الأحد، 20 نوفمبر 2016

إيران وجوادها الظريف

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في موقع هوربوست 20-11-2016

 


مع إعلان الملك سلمان إلغاء القرار السعودي السابق بفرض رسوم على تأشيرة الحج والعمرة والعودة للنظام المجاني المعمول به سابقاً، خطر ببالي مباشرةً ظريف إيران المدعو بجواد ظريف، والذي صرح من قبل وطالب بتدويل مهمة الإشراف على الحج!
ما رأي ذاك الظريف بهذا القرار، وأتحمل وزر ما أقولُ وأؤكدُ أنه ليس بالجواد الكريم، لا هو ولا دولته محور الشر والآثام والشيطان الأصغر الذي طالما تغنى بعدائه لأخيه الأكبر، الذي كان يلعنه في العلن وتدوس أقدامه علمه، فيما هو وبالسر يدعم اقتصاده ويُهرّب له الملايين، ويتفاوض معه لشهور وشهور حتى توصل لاتفاقية عظيمة تمثل أطر الصداقة والمحبة التي كان ينفيها عن نفسه، لكنها اتضحت أنها غايته التي اتخذ من شعار “الموت لأمريكا” حجةً لتحقيقها.
يا عديم الظرف والخلق، ألا ترى حج هذا العام الذي أشرف عليه السعوديين “من تسميهم بالوهابيين”، وكيف وبفضل الله سبحانه وتعالى نجح دون حوادث أو مشكلات ولا مظاهرات أو احتجاجات أو تزاحم أو دعس، كما تسبب به أبناء وطنك من مجندين في العام المنصرم كما كشفت التحقيقات!
أٓعٓلِمٓ “ابنُ ظريف” أم ما زال يتخفى خلف قناع تُقياه بأن دعوة مرشده لمقاطعة حج هذا العام قد أتت خيرا وبركة على الإسلام والمسلمين، فلا انفجارات حدثت ولا قلاقل ولا مآسي، وألم يدرك أنه وملالي قومه قد فُضحوا أمام العالم الإسلامي بعد أن تكشف من يقف وراء حوادث السنين الخوالي، التي لا ننكر أنها ولولا عناية الله عز وجل وتيسيره وحفظه ثم تفاني الحكومة السعودية وجهودها العظيمة؛ لتحول هذا الركن من ديننا لعام تبكيه العيون من كثرة ما يعتريه ويحدث به من مآسي متآمرٍ آثم وشيطان ملعون يسعى لتحقيق أجنداته عبر الإرهاب والإجرام الذي يستهدف حجاج بيت الله ومكة المكرمة!
آن للولي الفقيه ومعه البقية من الزمرة أن يعوا أن المملكة العربية السعودية، وبالأفعال لا الأقوال والصراخ والعويل والكذب والتبلي وبعد مشيئة المولى قد تفوقت عليكم، وتمكنت من إدارة صراعها معكم لتخرج منه منتصرة ظافرة تلهج لها القلوب بالدعاء، وترنو الأرواح لزيارتها في المرة المقبلة، وهي التي خرجت منها هذا العام وصورة كافة قطاعات الخدمة المدنية والعسكرية والتنظيمية لا تكاد تغيب عنها، بعد أن لوحت لها مودعة بابتسامة تعكس صورة رجل الأمن الذي لم يتواجد فقط لحفظ النظام، بل كان عونا وسندا وخادما لحُجاج بيت الله الحرام، وقدّم لوطنه ما عجزت عنه قنوات الإعلام والصحافة من صورة إيجابية للمملكة، وتعريف بها وما تقدمه للإسلام والمسلمين من حرصٍ على توفير أفضل الخدمات والتسهيلات دون مِنّة، بل رغبة صادقة لتكون خادمة للحرمين وراعية لهما.
مني “ولقدس سره” أمرٌ لا رجاء فيه، بأن يُقاطع مواسم الحج القادمة، مع تأكيدي يقيناً على ترحيب السعودية بكل إيراني يرغب بتأدية الفريضة، فالحديث هنا عن مجندي الحرس الثوري وعملاء مخابرات الملالي ممن جُندوا للتخريب، لا المدنيين المسالمين، فتجربة السنين الماضية وما حدث فيها يكشف محاولة حكومة طهران إفشال موسم الحج بأي وسيلة إجرامية لا تُراعي حرمة المكان وقدسية الشرعية، فلم يتحقق لها ما تمنته رغم حجم المؤامرة، فمن يرعاه الله جلّ جلاله لا غالب له، ولتخسأ يدُ كل غدّارٍ أثيم.


 المصدر: موقع هوربوست - http://horpost.com/articles/إيران-وجوادها-الظريف/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...