الأحد، 13 مارس 2016

خبراء: «رعد الشمال» رسالة «سلام» للأصدقاء.. و«ردع» للأعداء

بقلم عماد أحمد العالم

مشاركة في تقرير صحفي مع جريدة الحياة 12-03-2016

 

 
اعتبر خبراء ومحللون أن مناورات «رعد الشمال»، التي أطلقتها السعودية بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية، «الأضخم» في تاريخ المنطقة، مشيرين إلى أن هذا التجمع العسكري يأتي في إطار حرص المملكة على التضامن والسلام، وردع الأعمال العدائية.
وتعد هذه المناورات «الأكبر» في تاريخ المملكة ودول المنطقة، وتستضيف قاعدة الملك خالد العسكرية المناورات التي تشارك فيها قوات «درع الجزيرة» و20 جيشاً من دول المنطقة، منها 14 دولة عربية، وست دول إسلامية، بما مجموعه 300 ألف عسكري، موزعين بتدريباتهم على القوات البرية والبحرية.
وقال المحلل السياسي الباحث في العلاقات الدولية الدكتور إبراهيم العثيمين: «إن المناورات العسكرية التي أطلقتها السعودية بمشاركة أكثر من 20 دولة من الدول العربية والإسلامية «الأضخم» في تاريخ المنطقة، وذلك لحجم القوات وفاعلية العمليات وأهداف المناورات وطبيعة التمارين التي تشملها».
وأضاف العثيمين: «إن التوقيت السياسي لهذه المناورات له دلالات عدة، ولا يقتصر فقط على «الاستعراض العسكري»، لافتاً إلى أن الهدف الأهم هو كونها «تمريناً تكتيكياً لتطبيق الاستراتيجية التي أرادتها المملكة في قيادتها التحالف الإسلامي، وكذلك إرسال رسالة واضحة وقوية إلى إيران وغيرها من القوى، مفادها أن الرياض مع بقية الدول تملك الجاهزية والقوة للردع عند وجود أي تهديد لأمن واستقرار الدول المشاركة، وخصوصاً منظومة دول الخليج».
بدوره، أوضح المحلل السياسي عماد العالم أنه على رغم كون مناورات «رعد الشمال» تندرج في إطار التعاون «العسكري» المُقترح بين الدول الإسلامية، بقيادة السعودية وتخطيطها وقيادتها، فإنها أيضاً تُعد «تطوراً نوعياً في الفكر العسكري السعودي ورؤيته المستقبلية، ورغبته في تطوير منظومته، ورفع الروح القتالية لجنوده، وتغذيتها بخبرات الدول الأخرى، عبر مجاراة ظروف الحرب والأزمات، وتدريب العسكريين على أحدث الأجهزة والتقنيات المستخدمة في الحروب».
وقال العالم لـ«الحياة»: «إن الهدف من ذلك رفع جاهزيتها على طرق الحشد والتنقل والتنظيم مع مماثلة أصعب الأجواء، وذلك ليكونوا على أهبة الاستعداد في حال حصول أي طارئ»، مضيفاً: «يشير حساب «درع الوطن» في موقع التواصل الاجتماعي بكلمات موجزة، ويصف المناورات بـ«التدريب العنيف في أوقات السلم»، لأن قطرة من العرق أثناء التدريب، تمنع قطرات من الدماء أثناء الحرب».
وأكد أنه خُطط لهذه المناورات لتساعد في تهيئة الجيش السعودي وحلفائه في معركتهم المقبلة، في حال دعت الحاجة إلى تحجيم وجود الجماعات المتطرفة مثل «داعش» في سورية، أو حتى على الحدود الجنوبية السعودية في معركة الأيام الأخيرة من الحسم، التي قد تتطلب في مراحل بعينها مساندة لوجستية أو تدريبية أو تأمينية في حال التقدم نحو العاصمة اليمنية صنعاء، وتطهيرها من الإرهابيين والانقلابيين».
بدوره، أكد مستشار وزير الداخلية رئيس اللجان والحملات الإغاثية السعودية الدكتور ساعد الحارثي أن مناورات «رعد الشمال» جاءت في إطار حرص السعودية على التضامن والتعاضد العربي الإسلامي.
وقال الحارثي لـ«الحياة»: «إن مثل هذا التجمع يأتي في إطار حرص المملكة على تضامن وتعاضد العالم العربي والإسلامي، بهدف استقرار الدول ودفع الشرور عنها من دون أطماع ونزعات المتهورين والإضرار بالسلم والسلام للدول».
وأضاف: «مثل هذا التجمع والمناورة فيه دلالة جاهزية المملكة وجميع المشاركين للدفاع والردع، وليس لهدف العداء والإضرار»، لافتاً إلى أن السعودية دأبت عبر تاريخها على بذل كل ما تستطيع لأجل السلم والسلام العالميين، وجاهزية المملكة تمثل رادعاً لكل الأعمال العدائية، وخصوصاً الأعمال التي تشهدها المنطقة خلال الفترة الحالية، وهي أعمال عدائية غير مبررة، في الوقت الذي تحرص فيه السعودية على الاستقرار والسلامة لجميع الدول.
 
 

المصدر: جريدة الحياة - http://www.alhayat.com/articles/14424764#sthash.A50fGoFh.hpvt

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...