الخميس، 17 أبريل 2014

حريتنا ليست بأيدينا

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الشرق 14-04-2014



الساكت عن الحق شيطان أخرس....، وما أكثر الخرس في مجتمعاتنا المضطهدة، بل إني بدأت أؤمن أن "البكم" هي الصفة السائدة لجينات العديد ....!، عاشقي ومتيمي مستعمرهم، وذليلي أنفسهم التي اعتادت أن تطأطأ ظهرها لمن يعتليها، وهي تتألم لثقله، لكن هوانها يخرسها، فقد اعتادت الدناءة وأبت الكرامة في مقابل الذل والهوان!
الأمثلة عنهم ستجد العديد فيها منهم، وإن كانت البداية من سوريا، فلكم أن تتخيلو ذاك الجندي و الضابط أو الإعلامي والكاتب والذي وضع صورة بشار قاتل الأطفال أمامه وصلى لها، فيما يردد آخر أنه "أي الزعيم الأسد" هو حامي حمى العروبة ومركع اسرائيل ومذل أوروبا والغرب، في جمل وعبارات واستشهادات ودلائل بالية وعتيقة لم تعد تنطلي على أحد عدا ثلة من القومجيين العرب واليساريين، الذين لم يستوعبو بعد أن زمن استعباد البسطاء والضحك على الشعوب باسم فلسطين والعروبة قد ولى وانتهى، ولم تعد احلام القضية المحورية تدغدغ عاطفة أحد.
في لبنان, شمر حزب الله صاحب أسطورة المقاومة عن أكفه وأعلن الترحال صوب سوريا لا لشمال إسرائيل والأراضي المحتله، في إعلان صريح وموقف واضح لم يعد يصدقه أحد سوى أتباعه المغيبين، والذين ظنو أن أسمى درجات الجهاد هي في في الدفاع عن حكم بشار ومنع سقوطه!
لقد مللنا من كل مدعٍ كاذب ومتحدث يصرخ ويأن في خطاباته ويتشدق في الدفاع عن الحق، فيما كلتا يديه ملطخة بدماء أطفال سوريا والعراق، التي ينتهك آدميتها المالكي، ذاك الهارب من حكم صدام والعائد لرئاسة العراق عبر الدبابات الأمريكيه، والتي بدء يغدر بها لحساب حكومة الملالي في طهران، ولم يبق له هو أيضاً إلا أن يصدر صكوك الغفران والجنة لمن يقاتل في سبيل دحر المقاومة السورية وإعادة تثبيت حكم بشار.
الدب الروسي ليس بذاك الوفي لأتباعه، ولكنها رغبته في استعادة كرامته عبر حربٍ بارده استغل سوريا لتكون اداته فيها، لكنه سرعان ما سيتخلى عن الأسد وقت وصوله لاتفاقٍ مرضي مع الغرب وأمريكا.
إذاً حريتنا ليست بأيدينا، وإنما هي لعبةٌ لعصبة الأمم، التي لن تمنحها لنا إلا بعد أن تستنفذنا تماماً وبدون أن تترك لنا بارقة أمل في واقعٍ نحظى به بحريةٍ بعيدة المنال!



المصدر: جريدة الشرق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...