الاثنين، 11 أبريل 2016

الحياة:: محمد بن سلمان: العلاقات السعودية - الأميركية استراتيجية

بقلم عماد أحمد العالم

مشاركة في تقرير صحفي مع جريدة الحياة 06-04-2016

 

 
أثار لقاء وكالة «دبلومبيرغ» مع ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في جانبه السياسي العلاقات السعودية - الأميركية، وما احتوته من «بعض التعقيدات» (بحسب وصف الرئيس الأميركي بارك أوباما، في تعبير منه عن وجود اختلاف في وجهات النظر بين البلدين)، إذ كان رد الأمير في هذه النقطة بالتحديد أن «أميركا الدولة الأولى عالمياً، ونعتبر أنفسنا حليفاً رئيساً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ونحن نعتبر الولايات المتحدة أيضاً حليفتنا، كما فضل عدم التعليق حول موضوع الانتخابات الأميركية الجارية».
وحول ذلك أوضح الكاتب والمحلل السياسي عماد عالم لـ«الحياة» أن «العلاقات السعودية - الأميركية، بدأ للوهلة الأولى أنها دخلت منعطفاً جديداً بعد توقيع إيران للاتفاق النووي وتفاهمها مع الغرب والولايات المتحدة، والذي كان الموقف السعودي منه مرحباً بفتور، بشرط ألا تمتلك طهران القنبلة الذرية، وشددت على الحاجة إلى عمليات تفتيش صارمة وإمكان إعادة فرض العقوبات. هذا الموقف أو سواه من الاختلاف في السياسات الخارجية والرؤى بين البلدين، وخصوصاً النزاع العربي - الإسرائيلي وفي ما يخص العراق ليس وليد اللحظة، بل هو اختلاف منذ عقود طويلة، لكنه لم يؤثر - وإن كان له بعض التداعيات - على العلاقات السعودية - الأميركية على الإطلاق، التي بقيت في إطار التحالف الاستراتيجي أو الذي لا انفصال فيه نتيجة ديمومة المصالح المشتركة بين الطرفين على جميع الأصعدة، بما فيها أن واشنطن تعلم أن الرياض هي عاصمة العالم الإسلامي وثقلها الأعظم، وأن عدداً من الحلول يجب أن تمر فيها قبل إقرارها، وأن عدم الأخذ بالرأي السعودي وتجاهله قد تكون توابعه ليس فقط على الدول ذات الشأن وإنما على المصالح الأميركية والغربية في المنطقة، فالمملكة من دول الاعتدال العربي الإسلامي وعامة ما تحتفظ بعلاقات طيبة مع الجميع، كما أنها في طليعة من تصدى للإرهاب، ولا تزال كذلك».
وأضاف: «كان للسعودية من العراق موقف مغاير جداً للموقف الأميركي أثناء فترة حكم الرئيس الأسبق جورج بوش، وكذلك مع الإدارات المتعاقبة، لكن ذلك لم يكن سبباً للقطيعة مع احتفاظ كل دولة بما يكفل تحقيق أجندتها من دون الإساءة للعلاقات الثنائية، التي لا ترتبط بأجندة الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة وإن انعكست بعض الرؤى عليها، كونها علاقة استراتيجية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ومصلحياً ولا يمكن المساس بها.
وأشار إلى أنه في «لقاء ولي ولي العهد السعودي مع بلومبيرغ، أكد على متانة العلاقات السعودية - الأميركية، وأنها حليف استراتيجي لن تتأثر العلاقة به بمجرد تصريح من مرشح رئاسي أو حتى رئيس على وشك انتهاء فترة حكمه، كونها وبعلم الجميع تندرج في إطار التنافس السياسي الداخلي الأميركي الذي عادة ما تلجأ أطرافه إلى بروباغندا التصريحات الرنانة لتسجيل موقف أو كسب مزيد من الأصوات الداعمة لها، لكنها سرعان ما تتخلى عنها».
 
 

المصدر: جريدة الحياة - http://www.alhayat.com/Articles/14893901/محمد-بن-سلمان--العلاقات-السعودية---الأميركية--استراتيجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...