الخميس، 3 مارس 2016

الصحافة التقليدية والحديثة

بقلم عماد أحمد العالم

مقاله تم نشرها في جريدة الكويتية 03-03-2016

 
 
عطفاً على مهنة الصحافة الإلكترونية، وما تتعرض له من انتقادات بكونها أفسدت الورقية، وأدخلت عليها أشخاصاً يعدهم البعض بالدخلاء على مملكة الصحافة، برأيي؛ الصحافي صحافي أيا كان المنبر الإعلامي الذي يعمل فيه، سواء كان صحافة ورقية أم إلكترونية، والعديد من المجلات والصحف العريقة في العالم كنيوزويك مثلاً، وأخيراً الإندبندنت البريطانية، قد تحولت من الصحافة الورقية إلى الإلكترونية.
 
المعيار الأساسي للتقييم لا يعتمد على شكل الوسيلة الإعلامية، وإنما على المؤهلات الصحافية والمهنية لمن ينتسب إليها، ومدى قدرته على تحرير الخبر وتجميعه وصياغته، والمصادر المستخدمة فيه، مع مراعاة الشريحة المراد الوصول إليها، وهنا أحد الفروقات الجوهرية بين إعداد الخبر الصحافي لصحيفة إلكترونية أو ورقية، فقارئ الأولى يبحث عن المحتوى المختصر والسريع، وهو بطبيعة الطريقة التي يطالع فيها الخبر حريص على قراءته من أكثر من مصدر أو موقع آخر، على عكس قارئ الصحيفة الورقية الذي يميل إلى التمعن أكثر فيما بين يديه، وغالبا تجده يطّلع على صحيفة واحدة بعينها أو اثنتين كحد أقصى.
 
حديثاً، فتحت الصحافة الإلكترونية الفرصة والمجال للعديد ممن لم يتمكنوا من الانضمام للصحافة الورقية، التي يعد الحصول على فرصة فيها أمراً يصعب تحققه في ظل التنافسية العالية، التي لا يحكمها فقط المؤهل والقدرة وإنما "الشللية" و"الواسطة" وعوامل أخرى عديدة، وتلعب دورا مهما في كتابها ومحرريها، عكس الإلكترونية التي يسهل إطلاقها والانضمام للعمل فيها ككادر صحافي أيا كانت المهام المطلوبة منه، إلا أن إحدى نقاط ضعفها منحها أحيانا ألقابا ومسميات لمنتسبين لها لا يمتلكون مقومات المهنة، كما أنها غالبا ما تُعد ناقلا للخبر ومن دون التثبت منه، على عكس وسائل الإعلام الأخرى التقليدية، التي تحرص على مصداقيتها، وتعد أكثر عرضةً للمساءلة؛ لذا هي بالتالي تعير الجوانب القانونية أهمية خاصة.
 
شخصياً ومع الطفرة التكنولوجية فإنني أفضل أن أبقى تقليدياً بالمعنى الحرفي للكلمة، أحمل بين يدي جريدتي المفضلة، وحتى لو تركت بعض أوراقها في يدي بقايا من حبرها المستخدم، فتلك متعة لا تضاهيها القراءة والاطلاع من على شاشة الكمبيوتر أو الأجهزة المحمولة.
 
 

المصدر: جريدة الكويتية - http://www.alkuwaityah.com/Article.aspx?id=347752

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...