السبت، 27 أكتوبر 2012

الصبر والسنين العجاف

بقلم: عماد أحمد العالم
كتبت بتاريخ 14-10-2012
نشرت في موقع كتاب من أجل الحريه  16-10-2012

 

كثيرا ًما نتطرق إلى الظلم الذي يحصل لنا من الولايات المتحده, وكثيراً ما نغضب ونحزن ونتظاهر لأنها قلبت كل الأعراف الدوليه والنظريات الرياضيه بانحيازها الكامل لإسرائيل ب ثلاثمائه وستين درجة ً دون إعطاء حلفائها العرب الأغنياء ولو حتى درجه. أفنينا ساعات العمر في التنظير والحوار والبحث عن حلول أو ببساطه إيجاد مكمن العلل في المشكله, فلم نجد للأسف مشكلة ً في الأساس, فأقنعنا أنفسنا واقتعنا وصدقنا كذبتنا, وعملنا على نشرها بين الشعوب وفي العالم أجمع, حتى بات العالم نفسه مقتنعاً بما كذبنا به عليه وعلى أنفسنا.
لطالما رددنا أن إسرائيل هي الطفل المدلل لأمريكا, ساعدت على صنعها للحفاظ على مصالحها في المنطقه وتسييرها وفق أهوائها, كما لتحافظ أيضاً على موازين القوى وصد النزعات القوميه والفكريه والثقافيه والثوريه, كما فعلت مع سابقتها الشوعيه والإشتراكيه إبان الحرب البارده وبعد انهيار الإنحاد السوفيتي العتيد.
رددنا دوماً أن إسرائيل هي سرطانٌ في جسم الوطن العربي لا بد من إقتلاعه, فتباكينا لاحقاً أنه تفشى في الجسد كله, ولا علاج له إلا باستخدام "الكيماوي", فدفعنا الأموال للعقول الذكيه ولأدمغة أصدقائنا الجدد لإنتاج دوائها السحري, فما كان منا بعد أن حصلنا عليه أن جربناه على أنفسنا, فتأكدنا من نجاعته, فما كان ممن إستأمناهم عليه أن حرمونا منه.
أنفقت أمتنا المليارات على تمهيد الطرق ورصفها لتظهر بالمظهر الحسن, شيدنا الفنادق الفرهة وزيناها لتكون متعة ً للناظر والمقيم من ضيوفنا الغرب الكرام. إستقبلناهم لنشرح لهم حال قدسنا وكرامة أرضنا المهدوره, فأغرقونا ضيوفنا بالوعود والإستنكاروبرقيات الشجب العتيده, ففرحنا بها وطبلنا لها لأننا رضعنا الشجب والإستنكار مزيجا ً مع ما رضعناه من حليب أمهاتنا, أقنعنا أنفسنا " بأن رائحة البر ولا عدمه " وأن بعد الصبر فرجا ً, فما كان منا أن إنتظرنا الفرج عقودا ً ولم يفرج أمرنا بعد حتى أصابتنا النكبه, فتلتها النكسه, وبعدهما التشريد فحللنا ضيوفاً على إخوة الدم والعرق وانتظرنا نصراً مؤزرا ً فاستعبدنا حتى كانت إنتفاضتنا, فكانت الحجاره والمقلاع أسلحتنا " الغير تقليديه ", دام هياجنا سبعاً عجاف, وإذا بفيالق النصر تلوح في االأفق, فظننا أن العودة حانت وان الأوان لشد الرحال, فاستيقظ حلمنا على أثر الصفعة على وجوهنا, فاستفقنا من غفوتنا مصدومين مشتتين مججداً, وكي لا نفقد صبرنا, حضرنا أنفسنا لسبع ٍ أخرى عجاف, فما نلنا بعدها ما أردنا ولا تحقق حلمنا. كل رجائنا أن يرق الحصاد لحالنا, فيعطينا بعضا ً من ثماره لتسد جوعنا وتلهم صبرنا, فما زال لنا منه بقيه قد تكفينا لإستعادة قوتنا وإشعال نار ثورتنا واستعادة قدسنا.

 

المصدر: http://www.iwffo.org/index.php?option=com_content&view=article&id=59834:2012-10-16-14-39-22&catid=1:2009-05-11-20-40-15&Itemid=2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...