الأحد، 12 مايو 2013

لك أنت سيدتي

بقلم: عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الشاهد الكويتيه       الجمعة, 19 أبريل 2013


علمني خيالي أن الهو به واحلم احلاما لا واقع لها إلا في أحلامي.

تتقاذفني فيها روائح عطرٍ نديه وأماني هوى سرهديه، وعيونٌ تبحث عن عشقٍ افلاطوني يروي ضمأها من هوى امرأةٍ لا أعرفها!، بل لا أرغب حتى في صورةٍ واضحةٍ لها. اقلبها كل ليله حسب ما تركت أخرى لدي من بصمه. احضر نفسي لمتعة التفكير بها، اختلق حوارات وقصص وحكايا وزعل وفرح وعتاب، حتى انتشي فأنام على وقع سراب غرام صنعته لنفسي كل ليله مع أحلام نرجسيه تتغير كل مساء على وقع ما تتركه أنثى أخرى في نفسي.

اشعر في داخلي أني مخطيء قد تمادى حتى بات مرهوناً بخيالٍ لا يمكن أن يكون يوماً جزءً من واقعه، لكني وفي قرارة عقلي انبذ كل محاولةٍ آثمه لحكمة عقلي لأتغير وانفض الوهم وأعيش الواقع كالاخرين.

بكل صدق لا ارى للواقع جمالٌ يذكر، ولا اجد فيه نشوة خيالي ولا هوى أحلامي.

أغني لمعشوقتي كل ليله اغنيةً يصنعها حواري معها وشكل العلاقة اللحظيه، ففي حين أخاطبها بلا تكذبي، أعود في ليلةٍ أخرى لأقول لها أهواكي ولن أنساكي!

الأنثى في عُرفي طرفٌ تهواه وتعشقه إن كنت بعيداً عنه. لكن ما إن تقترب منه حتى تبدء بالإستيقاظ من أحلام الخيال لواقع الحياه. قد تصاب منه بالصدمه وقد تبكي وتتذمر، لكنك في واقع الحال تمر بمرحلة إنكار الذات والصحوه على الواقع....، هو نفسه الذي ثرت عليه بعد ان أدماك وأتعبك، لكنك كالضحيه والجلاد، لا تقدر ان تتركه بعد أن ذقت مرارته.

اشعر بالغرابة من نفسي، ومن هواها الذي أدماها، لكنها متعلقةٌ به ولا تقدر على فراقه.

الهوى ليس بأسطوره أو نرجسيه تسطرها يد اللاهث خلفها، وإنما متعه لا يضاهيها إلا الإرتواء.

لله درك حبيبتي ومعشوقتي ومولاتي وسيدتي ، يا ملهمة الأدب وأصل الحضاره، يا منبت الأمل والعمل، يا رفيقة الدرب ومدرسة الرجال، يا صديقة الكفاح وأهل التضحيه. يا بدراً لم يعرف له مثيل ويا جميلةً عجزت ايادي الرسامين بسبر مفاتنها، فيما تسمرت أيدي الكتاب عن وصفها وخجل منها البدر لحيائها.

أنت أسطورة من لا يعرف معنى الخيال, و أنت حورية البحر وعبق الحضارة ومعنى الجمال
ما أجمل ان تعشق امرأةً بلا عنوان، وما أروع الهوى إن كان سراباً، وما أحلى أن يكون لنا دوماً لقاءٌ شاعري بأحلامنا، ننفث فيها أسرارنا وحكايا أرواحنا، فالحياه ممله ورتيبه دون غايه والمرأه أجمل ما فيها فلم لا تكون هي غايتنا وهدفنا بتكاملٍ يرضيها ويسعدنا!

المصدر: http://www.alshahedkw.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=8103:لك-أنت-سيدتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...