الاثنين، 31 ديسمبر 2012

ليبيا ما بعد القذافي

مقاله تم نشرها في شبكة الجديده الإخباريه 31-12-2012

بقلم: عماد أحمد العالم

 
ما بال الإخوة الأحباب في ليبيا هذه الأيام، وماذا جرى لوحدتهم وحريتهم التي بذلوا من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء وتحملو لنيلها قمع القذافي واستماتته للبقاء في السلطة وجبروت مرتزقته وبطش أجهزته الأمنية.
هل من الحتمي بعد كل ثورة أن يحاول الثوار جني ثمار الانتصار المبكر حتى قبل أن ينضج، لم صبرو أربعين سنة على حكم الكتاب الأخضر وكذبه وهرطقته ونظريات “إسراطيل” والإشتراكية الخضراء ومحاولات الوحدة القومية الفاشلة، لم لا يمنحوا أنفسهم فسحةً من التأني والتفكير الجيد في مستقبلهم بعيداً عن التحزبات والمناطقية والقبلية والحكم العشائري الذي لم يكن له وجود يذكر أو سلطة تعلو على سلطة الجماهيرية.
ثورة السابع عشر من فبراير كانت عظيمة وعفوية في بدايتها، حيث خرجت الجموع المظطهدة من الشعب مطالبةً بقليلٍ من الحرية والكرامة؛ بل أجزم أن هذا كان مطلبهم، ولو استمع له لربما كنا الآن على موعد مع أحد خطب القذافي النارية حيث يعطينا درساً طويلاً عن ديموقراطيتة، إلا أن من مثله وبعد أربع عقودٍ في السلطة، لن يرى إلا ما تهيأه له شياطينه، ونهايته كما يعلمها الجميع!
إن كانت ليبيا الجديدية واقعةُ في شرك التقسيم من جديد عبر نعرة إكتساب منتجات الثورة وتطبيق المثل “من سبق لحق” حتى لو كان آخر من التحق بالثورة ودعمها، هذا إن لم يكن من الساقطين مع الحكم السابق؛ حينها أؤكد لكم أن ليبيا مقبلة على مرحله مشابهة لدخول فتح قطاع غزة عقب إتفاقية مدريد للسلام، حيث تغذت صطوة العائلات وتكونت ميليشيات من المرتزقة تنفذ سياسات أفراد ومصالح جماعات أبعد ما تكون عن خدمة الصالح العام؛ والمحصلة نموذج جديد لفشل حكم الشعب الديموقراطي مشابه للعراق ولبنان، حيث كل من شارك في التحرير يعطي لنفسه الحق بالاعتراض عبر إشهار سلاحه في وجه كل من يخالفه الرأي.
إن أرادت ليبيا أن تنهض وتصلح من أحوالها وتنفض عنها غبار أربعين سنه من التأخر، فعليها أن تسعى لذلك عبر غرس بذور الوعي المدني والصالح العام، وتترك عنها كل ما يمت للقبلية والمناطقية بصلة، وعلى وزارة دفاعها قبل أن توحد جل الميليشيات تحت عباءتها، أن تنزع سلاح الفصائل دون تفرقة وتقنن حمله عبر تصاريح رسمية. لا سلطة فوق القانون، ولا رأي أو اعتراض يفرض بالقوة. فهل من المنطق أن يغزو المئات جلسات البرلمان للاعتراض على الحكومة المشكلة وتعلق الجلسة لأن الأمن لا يستطيع أو لا يريد السيطرة عليهم.
مع كل الإعتراض على ما أجرم به سيف الإسلام القذافي ولكن هل من المنطق أن يبقى سجيناً لدى كتيبة الزنتان ويرفض نقله إلى سجن فدرالي تحت إشراف الحكومة المركزية، وأن يقوم بعض من بقايا النظام السابق بالبلطجة واحتلال بني وليد، حتى اضطر الجيش لاقتحامها بعد عدة محاولاتٍ فاشلة للتفاهم معهم.
على ليبيا الحاضر أن تجاهد لإعادة الإعمار والتقدم وإصلاح القطاع التعليمي والصحي والاقتصادي وإعادة هيكلة بنيتها التحتية وتنمية قطاعها النفطي وتنظيم وجود مؤسسات المجتمع المدني وتأطير وجودها وتقنينه، ليكون لها أخيراً حياة كريمة لشعبها الذي عانى من الحرمان رغم غنى أرضه بأحد أجود أنواع النفط في العالم.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...