الخميس، 20 ديسمبر 2012

بلا حريه، بلا عداله إجتماعيه

مقاله تم نشرها في جريدة بوابة الشرق القطريه 17-12-2012

بقلم: عماد أحمد العالم


وانتهت المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور المصري، وبدأت معه قنوات الردح الإعلامي في الصوات واللطم والزعيق، وبتنا نحن المشاهدين على أبواب فصلٍ جديد من مسرحية حرية الإعلام، وديمقراطيات ما بعد الخريف العربي المشؤوم لنفرٍ من القوم، والربيع للإخوة المنتفضين، وفي كلا الحالتين وبدون تحيز أو غبن، أرثي أوقاتاً ستضيع وسيضيع معها وقتنا "ويرتفع السكر والضغط" والسبب كما لا يخفى عليكم ( وأنتم أهل المعرفة) هو تجدد الغث الذي لا يحتمل من التهم والنظريات والفتاوى والتحليل برعاية المذيع الفلتة "زغلول"والإعلامية الجهبذ "فتكات"، وبالطبع لا ننسى ضيوفهم الأفاضل "معترض وغضبان ومُخوِّن ومخلل وسياسي ومعارض"، كما نخبةٌ أخرى من ضيوف المخمل وزوار السفارات وراقصي التانجو " والوحدة ونص". جميعهم اتفقوا على عدة أمور، منها المطالبة بإعادة الجزء الأول من الاستفتاء الباطل المزور، والمدار بإشراف نفر من "رد السجون" انتحلو صفة القضاء، "وعدت الخدعة" على الدولة ووزارة العدل واللجنة العليا المشرفة، ولم يكتشفها إلا فطانة بعض الجمعيات الأهلية (الممولة خارجياً)، وأحزاب الورق وفاشيو المعارضة والرافضون الدائمون وذوي الباع والخبرة في التمحيص وكشف المستور!. خرجوا حتى قبل أن تعلن النتائج، مكفهرين غضبى لأن بعض السيدات المصوتات طلبن من قضاة بعض اللجان إبراز هوياتهم، فارتبكو وأبو واستنكروا!، حينها اتضح لهن أن القائمين على الصندوق ليسوا إلا منتحلين لشخصية القضاة، فسارعوا بإبلاغ عمر ولميس ومعهم وائل وسيد ومنى وووو، فأقاموا هم بدورهم الدنيا ولم يقعدوها، وصموا آذاننا بالمونولج "إياه" عن الزيت والسكر والشاي والنسكافيه، حتى باتت الموضة لكل من يصوت بنعم - كما أخبرني صديقي المحترم - أن يأخذ المصوت لنفسه صوره وهو يحمل كيس الغنيمه ومكافأة الإخوان! أحد الذرائع الأخرى للمشككين كانت بأن ستين بالمائة من القضاة قاطعو الاستفتاء، فيما تحدث مستشار وزير العدل بالقول أن العدد المطلوب وصلنا له واكتفينا ومن رفض فذلك حقه، مع العلم بأن القانون لا يعطي القاضي الحق بالرفض إن تم توجيهه رسمياً، لكن لهذه القاعدة استثناء في الوقت الحاضر، فالاستقطاب على أشده، والغنائم "تزغلل" الأعين، والكل أضحى بين ليلةٍ وضحاها وطني مخلص وثوري مُبجّل! والله لقد مللت منهم، وملت زوجتي من قضائي الوقت مستمعاً لخزعبلاتهم، وملّت ابنتي من استحواذ التلفزيون لأوقاتهم التي يقضيها أبوهم ممسكاً "بريموت الرسيفر"، الذي تعب بدوره وتطايرت أزراره مع كل ضغطةٍ بعصبيه لتغيير القناة واستبدالها بأخرى أسوأ منها؛ وحتى يحين موعد نومي فأنا مستفز وغاضب لأن السياسة والأخبار والديمقراطية والثورات قد أعيتنا واستحوذت جُل اهتمامنا وأنستنا الهدف الأسمى الذي طالما هتفوا له: العيش ولا شيء سوى رغيف العيش!، "وبلا" حرية "وبلا" ديمقراطية "وبلا" عدالة اجتماعية.


الرابط: http://userarticles.al-sharq.com/ArticlesDetails.aspx?AID=13953

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...