض النفسي المعروف الفصام»، وبذلك صرح دون دليل علمي ودراسات بحثية معمقة ودقيقة على أن للأحذية دوراً بظهور الفصام، ومن دون أن يستدرك واضعاً بالاعتبار أسباباً أخرى أكثر منطقية كالتقدم والتحضر، وزيادة ضغوط الحياة والظروف المعيشية المستجدة والتقدم التكنولوجي والعلمي والحروب مثلاً.
ومن منطلق ومفاهيم علم النفس، تسمى مثل هذه الاعتقادات بفرضية «الحدث التالي»، حيث يؤمن العديد من الناس بأن وقوع أمر ما مرتبط حتماً بحدث يسبقه، وهو من الخرافات الدارجة بين البشر، والتي ترفضها الدراسات والأبحاث المتخصصة، نافية وجود ما يسمى بالرابط الوهمي، وداعية إلى رؤية الصورة من إطار أوسع، وتحليلها، بعيداً عن خرافة أخرى دارجة ومنتشرة، وحتى يخصص لها بعض المتخصصين دورات ونشرات يصفونها فيها بالحاسة السادسة والحدس، وربطوها بالظروف الزمانية والمكانية التي وقع بها الحدث.
والتشاؤم والتفاؤل، بدورهما لا بد من أن يكونا تطبيقاً عملياً واسع الانتشار بين شتى الشعوب والأمم، ففي الأذهان عادة ما يرتبط لدى النفس وقوع مكروه لشخص إن سبق رؤيته مثلاً ما درج عنده على أنه نذير شؤم، أو قيامه بعمل ستكون مآلاته حدوث أذية ستلحق بصاحبه.

والعين الشريرة والحاسدة لا تختلف كثيراً عما ذكرناه سابقاً، ومنها عمد البعض لردعها عبر التعويذات ولبس الخرزة الزرقاء، وبالطبع العديد والكثير غيرها من الطرق التي يسعى أصحابها من خلالها لرد أي ضرر ناتج عن نفس لا تتمنى لهم الخير.
في عصور الظلمة الأوروبية، كانت بعض هذه الممارسات أكثر تطرفاً ووحشية، فقد درج رجال الدين على وصف كل رأي مخالف لمعتقداتهم بالهرطقة والسحر، وجرى إيقاع عقوبات وحشية قاسية على من وُصموا بارتكابها، فكان مثلاً يُعمد لرمي من تُتهم بالسحر بالنهر، وهي مربوطة بحجارة؛ فإن طفت فهي ساحرة وستقتل، أما إن غرقت وهو الحاصل بسبب الأثقال المقيدة لها فهي بريئة، وبذلك ستموت بكلا الحالتين، دون أن يستدعي ذلك وعياً بخطأ تصرفهم.


المصدر: صحيفة الرؤية - https://www.alroeya.com/119-87/2112603-نظرية-الحدث-التالي

الانعزاليون.. ماذا صنعوا بنا؟

جريدة الرؤية
07-02-2020
عماد أحمد العالم



الانطوائية ليست ـ كما يروَّج لها ـ عيباً وخللاً نفسياً منافياً للطبيعة الإنسانية، التي رسمتها مخيلتنا البشرية على صورة واحدة مقبولة تُرى فقط في الأشخاص الانبساطيين، الذين يملؤون الأجواء حولنا بالضجيج والحديث والفعاليات المثيرة للمتعة والضحك والانبساط، وهي الأحداث التي منحتهم تفوقاً طفيفاً من حيث العدد مع نظرائهم المختلفين عنهم من الجنس البشري المائل للهدوء والسكينة.
مع ذلك تكاد الكفة تميل للانعزاليين من حيث الإنجازات المقدمة للبشرية، فلولاهم لما عرفنا نظرية النسبية لألبرت أينشتاين وقانون الجاذبية لإسحق نيوتن، ولما استمتعنا بروايات وأفلام هاري بوتر لجوان رولينغ ومزرعة الحيوان لجورج أورويل، وقائمة شندلر لتشارلز شولتز، وغيرهم، حيث العامل المشترك بينهم جميعاً الانطوائية وإخوتها الخجل والجدية والتحسس ـ وإن لم تمثل الأغلبية بالضرورة ـ، فواقع الحال يقول: إن هناك انبساطياً هادئاً ومندفعاً، وكذلك انطوائياً، ومن غير المستغرب أن تجد انطوائياً غير خجول، وعلى النقيض منه، انبساطياً خجولاً.
الانطوائيون هم المفكرون الذين تنبع قراراتهم ورؤاهم من دواخلهم دون مؤثرات خارجية لإرضائها واكتساب ودها والتمظهر أمامها، عكس الانبساطي الذي يرى بالأضواء ساحته التي يجيد اللعب فيها، تعزز ذلك الصورة الذهنية المرسومة له حيث البشاشة والوسامة، بخلاف العبوس والقبح والضعف وعلامات المرض والشرود للانطوائي كما جرت عادة تصوره ووسمه.
بمقارنة بسيطة سنجد الانطوائي وسيماً أيضا وجذَّابا، ميالاً للهدوء والتأمل والفردية والتروي والاستماع قبل الحكم واتخاذ القرار، منجذباً لعالم الأفكار والمشاعر، تمنحه العزلة والخلوة وجوده وطاقته المتجددة، بينما الانبساطي يجنح للعمل والسرعة بالحكم والفعل والمخاطرة والتحدث أكثر من الإصغاء، كما أنه جماعي ميال لحياة الناس والأنشطة الخارجية، التي تمنحه وجوده وكينونته منعاً لخفوته وانكفائه ووهجه.

يقول لاو تسي: الذين يعرفون لا يتكلمون والذين يتكلمون لا يعرفون.. فهل يمكن إسقاط هذا القول على الانبساطيين والانطوائيين؟ ربما، ولكن دون الجزم، مع الوضع بالاعتبار الثقافات والبيئة وظروف أخرى حتمية، بالإضافة إلى ثقافة الطبع التي تتحكم بدورها بتكوين الشخصية، ومن غير المستبعد أيضاً أن تكون نواتها مرحلة الطفولة التي لا يجب أن تثير مخاوفنا إن صدف واستشعرت حواسنا كآباء شخصية هادئة لطفلنا، فذلك لا يعني أنه معقد ولا يمكن الحكم عليه إلا بالمخرجات لا ما يبدو لنا ونظن! 


المصدر: صحيفة الرؤية - https://www.alroeya.com/119-87/2111088-الانعزاليون-ماذا-صنعوا-بنا

الخميس، 6 فبراير 2020

الرواية والواقعية التشاؤمية

المجلة العربية
31-01-2020
عماد أحمد العالم



حين كتب نزار قباني: (الحب ليس روايةً شرقية بختامها يتزوج الأبطال).. هل كان يسير على نهج من سبقه ويدعو كما مَن كتبوا قبله لمذهبٍ أدبي يتجلى بالواقعية التشاؤمية في الكتابة والرواية على وجه الخصوص. لا أعلم إن كان هناك مصطلح في النقد الأدبي لهذا الوصف الذي أطلقته على سمة بارزة جداً في أغلب أهم الأعمال الأدبية العربية منذ قرن وحتى اليوم -وإن كان كذلك طال الأدب العالمي-، اتسمت بعدائها الشديد مع كل ما يجلب الانشراح للقارئ من أحداث ونهاية كانت على الدوام صادمة إما لإمعانها في حوادث أليمة أو غريبة أو لا معنى لها أو (كمن يقول) كما في ثلاثية نجيب محفوظ، للقصة بقية دون أن يكون لها في الواقع!
للرواية مدارس كما للصوفية طرق ومنها ما هو خيالي ووجداني سردي وكلاسيكي وكذلك واقعي يتحدث عن نمط حياة وأسلوب عيش وأحداث حقيقية وقضايا مجتمعية دون مواربة أو خجل وتلطيف، يجب أن تحتمل منطقياً شقي الحياة من تعاسة وفرح، فيما الظاهر منها والغالب عليها هو غلبة الشقاء، الذي لا ينكر أحد أنه من أساسيات الحياة في المجتمعات العربية الفقيرة أو تلك القابعة تحت وقع الظلم والجور والديكتاتورية والطبقية، إلا أنّ من المُنصِف أيضاً إظهارُ الطرف الآخر من المعادلة دون تغييب وهو الجانب المُفرح، الذي لا بُد من إدراك تغييبه المُتَعمد في مقابل الحزن والمصائب والأحداث المفجعة التي تم سبكها وسكبها في تسلسل من الصدمات التي تبعث الغم وتحيل الحياة لمنظومة تعيسة مما يُكدِّر رغم وجود ما يستحق الحياة فيها وإن قلّ وندر!
المدرسة الواقعية في الرواية العربية ضرورة حين يطمح الراوي لتصوير حالة بعينها أو مجموعة منها في مجتمع أو بيئات مختلفة، ولكن دون أن يطغى عليها عنصر دون آخر، فتصوير المشهد من بدايته لنهايته يتطلب ألا يكون على منوال واحد من القتامة التي لا بد أن يتخللها انفراجات ومسرات ليست من باب الخيال وإنما واقع لا بد من إظهاره أيضاً، فلا ظلام وإن اشتد دُمسه خالد، فللنور شعاع سيظهر وإن طال أمده، كما أن التفريق واجب بين نقد منطقي في السرد وبين آخر موغل في السوداوية التي طغت عليها التشاؤمية المفرطة، التي حلت مكان (الواقعية المنطقية) المنوط بها تصوير الفكرة دون إسراف في الجلد، وفرضها بالقوة على القارئ عبر إثارة السلبية لديه، مما سيؤدي به إلى قناعةٍ مسبقة ستبعده عن إدراك الغرض.
بعض الكُتّاب على سبيل الاستشهاد ارتبط نمطهم بنهج معين يسبقهم لمخيلة من أراد الاطلاع على أيٍ من إنتاجهم الأدبي، فكافكا مثلاً أحد من لن تتوقع سوى الكآبة والألم حياله، فروايته المحاكمة ستخرج من قراءتها بقناعة عن ماهية بقية إنتاجه الأدبي، أما (المسخ) فيقف كافكا فيها متوجاً بأعلى درجات الخيال الغارق بالبؤس، فيصور بطل العمل بالمتحّول إلى حشرة ينظر من خلال عيونها لبؤس العالم حتى تنتهي حياته. من الأعمال الأخرى الأشد قتامة أذكر رواية 1984 لجورج أورويل، ونكات للمسلّحين لمازن معروف، وشرق المتوسط لعبدالرحمن منيف، دون أن ننسى بالطبع الأبله لدوستويفسكي ورواية في بلاد الأشياء الأخيرة لبول أوستر التي ستفتح في وجهك عالماً موغلاً في القتامة!
الرواية ببساطة هي حدوته يريد راويها أن يطلعنا عليها وكلٌ حسب أسلوبه وخياله، تتنوع الأحداث فيها والنهايات وفق ما ارتأى كاتبها لترضي مختلف الأذواق التي لا تتفق على هوىً واحد، لذا فربما تلك الكئيبة تلامس شغفاً ما لدى مطلع لا يجد آخر مناقضٌ له فيها سوى الغمّ والنكد على خلاف أخرى بنمطٍ شرقي كما تصوره نزار قباني بختامها يتزوج المحبان!!



المصدر: صحيفة الرؤية - www.arabicmagazine.com/Arabic/ArticleDetails.aspx?id=7227

السبت، 1 فبراير 2020

دون كيشوت.. أحلام الفارس الضائعة

جريدة الرؤية
31-01-2020
عماد أحمد العالم



صُنفت أكثر من قائمة عالمية تهتم بأبرز ما كُتب حول رواية «دون كيشوت» للكاتب الإسباني ميغيل دي سارفانتس كواحدة من أعظم 100 رواية في التاريخ.
قرأتها بعد سماعي عن فارسٍ نبيل حارب طواحين الهواء، مغامراته الخيالية وتقمصه لشخصيات أبطال القصص الذين ملأت حكاياتهم كتب مكتبته، جعلت منه حالماً من نوعٍ آخر، ومصاباً بانفصام عن الواقع، تسببت له بأن يترك منزله وأسرته القلقة على ما تراءى لها من هذيانه وجنونه، ليصنع لنفسه مجداً كفارسٍ يسعى لخوض المغامرات ونزال الفرسان، ويحظى في النهاية برضا معشوقته التي أوجدها عقله كمحفز، وجعل منها الملهمة لكل مغامرة فاشلة يُقدم عليها ظاناً أن النصر سيكون حليفه!
قصص الدون كيشوت ومغامراته لم تزل كما هي باقية، ومن أراد معرفتها، فعليه بقراءة الرواية التي كشفت لي أن بداخل كلٍ منا، أو لنقل أغلبنا، ذلك المتقمص الذي إن استهواه أمر ما، عاش تفاصيله بالسر والخفاء بينه ونفسه دون أن تظهر سماته للآخرين، ودون لفت انتباههم إليه، كي لا تتغير فكرتهم عنه مع خشيةٍ من ردة الفعل تجاهه أو خسارته لوضع اجتماعي أو سياسي في بيئته، مما سيخلق صراعاً ذاتياً بين هوى النفس وانفلاتها والواقع وضرورة الالتزام به.
تقودني الفكرة لحقيقة كم نحن واقعيون زيادة عن الحد ومتصنعون وقمعيون تجاه الجانب المظلم والآخر بأنفسنا، الذي نكبح جماحه لنرضي غيرنا دون أن نفكر ولو للحظة بأن العمر واحد وإهداره في التصنع جريمة بحقه.
ستمضي الأيام وسنكتشف لاحقاً وبندم أن الأزمات التي مررنا بها والساعات التي كدرتنا وشغلتنا، ونحن نحاول أن نرضي غيرنا خلافاً لرغباتنا قد أُهدرت لسبب لا سمو فيه، وكانت وقتاً يصعب تعويضه، فالحياة التي نعيشها لا بد لها أن تكون دون الأنا والأنانية، ومن حقها علينا أن نمتع أرواحنا التواقة لما يستهويها دون حساب عواقب ما اختُلف على خطئه من صوابه إن استفتينا قلبنا وعقلنا معاً دون سيطرة لأحدٍ منهم على الآخر.
بداخل كل منا فارس أهوج متسرع ومغامر كبطل قصتنا دون كيشوت، يتوق للانطلاق، ويتمنى أن يكون محور البطولات، لكنه نادراً ما يمارس ما يحلم به، وعوضاً عن ذلك يقضي أوقاتاً حميمة معها بخياله، وهو يتصور نفسه محور الأحداث التي غالباً لن يكون لها نهاية لكونها حلماً آثر الهوى أن يطيله!


المصدر: صحيفة الرؤية - https://www.alroeya.com/119-87/2109359-دون-كيشوت-أحلام-الفارس-الضائعة

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...