الاثنين، 4 أغسطس 2014

بديل القومية العربية

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرؤية 02-08-2014



ما هو البديل للقومية العربية في ظل فشلها في جمع العرب تحت راية واحدة وموقف حاسم تجاه ثورات الربيع العربي، هل هي اليسارية أم العلمانية أم الإسلام السياسي أم ماذا؟
 ألم ينل كلا التيارين سابقاً وهما اليسار والقومية فرصتهما في الحكم ولم ينجحا في الاحتفاظ به في تلك الدول، كما لم يحققا النهضة المرجوة لشعوبهما، بل ارتكبا الكبائر في حقهم باسم الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة.
هل تستحق حقاً تلك الشعوب العربية ما تنشده من حرية، وهل نجحت ثوراتها الأخيرة في قلب المعادلة، وكسر حاجز الخوف الذي تعايشت وتواءمت معه عقوداً طويلة ومنذ استقلالها؟
على المواطن العربي أن يعي أن الديمقراطية مستحقة، ولكنها غير مكتسبة. والمعنى، قد تقوم ثورات للمطالبة بها ومن ثم تنالها، لكنها قد تؤدي لحكم أكثر استبدادية، والاستبدادية هي نتيجة حتمية لشعب حركته العواطف والتلاعب بها من قبل أفراد، ولم يحركهم فكر حر رصين وأجندة تنهض بهم.
سامحوني، ولكني أشعر أحياناً بأن الشعوب العربية غير مؤهلة فكرياً لأن تعيش الديمقراطية بنص معناها الذي تطالب به الآن، فبعضهم وللأسف في داخلهم فوضويون وانتقائيون وعنصريون، كما أن تصرفاتهم كمن صمت دهراً ثم نطق كفراً.
أعمتهم عيونهم عن رؤية الصواب وغرر بهم الآخرون. طموحهم الحكم لا الإصلاح، وتنفيذ أيديولوجياتهم هو محل اهتمامهم بغض النظر عن مشاكل وهموم المواطن (الغلبان) والبسيط الذي تحركه العاطفة، فتلاعبوا بها ودغدغوها، فغرروا به وأضاعوه ولم يقدموا له ما ثار من أجله.
القومية كفكر لا خلاف عليه، ولا أظن له حُرمة، فوحدة العرق جميلة، لكن المشكلة في من حكم باسمها وأذل شعبه وقمعه. ومع ذلك ما زال البعض يمجده ويراه الخيار الأفضل، متناسياً عقوداً طويلة ازدهرت فيها سجونه وامتهنت فيها الكرامة وفرض عليها نخباً ضالة ثارت لنفسها ضد الاستعمار باسم الشعب، لكنها هي من امتهنت كرامته وأذلته، وقطعت الألسنة وخونت كل من خالفها وجهة النظر وانتقدها.
النتيجة كانت حتمية وحتى لمن تغافل عنها، فالتاريخ يسجل لأولئك القوميين إضاعتهم لكل ما حاربوا من أجله ودعوا له. ولكن، هل الديمقراطية فكر وسياسة وممارسة لا بد من الابتعاد عنها وعدم ترك الفرصة لأي مغتنم يحاول المناداة بها لاستغفال الشعوب العربية ومن ثم خلق العداوة والبغضاء بينها ومن يخالفها، أم حق لا بد منه رغم كل ما نرى من إساءة لاستخدامها؟



المصدر: جريدة الرؤية الإماراتية - http://alroeya.ae/2014/08/02/167385

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...