الاثنين، 10 فبراير 2014

الشباب وأساليب الدعوة

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرؤية الإماراتية 10-02-2014

 

«أعطِ الرجل قناعاً وسيخبرك بالحقيقة»، وأعطِ الشباب المراهق حديث العهد بالرجولة غترة أو شماغاً وسيتلطم بها ليقوم بممارسة هواية الخطر والمجازفة والتفحيط «والدرعمة».
ثقافة العيب والحرام والنهي والزجر واللوم على كل صغيرة وكبيرة هي التي تسهم في استدراج هؤلاء الشباب لجميع الممارسات الخاطئة، وهي التي تصور لهم حلالَ ما يفعلون، ولكن مع تغييب لوجوههم وإخفائها حتى لا يعرفوا. إذن ليست الشهرة فقط هي الدافع لما يفعلون، وإلا لكان إبرازهم لشخصياتهم أولى أولوياتهم.
ربما الدافع هو الفراغ الناتج عن تعوُّد لتدفق الأدرينالين في دمائهم، والذي يشبه الإدمان بحيث لا يستطيع الشخص الجلوس في مكانه من دون القيام بعمل يشعل جوارحه. ومع سياسة المنع والتحريم والتخويف والترهيب، تضيق أحياناً السبل بشباب مقبل على الحياة، فلا يجد أمامه سوى الخطر لركوبه وحتى لو أثر في حياته وعرّضها للخطر.
الكنيسة الغربية ابتكرت طريقة لم تكن موجودة أو متعارفاً عليها سابقاً لاجتذاب الشباب الذين خلت منهم قاعاتها، فسمحت لهم بترديد الابتهالات الدينية مع جوقة الكنيسة وبالطريقة الغنائية التي تعجبهم. زادت الخطوة من حضور الشباب لموعظة الأحد، وإن كان ما يجذبهم لها فقط هو حصة الغناء فيها.
ممارسة الدعوة والوعظ بحاجة ماسة إلى علم ومعرفة وأسلوب وطريقة حسنة يستطيع بها الداعية الحصول على اهتمام الفئة التي يتحدث إليها، كلّ حسب مرحلته العمرية، وسيسهم في ذلك أن يكون المتحدث من جيل قريب لهم وبشكل وأسلوب يحاكيهم حتى يلفت انتباههم ويجذبهم لدعوته. أساليب الصراخ والوعيد والترهيب لم تعد الحل المجدي مع جيل الإنترنت والعالم المفتوح وشبكات التواصل الاجتماعي، التي ستجعلهم بالتأكيد يغرمون بحضارة الآخر، وينأون عن واقعهم لأن به أناساً يعجبهم حديثهم، ويستقطبهم منطقهم.

 

المصدر: جريدة الرؤية - http://alroeya.ae/2014/02/10/127277

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...