الخميس، 17 أبريل 2014

«أنثى بملامح رجل»

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرؤية 17-04-2014



دراسة حديثة أجريت في إحدى الدول العربية أظهرت أن عشرين في المئة من الأزواج يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم.
دراسات أخرى اختلقتها مخيلتي، ذهبت إلى أن ما لا يقل عن ثلث الأزواج قد وردتهم تخيلات شريرة، للانتقام من زوجاتهم عبر طرق لا أظن من المفيد ذكرها هنا، بالعربي أو بالعامية «تودي بداهية».
المهم أننا لو جمعنا الخمس الأول مع الثلث إياه، لوجدنا ثلاثة أرباع الارتباط عبارة عن مشاكل وكره وانتقام ووعيد، وهو ما يؤدي إلى الطلاق بغير معروف، يعني بشكاوى ومشاكل وخناقات وقضايا ومحاكم.
الجزء المحظوظ من المعادلة السابقة «وهو المفروض طبعاً والمفترض بأن يكون الغالب» هو لمن تمكن من أن يجعل الاختلاف بين الرجل والمرأة جوهر الحياة الزوجية وأساساً لديمومتها.
هذا لا يمنع بالطبع أن يتخللها جميع ما ذكر، ولكن من دون أن تؤدي في النهاية إلى الانفصال، ومع أن تشكل جوهر الحياة الزوجية المتقلبة ما بين وئام وخصام!
في تايوان مثلاً، خصصت وزارة الداخلية خطاً ساخناً، للإبلاغ عن الإساءة الأسرية، ظهر لهم في نهاية العام أن أكثر من أربعة آلاف رجل اتصلوا لطلب المساعدة، بسبب تجبر زوجاتهم!
إضفاء الليونة المطلقة أو النعومة على المرأة فقط خطأ تدعيه المرأة دائماً «مع أنها الجنس اللطيف».
هي، رغم كينونتها الأنثوية ونعومتها التي تفتن الرجل وتسلبه لبه، إلا أن البعض منهن أقرب ما يمكن وصفهن به هو «ست غفر»، وقادرة من دون عضلات وبصوتها فقط وطريقة حديثها أن تهز كيان أقوى ذكر، ولن يستطيع لا العمدة ولا الزعيم أن يصمد دقائق أمام الحمم المنطلقة منها، والمتزامنة مع لغة الإشارة الصادرة من يديها ورمقات الحنق المنطلقة من عينيها كالشرر.
التاريخ كما الحاضر حافل بذلك، وإن كان المشاهير الأكثر تضرراً منه، ففي حين كان لهم من الشهرة ما يمكنهم من الحظوة بالفاتنات، إلا أن العديد منهم عانى بصمت ومن دون أن يعلم عنه أحد.
قبل فترة وأثناء لهوي «اليوتيوبي» شاهدت مقطعاً لامرأة من ذوات البشرة السمراء وأظنها في أمريكا، وعلى ما يبدو أن تصرفاً منها بدر قد أزعج زوجها الذي نكزها من دون أن يبدو أنها تأذت، ردة فعلها كانت صادمة، والدرس الذي لقنته له كفيل بأن يلخبط كيان أي «سي السيد» ويسبب عقدة لكل رجل مقبل على الزواج، ولن ينفع معه نصائح الجدات التراثية بكيف تحكم زوجتك، وكيف تفرض قوامتك عليها، وكيف تجبرها على الرضا بالقول إن اللبن لونه أسود مثلاً!
الزبدة، صحيح كل ما قيل وسمعنا به عن أزواج وحوش وليسوا بآدميين، لكن ما يجب الإقرار به أيضاً هو أن الحظ العاثر قد يكون سبباً في أن يقود رجلاً ما لمعاناة لا متناهية مع امرأة تناست أنها أنثى، ومارست دور الرجل المتسلط!



المصدر: جريدة الرؤية الإماراتية - http://alroeya.ae/2014/04/17/142719

حريتنا ليست بأيدينا

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الشرق 14-04-2014



الساكت عن الحق شيطان أخرس....، وما أكثر الخرس في مجتمعاتنا المضطهدة، بل إني بدأت أؤمن أن "البكم" هي الصفة السائدة لجينات العديد ....!، عاشقي ومتيمي مستعمرهم، وذليلي أنفسهم التي اعتادت أن تطأطأ ظهرها لمن يعتليها، وهي تتألم لثقله، لكن هوانها يخرسها، فقد اعتادت الدناءة وأبت الكرامة في مقابل الذل والهوان!
الأمثلة عنهم ستجد العديد فيها منهم، وإن كانت البداية من سوريا، فلكم أن تتخيلو ذاك الجندي و الضابط أو الإعلامي والكاتب والذي وضع صورة بشار قاتل الأطفال أمامه وصلى لها، فيما يردد آخر أنه "أي الزعيم الأسد" هو حامي حمى العروبة ومركع اسرائيل ومذل أوروبا والغرب، في جمل وعبارات واستشهادات ودلائل بالية وعتيقة لم تعد تنطلي على أحد عدا ثلة من القومجيين العرب واليساريين، الذين لم يستوعبو بعد أن زمن استعباد البسطاء والضحك على الشعوب باسم فلسطين والعروبة قد ولى وانتهى، ولم تعد احلام القضية المحورية تدغدغ عاطفة أحد.
في لبنان, شمر حزب الله صاحب أسطورة المقاومة عن أكفه وأعلن الترحال صوب سوريا لا لشمال إسرائيل والأراضي المحتله، في إعلان صريح وموقف واضح لم يعد يصدقه أحد سوى أتباعه المغيبين، والذين ظنو أن أسمى درجات الجهاد هي في في الدفاع عن حكم بشار ومنع سقوطه!
لقد مللنا من كل مدعٍ كاذب ومتحدث يصرخ ويأن في خطاباته ويتشدق في الدفاع عن الحق، فيما كلتا يديه ملطخة بدماء أطفال سوريا والعراق، التي ينتهك آدميتها المالكي، ذاك الهارب من حكم صدام والعائد لرئاسة العراق عبر الدبابات الأمريكيه، والتي بدء يغدر بها لحساب حكومة الملالي في طهران، ولم يبق له هو أيضاً إلا أن يصدر صكوك الغفران والجنة لمن يقاتل في سبيل دحر المقاومة السورية وإعادة تثبيت حكم بشار.
الدب الروسي ليس بذاك الوفي لأتباعه، ولكنها رغبته في استعادة كرامته عبر حربٍ بارده استغل سوريا لتكون اداته فيها، لكنه سرعان ما سيتخلى عن الأسد وقت وصوله لاتفاقٍ مرضي مع الغرب وأمريكا.
إذاً حريتنا ليست بأيدينا، وإنما هي لعبةٌ لعصبة الأمم، التي لن تمنحها لنا إلا بعد أن تستنفذنا تماماً وبدون أن تترك لنا بارقة أمل في واقعٍ نحظى به بحريةٍ بعيدة المنال!



المصدر: جريدة الشرق

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

الديمقراطية غاية أم وسيلة

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرؤية 08-04-2014

  

هل نحن حقاً مؤهلون لممارسة الديمقراطية؟ وهل سعينا لها هو السبب وراء فشلنا في ممارسة البعض لها حال حصوله عليها؟ هل الديمقراطية غاية في حد ذاتها ومطمح للساعي لها أم أنها وسيلة للحكم ونظام للتعايش والتقاضي والعمل والراحة .. بمعنى آخر، أسلوب للحياة التي يحيا وفق نهجها الدولة ومن يعيش فيها من قادة ومسؤولين وشعب بأكمله.
الأخذ بالمعنى النصي للكلمة سيعني أنها تعود للشعب ليحكم نفسه، لكنها لا تفسر نمط الحكم ولا شكله، وما النموذج المتعارف عليه فيها غربياً إلا نمط من صنع الإنسان يتماشى في شكله مع رغبات شعوب دولهم التي أرادت من القوانين التي سنتها أن تساعدها في الوصول للسلم الاجتماعي والسياسي والرخاء الاقتصادي، بعد عقود وقرون من الديكتاتورية والتسلط وشريعة الغاب التي لم تكن تعرف أو تحترم الإنسانية، وإنما ولاؤها للأقوى وإن كان ظالماً لا للأجدر وإن كان صالحاً!
الديمقراطية هي مجوعة من القوانين الوضعية التي كُتبت لتُحترم، وتطبق إجباراً وليس اختياراً. تُعاقب من ينتهكها ولا تضع أي اعتبار للمكانة والشأن. هي ليست بقالب ثابت يؤخذ كما هو ويطبق، وإنما كالصلصال يجب أن يكون قابلاً للتشكيل والمواءمة مع كل أمة على حدة. وإن كانت بعض أطره متشابهة في الإطار العام، إلا أن القوانين المتعلقة بها وتنفيذها، له أن يكون مختلفاً ومتناسباً مع العادات والتقاليد والأعراف والدين وطبيعة وشكل المجتمع الذي يُراد تنفيذه به.
هي معنى آخر للشورى، وليست من صنع الآخرين فقط، ولا هم من ابتكروها وإن كنا نظن الآن أنهم من يطبقها فقط. كما أنها لم تكن يوماً غريبة عنا، فبالآية الكريمة ورد القول «وأمرهم شورى بينهم»، والشورى فيما تحوي من معان، تؤكد ضرورة المشاركة في الرأي واحترام المُخالف، وتحكيم المصلحة في كل أمر مهم وسواه يتعلق بالشأن العام والخاص، والذي يقوم عليه من هو مؤهل للخوض فيه بسبب علمه ومعرفته ودرايته وقدرته على اتخاذ القرار الصائب.
العقاب والثواب حال تطبيق النظام الديموقراطي يختلف من مكان لآخر. حيناً تجده ذاتياً وأساسه تأصيل مبدأ المحاسبة والرقابة للفرد، والتذكير المستمر لذلك من قبل مؤسسات المجتمع المدني والدولة عبر التعليم المبكر وحملات التوعية غير الشكلية والتي تناجي المواطن كي يستمر في تحمله المسؤولية تجاه وطنه. حينها ستجد الشفافية، وسينعم الجميع بنظام ديموقراطي يكفل الحقوق والواجبات للجميع دون استثناءات.
بوجهٍ آخر، تتبع بعض الأنظمة نظام العقاب الصارم المادي والمعنوي والجسدي، ويعمل القائمون على الحفاظ على القانون فيها على تطبيقه. يفرض فيه الغرامة المادية، والحرمان من رخص الممارسة، كما يتعرض الشخص حال مخالفته القانون للعقاب بالسجن أو الإقامة الجبرية، أو يجبر على قضاء عدد معين من الساعات في خدمة المجتمع.
كلا النموذجين السابقين يمثلان نظامين فاعلين في تأطير الديمقراطية والحفاظ على نهجها، وإن اختلف بينهما الأسلوب والطريقة. مرده معرفة من سن القوانين بطبيعة شعبه وبيئته والأسلوب الأمثل لانضباطه.
في مجتمعات العالم الثالث، أو من تتغنى في سعيها لتطبيق الديمقراطية دون أن تسبقها ثورة مفكرين إنسانية وحضارية ترتب لها، غالباً ما تكون التجربة فاشلة أو أقرب إلى ذلك. ولن تكون النيات الحسنة أو الرغبة كفيلة في النجاح بها. فيما قد ينقلب المطالبون المحاربون في سبيلها لديكتاتوريين يمارسون القمع والاستبداد أكثر من سابقيهم، تحت مظلة ومسمى الديمقراطية.
 
 

المصدر: جريدة الرؤية الإماراتية - http://alroeya.ae/2014/04/08/140542 

الأحد، 6 أبريل 2014

المالكي ما بين الأنبار واتهامات العداء للمملكة

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الجزيرة 06-04-2014



المجلس العسكري لعشائر الأنبار هو عبارة عن تحالف عسكري لفصائل وقبائل وعشائر عراقية وطنية، لا علاقة لتنظيم دولة العراق والشام فيها أو ما يُسمى «داعش» كما يروج المالكي وتحالفه في كتلة دولة القانون، كما لا علاقة أو وجود للقاعدة وعناصرها معهم.
وتوصيف المشهد بأنه حرب على الإرهاب المتمثل بالقاعدة والدولة الإسلامية في العراق ظلم وطغيان؛ المقصد منه هو التعتيم على الثورة الشعبية للإقليم الذي تعرض لإجحاف مستمر، على مدار سنوات العراق ما بعد نظام البعث، وجرى اتهامه ووصفه بمرتع الإرهاب وحاضنة الجماعات التي سمت «بالتكفيرية والمتشددة».
حرم على أثرها من التنمية، وعانى شح الموارد المالية والتعمير، وتفاقمت البطالة بين شبابه وابتليت عائلاته بالفقر والحرمان.
نال القسط الأدنى من وظائف الدولة والمؤسسة الأمنية، وتعرض لحملة مستمرة من التهميش، وجرى نبذه طائفياً وتقزيم لعشائره وشيوخه وقادته، في سياسة ممنهجة ظهرت للعلن وتفاقمت منذ استلام تحالف دولة القانون للسلطة في العراق.
بدلاً من استقطاب عشائر الأنبار والاستماع لمطالبها المشروعة، جرت محاولات لتفتيت وحدتها عبر استغلال الصحوات، وهي ميليشيات مسلحة مدنية مدعومة من الدولة، تنفذ أجندة الحكم، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم يذكر أو التأثير على الموقف وإضعاف المجلس العسكري لثوار الأنبار.
التجاهل الدولي للحملة العسكرية على الأنبار يبدو كاستجابة للدعاية التي روج لها نظام الحكم في العراق، وسوقها للولايات المتحدة خصوصاً وللغرب على أنها حرب على الإرهاب، وعلى التنظيمات الإسلامية التي وصفها بالمتطرفة، في زغزغة واضحة لعقدة الإسلام العسكري أو ما يسموه بالجهادي، والذي يرون فيه أكبر تهديد لمصالحهم السياسية والاقتصادية.
لذا فمن غير المستبعد أن يسهل ترهيبهم من الثورات الشعبية، التي باتت توصف بالإرهابية، في استعمالٍ نتج عنه زيادة الهوة بين الشعوب أو بعضها وما يسمى دول العالم الأول الحر والديموقراطيات الناشئة.
سياسات المالكي العدوانية تجاه دول الجوار وخصوصا المملكة، واتهامه لها بدعم الأنبار ما هو إلا من وحي خياله المريض، فرغم أن الدبلوماسية السعودية تدعم وتقف مع الشعوب المظلومة، إلا أنها وكما عرف عنها تتجه دوما صوب الأساليب الدولية المتعارفة عليها لتحقيق ذلك، ولا تتدخل في شؤون الآخرين عبر دعم تنظيمات أو جماعات لزعزعة الاستقرار في دول أخرى.
على ما يبدو أن المالكي مستعد لخسارة الجميع في مقابل أن يحظى بدعم إيراني يساعده على الحصول على فترة حكم جديدة، بعد أن بدأ المشهد السياسي العراقي يشهد انفضاضاً من حول تحالف دولة القانون، وما انسحاب الصدر من العملية السياسية والذي أظنه مؤقتاً، إلا تكتيك منه ليتخلص من الضغوط الإيرانية التي ستطالبه بالوقوف مع المالكي في الانتخابات المقبلة، التي يفترض على العراقيين أن يكونوا قد وعوا الدرس فيها، واستوعبوا إلى أي حد قادتهم التدخلات الإيرانية في إفساد علاقتهم مع امتدادهم العربي، وجعلت من دولتهم ساحةً خلفية تصفي فيها طهران حساباتها مع كل من يختلف مع سياساتها.


المصدر: جريدة الجزيرة - http://www.al-jazirah.com/2014/20140406/du12.htm

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...