الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

حزب الله وسيناريو الاحتواء

دنيا الوطن 27-11-2017

عماد أحمد العالم




من الواضح والمعلوم أن لبنان ومنذ سبعينات القرن المنصرم الذي شهد حربها الأهلية التي استمرت ربع قرن كان مرتعاً لتصفية الحسابات ليس فقط بين الفرقاء اللبنانيين من شتى التيارات والأعراق والمذاهب التي تناهز الثمانية عشر، بل وأيضاً باحة خلفية استغلتها دول المنطقة والعالم لشن حروبها ضد أعدائها على الساحة اللبنانية وبأيدي أبناء البلد أنفسهم الذين أبدوا استقطاباً لم ينتهي بانقضاء الحرب بمعية اتفاق الطائف، بل ما زال مستمراً حتى الآن.
حزب الله الذي دعمت إيران انشقاقه من أمل ليكون الذراع العقائدي الشيعي والعسكري لها بالمنطقة لجانب السياسي المتمثل بأمل؛ كان وما زال يلعب دوره المرسوم له تحت غطاء المقاومة التي أكسبته شرعيةً وجوديه مكنته من إجبار العرب وخصوصاً الخليج من غض النظر عن تزايد نفوذه بالداخل اللبناني، فطوال الثلاثين عام التي كانت سياسة الحزب المعلنة هي قتال اسرائيل, لم يصنفه أي كيان عربي بالإرهابي, إلا أن مواقف الحزب من الثورة العربية والانقلاب الحوثي باليمن جعله مساهماً أساسياً في حروب الآخرين على أراضيهم وبتجاوز لوجود الدولة اللبنانية التي فرض عليها غض النظر عن تدخلاته وفق تفاهمات داخلية مع الرئاسة والأحزاب الفاعلة على الساحة التي وإن اختلفت معه إلا أنها سكتت عنها بمن فيهم المكون السني الذي لم يستطع الوقوف بوجه الحزب الذي يلعب ورقة الضغط داخل الحكومة وعسكرياً يعد أقوى تسليحاً من الدولة!
استقالة الحريري وعدوله ربما المؤقت عنها والأزمة التي أثارتها هي خطوة في الطريق لأزمة ستشهد فراغاً دستورياً وقد تؤدي لتأجيل الانتخابات النيابية المزعم عقدها السنة القادمة، كون المكون السني وحلفائه من تيار ١٤ آذار تحت خيار صعب هذه المرة وتهديد مباشر لتحجيم دور حزب الله العسكري خارج الحدود ونزع سلاحه؛ في الوقت الذي لا يتوقع من الحزب التنازل بل على العكس النزول بثقله في معركته الوجودية في مقابل معاداة الدول العربية والخليجية والسعودية على وجه الخصوص، التي لم تعد مستعدةً بعد الآن للسكوت عنه والدور المعادي الذي يلعبه وتراه السعودية سبباً رئيسياً يهدد أمنها القومي، لذا باتت معركة لي الأذرع الخيار الأنسب للمرحلة للتأثير عليه بدلاً من حربٍ مباشرة لا أظنها قريبة سواءً من الجانب السعودي وحلفائه المحليين والدوليين بمن فيهم إسرائيل نفسها، التي لا ترغب بخوض مغامرة عسكرية قد تسهم في دعم شعبية الحزب وتمكين وجوده وشرعنته التي بدأ بفقدانها، كما أن إيران الداعم الأساسي له والمسير له ستعتبر معركة الإلغاء شأناً يخصها وبالتالي لن تسمح بذلك، وستتدخل بكل قوتها لمنعه مما يهدد بإدخال المنطقة في حرب طويلة الأمد وواسعة النطاق الجغرافي، ستعمل جميع الأطراف تجنبها، لذا السيناريو الأرجح للضغط الدولي والسعودي للتخلص من النفوذ الإيراني بلبنان ومعه حزب الله ربما يكون اقتصادياً بفرض إجراءات عقابية ستشمل الدولة اللبنانية ككل ذات الاقتصاد الهش المعتمد على المساعدات الاقتصادية عبر عزلها أولاً ومن ثم تجفيف وارداتها من العملة الصعبة عبر سحب الاستثمارات منها وخروج رؤوس الأموال من بنوكها وربما تمتد لطرد مواطنيها من دول الخليج العربي والأغلب التهديد والتلميح بذلك والذي يقدر عددهم بحوالي النصف مليون لبناني يقومون بتحويل اربعين مليار دولار سنوياً لبلادهم، وفي حال طردهم من الخليج سيؤدي ذلك لانقطاع مصدر مهم من العملة الصعبة وتضخم كبير في نسب البطالة وحتى مشكلة أمنية واقتصادية وسياسية لن تستطيع الحكومة اللبنانية تحمل تبعاتها وبالتالي سيكون حزب الله أمام خيار صعب يتمثل باستمرار ولائه لإيران التي لن تتمكن من دعم الاقتصاد اللبناني أو الخضوع لمطالب تحجيمه لتجنيب البلد أزمة اقتصادية سياسية ستقضي عليه, أو تقبل وضعه الجديد كحزب لا ميليشيا مسلحة يلعب دوراً سياسياً وطنياً دون أي تدخلات خارجية.
من الصعب تصور أن حزب الله ومعه إيران سيتخليان عن مكاسبهما؛ في مقابل إصرار سعودي أمريكي إسرائيلي هذه المرة على حل جذري يلغي وجود الحزب بلبنان ومعه إيران التي باتت خلافاتها مع المملكة تشكل الهاجس الرئيسي للأمن القومي السعودي الذي دخل معها بحروب غير مباشرة باليمن وسوريا.
الحل يجب أن يكون لبنانياً في المقام الأول، فلو عقد الشعب اللبناني العزم على الانتفاض على سيطرة الحزب السياسية والعسكرية وعمل بجد هذه المرة لتغليب مصلحته الوطنية دون طائفية وعقائدية وصوت في الانتخابات القادمة لحكومة تكنوقراط وطنية لا سياسية وتجاوز المحاصصة الطائفية، ربما حينها سنرى لبنان آخر على الأقل محايد وذو بعد عربي.
جميع الخيارات مطروحة لكن الأغلب أن إيران ستسعى بشتى الطرق حتى لو احرقت لبنان كيلا تخسر أذرعها، فيما المملكة العربية السعودية مصرة أكثر من ذي قبل على أن تكون الجولة هذه المرة الأخيرة التي يجب أن تخرج منها منتصرة!



المصدر: دنيا الوطن - https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2017/11/27/450701.html

الأحد، 29 أكتوبر 2017

مشاركة في تقرير مع الحياة بعنوان: سوء إدارة «الأمم المتحدة» لأزمات المنطقة يجلب عليها انتقادات حادة»

بقلم عماد أحمد العالم

تقرير تم نشره في جريدة الحياة 11-10-2017

تواجه رئاسة منظمة الأمم المتحدة انتقادات حادة بسبب سوء إدارتها أخيراً للأزمات السياسية والإنسانية في المنطقة، وتحديداً في الملف اليمني، وعلى رغم الدور المحوري للمنظمة العالمية تجاه الأزمة اليمنية، إلا أنها أثبتت أخيراً تقصيرها في هذا الملف وتحديداً في الجانب الإنساني، إذ اتهمت وزارة حقوق الإنسان اليمنية منظمة الأمم المتحدة التي رفع أمينها العام أخيراً تقريراً عن الأطفال والنزعات المسلحة، متهماً فيه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الداعمة للشرعية في اليمن بممارسة خروقات ضد الأطفال، و«القصور» تجاه الجانب الإنساني والحقوقي في اليمن، مطالبة بإعادة تقييم أداء المنظمة في اليمن، مؤكدة أنها لم تتلق الدعم اللازم من الأمم المتحدة طوال فترة الأزمة اليمنية.
فيما قال المحلل الكاتب السياسي عماد العالم لـ«الحياة»: «الأمم المتحدة تمارس ازدواجية غير مقبولة في الشأن اليمني، ففي حين اختفى الملف الموثق والمقدم لها شاملاً ما يكفي من الأدلة لإدانة متمردي الحوثي والمخلوع صالح وميليشياته المتمردة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، تقوم أطراف تابعة للوبيات ضغط مشبوهة بإصدار ما سمته باللائحة السوداء التي أدرجت التحالف العربي لدعم الشرعية، في خطوة المقصود منها إدانة الحكومة الشرعية في اليمن وقوات التحالف العربي المناصرة لها، وهو الذي اعترضت عليه الحكومة اليمنية وعابت عليه اعتماده في مصادرها على سجلات وزارة الصحة والمستشفيات المسيطر عليها من جماعة الحوثي، التي تتعمد تزوير السجلات وتزويد الأمم المتحدة بأرقام مزورة وغير صحيحة».
وأضاف: «مجريات الأحداث والقضايا الشائكة التي ورثها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من سابقه، تثبت أنه أمين صوري فشل في التدخل بفعالية وإيجاد حل لأزمة اليمن، فقرر خلط الأوراق عبر إثارة الفتن والتلاعب بحقيقة ملف حقوق الإنسان في اليمن عبر تصديقه لما قدم له من تقرير مفبرك حول التحالف الذي لم يتحل بالصدقية الكافية المعتمدة على التحري الذاتي لجمع المعلومات، وإنما استدل بأدلة من أحد الفريقين المتحاربين وهو الحوثي الذي عمل على المبالغة بها وتزويرها، نائياً بنفسه عما ترتكبه ميليشياته وأفرادها من جرائم لا إنسانية ضد شعبهم اليمني».

المصدر: جريدة الحياة - http://www.alhayat.com/Articles/24594654

الاثنين، 24 أبريل 2017

مشاركة في تقرير مع الحياة بعنوان: استفتاء الأتراك حول صلاحيات أردوغان يقسم السعوديين»

بقلم عماد أحمد العالم

تقرير تم نشره في جريدة الحياة 17-04-2017

 

 
عاش آلاف السعوديين أمس (الأحد) في أجواء الاستفتاء التركي بمراحله وتحليلاته السياسية والاقتصادية، وكأنهم في أحد شوارع العاصمة التركية أنقرة. إذ أبدى سعوديون تفاعلاً كبيراً مع الاستفتاء الذي تم بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان، لإدخال تعديلات على الدستور الحالي للبلاد.
ولم تكن المسافة الجغرافية، التي تزيد على 2000 كيلومتر بين السعودية وتركيا، عائقاً عن مشاركة السعوديين. إذ شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مع بداية انطلاق الاستفتاء التركي تفاعلاً سعودياً كبيراً، تباين ما بين تأييد ومعارضة. ولم تقتصر المشاركات على المحللين السياسيين والمهتمين في الشأن التركي من ذوي الاختصاص، إذ أدلى آلاف المغردين بدلوهم حول الاستفتاء، مبدين رأيهم في السياسة التركية، ما بين تأييد ورفض، إضافة إلى التحليل المقتضب. كما شهدت المشاركات عمل استفتاءات تفاعلية تويترية تحت سؤال: «هل تتوقع أن يصوت الناخبون الأتراك بالموافقة على التعديلات الدستورية التي ستعزز سلطة الرئيس، ونقل البلاد من النظام البرلماني إلى الرئاسي»؟ كما حصدت تلك المشاركات «ترند» في موقع التواصل الاجتماعي الأشهر «تويتر».
من جانبه، قال المحلل والكاتب السياسي عماد العالم لـ«الحياة»: «منحت وسائل التواصل السعوديين فرصة للتفاعل مع القضايا المحلية والعربية والإسلامية»، مؤكداً أنه أثبت في تفاعله معها تعاطفه مع نظرائه المسلمين، مشيراً إلى أن التوجه الرسمي يعزز العلاقات.
وأوضح: «رسمياً نأت المملكة بنفسها عن التدخل والتعليق على الاستفتاء المدعوم من حزب العدالة والتنمية التركي لتحويل البلاد إلى النظام الرئاسي، كونه شأناً داخلياً».
 
 

المصدر: جريدة الحياة - http://alhayat.com/Articles/21346128

الجمعة، 10 مارس 2017

حدثني ثقة ومحبة الصالحين

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في موقع هوربوست 10-03-2017

 


أتمنى ان يقتصد بعض الدعاة والملتزمون في استخدام مصطلح “حدثني ثقة”، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )، فهذه الوسيلة والتي ليس من اللائق القول عنها أنها باتت رتيبة ومملة ومكشوفة؛ هي نهج إنساني نستخدمه جميعنا في حياتنا حين نتحدث ونروي للآخرين رأياً نستشهد له بتجارب مر بها غيرنا، وخصوصاً إن كانت من قبل أشخاص موثوق بهم ومعروفين بنزاهتهم وصدقهم، إلا أنها وبعد أن كرسها قلة من الدعاة لسرد قصص بعضها قد يكون صحيحا في الأساس قبل إضافة النكهات عليه وأخرى مُختلقة من نسج مخيلتهم، التي أباحت لهم التأليف في سبيل التوجيه، ظناً منهم أنهم بما يفعلون يحسنون صنعاً ولا يكذبون، فالغاية سامية وهي الدعوة الدينية التي في سبيلها لا بأس بقليلٍ من الخيال البناء!
هذا النهج وكما أراه هو كمن يبتدع بدعة فيسير الآخرون على نهجها حتى لو كان الغرض منها الخير، فهو قد سمح بتناقل روايةٍ وانتشارها والتحديث بها رغم أنها غير صحيحة ولا وجود لها إطلاقاً، وكذلك الأمر شأن البدع التي كانت السبب في بعض فتاوى التحريم قياساً واجتهادا من بعض العلماء والباحثين، الذين أفتوا بتحريم بعض الممارسات أو ما كان غريباً في مجتمعهم ويستخدمه الآخرون في الغرب أو دول غير عربية ومسلمة، فاجتهدوا عند سؤالهم عنها واستهجنوها ورفضوها ظناً منهم أن العمل بها او استخدامها من قبيل إيجاد ما لم ينص عليه الشرع، فبالتالي هو محرم على المسلمين لأنه مُبتدع!!
طالعت قبل فترة خبرا ساقه أحدهم عن كتاب صعقني عنوانه الذي سماه مؤلفه “بالرد الصاعق على مجيزي الأكل بالملاعق”. لم أقرأه أو اطلع عليه، لكن وجدت تقديما لأحدهم عنه واصفا اياه بالرسالة القيمة المختصرة والتي تتضمن تحريم استخدام الملعقة أو ما شابهها لأنها بدعة والبدعة ضلالة، وهي بالنار!
المسألة الثالثة التي أود التطرق اليها هي الإفراط في التحريم من باب سد الذرائع، فكثيرا ما حُرمت أمور قياسا به وعملاً، مع أن في ذلك معارضة جليّة للقاعدة الشرعية التي تقول أن الأصل في الأمور الحلال الا ما حرم الله وثقافة التحريم لسد الذرائع من أسوء ما ابتلينا به وضيق على العباد. أما من أراد النأي بنفسه عن شأنٍ ما فله ذلك إن استفتى قلبه فأفتاه بعد يقينه بأن الحلال بين وكذلك الحرام رغم أن بينهما أمورٌ متشابهات لا يُجليها إلا أصحاب العلم الشرعي الثقات وبعد معرفتهم حكمها بناءً على نص أو قياس، لكن ذلك لا يعني أبدا أن نُلحق ما لا يُعجب أو يختلف مع العادات والتقاليد السائدة والأعراف ونصمه بالمتشابهات ومن ثم يُحرّم.
الفتوى يجب أن تصدر عن المراجع الشرعية المعترف بها كالمفتي ودار الافتاء وهيئة كبار العلماء بعد استطلاع رأي ونصيحة أهل الاختصاص في العلوم الدنيوية إن كان لهم شأنٌ بها ويتوجب ترك الخوض بها لكل باحثٍ شرعي او طالب علمٍ، حتى لا تعم الفوضى، فيتهكم علينا العالم مثلاً لأن محدثٍ ما قال بأن الأرض مسطحة وليست بالكروية، وحرمة ممارسة أي رياضة لم يقرها الإسلام أو جواز إرضاع المرأة لزميلها في العمل وغيرها من الفتاوى الغريبة التي صدرت إما عن ضعاف عقول ورؤى أعطوا لنفسهم حق الحديث في أمور المسلمين أو لمتنطعين ومتسلقين يبغون بها الشهرة، دون أنسى جماعة “أحب الصالحين”، الذي ينطبق على بعضٍ منهم ما ورد في قصة بكتاب أخبار الحمقى والمغفلين للإمام ابن الجوزي عن أعرابي مر بقومٍ يضربون رجلاً، فسأل الأعرابي أحد أشدهم ضرباً: ما بالكم تضربونه، فأجابه الرجل: والله لا اعلم لكنني وجدتهم يضربونه فشاركت معهم بالضرب لله عز وجل ثم طلباً للثواب!!!!!


المصدر: هوربوست - http://horpost.com/articles/%D8%AD%D8%AF%D8%AB%D9%86%D9%8A-%D8%AB%D9%82%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%86/

الأحد، 12 فبراير 2017

مشاركة في تقرير مع الحياة بعنوان: مختصون: ولي العهد «رجل الحرب الأول ضد الإرهاب»

بقلم عماد أحمد العالم

تقرير تم نشره في جريدة الحياة 12-02-2017



من جانبه، قال المحلل والكاتب السياسي عماد العالم لـ«الحياة»: «حين يتم تكريم أعلى قياده أمنية في المملكة، متمثلة بشخص ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، فذلك يعني دون شك أنه تمكن بفعالية من القيام بما لم يستطع مثلاؤه في الدول الأخرى الاضطلاع به في صد ومواجهة الإرهاب الفكري والأمني، وكذلك دوره الأساسي ليس فقط في الإشراف، وإنما بناؤه استراتيجية محكمة للتنفيذ والمتابعة، لضمان الاستمرار في إرساء الاستقرار داخلياً وإقليمياً ودولياً».
وأضاف: «إن كون السعودية قبلة العالمين العربي والإسلامي جعلها على الدوام مستهدفة في مكانتها، وألقى على عاتقها مسؤولية لضمان أمنها الوطني، الذي لم يكن معرضاً لإرهاب الجماعات المتطرفة والمسلحة ذات النزعات الراديكالية فقط، وإنما أيضاً لمطامع دول، لذا كانت المهمة صعبة وتتطلب تكافل وتعاون جميع فئات شعبها، باختلاف تياراته وتوجهاته، التي توحدت جميعها تحت قيادة حكيمة من ملوكها، وآخرهم الملك سلمان، الذي جاء من خلفية إدارية مميزة، أكسبته، طوال أربعة عقود من إمارته للعاصمة الرياض، خبرة في جمع الجميع تحت مظلة الوطن، وتأهيلهم ليكون الكل جندياً في مواجهة القلاقل والإرهاب، الذي جعل من المملكة أول أهدافه، واستهدف فيها مواقع دينية، والمساجد والحرمين الشريفين، وأثناء مواسم عدة للحج، وكذلك تجمعات مدنية سكنية ومواقع عسكرية، فأكد بذلك اختلاف خطة وأهداف مرتكبيه وولائهم وانتمائهم».


المصدر: جريدة الحياة - http://www.alhayat.com/Articles/20108827

السبت، 4 فبراير 2017

شكرا ترامب

 عماد أحمد العالم
موقع هوربوست Horpost
04-02-2017


منذ اللحظات الأولى لحملة الانتخابات الأمريكية للرئاسة وأنا أقف خلف الرفيق دونالد في مسعاه للوصل بالجمهوريين للبيت الأبيض، ولم أتوان للحظة عن دعمه ضد الخاسرة هيلاري كلينتون، بل إن سعادتي كانت كبيرة حين أعلنت القنوات فوزه المظفر على صاحبة الحس الليبرالي مرشحة الحزب الديموقراطي الأمريكي، الذي يشهد تاريخ رؤسائه ونوابه في مجلسي التشريع الأمريكي أنهم كانوا الأسوأ لنا كعرب ومسلمين والعالم الثالث من الفريق الآخر، فهم وعلى قول المصريين “بتوع كلام”، وفعلياً يقولون ما لا يفعلون وكانوا الأكثر ضرراً لنا بسبب تلونهم وقراراتهم، بخلاف الجمهوريين الذين ورغم بجاحة العديد منهم وعنصريتهم وتطرفهم اليميني إلا أنهم وكما يقال يصدحون بنواياهم السيئة علنا رغم عدم تنفيذهم لبعضها.
في أمريكا شأنها كأوروبا ودول القانون التي يستطيع قاضٍ فيها الوقوف أمام قرارات الرئاسة, وفي الحملات الانتخابية بالتحديد, تكثر الأماني والخطب الرنانة، التي لا تأتي من فراغ، بل يوصي بخطوطها العريضة خبراء ومستشارون متمرسون بناء على استفتاءات تتلمس نبض الشارع وما يشغل باله. في الولايات المتحدة بالتحديد، تتركز في البطالة والصحة والتعليم والجرائم والمساعدات الحكومية والقروض العقارية، لذا إن كانت الحالة الاقتصادية سيئة والاقتصاد متباطئ ونسبة الوظائف المتوفرة أقل، ستجد التيار الشعبي راديكالياً تجاه الأجانب وخصوصاً الجار المكسيكي ذو العمالة الرخيصة والهجرة غيرة الشرعية الكبيرة. أما بالنسبة للوضع الأمني، فهو في الأغلب هولوودي قائم على الدعاية والخيال أكثر من الواقع، فالشعب الأمريكي وعبر جميع وسائل التوجيه الإعلامي والانتاج السينمائي والتلفزيون أصبح مقتنعاً أنه الأكثر عرضةً للإرهاب في العالم، وأنه مستهدف في الأغلب من قبل متشددين متطرفين إسلاميين يحسدونهم على نعمة كونهم أمريكان ينعمون بالحرية ولا يؤولون جهدا للنيل منهم. كمية الدعايات المضادة لعبت بعقول الأمريكان حتى باتت الصورة النمطية لديهم عن الإسلام أنه دين إرهاب يستهدفهم ولا شغل له سواهم حتى لو أثبت الواقع أن دولتهم ربما الأقل تعرضاً له مقارنة بدول أخرى كما يُدعى ويروج له!
وجد ترامب أن وعود الرفاه الاقتصادي وحدها لا تكفي لدعمه، ففترتي حكم الرئيس السابق الديموقراطي أوباما أسهمت إيجاباً في انتشال الاقتصاد الامريكي من ركوده وانتزعته من الازمة التي خلفها جورج بوش الابن وخلقت عدداً أكبر من الوظائف وحسنت من الخدمات الصحية المقدمة عبر برنامج كير للرعاية الذي عمل به، لذا كان لا بد لرجل الأعمال من أجندة أخرى عدا كونه منقذا اقتصادياً، ليجد ضالته في شماعة الإرهاب الأمريكية التي ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر صارت الشغل الشاغل للعامة، وباتت الوسيلة التي يمكن إخافتهم بها بسهولة وحتى هضم حقوقهم الدستورية بسببها ولكم في غير بعيد قانون الباتريوت الأمريكي الذي أطلق أيدي أجهزة الاستخبارات والاستطلاع بالتجسس على الشعب دون اعترض بسبب المخاوف الأمنية المزعومة، ونتج عن ذلك أن كُرس القانون فعليا وطبق بشكل خاص على المسلمين، الذين وحسب الإحصاءات هم الأقل من مجموع السكان في نسب جرائم القتل والإرهاب والتخريب.
الدعاية المضادة والمستمرة نتج عنها حماس شعبي كان عاملا مهماً في وصول ترامب للرئاسة، والذي حال تسلمه لمهامها سارع بتنفيذ احد وعوده، حيث وقع على قرار يُمنع بموجبه حصريا رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.
طُبق القرار، وبالفعل بدأت خطوط الطيران العالمية بتفعيله على ركاب رحلاتها وأوقفت سلطات المطار الامريكية رعايا تلك الدول ومنعت دخولهم. المحصلة ثارت ضجة شعبية أمريكية ضده نتج عنها حملة تضامن غير مسبوقة تجاه المسلمين أعطت نتائج عكسية لما كان يطمح له الحمقى العنصريين، وساهمت في التوعية بحقوق المسلمين وأعادت اللحمة بينهم وقطاعات عريضة من الشعب الأمريكي بدأت تستوعب أن الاسلام مُفترى عليه ومظلوم ويستحق الوقوف معه، فغزت المظاهرات الشوارع وارتدت النسوة الحجاب ورفعت شعارات الترحيب باللاجئين والمهاجرين المسلمين وتطوعت مؤسسات المجتمع المدني للدفاع عنهم، فكان للصورة السلبية للإسلام والمسلمين أن تتراجع وتظهر بمظهر الضحية لنازيي الولايات المتحدة الجدد، لتحظى نتيجةً لذلك بأفضل دعاية مجانية فعالة ومؤثرة لم تحلم بها يوماً.
لا استبعد أن تزعج هذه النتيجة قوى الظلام التي بعثت بفقاعة اختبار عبر هذا القرار ولا يكاد يغيب عن خاطري فكرة عمل ارهابي يضرب امريكا (رغم عدم اقتناعي بنظرية المؤامرة)، إلا أنه وارد، فالأمور إلى تصعيد، وقرارات بعض القضاة وقف تطبيق مرسوم الرئيس مؤقته والمعركة القضائية ستكون حامية سيكسبها فعليا من سيسيطر على عامة الشعب.
التالي ربما يكون تحقيق وعده ليهود أمريكا وإسرائيل بنقل السفارة الأمريكية للقدس في خطوه للاعتراف بالمدينة المقدسة كعاصمة أبدية لدولة الاحتلال. للوهلة الأولى سينتابنا جميعاً غضبٌ عارم مع أننا لو دققنا النظر في الأمر بهدوء لوجدنا رمزيته إن قارناه بأرض الواقع، فإسرائيل وبعرف العالم وبالقرارات الدوية تحتل الجزء الشرقي منها ولا احد يعترف بسيطرتها عليه رغم محاولاتها الحثيثة لتهويده، وعلى الأرض تحكمه بدعم امريكي غير محدود ولا تلتفت لأحد، فما هو الأسوأ الذي يمكن ان يحدث نتيجة لقرار النقل، واليس من المحتمل أن يكون في صالح القضية الفلسطينية الذي ربما سيتسبب في حملة شعبية عالمية لدعمها وتوحد دولي ضد امريكا وإسرائيل وتوعية بالحق الفلسطيني وبعدالة القضية، فلا تكفي أن تكون شريراً لتكون بنظر العالم مجرماً، بل لا بد لك أن تتحالف مع الشيطان ليُنظر لك كأحد قوى الظلام بنظر الآخرين، الذين سيحقدون على الطفل بسبب كرههم لعرابه!
إذا القادم ربما يكون أصعب وحتى أسوء ولكنه وللمرة الأولى يشعرني بالرضا والراحة، فمجيئ ترامب لسدة الرئاسة ستكون ربما سببا لقيام تكتلات أخرى عالمية تكسر الهيمنة الامريكية على القرار العالمي، وستشغل الأخيرة بنفسها، وستسهم في إحياء روح التضامن مع العالم الإسلامي الذي ربما سيستفيد من انقلاب السحر على الساحر وبطلان مفعوله!!
تبقى احتمالات رؤى المتشائمين من وصول الرجل للرئاسة تحتمل الصواب وقد تتحقق لكن الأيام هي الحبلى بما سيحدث، فلننتظر ونرى ونكون أكثر وعيا واستغلالاً للنتائج، فقد يكون “ابو إيڤانكا” وجه خيرٍ علينا رغم ما يُظهره من تطرف وعنصرية!

الأربعاء، 4 يناير 2017

تعليق الكاتب جهاد الخازن على كتابي "حقائق في تاريخ فلسطين السياسي"

تعليق الكاتب جهاد الخازن على كتابي "حقائق في تاريخ فلسطين السياسي" في زاويته اليومية بجريدة الحياة بعنوان " كتب مرجعية في مواضيعها....1" بتاريخ 02-01-2017



أمامي كتاب آخر هو «حقائق في تاريخ فلسطين السياسي» للأخ عماد أحمد العالم صادر عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» ويضم معلومات بعضها معروف، وأخرى تعكس جهد المؤلف في نقل الحقائق.

كلنا يعرف «وعد بلفور» سنة 1917 من وزير خارجية بريطانيا أرثر بلفور إلى اللورد روتشايلد فهو سمح بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين «من دون انتقاص حقوق الطوائف الأخرى غير اليهودية في فلسطين». المؤلف يشير إلى أن نابليون استنجد بيهود فلسطين سنة 1799 والأسطول البريطاني يهدد وجوده في مصر وفلسطين. ما أزيد اليوم أن «وعد بلفور» ألغته «الورقة البيضاء» الصادرة عن الحكومة البريطانية سنة 1939، ولعل توقيتها كان يهدف إلى كسب العرب إلى صف بريطانيا في حربها المقبلة مع ألمانيا النازية.

كنتُ أعتقد أنني «ابن القضية» مثل كثيرين من أبناء جيلي إلا أن الفصل «الحراك الفلسطيني منذ العام 1918 وحتى نهاية الانتداب البريطاني سنة 1948» زاد كثيراً على معلوماتي عن المجاهدين الفلسطينيين والوحدات العسكرية العربية التي قاتلت إلى جانبهم، والعصابات الصهيونية التي كانت تحظى بتأييد غربي. والمعارك من شمال فلسطين إلى جنوبها، مروراً بالقدس.

ضاق المجال والكتاب ينتهي بوثائق مهمة يشكر المؤلف الأخ عماد أحمد العالم على جمعها.


المصدر: جريدة الحياة - http://www.alhayat.com/Edition/Print/19379106/%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D9%86

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...