السبت، 1 مايو 2021

براءات الاختراع.. الحقيقة والوهم

 جريدة الرؤية
01-02-2021
عماد أحمد العالم


ليست كل براءة اختراع يتم تسجيلها والإعلان عنها دلالة على اختراع سيغير كل المفاهيم، ويحدث ثورة علمية وصناعية وطبية كما نقرأ على الدوام بوسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الصحفية والإعلامية، التي تضخم الحدث وكأنه سبق ما بعده ولن يكون كما قبله، وخصوصاً إن كان أصحابها من دولهم ومواطنيهم.
هي فقط شهادة يتم إصدارها وتسجيلها باسم مالكها لوصوله للفكرة، التي وبعد التحقق منها تشير إلى كونها فريدة، ولم يتم التوصل إليها من قبل. فحسب إحصائية صادرة عن المنظمة العالمية للملكيّة الفكرية، وهي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة تُصدر كل عام تقريراً سنويّاً مفصَّلاً عن إجمالي عدد براءات الاختراع المسجلة حول العالم، وبكل المجالات والدول الحاصلة بها، بالإضافة إلى معلومات أخرى ذات صلة، فقد تم منح 3 ملايين و200 ألف براءة اختراع حول العالم في عام 2019، وكان النصيب الأعلى منها للصين والولايات المتحدة واليابان. من جهة أخرى، الغالبية العظمى منها ـ وربما باعتقادي ما يزيد على 95% - يطويها النسيان، فيما العملي والقابل للتطبيق هو ما يتم الاستفادة منه وتبنّيه من الدول أو الهيئات الأكاديمية والصناعية وغيرها من الجهات المتخصصة.
تناول الإعلام والمجتمع العربي السطحي لبراءات الاختراع وتضخيمه لها، واحتفاله المبالغ بمواطنيه ممن ينسب بعضها له ظاهرة حقيقية تستحق الدراسة، ليس من باب «التحبيط» والانتقاص من جهود الآخرين وإنجازاتهم، وإنما من منطلق الواقعية وكيلا تقع مجتمعاتنا العربية في وهم إنجازات لا تعدو أن تكون حبراً على ورق، في أغلبه مجرد دراسات وأبحاث تنتهي عند نقطة معينة، ولا تتجاوزها للإنتاج، أو اختراعات غير ذات فائدة.


المصدر: صحيفة الرؤية - براءات الاختراع.. الحقيقة والوهم - أخبار صحيفة الرؤية (alroeya.com)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...