الثلاثاء، 23 يوليو 2013

كلنا دعاة

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريد الشرق السعوديه 20-07-2013



أظهرت تكنولوجيا الاتصالات وبرامج المحادثة وشبكات التواصل الاجتماعي كم نحن متدينون وملتزمون ومحبون لعمل الخير، ولا نقاش أو حديث لنا مع بعضنا إلا بالدين للتذكير ونشر المعلومة. كثيرٌ منا قد وضع نصب عينيه أن يكون دخوله الجنة (بالطبع بعد رحمة الله سبحانه وتعالى) عبر ما درج على نشره من معلومات دينية وضعها في بند الصدقة الجارية عبر العلم الذي يُنتفع به، الذي لا خلاف لي عليه، بل هو مطلب منا كمسلمين يتوجب علينا فعله في حياتنا.
المشكلة أن الأمر أصبح ظاهرة سلبية ومزيجاً من البدع التي علقت قلوب الناس بالعمل الدعوي الظاهري عبر سياسة «انشر» دون أن تطبق على نفسك ما نشرته. إن فتحت بريدك، تجد مَن تخصص في إرسال الإيميلات الدينية فقط دون سواها ودونما تدقيق، وفي ختامها يستحلفك بأن تعيد نشر ما بعثه لك مع مزيج من عبارات الترغيب والرعب التي ذيلها، لتجد نفسك تشعر بأن مصيرك النار (والعياذ بالله) إن لم تُصغِ لمطلبه.
دعاة (واتساب) الأكثر إسهاماً في هذا العمل، كما أن المتوترين لهم النصيب الأكبر. مع أن قناعتي أن عديداً مما يرسل لك تتم إعادة إرساله دون قراءة ومن ثم يُمحى. نفعل ذلك دون أن نشعر بأن علينا مسؤولية توثيق ما نساعد في نشره، وبأننا قد نُحدِث في الدين ما ليس فيه، فنساعد على الضلالة بدلاً من أن نكون رُسُلاً للهداية.



المصدر: جريدة الشرق السعوديه

http://www.alsharq.net.sa/2013/07/20/899092

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...