الأحد، 25 يناير 2015

عذراً أخي فقد أخطأت وأسأت!

مقالة أنشرها ردا على مقالة الأستاذ أحمد عيد الحوت (ولمن أراد الاطلاع على نص ما كتبه كما وجدته, سيجدها أسفل ردي هذا)

بقلم: عماد أحمد العالم - 25-01-2015



عذراً أخي فقد أخطأت وأسأت!

أكثر ما أكره هو أن أنساق لجدال عقيم في وقت فقدت فيه الأمة العربية والإسلامية لا المملكة العربية السعودية فقط, رجلاً سميناه حياً "صقر العروبة", وما زلنا بعد مواراته الثرى نتذكره بملك الإنسانية والمواقف الشجاعة. لكن وبعد أن أيقنت ان الأمر قد يحدث فتنةً لا تحمد عقباها عبر تزايد الأصوات التي تمادت في خرق وحدة الصف الفلسطيني السعودي, ومنهم كتاب ومثقفين, كان يجدر بهم التمهل حتى تتضح الحقائق, أو توعية العامة لخطورة الفتنة; إلا أنهم كان من أشعلها وشغل الساحة عن تذكر الفقيد الراحل والدعاء له; بمهاتراتٍ لا يخلو العديد منها من السب والشتم والقذف والتهجم والتشفي بالفلسطيني الذي لم يعد يذكر اسمه إلا وربطوه بالتخوين ووصفوه بمن باع أرضه, وهي بالمناسبة عرضه وشرفه دون أن يعو ويدركوا أنهم لو فعلوا ذلك حقاً لما كان أغلبهم يعيش في مخيمات خربة بدول الجوار أقل ما يقال عنها أنها بقايا أطلالٍ, ولسكنو الفلل والبيوت والقصور بعد ان ملأت الصهيونية العالمية جيوبهم بما يكفي من مال لشراء دنيا زائلة, ولهاجر أغلبهم للغرب وحملوا جنسياتها ونسوا قضيتهم ووثائق سفرهم المصرية واللبنانية والسورية وباتوا من حملة جوازاتها التي تلقى الترحاب في أي أرضٍ تحط به.

 البعض منهم علق صراحة وابتهل بالدعاء نصرة للإسرائيليين ومتمنيا لهم النصرة، فيما آخرون أثنوا على جزار القتل شارون وعلى ما فعله معهم، وتناسوا أن المرء يُعرف بقرينه الذي قد يُحشر معه في دار الحساب، وهو مالا أتمناه لهم رغم قولهم، فهمم إخوة مسلمون في النهاية ضلوا القول وأخذتهم العصبية، فتناسوا أن الأقصى قبلة المسلمين الأولى وقبتها معراج نبيهم الأشرف, وفلسطين بكامل ترابها الوطني وقف لا يملكها من سكنها من قبائل كنعان قبل الالاف السنين وحتى اليوم!

العامة وبشكل عام يسهل التلاعب بعواطفهم, وردات فعلهم آنية تتبع الحدث مباشرةً دون تفكير أو تمحيص, وغالبها من باب الحمية, لكنها وللأسف تفتقد إلى اللياقة وتنذر بكارثة إن لم يتم تداركها. لكن الجلل من الأمر هو أن تكون ردة الفعل صادرة من مثقفين وكتاب ورجال قانون وفكر وأدب, ذو علم واطلاع على بواطن الأمور, تركوا لهواهم القرار بأن يحكموا مباشرة, وأرخوا لقلمهم العنان بأن يكتبوا ما يسيء. الأستاذ الفاضل أحمد الحوت وهو الوكيل السابق لوزارة الثقافة والإعلام والمحامي ومحرر مجلة حقوق الإنسان, والذي وعلى ما يبدو قد ثارت حميته دفاعا عن ملكينا الراحل عبدالله, حين شاهد مقطعا يتم تداوله عبر الانترنيت, وفيه ظهر اعتراض مصلين على إمام المسجد الأقصى وتعالي الأصوات, مما دعاه لإقامة الصلاة فضاً للغط الحاصل. عنون المقطع " بردة فعل المصلين على نعي خطيب الأقصى لملك السعودية". تلاه مقالة له صبت جام حنقه اللحظي على من رأى فيهم ناكرين للجميل لا يتمتعون بسمو الأخلاق من الفلسطينيين; وأنا هنا معه ومعي الأغلبية من الشعب الفلسطيني والسعودي والعربي نستنكر ما حدث إن كان صحيحاً وننبذه, ونبرأ إلى الله سبحانه وتعالى منه, بل أزيد ما قلت بدعوة لاعتقالهم ومعاقبتهم بالقانون لما ارتكبوا ولكن بعد أن نتأكد أن المقطع صحيح أولا!

بعد بحثي طوال الليلة الماضية واليوم واتصالي بأشخاص من القدس لاستعلام الأمر واستنكاره في نفس الوقت, أفاد بعضهم أن المقطع قديم ومركب, فيما أكد آخر أن فلسطين والأقصى وكغيرها من دول العالم تعاني أيضا من إرهاب البعض وتشددهم الفكري وولائهم للقاعدة وداعش, ولا يستبعد أن يكون مثيرو اللغط من مؤيديهم أو ممن تربوا على فكرهم, وبالتالي هم ليسوا كارهين فقط لخادم الحرمين الشريف, ولكن ناقمين بفعل أيديولوجيتهم الضالة على كل من يخالفهم الرأي, ومنهم وبعلم الجميع من يكفر سواهم. لذا ليس بالمستغرب منهم الفعل المسيء, ولا يمثلون إلا أنفسهم. وبالعكس ما نعي إمام المسجد الأقصى وخطيبها للملك عبدالله إلا جزء من الشعور الجلل الذي استشعره الفلسطينيون في الضفة وغزة بعد أن فقدو سندهم, فتوحدوا بعدها على اختلاف حزبيهم الرئيسيين في الضفة وغزة "فتح وحماس" وأعلنوا الحداد العام وتنكيس الأعلام وفتح بيوت العزاء على امتداد أراضي السلطة الفلسطينية, وقد وعوا أن عبد الله الذي جمعهم في مكة سابقا ليصلح ذات البين بينهم قد رحل ومن واجبهم تجاه ذكراه العطرة أن يتوحدوا مجدداً, فيحققوا أمنية الراحل الكبير برؤية مبادرته العربية تتحقق واقعا ملموساً على الأرض, وتعيد لشعب فلسطين حلم العودة في ظل دولتهم المستقلة.

ليعم أخي احمد الحوت أن السعودية ما قدمت ما قدمته ولا زالت للقضية الفلسطينية منذ وقت الملك المؤسس عبد العزيز طيب الله ثراه وحتى اللحظة; طمعا في ثناء أو تمجيد, وما روجت لحملات التبرع الشعبية طوال السنين التي "كنت ممن يتبرع فيها كما ذكرت بمقالك شهريا بريال", وكان يستقطع منها من رواتبنا خمسة بالمائة تعطى للمنظمة; إلا رغبة من قيادتها الحكيمة بأن تكرس لشعبها ولمن يقيم على أرضها من أصحاب القضية, الشعور بالمسؤولية, ولتعزيز قيم التضامن والمحبة التي كرسها ديننا الحنيف وقامت على أسسها المملكة. لم تفعل ما فعلته لمنة ولم تذكّر الفلسطينيين بها يوما, وما إطعامها لهم "كما ذكرت" إلا من باب الأخوة, فهم قيادة وشعبا اقتدوا برسولنا الكريم حين تشارك التمر واللبن في حصار المشركين لهم, وهم أيضا كأنصار المدينة حين جاءهم مهاجري مكة فتآخوا وتشاركوا ما يملكون معهم. ولم يضعوا يوما أيديهم في أعين من احتضنهم لإيذائهم, بل لتعلم والله يشهد أن منهم من هو مستعد للذود بروحه ونفسه وكل ما يملك دفاعا عن أرض المملكة الطيبة وعن ملكها وقيادتها وشعبها, فهم ممن جعلوا نصب أعينهم "من لا يشكر العبد لا يشكر الله".

قد يختلف البعض بشأن اتفاقات السلطة الفلسطينية مع الاسرائيليين وقد يلومهم كما تفضل الأستاذ أحمد بعقد الاتفاقات مع الاسرائيليين كما حدث في مدريد وأوسلو وكامب ديفيد وغيرها, واتهمهم فيها ببيع القضية وقبض ثمنها في جيوبهم, لكنه أغفل وتناسى أنها جميعها كانت تحت مظلة الجامعة العربية وموافقتها وحضورها بدولها, التي لم تكن تسمح للمفاوض الفلسطيني أن يوقع اتفاقا لا يُحقق طموح شعبه. ولنأت عنه إن رأت منه عكس ذلك. لذا فما قامت به السلطة وإن اختلفنا معها او اتفقنا كانت بعلم وبمظلة عربية ترقبها.
بدأ مخطط الهجرة الصهيوني أواخر الحقبة العثمانية, لكنه اشتد عقب وعد بلفور سيء الذكر والوصاية الانجليزية, ومن يومها والشعب الفلسطيني لا يصرخ فقط في وجوه الصهاينة المحتلين وجيشهم المُغتصب, وإنما وبما امتلكت يداه ومنها جسده وروحه يضحي بها في الدفاع عن قضيته وعن أقصى المسلمين, ولم يستكن يوما لهم أو يخف رغم القتل والتهجير والاصابة والاعاقة والحصار الاقتصادي والحرب النفسية. هُجر منه الملايين الذين يعيشون في المنفى, فيما البقية المتبقية منهم في الأرض المحتلة تقاوم حتى اللحظة, وتمرغ وجه العدو القبيح في الوحل رغم ضيق اليد والحصار المُطبق عليها, فهم ليسوا كما وصفتهم بالمستكينين لجنود العدو, الذي لم يسبق أن واجههم أحدهم منفرداً; إلا خلف المتاريس ومعه كتيبة من الجند ومدججا بالسلاح, فيما طائرات استطلاعه تمسح المنطقة ومروحياته تقصفها على رؤوس ساكنيها. هم شعبٌ تحدث عنهم رسولنا الكريم واصفاً " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".
من المُحزن جدا الا تعرف أستاذ أحمد تاريخ النضال العربي الفلسطيني في الأرض المحتلة, ومآسي الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت على مدار 25 عاما, بدت واشتعلت بدون الفلسطينيين, واستمرت بعد خروجهم منها في ال 82, ولم ينهها بعد مشيئة الله إلا اتفاق الطائف المجيد, الذي كان مهندسه الفذ صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز, وبإشرافٍ مباشر ورعايةٍ من الملك فهد رحمه الله...., كذلك تغافلك على ما يبدو لفتنة أيلول الأسود, وجنون القذافي الذي طرد فلسطيني ليبيا على الحدود بعد أن أعطى كلاً منهم "كروز دخان وخمسين دينار", جنونه وتطاوله على المملكة الذي وقف له أبو متعب في اجتماع القمة العربية بالدوحة والجمه حين قال له بما نصه:
 "كلامك مردود عليه, والمملكة العربية السعودية دولة مسلمة وليست عميلة للاستعمار مثلك ومثل غيرك, واردف قائلا لمعمر القذافي: من جابك للحكم قلي من جابك!!!!!!.... ولا تتكلم في اشياء مالك فيها حق او نصيب "


لك أخي أحمد ولكل الأجيال العربية الشابة التي شبت تجهل تاريخ أمتها ومآسيها سأروي وباختصار علّ اللبس يزول عنك لتعرف وتعي ما حدث في تل الزعتر, فحصار المخيمات كان على يد القتلة من المارونيين وجيش المجرم حافظ الأسد, بعد أن توحدوا وهم من كانوا أعداء سابقاً, فجيش بشار البعثي تحالف مع الجميع في الحرب الأهلية اللبنانية وحارب الجميع وفقا لمصالحه. المهم اليك ما حدث في تل الزعتر, وفيه أيضا قس عليه ما حدث في "مجزرة صبرا وشاتيلا" التي أدمت التاريخ وشمت فيها وبررت للقاتل جريمته عبر قولك "وكيف تجرأ عليهم العدو ولحق بهم في صبرا وشاتيلا"!

تأسس المخيم الواقع في بيروت الشرقية عام 1949 وكانت تسيطر على (الحي المسيحي) المليشيات المسيحية الانفصالية إبان الحرب الأهلية. وسبق حصاره مناوشات بين القوات اللبنانية المسيحية المارونية والقوات الفلسطينية ومن تحالف معها من يسار لبنان وسنته حصدت أرواح الآلاف. في 6 ديسمبر 1975، عثر على أربعة جثث لأعضاء من حزب الكتائب, فقامت الأخيرة ومعها ميليشيات مسيحية متطرفة بوضع نقاط تفتيش في منطقة مرفأ بيروت وقتلت المئات من الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين حسب الهوية التي كان يُكتب فيها المذهب لحاملها, وسمي الحدث بالسبت الأسود. جريمة تل الزعتر، تعد من أطول معارك الحرب الأهلية وأكثرها قتلي, حين فرضت القوات المسيحية اللبنانية بتآمر سوري حصاراً على مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين منذ يناير76 حتى يونيو من العام نفسه الذي شنت فيه هجومًا واسع النطاق على مخيمي تل الزعتر والباشا وحي التبعة اللبناني المجاور له، على مدى اثنين وخمسين يومًا قُدر عدد القذائف التي أطلقتها القوات الآثمة على المخيم بحوالي 55000 قذيفة. بعد اقتحام القوات اللبنانية لمخيم جسر الباشا وحي التبعة في 29 يوليو1976 واقترافهم جرائم إبادة هناك، تمكنت قوة الردع العربية التي شكلتها الجامعة العربية من إبرام اتفاق بين القوات اللبنانية والمقاتلين الفلسطينيين في داخل المخيم في 6 أغسطس1976 يقضي بخروج المدنيين والمقاتلين من المخيم دون أن يستسلموا للميليشيات المارونية وتتكفل بهم قوة الردع العربية والصليب الأحمر. في السابع من أغسطس, غدرت المليشيات المارونية اللبنانية بالفلسطينيين وأخلت بالاتفاق وفتحت ميليشياتها النار على جميع سكان تل الزعتر وهم يغادرون المخيم عزلًا من السلاح وفقًا للاتفاق المعهود، ليقتلوا المئات, ويطلقوا النار بشكل عشوائي على من كان داخله, كما قاموا بتفريغ المركبات المغادرة له من الشباب وقتلتهم فقط لأنهم كانوا فلسطينيون ولبنانيون سنة ومسيحيون عروبيين رفضوا التبعية السورية والاسرائيلية وآمنوا بلبنان حرة وعربية!
أما ما حدث في مجزرة صبرا وشاتيلا فلن أسرد لك عنها أكثر مما توصلت له لجنة التحقيق "الاسرائيلية" كاهان التي شُكلت عقب المجزرة, وأقرت بالمسؤولية الأخلاقية لشارون في المجزرة وترك الوزارة عقبها, بعد أن أقر بتسهيله دخول عناصر قوات الكتائب اللبنانية التي قامت وعلى مدار الأربعين ساعة التي تلت، باغتصاب وقتل وجرح عدد كبير من المدنيين اغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن المحاصرين في المخيمات........., هل عرفت الآن ما حدث في صبرا وشاتيلا, وهل قتل الفلسطينيون أنفسهم, وهل نشمت بما حدث بدل الترحم عليهم, لنعفي بقولنا المجرم شارون وأيلي حقيبة وميليشيات حزب الكتائب من (هولوكوست العصر الحديث) أي مجزرة صبرا وشاتيلا!!!!!!
للعلم فقط فقد ترك الفدائيون لبنان باتفاق دولي بعد فشل الدول العربية في السيطرة على الوضع, وعقب الاجتياح الاسرائيلي للبنان في ال 82, وحفظاً للدماء وعلى ما تبقى للبنان ولكيلا تترك ذريعة لإسرائيل بالاستمرار في اجتياح بيروت وتدميرها, التي لم يطردوا منها كما ذكرت بل غادروها لتونس, التي احتضنتهم وآوتهم حتى انتقلوا لرام الله وغزة كنتيجة لاتفاق اسلو. أما أيلول الأسود, فلك أن تستدعي غضبة الملك فيصل رحمه الله ودعوته وعبدالناصر لقمة عربية طارئة أجبرت الملك حسين على وقف عملياته التي عُرفت حينها بأيلول الأسود, ولست بصدد شرح تلك الفتنة التي لولا احتواها العرب لقسمت الشعبين التوأم الفلسطيني والأردني بسبب خيانة من لا نرغب في التحدث عنه.
على طوال سنوات حكمه كملك للملكة, سبقها كوليٍ للعهد ورئيسٍ للحرس الوطني: كان عبدالله بن عبدالعزيز ضمير الأمة العربية والإسلامية وصوتها وصاحب المبادرات التصالحية بينها, والداعي للوحدة ونبذ الانقسام وإعادة وحدة الصف حفاظاً على الحقوق والمكتسبات الفلسطينية, على منوالٍ أطره الملك المؤسس عبد العزيز, فسعود, ففيصل العروبة وفخرها وعزها وملاكها الحارس, الذي كان استشهاده نقمة من الغرب لمواقفه القومية والعربية, وهو الذي جل ما تمناه صلاة في المسجد الأقصى. منهاج سار عليه خادما الحرمين الشريفين خالد وفهد رحمهما الله, ولن تقف عند رئيس اللجنة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني, ونصيرهم وحصنهم المنيع جلالة الملك سلمان حفظه الله ورعاه, وكلأه برحمته وأيده بنصره وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين.


أتمنى أن تنعم أستاذ أحمد الحوت ببعض لحظات الصفاء, وهلا اختليت بنفسك لتراجعها عما كتبت يداك في لحظة غضب ودون تأنٍ واستقصاء, وتتصالح معها, لتعود للحق مرةً أخرى في نبذ ما بدر من أقوالٍ هي أقرب للإساءة منها للذود عملاً بالآية الكريمة: " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" والآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" , فمعاليك وكما قرأت عنك من أصحاب الأدب والفكر, وكيف لا وقد أولتك القيادة الكريمة مسؤوليات جسام قمت بها على خير وجه.

دمت أخي بكل الود والاحترام مُسامحاً عما كتبت ودام أحبابنا وإخوتنا وأشقاؤنا في المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا خير سند للإسلام والمسلمين, وخير راع للقضية الفلسطينية.
انتهى.....

--------------------------------------
نص مقالة الأستاذ أحمد عيد الحوت:
لا ادري لماذ بعض الاخوة الفلسطينين حين نضع اصابعنا في أفواههم لنطعمهم ، إذا بهم يضعون أصابعهم في عيوننا ليؤذونا ؟؟؟؟؟؟ ونحن الذين لم نبعْ ديارهم ، ولم نخرجهم منها ، ولم نقاتلهم فيها ، ولم نتاجر بقضيتهم ، بل كانت المملكة معهم على امتداد العصور ، ولا انسَ ونحن صغار كيف تربينا على دفع ريال واحد كل شهر لصالح الفلسطينيين حينما كنا بالمعهد العلمي ، وكان كل موظف يفعل ذلك ، لتبقى فلسطين في قلوبنا ، وبقيت كذلك ، لكنها ظلت هذه القضية في جيوب الفلسطينيين  ولم تلجْ الى قلوبهم ، فبيعت في مدريد ،  وفي سوق أوسلو .
ثم ترى بعضهم يتعامل مع بلدي أشدّ مما يتعامل مع الصهاينة الذين قتلوهم ، وشردوهم ، وقعدوا لهم كل مرصد ، فهذا عبدالباري عطوان ينعق في كل وسيلة إعلامية مرتزقة ، يكيل الاتهامات الكاذبة للمملكة ، وهؤلاء الشرذمة الغوغائيين ، يقاطعون خطيب المسجد الأقصى حين دعا لخادم الحرمين بالرحمة ، معرضين صلاتهم للبطلان إذ لا يجوز للمصلي الكلام والإمام يخطب . وكان لهم ان يخرسوا ، فلا يؤمنوا على الدعاء ، لكنهم ولحقدهم لم تستطع نفوسهم المريضة تحمل ذلك ، فنهقوا كالحمير الممنوعة عن الماء وقد اشتد بها الضمأ ، وليت شعري هل فعلوا مثل ذلك حينما يرون الجنود الصهاينة ، وقد داسوا نساءهم وشيوخهم واطفالهم بأحذيتهم امام أعينهم ، فما صرخوا ذلك الصراخ ، ولا تدافعوا ذلك التدافع ، بل فرّوا كالحمر المستنفره .لقد كنت الى وقت قريب اسأل عقلي لماذا قتلهم الجيش الأردني في جبل عمان في أيلول الأسود ، ولماذا قتّلوا في تل الزعتر ، وكيف تجرأ عليهم العدو فلحق بهم في صبرا وشاتيلا ، وكيف تم تهجيرهم من لبنان نحو تونس ، ولماذا طردوا منها بعيد ذلك  ، وكيف طُردوا من اليمن ، ومن الكويت أيضاً بعد تحريرها ، وكيف قذف بهم القذافي على حدوده مع مصر ، ولماذا اجتمع الأعداء في سوريا على قصف مخيم اليرموك ، وكيف يتم حصارهم في غزة من قبل الصديق والعدو ، إن هذا كله دليل على انهم يعضون اليد التي تمتد اليهم لتطعمهم وتواسيهم .
ان اسرائيل استخدمت المظلومية أحسن استغلال فأتت الى الهولوكست المزعوم ، ومحرقة اليهود المكذوبة ، فاستمالت العالم ، واستغلته حتى كسبته ، ولم يستطع الفلسطينيون استغلال المظلومية التي وقعت عليهم من الصهاينة ، إلا باستعداء الناس ، قريبهم وبعيدهم ، واضعة في الأذهان ان العالم العربي هم الظالمون ، وليس الصهاينة المعتدون .
ان بعض الكنائس في الغرب أبدت بعض مظاهر الحزن على فقيد الانسانية الملك عبدالله رحمه الله ، ولكن بعض الفلسطينيين هاجوا وماجوا بالمسجد الأقصى ضد من تولى الدفاع عن ذلك المسجد ، وعن قضية فلسطين إنني لا ازال في حيرة من هم الصهاينة حقا .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ معذرة .. فقد كتبت المقال وانا في حالة انفعال بعد ان شاهدت مقطع الفيديو عن خطيب المسجد بالقدس.


رابط لمقطع الفيديو: http://safeshare.tv/w/ECuItMVfLl

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...