الخميس، 6 يونيو 2013

الصراع الطائفي

بقلم عماد أحمد العالم


دائما حاولت أن أنأى بنفسي عن الطائفيه لقناعةٍ مبكره تعلمت منها أن كلا نا (أي السني والشيعي) لن يتخلى عن قناعاته, ولن يزيده انتقاد الاخر له إلا قناعةً وتمسكاً أكثر بطائفته وإصرارٌ على تكفير الآخر. 
 
عن نفسي لم أؤمن يوماً بالحوار الهادف للتقارب بين السنه والشيعه. فبنظري لا جدوى منه، ولا يهمني بجميع الأحوال ولا حتى أدعمه أو أثني عليه، والسبب في ذلك أني مؤمنٌ موقنٌ بقوله تعالى "لكم دينكم ولي دين"، والحساب أخيراً بيد سبحانه. لكن ما دعاني الآن للتطرق إلى هذ الشأن الذي عافته نفسي, هو اكتشافي أنني وفي غفلتي عن الخوض في المهاترات، إستمر الطرف الآخر بالتحريض ومحاربة أبناء الطائفة الأخرى. فما يحدث الآن في سوريا, وتدخل حزب الله السافر وقوات من الحرس الجمهوري الإيراني وميليشيات المالكي الطائفيه يجبرني مرغماً على التطرق لما حرمته سابقاً على نفسي، الا وهو طبيعة وشكل الحرب القادمه, كما النزاعات التي ستكون خلفيتها طائفيه بحته بعيداً عن الأيديولوجيا الفكريه الحزبيه.

تصريحات قادة حزب الله المتكرره مزعجه جدا, وفيها تبريرٌ لتدخلهم في سوريا, وقولهم بأنه ليس من اجل بشار وإنما في سبيل ما سموه "بالمقاومه".

هذا عبث بالعقول وتزييف للوقائع!!!!., فعلى حد علمي أن مقاومة الحزب كانت صوب إسرائيل, لذا فلم تغير اتجاهها صوب الداخل السوري, والساعي شعبياً لتنفس حريه غابت عن هوائه أكثر من أربعين سنه, عاشها في ظل حكم حزب البعث وزبانيته.

إن صحت حجة المقاومه, فهل من الحكمة أن يترك الحزب االأرض اللبنانيه مفتوحه لأي اختراقات اسرائيليه لتصول وتجول فيها!, الا إن كانت له المقدره (وأشك في ذلك) لفتح اكثر من جبهه بما فيها مع اسرائيل في حال محاولة الأخيره ضرب عناصر الحزب ومواقعه في الجنوب اللبناني أو تصفية عناصر أو قيادات تابعه له.

بدا جلياً الآن أن حالة التعايش السلمي التي كنت أراها اساساً للتعايش بين السنه والإخوه الشيعه قد بددتها التدخلات الطائفيه لزعماء الشيعه في إيران اساساً, واتباعهم في العراق (أي المالكي) وفي لبنان (حزب الله). ولكن هل تتسبب التدخلات الشيعيه في قهر السنه في إشعال حروبٍ عربيه جلها بين طائفتين محسوبتين على دينٍ واحد؟.

أعتقد ان الكره لتفادي ذلك تقع في الملعب الشعبي الشيعي، والذي إن تخلى عن التبعيه لقياداته الدينيه التي هي في الواقع المسيره للسياسيه في نفس الوقت، حينها سيكون الانتماء للوطن هو القاعده ودور رجال الدين محصور في أماكن العبادة فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...