الأحد، 9 نوفمبر 2014

«داعش» والأهداف غير المعلنة

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرؤية 6-11-2014



وجهات نظر عديدة صادرة عن جماعات وجهات متباينة التوجه الديني، وحتى تنظيمات عادة ما توصف بالتطرف اختلفت مع إيديولوجيا وفكر تنظيم داعش الإرهابي. في مجملها توحدت الآراء واتفقت ألا ترتضي داعش منهجاً ولا سلوكاً.
أصل الخلاف مع داعش يتمركز حول ما عُرف عنه من التكفير بدون مسوغٍ شرعيٍ سليم، وقتل الناس بغير حق، والكذب والجهل الذي يتصدر فيه قليلو العلم والخبرة المشهد العسكري والديني. يُضاف إلى ذلك أنهم مخترقون على مستوى القيادات التي تنطبق عليها غالبية هذه الصفات. أما الأتباع فهم في أغلبهم شباب مغرر به ولكن ابتلي بالجهل وعصفت به الحماسة غير المنضبطة التي سهلت تجنيده واستقطابه للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، بالإضافة إلى من تعرضوا لعنف طائفي ممنهج وقمع وتعذيب واستبداد بالآخر، ليجدوا في تنظيم داعش وسيلة للانتقام وتفريغ الكم الهائل من التعبئة التي ترغب في الثأر من الضيم الذي تعرضت له.
في سوريا يعرف عنهم استهدافهم للفصائل المقاومة للنظام السوري التي تشاركوا معها الجبهات أوائل الثورة وحاربوا معهم جنباً لجنب في خندقٍ واحد، لكنهم فيما بعد انحرفوا وبدأوا بقتال الشعب السوري وفصائله المسلحة المختلفة معهم في الفكر؛ فاستباحوا دماءهم وانشغلوا بذلك عن قتال النظام وهو الهدف الأساسي للثورة.
يحارب تنظيم داعش الإرهابي حالياً القوات العراقية والصحوات التابعة لها وقوات البشمركة الكردية ووحدات حماية الشعب الكردية، وحزب العمال الكردستاني وفصائل أخرى.
في سوريا يقول «داعش» إنه يحارب جيش الأسد وداعميه من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله (اللبناني)، لكن فصائل المقاومة السورية الأخرى تتهمه بأنه صوب سلاحه نحو الجيش الحر والجبهة الإسلامية وغيرهما.
يتهمه البعض ويصفه بأنه جهاز مخابراتي أوجدته مصالح دول لخلق فوضى في مناطق بسوريا والعراق من أجل ضرب الحراك فيها، معتمدين في ذلك على استقطاب الغلاة والحمقى والصبية الذين يسهُل تلقينهم ويُضمنُ ولاؤهم. آراءٌ أخرى تجدهم نتاج محصلة للفكر الديني المتطرف وتلصقهم بالسلفية.
بأي الأحوال .. وأياً كانت أسباب نشوء داعش أو أي تنظيم متطرف الفكر والتطبيق، أتمنى أن يقرأوا الآية الكريمة التي خاطب الله سبحانه وتعالى فيها رسوله بالقول الكريم: «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر».



المصدر: جريدة الرؤية الإماراتية - http://alroeya.ae/2014/11/06/194055/%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%86%d8%a9-2/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...