الأحد، 25 يناير 2015

عذراً أخي فقد أخطأت وأسأت!

مقالة أنشرها ردا على مقالة الأستاذ أحمد عيد الحوت (ولمن أراد الاطلاع على نص ما كتبه كما وجدته, سيجدها أسفل ردي هذا)

بقلم: عماد أحمد العالم - 25-01-2015



عذراً أخي فقد أخطأت وأسأت!

أكثر ما أكره هو أن أنساق لجدال عقيم في وقت فقدت فيه الأمة العربية والإسلامية لا المملكة العربية السعودية فقط, رجلاً سميناه حياً "صقر العروبة", وما زلنا بعد مواراته الثرى نتذكره بملك الإنسانية والمواقف الشجاعة. لكن وبعد أن أيقنت ان الأمر قد يحدث فتنةً لا تحمد عقباها عبر تزايد الأصوات التي تمادت في خرق وحدة الصف الفلسطيني السعودي, ومنهم كتاب ومثقفين, كان يجدر بهم التمهل حتى تتضح الحقائق, أو توعية العامة لخطورة الفتنة; إلا أنهم كان من أشعلها وشغل الساحة عن تذكر الفقيد الراحل والدعاء له; بمهاتراتٍ لا يخلو العديد منها من السب والشتم والقذف والتهجم والتشفي بالفلسطيني الذي لم يعد يذكر اسمه إلا وربطوه بالتخوين ووصفوه بمن باع أرضه, وهي بالمناسبة عرضه وشرفه دون أن يعو ويدركوا أنهم لو فعلوا ذلك حقاً لما كان أغلبهم يعيش في مخيمات خربة بدول الجوار أقل ما يقال عنها أنها بقايا أطلالٍ, ولسكنو الفلل والبيوت والقصور بعد ان ملأت الصهيونية العالمية جيوبهم بما يكفي من مال لشراء دنيا زائلة, ولهاجر أغلبهم للغرب وحملوا جنسياتها ونسوا قضيتهم ووثائق سفرهم المصرية واللبنانية والسورية وباتوا من حملة جوازاتها التي تلقى الترحاب في أي أرضٍ تحط به.

 البعض منهم علق صراحة وابتهل بالدعاء نصرة للإسرائيليين ومتمنيا لهم النصرة، فيما آخرون أثنوا على جزار القتل شارون وعلى ما فعله معهم، وتناسوا أن المرء يُعرف بقرينه الذي قد يُحشر معه في دار الحساب، وهو مالا أتمناه لهم رغم قولهم، فهمم إخوة مسلمون في النهاية ضلوا القول وأخذتهم العصبية، فتناسوا أن الأقصى قبلة المسلمين الأولى وقبتها معراج نبيهم الأشرف, وفلسطين بكامل ترابها الوطني وقف لا يملكها من سكنها من قبائل كنعان قبل الالاف السنين وحتى اليوم!

العامة وبشكل عام يسهل التلاعب بعواطفهم, وردات فعلهم آنية تتبع الحدث مباشرةً دون تفكير أو تمحيص, وغالبها من باب الحمية, لكنها وللأسف تفتقد إلى اللياقة وتنذر بكارثة إن لم يتم تداركها. لكن الجلل من الأمر هو أن تكون ردة الفعل صادرة من مثقفين وكتاب ورجال قانون وفكر وأدب, ذو علم واطلاع على بواطن الأمور, تركوا لهواهم القرار بأن يحكموا مباشرة, وأرخوا لقلمهم العنان بأن يكتبوا ما يسيء. الأستاذ الفاضل أحمد الحوت وهو الوكيل السابق لوزارة الثقافة والإعلام والمحامي ومحرر مجلة حقوق الإنسان, والذي وعلى ما يبدو قد ثارت حميته دفاعا عن ملكينا الراحل عبدالله, حين شاهد مقطعا يتم تداوله عبر الانترنيت, وفيه ظهر اعتراض مصلين على إمام المسجد الأقصى وتعالي الأصوات, مما دعاه لإقامة الصلاة فضاً للغط الحاصل. عنون المقطع " بردة فعل المصلين على نعي خطيب الأقصى لملك السعودية". تلاه مقالة له صبت جام حنقه اللحظي على من رأى فيهم ناكرين للجميل لا يتمتعون بسمو الأخلاق من الفلسطينيين; وأنا هنا معه ومعي الأغلبية من الشعب الفلسطيني والسعودي والعربي نستنكر ما حدث إن كان صحيحاً وننبذه, ونبرأ إلى الله سبحانه وتعالى منه, بل أزيد ما قلت بدعوة لاعتقالهم ومعاقبتهم بالقانون لما ارتكبوا ولكن بعد أن نتأكد أن المقطع صحيح أولا!

بعد بحثي طوال الليلة الماضية واليوم واتصالي بأشخاص من القدس لاستعلام الأمر واستنكاره في نفس الوقت, أفاد بعضهم أن المقطع قديم ومركب, فيما أكد آخر أن فلسطين والأقصى وكغيرها من دول العالم تعاني أيضا من إرهاب البعض وتشددهم الفكري وولائهم للقاعدة وداعش, ولا يستبعد أن يكون مثيرو اللغط من مؤيديهم أو ممن تربوا على فكرهم, وبالتالي هم ليسوا كارهين فقط لخادم الحرمين الشريف, ولكن ناقمين بفعل أيديولوجيتهم الضالة على كل من يخالفهم الرأي, ومنهم وبعلم الجميع من يكفر سواهم. لذا ليس بالمستغرب منهم الفعل المسيء, ولا يمثلون إلا أنفسهم. وبالعكس ما نعي إمام المسجد الأقصى وخطيبها للملك عبدالله إلا جزء من الشعور الجلل الذي استشعره الفلسطينيون في الضفة وغزة بعد أن فقدو سندهم, فتوحدوا بعدها على اختلاف حزبيهم الرئيسيين في الضفة وغزة "فتح وحماس" وأعلنوا الحداد العام وتنكيس الأعلام وفتح بيوت العزاء على امتداد أراضي السلطة الفلسطينية, وقد وعوا أن عبد الله الذي جمعهم في مكة سابقا ليصلح ذات البين بينهم قد رحل ومن واجبهم تجاه ذكراه العطرة أن يتوحدوا مجدداً, فيحققوا أمنية الراحل الكبير برؤية مبادرته العربية تتحقق واقعا ملموساً على الأرض, وتعيد لشعب فلسطين حلم العودة في ظل دولتهم المستقلة.

ليعم أخي احمد الحوت أن السعودية ما قدمت ما قدمته ولا زالت للقضية الفلسطينية منذ وقت الملك المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه وحتى اللحظة; طمعا في ثناء أو تمجيد, وما روجت لحملات التبرع الشعبية طوال السنين التي "كنت ممن يتبرع فيها كما ذكرت بمقالك شهريا بريال", وكان يستقطع منها من رواتبنا خمسة بالمائة تعطى للمنظمة; إلا رغبة من قيادتها الحكيمة بأن تكرس لشعبها ولمن يقيم على أرضها من أصحاب القضية, الشعور بالمسؤولية, ولتعزيز قيم التضامن والمحبة التي كرسها ديننا الحنيف وقامت على أسسها المملكة. لم تفعل ما فعلته لمنة ولم تذكّر الفلسطينيين بها يوما, وما إطعامها لهم "كما ذكرت" إلا من باب الأخوة, فهم قيادة وشعبا اقتدوا برسولنا الكريم حين تشارك التمر واللبن في حصار المشركين لهم, وهم أيضا كأنصار المدينة حين جاءهم مهاجري مكة فتآخوا وتشاركوا ما يملكون معهم. ولم يضعوا يوما أيديهم في أعين من احتضنهم لإيذائهم, بل لتعلم والله يشهد أن منهم من هو مستعد للذود بروحه ونفسه وكل ما يملك دفاعا عن أرض المملكة الطيبة وعن ملكها وقيادتها وشعبها, فهم ممن جعلوا نصب أعينهم "من لا يشكر العبد لا يشكر الله".

قد يختلف البعض بشأن اتفاقات السلطة الفلسطينية مع الاسرائيليين وقد يلومهم كما تفضل الأستاذ أحمد بعقد الاتفاقات مع الاسرائيليين كما حدث في مدريد وأوسلو وكامب ديفيد وغيرها, واتهمهم فيها ببيع القضية وقبض ثمنها في جيوبهم, لكنه أغفل وتناسى أنها جميعها كانت تحت مظلة الجامعة العربية وموافقتها وحضورها بدولها, التي لم تكن تسمح للمفاوض الفلسطيني أن يوقع اتفاقا لا يُحقق طموح شعبه. ولنأت عنه إن رأت منه عكس ذلك. لذا فما قامت به السلطة وإن اختلفنا معها او اتفقنا كانت بعلم وبمظلة عربية ترقبها.
بدأ مخطط الهجرة الصهيوني أواخر الحقبة العثمانية, لكنه اشتد عقب وعد بلفور سيء الذكر والوصاية الانجليزية, ومن يومها والشعب الفلسطيني لا يصرخ فقط في وجوه الصهاينة المحتلين وجيشهم المُغتصب, وإنما وبما امتلكت يداه ومنها جسده وروحه يضحي بها في الدفاع عن قضيته وعن أقصى المسلمين, ولم يستكن يوما لهم أو يخف رغم القتل والتهجير والاصابة والاعاقة والحصار الاقتصادي والحرب النفسية. هُجر منه الملايين الذين يعيشون في المنفى, فيما البقية المتبقية منهم في الأرض المحتلة تقاوم حتى اللحظة, وتمرغ وجه العدو القبيح في الوحل رغم ضيق اليد والحصار المُطبق عليها, فهم ليسوا كما وصفتهم بالمستكينين لجنود العدو, الذي لم يسبق أن واجههم أحدهم منفرداً; إلا خلف المتاريس ومعه كتيبة من الجند ومدججا بالسلاح, فيما طائرات استطلاعه تمسح المنطقة ومروحياته تقصفها على رؤوس ساكنيها. هم شعبٌ تحدث عنهم رسولنا الكريم واصفاً " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".
من المُحزن جدا الا تعرف أستاذ أحمد تاريخ النضال العربي الفلسطيني في الأرض المحتلة, ومآسي الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت على مدار 25 عاما, بدت واشتعلت بدون الفلسطينيين, واستمرت بعد خروجهم منها في ال 82, ولم ينهها بعد مشيئة الله إلا اتفاق الطائف المجيد, الذي كان مهندسه الفذ صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز, وبإشرافٍ مباشر ورعايةٍ من الملك فهد رحمه الله...., كذلك تغافلك على ما يبدو لفتنة أيلول الأسود, وجنون القذافي الذي طرد فلسطيني ليبيا على الحدود بعد أن أعطى كلاً منهم "كروز دخان وخمسين دينار", جنونه وتطاوله على المملكة الذي وقف له أبو متعب في اجتماع القمة العربية بالدوحة والجمه حين قال له بما نصه:
 "كلامك مردود عليه, والمملكة العربية السعودية دولة مسلمة وليست عميلة للاستعمار مثلك ومثل غيرك, واردف قائلا لمعمر القذافي: من جابك للحكم قلي من جابك!!!!!!.... ولا تتكلم في اشياء مالك فيها حق او نصيب "


لك أخي أحمد ولكل الأجيال العربية الشابة التي شبت تجهل تاريخ أمتها ومآسيها سأروي وباختصار علّ اللبس يزول عنك لتعرف وتعي ما حدث في تل الزعتر, فحصار المخيمات كان على يد القتلة من المارونيين وجيش المجرم حافظ الأسد, بعد أن توحدوا وهم من كانوا أعداء سابقاً, فجيش بشار البعثي تحالف مع الجميع في الحرب الأهلية اللبنانية وحارب الجميع وفقا لمصالحه. المهم اليك ما حدث في تل الزعتر, وفيه أيضا قس عليه ما حدث في "مجزرة صبرا وشاتيلا" التي أدمت التاريخ وشمت فيها وبررت للقاتل جريمته عبر قولك "وكيف تجرأ عليهم العدو ولحق بهم في صبرا وشاتيلا"!

تأسس المخيم الواقع في بيروت الشرقية عام 1949 وكانت تسيطر على (الحي المسيحي) المليشيات المسيحية الانفصالية إبان الحرب الأهلية. وسبق حصاره مناوشات بين القوات اللبنانية المسيحية المارونية والقوات الفلسطينية ومن تحالف معها من يسار لبنان وسنته حصدت أرواح الآلاف. في 6 ديسمبر 1975، عثر على أربعة جثث لأعضاء من حزب الكتائب, فقامت الأخيرة ومعها ميليشيات مسيحية متطرفة بوضع نقاط تفتيش في منطقة مرفأ بيروت وقتلت المئات من الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين حسب الهوية التي كان يُكتب فيها المذهب لحاملها, وسمي الحدث بالسبت الأسود. جريمة تل الزعتر، تعد من أطول معارك الحرب الأهلية وأكثرها قتلي, حين فرضت القوات المسيحية اللبنانية بتآمر سوري حصاراً على مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين منذ يناير76 حتى يونيو من العام نفسه الذي شنت فيه هجومًا واسع النطاق على مخيمي تل الزعتر والباشا وحي التبعة اللبناني المجاور له، على مدى اثنين وخمسين يومًا قُدر عدد القذائف التي أطلقتها القوات الآثمة على المخيم بحوالي 55000 قذيفة. بعد اقتحام القوات اللبنانية لمخيم جسر الباشا وحي التبعة في 29 يوليو1976 واقترافهم جرائم إبادة هناك، تمكنت قوة الردع العربية التي شكلتها الجامعة العربية من إبرام اتفاق بين القوات اللبنانية والمقاتلين الفلسطينيين في داخل المخيم في 6 أغسطس1976 يقضي بخروج المدنيين والمقاتلين من المخيم دون أن يستسلموا للميليشيات المارونية وتتكفل بهم قوة الردع العربية والصليب الأحمر. في السابع من أغسطس, غدرت المليشيات المارونية اللبنانية بالفلسطينيين وأخلت بالاتفاق وفتحت ميليشياتها النار على جميع سكان تل الزعتر وهم يغادرون المخيم عزلًا من السلاح وفقًا للاتفاق المعهود، ليقتلوا المئات, ويطلقوا النار بشكل عشوائي على من كان داخله, كما قاموا بتفريغ المركبات المغادرة له من الشباب وقتلتهم فقط لأنهم كانوا فلسطينيون ولبنانيون سنة ومسيحيون عروبيين رفضوا التبعية السورية والاسرائيلية وآمنوا بلبنان حرة وعربية!
أما ما حدث في مجزرة صبرا وشاتيلا فلن أسرد لك عنها أكثر مما توصلت له لجنة التحقيق "الاسرائيلية" كاهان التي شُكلت عقب المجزرة, وأقرت بالمسؤولية الأخلاقية لشارون في المجزرة وترك الوزارة عقبها, بعد أن أقر بتسهيله دخول عناصر قوات الكتائب اللبنانية التي قامت وعلى مدار الأربعين ساعة التي تلت، باغتصاب وقتل وجرح عدد كبير من المدنيين اغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن المحاصرين في المخيمات........., هل عرفت الآن ما حدث في صبرا وشاتيلا, وهل قتل الفلسطينيون أنفسهم, وهل نشمت بما حدث بدل الترحم عليهم, لنعفي بقولنا المجرم شارون وأيلي حقيبة وميليشيات حزب الكتائب من (هولوكوست العصر الحديث) أي مجزرة صبرا وشاتيلا!!!!!!
للعلم فقط فقد ترك الفدائيون لبنان باتفاق دولي بعد فشل الدول العربية في السيطرة على الوضع, وعقب الاجتياح الاسرائيلي للبنان في ال 82, وحفظاً للدماء وعلى ما تبقى للبنان ولكيلا تترك ذريعة لإسرائيل بالاستمرار في اجتياح بيروت وتدميرها, التي لم يطردوا منها كما ذكرت بل غادروها لتونس, التي احتضنتهم وآوتهم حتى انتقلوا لرام الله وغزة كنتيجة لاتفاق اسلو. أما أيلول الأسود, فلك أن تستدعي غضبة الملك فيصل رحمه الله ودعوته وعبدالناصر لقمة عربية طارئة أجبرت الملك حسين على وقف عملياته التي عُرفت حينها بأيلول الأسود, ولست بصدد شرح تلك الفتنة التي لولا احتواها العرب لقسمت الشعبين التوأم الفلسطيني والأردني بسبب خيانة من لا نرغب في التحدث عنه.
على طوال سنوات حكمه كملك للملكة, سبقها كوليٍ للعهد ورئيسٍ للحرس الوطني: كان عبدالله بن عبدالعزيز ضمير الأمة العربية والإسلامية وصوتها وصاحب المبادرات التصالحية بينها, والداعي للوحدة ونبذ الانقسام وإعادة وحدة الصف حفاظاً على الحقوق والمكتسبات الفلسطينية, على منوالٍ أطره الملك المؤسس عبد العزيز, فسعود, ففيصل العروبة وفخرها وعزها وملاكها الحارس, الذي كان استشهاده نقمة من الغرب لمواقفه القومية والعربية, وهو الذي جل ما تمناه صلاة في المسجد الأقصى. منهاج سار عليه خادما الحرمين الشريفين خالد وفهد رحمهما الله, ولن تقف عند رئيس اللجنة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني, ونصيرهم وحصنهم المنيع جلالة الملك سلمان حفظه الله ورعاه, وكلأه برحمته وأيده بنصره وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين.


أتمنى أن تنعم أستاذ أحمد الحوت ببعض لحظات الصفاء, وهلا اختليت بنفسك لتراجعها عما كتبت يداك في لحظة غضب ودون تأنٍ واستقصاء, وتتصالح معها, لتعود للحق مرةً أخرى في نبذ ما بدر من أقوالٍ هي أقرب للإساءة منها للذود عملاً بالآية الكريمة: " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" والآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" , فمعاليك وكما قرأت عنك من أصحاب الأدب والفكر, وكيف لا وقد أولتك القيادة الكريمة مسؤوليات جسام قمت بها على خير وجه.

دمت أخي بكل الود والاحترام مُسامحاً عما كتبت ودام أحبابنا وإخوتنا وأشقاؤنا في المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا خير سند للإسلام والمسلمين, وخير راع للقضية الفلسطينية.
انتهى.....

--------------------------------------
نص مقالة الأستاذ أحمد عيد الحوت:
لا ادري لماذ بعض الاخوة الفلسطينين حين نضع اصابعنا في أفواههم لنطعمهم ، إذا بهم يضعون أصابعهم في عيوننا ليؤذونا ؟؟؟؟؟؟ ونحن الذين لم نبعْ ديارهم ، ولم نخرجهم منها ، ولم نقاتلهم فيها ، ولم نتاجر بقضيتهم ، بل كانت المملكة معهم على امتداد العصور ، ولا انسَ ونحن صغار كيف تربينا على دفع ريال واحد كل شهر لصالح الفلسطينيين حينما كنا بالمعهد العلمي ، وكان كل موظف يفعل ذلك ، لتبقى فلسطين في قلوبنا ، وبقيت كذلك ، لكنها ظلت هذه القضية في جيوب الفلسطينيين  ولم تلجْ الى قلوبهم ، فبيعت في مدريد ،  وفي سوق أوسلو .
ثم ترى بعضهم يتعامل مع بلدي أشدّ مما يتعامل مع الصهاينة الذين قتلوهم ، وشردوهم ، وقعدوا لهم كل مرصد ، فهذا عبدالباري عطوان ينعق في كل وسيلة إعلامية مرتزقة ، يكيل الاتهامات الكاذبة للمملكة ، وهؤلاء الشرذمة الغوغائيين ، يقاطعون خطيب المسجد الأقصى حين دعا لخادم الحرمين بالرحمة ، معرضين صلاتهم للبطلان إذ لا يجوز للمصلي الكلام والإمام يخطب . وكان لهم ان يخرسوا ، فلا يؤمنوا على الدعاء ، لكنهم ولحقدهم لم تستطع نفوسهم المريضة تحمل ذلك ، فنهقوا كالحمير الممنوعة عن الماء وقد اشتد بها الضمأ ، وليت شعري هل فعلوا مثل ذلك حينما يرون الجنود الصهاينة ، وقد داسوا نساءهم وشيوخهم واطفالهم بأحذيتهم امام أعينهم ، فما صرخوا ذلك الصراخ ، ولا تدافعوا ذلك التدافع ، بل فرّوا كالحمر المستنفره .لقد كنت الى وقت قريب اسأل عقلي لماذا قتلهم الجيش الأردني في جبل عمان في أيلول الأسود ، ولماذا قتّلوا في تل الزعتر ، وكيف تجرأ عليهم العدو فلحق بهم في صبرا وشاتيلا ، وكيف تم تهجيرهم من لبنان نحو تونس ، ولماذا طردوا منها بعيد ذلك  ، وكيف طُردوا من اليمن ، ومن الكويت أيضاً بعد تحريرها ، وكيف قذف بهم القذافي على حدوده مع مصر ، ولماذا اجتمع الأعداء في سوريا على قصف مخيم اليرموك ، وكيف يتم حصارهم في غزة من قبل الصديق والعدو ، إن هذا كله دليل على انهم يعضون اليد التي تمتد اليهم لتطعمهم وتواسيهم .
ان اسرائيل استخدمت المظلومية أحسن استغلال فأتت الى الهولوكست المزعوم ، ومحرقة اليهود المكذوبة ، فاستمالت العالم ، واستغلته حتى كسبته ، ولم يستطع الفلسطينيون استغلال المظلومية التي وقعت عليهم من الصهاينة ، إلا باستعداء الناس ، قريبهم وبعيدهم ، واضعة في الأذهان ان العالم العربي هم الظالمون ، وليس الصهاينة المعتدون .
ان بعض الكنائس في الغرب أبدت بعض مظاهر الحزن على فقيد الانسانية الملك عبدالله رحمه الله ، ولكن بعض الفلسطينيين هاجوا وماجوا بالمسجد الأقصى ضد من تولى الدفاع عن ذلك المسجد ، وعن قضية فلسطين إنني لا ازال في حيرة من هم الصهاينة حقا .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ معذرة .. فقد كتبت المقال وانا في حالة انفعال بعد ان شاهدت مقطع الفيديو عن خطيب المسجد بالقدس.


رابط لمقطع الفيديو: http://safeshare.tv/w/ECuItMVfLl

الثلاثاء، 20 يناير 2015

حتى نرقى للشرف المنشود

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرؤية 20-01-2015

 


في لحظات اليأس والقنوط نتذكر بأننا قد تناسينا أنفسنا ردحاً من الزمن، أشغلتنا فيه دنيا عنها فبتنا نلهث معها في سباق عقيم لم يكن ليقدم أو ليؤخر. نتوقف الآن للحظات وكل منا يرى الغصة في وجه الآخر، فيواسيه أن هم غيره ومرارة ألمه تفوقه وتتفوق عليه، لكنه وبطبعه الإنساني يرى نفسه من تعاني ألماً لا يحتمله سواه، وإن كان قد أنهكه، إلا أنه لم يقض عليه بسبب تلك الرغبة الانتهازية فيه لأن يراه حطاماً يمارس عليه جبروت قوته، ليرى في انكساره إشباعاً لجنون عظمته!
تمادينا في جرينا لسعينا وراء سراب السعادة، وفي سبيل ذلك وطئت أقدامنا كل المعاني الجميلة التي أعطتنا صفتنا كبشر، فتحولنا لمخلوقات آلية من دون مشاعر وأحاسيس تحفظ عن ظهر قلب ما عليها القيام به في ليلها ونهارها. حين تستيقظ صباحاً للذهاب لعملها، وحين يحين موعد عودتها للمنزل تتحرك بخطى ثابتة لتحضر معها ما تراه متمماً لنمط معيشتها. أثناء سيرها قد يتداعى أمامها جسدٌ لشخص لا تعرفه، فلا تحرك ساكناً أو تهب لنجدته، يستوقفها فقير يستجدي شيئاً ليسد به قوت يومه فتتجاهله، وإن أعطته تحرص على ألا تلمس يدها يده، فقد تكون متسخة أو أنداها عرق السنين وظلمة الليالي برائحة لا تمت للطيب بصلة، وقد تزكم أنف من تنعّم بالنعيم، ولم يذق قسوة الظروف التي تذل العزيز بعد أن تسلبه أو تمنع عنه كل ما يرفع من شأنه، ويثري حياته ويمتع جسده وروحه.
تعلمنا الأنانية وحب الذات فعميت بصيرتنا، وصرنا لا نرى إلا مصالحنا. ببساطة تحولنا لانتهازيين قانصين للفرص، وكأننا نعيش في غابة البقاء فيها للأقوى، وكلٌّ منا يسعى لأن يكون كذلك، حتى لو كان سعيه سبباً في دمار كل ما تطأه قدماه في لهاثها المحموم صوب الزعامة والريادة والتملك.
أصبح ما يحفزنا لنتقدم وننجز هو غريزة البقاء وليس حب الحياة والاستمتاع بها. لم نعد نرى صداقة حقيقة إلا في سبيل إضاعة الوقت والترفيه عن النفس، حتى ما إن ينفض اجتماعنا مع من خرجنا معهم؛ ننساهم وإن تذكرناهم علكتهم ألسنتنا ومضغتهم مراراً وتكراراً أفواهنا، وكأننا لم نقض معهم قبل دقائق ساعات كانت مملوءة بالضحك والتهريج ومشاعر المودة المزعومة.
إن أحببنا، فنهاية القصة باتت معروفة .. لم نعد نتمتع بأخلاقيات المحبين ولا شرف الكلمة، وإن خاصمنا فجرنا حتى باتت صفة النفاق لا تفارقنا، نزبد وتحمر وجناتنا، ونمطر من نختلف معه بأقذع ما يمكن أن يخطر على البال. تتعالى الأصوات للحدث الجلل، وتنقسم الجموع بين هذا وذاك، فيما آخرون يقفون كالمتفرج لمعركة على وشك أن تشتعل رحاها، فاستلوا هواتفهم وبدؤوا بتسجيل الملحمة، حتى إذا ما عادوا إلى منازلهم نشروها عبر فضاء التكنولوجيا الذي دمرتنا أخلاقياته، وملأناه بأخبار الفضائح.
لم نعد نعرف خُلقاً اسمه الستر، بل بات البعض منا يتلذذ برؤيته لعذاب الآخرين وفضحهم، والانتقاص منهم والتشهير بهم، لكنه والحديث هنا عن ذاك ناشر الرذيلة، قد ينهي يومه بركعتين ويمطر من حوله بنصائح عبر وسائل التواصل الاجتماعي جميعها تقطر تقوى وصلاحاً وورعاً، فيما هو طوال يومه يؤذي الخلق ويسيء إليهم، ويمارس عليهم عنصريته المقيتة وتعاليه وتكبره وتجبره.
هي ازدواج الشخصية، السمة الأقرب للعديد منا، ممن تظنه الحمل الوعيد إن تواصلت معه عبر الإنترنت وبرامجه، لكنه ذاك الضبع الغادر الذي يعيش على الجيف في واقعه، يمارس تُقيا الباطل لمن لا يعرفه، ويشقي من حوله ويجرحهم طوال يومه إن امتلك عليهم أدنى سلطة، أو وضع في مكانة يمتلك فيها أي صلاحية للتجبر على الخلق وإذلالهم.
مقولة «الناس مقامات» هي الأساس الذي يبني عليه البعض تعامله مع الآخرين، وعلى أساسه لا يولون اهتماماً للعالم أو الصالح لو كان بسيطاً أو فقيراً أو متواضعاً رث الثياب، فيما يعلون التافه ذا السلطة والجاه، يضحكون ويقهقهون إن تحدث بتفاهة ويولُونه جل اهتمامهم، مع العلم أنه لو دقق في أمره، لوجدته كالمتسلل خلسة من جمع إن نخوته وطلبت منه معروفاً أو مشاركة في عمل خير.
المادة هي فعلاً المقياس لمن تكون في مجتمع أصبحت فيه ثروتك الفعلية يحددها ما تملكه من مال وما تتمتع به من سلطان، عدا ذلك فمهما حظيت من علم وأدب وحسن خلق وميزات لا تعد؛ ستبقى من العامة التي لا يُحرك لهم ساكن إن تحدثوا، ولا تهب الأيادي لمصافحتهم إن حضروا.
مع ما ذكرت وإن أوجزت فيه ولم أسترسل: هل فعلاً نمثل كمجموع عام خير أمة؟ .. سؤال لا بد من طرحه على أنفسنا حتى نحصل على التغيير ونرقى مجدداً للشرف المنشود.



المصدر: جريدة الرؤية الإماراتية - http://alroeya.ae/2015/01/20/214321/%d8%ad%d8%aa%d9%89-%d9%86%d8%b1%d9%82%d9%89-%d9%84%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b4%d9%88%d8%af/

الخميس، 15 يناير 2015

إرهاب حلال وإرهاب حرام

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في صحيفة العرب اللندنية 15-01-2015

 

 
 
عبثاً حاولنا كعرب وكمسلمين أن ننفي عن أنفسنا تهمة الإرهاب والتشدد والتطرف، والسبب ليس لأننا، فعلا، كذلك إرهابيون ومتطرفون وغوغائيون كما يحلو للبعض وصفنا، أو لأننا عكس ذلك نتمتع بتفهم تجاه الآخرين ولدينا عقلية تسامحية، ولكن هي المؤامرة الكونية من الغرب الذي لم يضمر لنا الخير يوما، وهمه فقط هو تحطيمنا الذي يراه عبر الإساءة لديننا ومعتقداتنا.
قد تكون نظرية المؤامرة جزء من طبيعة تفكيرنا كبشر والتي لا تتقبل بسهولة حدوث الأشياء من تلقاء نفسها أو بالصدفة، فلا بد لها من مسبب وأشخاص قاموا عليها لتحقيق مآرب عادة ما تكون في حربهم الحضارية معنا. جميعها احتمالات جائزة وقد يكون أي منها صحيحا بشكل عام أو خاص بحدثٍ بعينه، لكن لنكن منطقيين ونتناول وجهتي النظر من زاوية كل مؤمنٍ بها.
في البدء هل يتوجب علينا الإقرار بصراع الحضارات، وهل هي المعادلة في تعامل الكتل الإنسانية على أساس عرقها ودينها، والمعيار المشكّل لسياساتها؟
الواقع يشير إلى أننا، بالفعل، مختلفين انتماء دينيا وإثنيا وهذه سنة الله عز وجل في خلقه، كما أن الاختلاف قد تسبب في السابق بحروف وغزوات وإشكالات ونزاعات، ولكن هل كان معنا فقط كعرب وكمسلمين، أم أنها سمة بشرية للطبيعة الإنسانية التي تمتلك العقلية التملّكية والاعتزاز بخصوصيتها، وهل اختلف حال الماضي البعيد عن الحاضر في علاقاتنا مع الغرب، وهل أصبح العالم الآن أكثر إنسانية وتحضرا بعد عقود سُفكت فيها الدماء وقتل بسببها وشرّد الملايين واستعمر فيها القوي الضعيف واستعبده ونهب ثرواته وزرع قبل رحيله عن أراضيه مشاكل وخلافات تضمن له دوما تقدمه على مستعمراته السابقة؟
جميع هذه التساؤلات طرحتها على نفسي محاولاً فهم لعبة الإرهاب التي تعصف بنا وتقوّض السلام والتعايش السلمي بين الشعوب، وآخرها ما حدث في باريس وتعرضت له صحيفة شارلي إيبدو من هجمات إرهابية أودت بحياة اثني عشر شخصاً منهم شرطيان أحدهم مسلم من أصلٍ مغربي.
لتعقبها حالة من الهياج الشعبي والرسمي الفرنسي بسبب ما أسموه “عملا انتقاميا” استهدف حريتهم المقدسة، فيتضامن العالم أجمع معهم ونرى عشرات القيادات والزعماء والمشاهير مشاركين في المليونية التي تشابكت بها الأيدي وهي تنشد “كلنا شارلي”، ومن السخرية أن يكون في مقدمتها جزاري الحرب والقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته المتطرف أفيغدور ليبرمان، في استخدام خبيث للحدث وكأن إسرائيل هي من تتعرض للإرهاب ولذلك تشارك الأمة الفرنسية مصابها.
لو عدنا قليلا إلى الوراء وقبل الاعتداء المسلح على الصحيفة التي تعرضت إلى الاعتداء، لكان من السهل أن نقرأ في عيون الأغلبية الفرنسية كم هي منبوذة لديهم، وكم أوشكت أكثر من مرة على الإفلاس وانخفاض المبيعات والتوزيع، وكم كره العديد استفزازاتها للأديان ولمقدسات الآخرين، الذين جعلت منهم شارلي إيبدو وسيلة لها لزيادة التوزيع عبر إثارة حفيظة البعض، الذين سينتج عنهم ردات فعلٍ بعضها خاطئ ومتسرع، مما سيسهم في إثارة الفضول وبالتالي شراء الصحيفة، مما سينعكس إيجابا على مبيعاتها، هذا ما حدث أكثر من مرة مع الصحيفة الفرنسية التي كانت منبوذة قبل الاعتداء عليها، لكنها تحوّلت، بسبب فعل إجرامي غبي، إلى رمز للحرية ترفعه الأيدي وتتشابك الأذرع تضامنا معه، فيما اليمين الفرنسي المتطرف يوظف الحدث سياسيا، فيزداد عدد أتباعه وتتحسن فرصه الانتخابية، مما سيحرج قوى الاعتدال المجتمعي ويحثها لتنتهج سياسات أكثر تشدداً تجاه الأقليات المهاجرة وخصوصاً العرب والمسلمين.
القتل هو نفسه أياً كان، ووفاة اثني عشر شخصا نتيجة العمل الإرهابي أمر لا يمكن تبريره، لكنه يضع سؤالاً محيّرا أمام أعيننا؛ ألا وهو: لماذا دماء العرب رخيصة، ولماذا لم يتحرك العالم حتى اللحظة ويتوحد لإسقاط نظام بشار الأسد الإرهابي الذي أودى الصراع بسبب تمسكه بالسلطة بحياة أكثر من مئة وخمسين ألف سوري وتهجير خمسة ملايين؛ وهل قتل 12 شخصا في باريس جريمة لا تغتفر، وقتل شعب سوري آمن قضية فيها وجهة نظر.
هل هناك إجرام يمكن تبريره بسبب اختلاف الرؤى حوله، وقتل لا يختلف اثنين حوله؟ ولم لم نرى ذاك التضامن العالمي حين أقدم المتطرف النرويجي المسيحي اليميني أندريس بريفيك على استهداف مخيّمٍ لشباب حزب العمل الحاكم في جزيرة أوتايا، مطلقا النار عشوائيا ليقتل حوالي ثمانين شخصاً ممّن تواجدوا في المخيم الصيفي، وغرضه فيما فعل الاعتراض على سياسة الحكومة المتساهلة تجاه الأجانب والهجرة.
في حرب غزة الأخيرة أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية عن مقتل أربعة عشر صحفيا بينهم أجانب، كما شهدت العراق وخلال العقد الماضي أكبر عدد على مستوى العالم لمقتل الصحفيين ليناهز المئة وخمسين، حيث تعد جريمة قتلهم بالتي تمر على الأغلب دون عقاب ودون أن يعلن عن فاعليها.
في لبنان وعلى مدار السنوات الماضية، استهدف العديد من الصحفيين في جرائم لم يكشف عن مرتكبيها، لكن السؤال هل حظي جميع من ذكر بمثل هذا التضامن العالمي الذي حظي به صحفيو شارلي إيبدو، ولم النظرة المزدوجة في تعامل العالم مع الحرية.
حتى في فرنسا نفسها التي تعد التصرفات الشاذة والإساءة للأديان من باب حرية الرأي، في حين لا تغض أبدا النظر عمّن يوصف باللاسامية، ولكل منتقد أو مشكك بالهولوكوست، فتناله حينها يد القانون كالكاتب والفيلسوف والمؤرخ الفرنسي روجيه جارودي. هل حرية التعبير تشمل الأديان، ولكنها تقف فقط عند أي انتقاد لليهود أو لإسرائيل؟
اليهودية كالإسلام والمسيحية جميعها أديان سماوية من الواجب احترامها وعدم الإساءة إليها بالقول والفعل، بل يتعدى ذلك أي معتقد ودين ومذهب لأيٍ كان. هذا ما يجب تقنينه والاتفاق دوليا عليه، فهو الأساس الأول لمد جسور الحوار والتفاهم بين الشعوب، وعداها فليفخر كلّ بحريته، وليحصّنها فهذا من حقه دون أدنى شك، وليعي العالم أن التطرف ولو كان الأقل تواجدا إلا أنه الأشد وطأة، ولا يمكن محاربته فقط بالسلاح والقوة، بل بالحوار والمنطق وإقامة الحجة والعدل والعدالة واحترام الآخرين.
أخشى ما أخشاه على الديمقراطية الفرنسية العتيدة أن تنجرف لروح الانتقام، وأن تتحول لنسخة أميركية أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر سيئة الذكر، والتي رغم ردات الفعل الأميركية التي تلتها، لم تزد الأمة الأميركية أمانا وديمقراطية، بل انتهكت فيها حريات لطالما كانت من المسلمات التي قامت عليها الولايات المتحدة وكرسها دستورها.
لسنا بحاجة لمزيد من التوسع في الحرب العالمية ضد الإرهاب، فيكفينا داعش وإجرامها، وبشار وإرهابه، والميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، ومن ورائهم جميعا إيران.
 
 

المصدر: صحيفة العرب اللندنية -  http://alarab.co.uk/?id=42774

الأحد، 11 يناير 2015

حجاب المرأة بعيداً عن التفريط والتشدد

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الجزيرة 11-01-2015

 


بعيداً عن التشنج والتشدد والتراخي واللامبالاة التي يتنازع طرفاها فيه الجدل عن حُرمة أو جواز كشف الوجه للمرأة، والتي تشغل المجتمع كل فترة بعد أن يتحدث فيها أحدهم عنه بالعلن، ليثير بعدها موجة من النقاش المحموم الخالي في أغلبه من أدبيات الحوار والمليء بالقذف والشتم والتخوين والدياثة أو التنطع.
لو آمنا على الأقل بأحقية صاحبة الشأن في الاختيار وهي المرأة، والتي من ارتأت منهن الحجاب (وهو فرض) فلتتحجب مع احترام خيارها، أما من شاءت أن تنتقبت وتخفي وجهها بالطريقة والشكل والنمط الذي تراه مناسباً فلها ذلك، ولكن دون أن يفرض أي منهما رأيه على الآخر ودون أن يصل حد الاختلاف في الممارسة لأن يتسبب في جعل فئةٍ ضالة تدعو للانحلال أو أخرى متطرفة تنفر الناس في دينهم؛ واعفونا من التنطع والنقاش العقيم والعادات البالية والتحرر المذموم، التي باتت جميعها تظهر لنا كم المجتمع بحاجة إلى إعادة صياغة أديباته، ومراجعة شاملة لعاداته وتقاليده وثقافة تقبله للآخر.
الحجر على العقول باسم الدين لفرض رأي في أمر اختلف به العلماء هو أحد أسباب حالة نفور العامة ممن يرى أنه الصواب وهو الوحيد صاحب العفة، كما هو وفي نفس الوقت مدعاة لعدم تقبل بعض أصحاب الرأي المتحرر والذين خلطوا في دعواهم لاحترام حقوق المرأة ما بين قدسية الحرية الفردية والالتزام بالواجبات الدينية المسلمة التي لا تقبل النقاش، ويجب الأخذ بها كما هي.
الحجاب بذاته للمرأة فرض ولا شك فيه أو جدال ووفق الضوابط الشرعية المؤطرة وبدون أن يُفتن مع الالتزام فيه باللبس والمظهر, كما هو الأمر الذي نتجاهله ويجب الدعوة له بوجوب غض البصر والعفة للرجل, إنما النقاش المفروض تواجده هو حول النقاب ومدى وجوبه وهل هو خيار شخصي أم واجب وهنا الاختلاف الوارد والمعروف بين علماء الأمة، ولست في مكانة من العلم الشرعي لمناقشته، كما أنه أشبع بحثاً وتمحيصاً وما تم التوصل إليه والفتوى بشأنه معلومة للجميع وعلى المرء أن يستفتي قلبه فيما يشاء اتباعه.
المشكلة وبعيداً عن العامة من المسلمين أصبحت في بعض أهل الفتوى والمشورة الدينية من مختلفي الأطياف، حيث تحولت نقاشاتهم في أمور دينية لساحة لفرض العضلات وتتفيه الآخر وتقزيمه وتفسيقه وتضليله لمجرد الاختلاف برأي فقهي مختلف عليه.
حملات للأسف لا أخلاقية ومنفرة تعرض لها البعض بدعوى نقلهم لفتاوى أجازت للمرأة كشف وجهها؛ في حين يتغاضى هؤلاء ممن أثار حفيظتهم الأمر عن ما تتعرض له الأمة من قتل وتنكيل وحرب لتدمير أخلاقياتها، فيما البعض منهم ما زال على انشغاله بالتحريم والتحليل، والاستصغار من العامة وفرض التبعية عليهم دون مناقشتهم أو محاولة استطلاع آرائهم متناسين أننا الآن نعيش بعالم مفتوح، ومتاح به جميع وسائل التواصل والحصول على المعلومة دون جهد يذكر.
أتمنى من بعض علمائنا الأفاضل وهم الأقلية بالطبع مجارات العصر والتوقف عن حجر العقول، فالإسلام وهو الحنيف وخاتم الأديان وناسخها واف بكمال خالقه سبحانه وتعالى وسيبقى دوماً الأشمل لجميع مناحي الحياة والأصلح لكل الأزمنة بحكمته كدين وعدله ووسطيته وبعده عن التشدد، كما نبذه وتحريمه وتجريمه للتراخي والتحرر والسفور والضلال.


المصدر: جريدة الجزيرة - http://www.al-jazirah.com/2015/20150111/rj5.htm

الخميس، 8 يناير 2015

فاقد الشيء لا يعطيه: إيران تنصح البحرين بالديمقراطية

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في صحيفة العرب اللندنية 08-01-2015



عذرا إن بدأت رأيي بالقول: حين يتحدث اللص عن الأمانة. هذا ربما هو جوهر ردي على تصريح الخارجية الإيرانية الأخير عن البحرين، حين انتقدت المتحدثة باسمها ما تتعرض له من وصفتهم بالمقاومة السلمية للقمع، متحدثة، حسب زعمها، عن الجمعيات القانونية والشخصيات السياسية والدينية في المنامة وعلى رأسها جمعية الوفاق، التي استدعت النيابة زعيمها علي سلمان للتحقيق معه في اتهامات بالتحريض على العنف والتغرير بصغار السن من الشباب للتظاهر والتخريب والإخلال بالأمن والسلم الاجتماعيين لقلب نظام الحكم، الذي بدأ تغييرا جذريا في سياساته منذ تولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد السلطة عام 1999، وتوج الإصلاحات بانتخابات ديمقراطية شهد لها الجميع ونتج عنها فوز جمعية الوفاق بثمانية عشر مقعدا في العام 2010، وكان أن حصلت أيضا في الانتخابات البرلمانية التي سبقتها في عام 2006 على سبعة عشر مقعدا، لتشكل في كلتا التجربتين الكتلة البرلمانية الأكبر، لكنها آثرت الشغب.
ففي 28 نوفمبر 2011 قدم أعضاء كتلة الوفاق النيابية الثمانية عشر استقالاتهم كمحاولة للضغط على الحكومة، على الرغم من أن بقاءهم كنواب كان يتيح لهم المزيد من الحرية للتغيير السلمي وعبر قنوات شرعية.

في 29 يونيو 2011، وبموجب أمر ملكي، أُنشئت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وقد تم تكليفها بمهمة التحقيق حول الأحداث التي جرت في البحرين في الفترة من فبراير 2011، والنتائج المترتبة على تلك الأحداث، وأعلنت نتائجها في مؤتمر علني سلّم فيها رئيس اللجنة محمد شريف بسيوني تقريره للملك حمد، والذي قبله ووعد بالعمل بما جاء فيه من توصيات.
من المفارقات أن إيران عرضت وساطتها بين الحكومة، وما يسمّى بالمعارضة الشيعية، داعية الحكومة البحرينية إلى عدم التصعيد الأمني ضد المعارضين، ومتهمة السعودية بالتدخل في الشأن البحريني وكذلك اتهمت دولا غربية لم تسمها، متناسية أن دخول قوات درع الجزيرة للبحرين كان بطلب رسمي بحريني عقب تعرض البلاد لفتنة كان الغرض منها الاستيلاء على السلطة لتكون البلاد لعبة بيد طهران تسيّرها كيفما تشاء في زعزعة أمن الخليج.
بالإضافة إلى ذلك، كيف تتحدث إيران عن حقوق الإنسان وهي التي تتحكم فيها الإثنية الفارسية بمقاليد السلطة مغيّبة أغلب مكونات الشعب الإيراني عنها، وهي التي تقمع بلا رحمة شيعة الأحواز العرب وسنّتهم، وهي التي تضطهد الأكراد والبلوش، وتعمل على تفريس الترك، والقضاء على اللغة التركمانية ومنع تدريسها في المدارس واستبدالها بالفارسية في إقليم “تركمن صحراء” شمال شرق إيران، وفي محافظة غولستان التي تقطنها أغلبية التركمان، هذا عدا عن محاولات النظام تغيير تركيبتهم السكانية عبر زرع أقليات أخرى في المنطقة، وهم رغم تعدادهم السكاني الذي يتجاوز الثلاثة مليون نسمة يعدون من الأكثر تعرضا للاضطهاد ويعانون من التمييز الديني والقومي وعدم المساواة في القوانين كبقية الشعب، كون الأغلبية الساحقة منهم من السنة أتباع المذهب الحنفي.
وأصدرت منظمة العفو الدولية عام 2014 تقريرا استنكرت فيه ممارسات السلطة القمعية الإيرانية في الجامعات وحملاتها المستمرة ضد الطلاب والأكاديميين، الذين يتعرضون بشكل روتيني للمضايقات أو الاعتقال أو المنع من الدراسة أو التدريس بسبب أنشطتهم السلمية، أو آرائهم أو معتقداتهم، كما قالت: “احتفظت السلطات الإيرانية بقبضة من حديد على المؤسسات الأكاديمية، مجيزة لهيئات الأمن والاستخبارات في الدولة الإشراف على الإجراءات التأديبية في حرم الجامعات. وبذلت جهودا دؤوبة لتشديد الخناق على الحرية الأكاديمية، وتهميش الطلبة من الناشطين السلميين، ومعهم النساء والأقليات الدينية، مطبقة الخناق على المؤسسات الأكاديمية في إيران بما لا يترك مجالا يذكر لحرية الفكر أو التعبير”.
على المستوى الإقليمي والدولي، تتدخل طهران في العراق منذ الاحتلال الأميركي له، وعملت على تجييش وتسليح الميليشيات الشيعية التابعة بالولاء لها كـ”جيش المهدي” و”بدر” و”حزب الله العراقي” و”عصائب أهل الحق” وغيرها، فيما فرضت هيمنة الموالين لها من السياسيين العراقيين على مقاليد الدولة، وهو ما تسبب في انقسام البلد طائفيا وتفشي القتل على الهوية وازدياد معدلات الجرائم والفساد الإداري والمالي وتفتيت الجيش الوطني بحجة إعادة بنائه، وخلق الظروف المواتية لداعش لاحتلال بعض المحافظات العراقية وبالتالي تسويق فزاعة الإرهاب لتبرير التدخل الإيراني في العراق، ومن ثمة إيجاد ميليشيات الحشد الشعبي وتسليحها لاستكمال الهيمنة على البلد ومقدّراته.


المصدر: صحيفة العرب اللندنية - http://alarab.co.uk/?id=42190

الجمعة، 2 يناير 2015

الأمثال تجمعنا

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرؤية 02-01-2015

 
 
مهما اختلفنا كشعوب في العرق والدين والدم واللون، ومهما فرقتنا صراعاتنا وحروبنا التي لن تنتهي ما دمنا بشراً يسعى كل منا إلى أن يفرض عضلاته على الآخر، إما باستغلاله جسدياً واقتصادياً ومادياً، أو فكرياً ودينياً؛ إلا أنه سيبقى بين الشعوب ما ستحتفظ به دوماً ليكون صِلاة مشتركة تجمعهم، حتى لو لم يشاؤوا ذلك، فتلك فطرة وغريزة مبرمجة ذاتياً ولا يمكن محوها أو تغييرها.
الحال ذاته ينطبق على نساء العالم، فمهما اختلفن وتعددت درجة الانفتاح والثقافة والحرية والمعيشة الاقتصادية لديهن؛ إلا أنهن سيبقين إناثاً يتشاطرن صفات بذاتها، وسترى بعينيك وتشاهد ردة فعل طبق الأصل لامرأةٍ في القطب الشمالي مع أخرى في أقاصي غابات أفريقيا، إن تعلق الأمر بالغيرة مثلاً!
من جهة أخرى وفي عالم الجريمة، يبدو أن اللصوص والمجرمين من مختلف البلدان أيضاً لديهم سمات مشتركة في مفهوم السرقة والجريمة، ومبررات لاحترافهم إياها واستيلائهم على أموال الناس بالباطل. المنطق هو ذاته، وقد مر عليّ من قبيل الصدفة أحد الأمثلة أثناء مشاهدتي لفيلم أجنبي تحدثت فيه قاتلة مأجورة أنها قد جمعت مبلغاً يكفيها لتقاعدها، لكنها كلما أرادت ذلك تراجعت لإيمانها بأن «اليد البطالة نجسة»! طبعاً الجملة السابقة كانت الترجمة العربية لما قالت نصاً: Idle hands do the devils work، والتي تعني مجازاً نفس الترجمة السابقة.
بصراحة استوقفتني الجملة، وبقدر ما أثارت ضحكي فإنها لفتت نظري إلى أن المجرمين في كل الأمكنة لديهم مفهوم واحد عن البطالة، وضرورة العمل حتى لو كان سبباً لتعاسة الآخرين إما عبر سرقتهم أو إيذائهم.
بالمناسبة، الأمثال أحد أهم الأبواب التي يجب أن يطلع عليها أي مهتم أو دارس للشعوب وثقافاتهم وتاريخهم وحضاراتهم، ومدى توافر صفات مشتركة فيما بينها مع اختلافها عن بعضها في اللون والدين والعرق. في العديد منها ستجد وتستغرب تطابقاً شبه تام. إن تعمقت البحث في أحد هذه الأمثال مثلاً لن تجد دلالة على أن أحد المجتمعات قد استقاها من الآخر. إذاً ما سبب التطابق غير المقصود، ألاَ يعني أن الطبيعة الإنسانية فينا كبشر قاطنين على هذه الأرض منذ آلاف السنين واحدة، والاختلاف الواقع غير ناتج عن تفوق عرق على آخر في آدميته، وإنما في مدى عمله لمجتمعه وأخلاقياته!
ألا ينفي هذا التشابه والتوافق فكرة تفوق عرق ما على الآخرين وتقدمه، أما إنها الدليل على أن التجربة هي الأساس لأي فكر، كما تؤكد بشريتنا جميعاً وتوافقنا وإن اختلفنا في أساسيات لطالما فرقتنا بدلاً من أن توحدنا.
عودة إلى الأمثال مرة أخرى، ما دمنا قد تطرقنا لها، فهي إما فصيحة أو عامية، والأخيرة بالذات تتبع لهجة البلد المستخدمة فيه وقد لا تعكس إلا عُرفاً أو عادات وتقاليد محلية، وليست مشتركة لجميع من يتكلم اللغة العربية، حتى إنها إن قيلت أمام شخص من جنسية أخرى مختلفة فلن يفهمها ولن يعي معناها. بعضها يُتوارث، وأخرى بدأت بالانقراض إن صح التعبير، ولم يعد سماعها حاصلاً إلا في حالات نادرة حين ينطق بها أحد كبار السن كردة فعل على موقف ما حصل أمامه، وإن حدث سيستغرب كل من يسمعها من الأجيال الأصغر سناً وقد لا تثير لديهم الفضول بمقدار ما ستضحكهم لغرابتها وصعوبة فهمهم لمعناها.
البيئة وشكل المجتمع وتمدنه وبداوته عوامل أساسية في فحوى المثل وموضوعه وطبيعة الكلمات المستخدمة فيه، لذا ستجد المجتمعات الحضرية أياً كان موقعها عربياً أو غربياً أو لاتينياً تتشارك أمثالاً متشابهة بعينها، وكذلك الحال ينطبق على القرويين والبدو ومستوطني وسكان البيئة الصحراوية والجبلية.
حقيقة هي غير مخفية ويعرفها الجميع، لكن يتم تجاهلها، تُسهم الأمثال في تكريسها، وهي أننا جميعا بشر من لحم ودم وطبيعة إنسانية جسدية وعقلية وروحية واحدة، ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأوجه التشابه بيننا عظيمة على الرغم من أننا نتقاتل ونتخاصم ونتحارب وننقسم بسبب الاختلافات الحاصلة بيننا فقط.

المصدر: جريدة الرؤية الإماراتية - http://alroeya.ae/2015/01/02/209706/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%ab%d8%a7%d9%84-%d8%aa%d8%ac%d9%85%d8%b9%d9%86%d8%a7/

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...