السبت، 22 فبراير 2014

ثورة الشباب على اليوتيوب

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الرؤية الإماراتية 20-02-2014



شباب مبدع ومميز وخفيف الدم وذو أسلوب ممتع وشيق، لم يجد له فرصة في الإعلام ولا الصحافة ولم تلتفت له القنوات الفضائية ذات الميزانيات الكبيرة، وجد من اليوتيوب متنفسه الوحيد، والوسيلة المجانية ليعبر من خلاله عما يراه هماً له ولمجتمعه ولأبناء جيله، فيما آخرون احترفوا النقد وأوصلوا صوتهم المكبوت، الذي لم تسنح له الفرصة بأن يُسمع. تمرد على ما فُرض عليه من نمطٍ لما يجب أن يراه ويسمعه من قبل القنوات الإعلامية الخاصة، ذات الأهداف الربحية البحتة أياً كانت وسيلتها في تحقيق ذلك؛ فما كان منه إلا أن بدأ في نقدها وتعرية ما تقدمه للجمهور من برامج سطحية وزائفة، بعضها مغاير لعاداتنا وتقاليدنا، فيما أخرى سخيفة ومملة ومكررة!
أستغرب لم لا يلتفت لهم أحد، ولم لا تُقدم لهم العروض ليكون لهم برامجهم على الشاشة الصغيرة، ولم لا يتم الاستفادة منهم في منظومة الإعلام الجديد. هل يتوجب عليهم المشاركة في برامج المسابقات لاكتشاف المواهب لكي يحظو بفرصةٍ. مع تشككي بأن يحظو بها، فهذه البرامج أمست لأهل الطرب والمغنى، ولا حظوظ تمنحها لشباب يريد أن يقدم برامج "التوك شو" الهادفة ولا حتى الكوميدية الظريفة او ما يسمى بالكوميديا الحية المرتجلة (Stand-up comedy)!
إن توجهوا "للعربجة والدرعمة" والأفعال الطائشة لاموهم, واستضافوا خبراء ومنظرين ليفسروا لهم طيش شبابهم، لكن لن يتطرق أحدهم لواقع كونهم من يغلق الأبواب أمامهم، فيما القنوات العربية الفضائية التي باتت بالمئات تفتح برامجها لفنانين وفنانات ومقدمي برامج مملين ومكررين، في حوارات متكررة ورتيبة يتخللها دقائق مملة لإعلانات تجارية او تروج لبرامج القناة نفسها!
للنيام في العسل من المنتجين والمعدين والمسوقين لهذه القنوات أتوجه بأن يستيقظوا من سباتهم، وبأن يدخلوا على اليوتيوب لمشاهدة بعض مما يقدمه هذا الشباب المبدع المُستبعد من حساباتهم, ليروا بأنفسهم أن ما يقدمونه "ببلاش" وبدون مخرجين ولا ميزانيات أفضل مما تمطرنا به فضائياتهم في كل دورة تلفزيونيةٍ من برامج ومسلسلات مستهلكة وعقيمة!



المصدر: جريدة الرؤية - http://alroeya.ae/2014/02/20/129701

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...