السبت، 25 يناير 2014

البديل

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في صحيفة مكة الآن الإلكترونية  23-01-2014



ما هو البديل للقومية العربية في ظل فشلها في جمع العرب تحت راية واحدة وموقف حاسم تجاه ثورات الربيع العربي؟، هل هي اليسارية أو العلمانية أم الإسلام السياسي أو الحكم المطلق؟
 ألم ينل كلا التيارين سابقاً وهما اليسار والقومية فرصتهما في الحكم ولم ينجحا في الإحتفاظ به, كما لم يحققا النهضة المرجوة لشعوبهم، بل إرتكبا الكبائر في حقهم باسم الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة!
هل تستحق حقا الشعوب العربية ما تنشده من حرية, وهل نجحت ثوراتها الأخيرة في قلب المعادلة, وكسرحاجز الخوف الذي تعايشت وتلاءمت معه عقوداً طويلة ومنذ استقلالها؟
 على المواطن العربي أن يعي أن الديموقراطية مستحقة ولكنها غير مكتسبة. والمعنى, قد تقوم ثورات للمطالبة بها ومن ثم تنالها، لكنها تؤدي لحكم اكثر استبدادية. والاستبدادية هي نتيجة حتمية لشعب حركته العواطف والتلاعب بها من قبل افراد، ولم يحركهم فكر حر رصين واجندة تنهض بهم.
سامحوني...., ولكني أشعر أحياناً أن الشعوب العربية غير مؤهلة فكرياً لأن تعيش الديموقراطية بنص معناها الذي تطالب به الآن, فبعضهم وللأسف وبداخلهم فوضويون وانتقائيون وعنصريون, كما أن تصرفاتهم كمن صمت دهراً ثم نطق كفراً.
أعمتهم عيونهم عن رؤية الصواب وغرر بهم الآخرون. طموحهم الحكم لا الإصلاح, وتنفيذ أيديولوجياتهم هو محل اهتمامهم بغض النظرعن مشاكل وهموم المواطن "الغلبان" والبسيط, والذي تحركه العاطفة, فتلاعبوا بها ودغدغوها, فغرروا به وأضاعوه ولم يقدمو له ما ثار من أجله!
القومية كفكر لا خلاف عليه, ولا أظن له حُرمة, فوحدة العرق جميلة، لكن المشكلة في من حكم باسمها واذل شعبه وقمع. ومع ذلك ما زال البعض يمجده ويراه الخيار الأفضل, متناسياً عقوداً طويلة ازدهرت فيها سجونه وامتهنت فيها الكرامة, وفرض عليها نخب ضالة ثارت لنفسها ضد الاستعمار باسم الشعب, لكنها هي من امتهنت كرامته وأذلته, وقطعت الألسنة وخونت كل من خالفها وجهة النظر وانتقدها.
النتيجة كانت حتمية وحتى لمن تغافل عنها, فالتاريخ يُسجل لأولائك القوميون إضاعتهم لكل ما حاربو من أجله ودعو له. ولكن, هل الديموقراطية فكر وسياسة وممارسة لا بُد من الابتعاد عنها وعدم ترك الفرصة لأي مغتنمٍ يحاول المناداة بها لاستغفال الشعوب العربية ومن ثم خلق العداوة والبغضاء بينها ومن يخالفها, أم حقٌ لا بد منه رغم كل ما نرى من اساءة لاستخدامها وفق الضوابط والأطر المناسبة فقط؟

المصدر: صحيفة مكة الآن الإلكترونية - http://www.makkah-now.com/articles.php?action=show&id=505

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...