الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

مصداقية النقل والاستشهاد

 جريدة الرؤية
23-11-2020
عماد أحمد العالم


زاد مع انتشار المواقع والمنصات الإعلامية والإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي ادعاءات في مختلف المواضيع والمجالات، وهو ما أسهم بدوره بانتشار الشائعة والمعلومات المغلوطة، التي عادة ما يقترن الحديث عنها بعبارات تأكيدية ليست من قبيل التوثيق وإنما من باب لفت الانتباه وصبغها بالمصداقية، ومنها من على شاكلة القول «أكّد العلماء» مثلا، ولكن دون ذكر من هم العلماء وما هو مجالهم، وما هي مواقعهم البحثية ومصدر دراساتهم، وأين نشرت، وهل نشرت في مجلات علمية موثوقة وجرى اعتمادها أم أنها مجرد نظريات غير مبنية على أبحاث ودراسات معمقة؟
نفس المبدأ ينطبق على الأخبار الرنانة التي عادة ومن باب التمويه يتم نسبها للإعلام، ولكن هي الأخرى لا تستند إلا «للقيل والقال» وبعض المواقع الزائفة التي لا تتحرى الدقة ولا تستقي أخبارها من وسائل إعلامية حقيقة، وإنما تحترف صناعة الأخبار المفبركة لجذب الزوار لمواقعها، مرددة القول «أكدت المصادر» ولكن دون ذكرها وتحديدها، وبغض النظر عن مصداقيتها واطلاعها على الخبر من مصدره وتوثقها منه.
الدراسات العلمية بدورها من أكثر ما يتم الاستشهاد به والاقتباس المتجزأ منه، ومنها على الدوام مادة خصبة جداً للصحف والقنوات التلفزيونية بمختلف برامجها وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، فما إن تصدر دراسة ما في موضوعٍ بعينه حتى يتم تجاهل جميع الدراسات المماثلة لنفس الموضوع، وكثيراً ما يتم عمداً أو جهلاً انتقاء الجزء الأكثر إثارة للفضول فيها ونشره دون الأخذ بجميع ما ورد فيها والإلمام بكافة تفاصيلها،، وهو ما يعرضها لسوء الفهم ومن ثم ما يترتب على ذلك من نتائج عكسية.


المصدر: صحيفة الرؤية - مصداقية النقل والاستشهاد - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...