السبت، 6 ديسمبر 2014

عُذراً معاليك

بقلم عماد أحمد العالم

مقالة لم تقبل الحياة نشرها رداً على مقالة وردت فيها بتاريخ 02-12-2014 للكاتب هاني الظاهري بعنوان "مسؤول الفلاشات السريّة" http://t.co/BKRrsoYQXg




هو تقدير واجب أكثر من اعتذار صريح لشخصكم الكريم، فأنا وغيري العديد من مقيمي هذا البلد الطيب ومواطنيه الكرام ممن يكنون لكم جزيل الامتنان لما تقومون به في سبيل خدمة وطنكم وإطاعة مليككم والحرص على تقديم ما يستحقه شعبكم من خدمات واجبة توليها الوزارة التي كان لولي الأمر الفضل بعد الله سبحانه في تحميلكم مسؤوليتها، التي لا يختلف اثنان على أنكم من خيرة رجالها؛ إلا البعض ممن يعانون من الشك وهاجس الرياء بعلم أو بدون علم، وبقصد أو بدون قصد. قد لا يثنيك قولهم او انتقادهم الفج وليته كان انتقادا فقط؛ عن القيام بمهامكم التي ستسألون عنها أمام المولى العلي القدير، ثم في متابعة مجلس الوزراء لكم وتقييمه لطريقة عملكم، وهل أنجزتم المطلوب منكم كما هو مفترض أو قصرتم به.بكل أمانة ولا أقصد هنا التجريح بأيٍ كان، هناك في كل مجتمع أعداء ولنقل بقول أكثر لطفا متشككين، ممن تتعبهم الوساوس والهواجس حين رؤيتهم لمسؤولٍ ما في منصبٍ رفيع يتعامل بأريحية ويتصرف كإنسان عادي لا يميزه عن بني قومه سوى منصبه، الذي لم ينعكس عليه ولم يصبه بلعنة الغرور والتكبر، بل زاده تواضعا ويقينا أن الأيام دول، وأنها لو دامت له ما أتت لغيره، وبأنه في نهاية المطاف جندي ممن يؤدون شرف خدمة مليكهم ووطنهم وشعبهم، ولذلك يتراءى لهم على الدوام يومٌ تنفض من حولهم جموع الموظفين، ويحال فيه للتقاعد أو يُقال ويُحاسب إن أخطأ وقصر!قرأت كما قرأ العديد ما كتبه أحد الكتاب الأجلاء في أحد الصحف هذا الأسبوع من انتقاد لم تذكروا فيه بالاسم، وإن كانت كل الدلائل تُشير لكم، في إشارة الى صورة يبدوا أن أحدهم التقطها اثناء انتظاركم الدور عند الحلاق، وهو الأمر الذي وصفكم به بالقول الشعبي (صورني من غير ما ادري)، مع توقعي وقد أكون مخطئا أن من الشائع جدا رؤيتكم في العديد من الأماكن العامة وبدون أي حراسة أو مظاهر سلطة، والكثير يشهد بذلك، وإن كنت أتمنى في المرة القادمة أن يبادروا لالتقاط صوركم ونشرها، علها تكون دليلا مقنعا لكل متشكك في عفوية الصورة أنكم كبقية أبناء هذا البلد و مقيميه، تمرضون وتتسوقون وترسلون ابناءكم للمدرسة، كما تشترون اللحوم من الملحمة والخضرة من باعتها، وحتى إن كان الجو لطيفا كأجواء الرياض الرائعة هذه الأيام، تأخذون أسرتكم في نزهة للبر أو تمشية في الشوارع.أتمنى أن نعي جميعا أن لنا الظاهر فقط، أما النوايا فعلمها عند الله سبحانه وتعالى، وحكمنا يجب أن يقوم على ما نراه قبل أن نسمعه، لا ما نفترضه؛ وإلا حينها سننتقص من قيمة الشخص والذي أعنيه المسؤول هنا، وسنحقر من تصرفاته وتواضعه ونقلل من إنجازاته، وبالتالي نضرب مثلا سيئاً في الدعم والتقدير، ونحول الإيجابيات لسلبيات، سنحصد يوما مساوئها إن لم نحسن الظن ونقدر، فمن لا يشكر العبد لا يشكر الله وتقدم المجتمع لن يحصل الا على يد أبنائه المخلصين الذين يجب أن يكون الجميع خير من يثني عليهم إن أصابوا، وأول من يوجههم إن أخطأوا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...