الثلاثاء، 15 مارس 2016

عنجهية «حزب الله» سبب تصنيفه «إرهابياً»

بقلم عماد أحمد العالم

مشاركة في تقرير صحفي مع جريدة الحياة 15-03-2016

 
 
أكد خبيران سياسيان أن عنجهية «حزب الله» وقياداته وأدواره الإرهابية أدّت إلى تصنيفه من دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية منظمةً إرهابية.
 
وأوضح المحلل السياسي عماد العالم لـ«الحياة» أن معظم الدول الغربية تعتبر الجناح العسكري لـ«حزب الله اللبناني» منظمة إرهابية منذ فترة، مع نجاة جناحه السياسي من القائمة التي طاولته على رغم اشتباه الولايات المتحدة الأميركية بضلوعه في استهداف السفارة الأميركية في بيروت عام ١٩٨٣.
 
وأبان العالم أن الدول العربية كانت أكثر حياءً في البدء تجاه الحزب، وأن منبع ذلك كان حال الحرب التي دمرت لبنان مدة 25 عاماً، وقسمته إلى فصائل وأحزاب وطوائف، مؤكداً أنه كان من الصعب جداً في ذلك الوقت تصنيف أي طرف وإقصاؤه، وذلك من باب الحرص على إنهاء الحرب وإقرار السلام الهشّ الذي توّجه اتفاق الطائف التاريخي.
 
وتابع العالم: في ما تلا ذلك من أعوام، تغاضت معظم الدول العربية عن النفوذ المتنامي للحزب في لبنان، أملاً منها في عدم تقويض السلام، على رغم إدراكها مبكراً للأجندة الإيرانية التي تبنته، بل وساعدته في انشقاقه عن حركة «أمل».
 
وأضاف أن احتلال إسرائيل للجنوب اللبناني ودعمها لجيش «لحد» العميل، أعطى بُعداً شعبياً وطنياً لـ«حزب الله»، الذي استغل الفرصة لتثبيت أقدامه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، حتى تمكن من صنع «إمبراطوريته»، التي تمثلت في دولة داخل الدولة اللبنانية، ما سهل له فيما بعد، وبدعم سوري إيراني، السيطرة على القرار السياسي في البلد، الذي بات مرهوناً له فعلياً، بعد اشتباكات بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين المعارضة والموالاة في أيار (مايو) ٢٠٠٨، التي عُدت الأكثر خطورة وعنفاً منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان.
 
واستطرد: بدأت حال الضيق العربية تجاه تصرفات «حزب الله» تتضح بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل، التي عدتها المملكة في حينها «مغامرة غير محسوبة»، لأنها دمرت لبنان وشلّته اقتصادياً، لولا تدخل دول الخليج العربي لإنقاذه عبر حزمة مساعدات اقتصادية «بليونية»، منعت من انهياره وأسهمت في إعادة إعمار ما دمرته.
 
وأكد العالم أن موقف الحزب العلني من ثورات الربيع العربي وسورية بخاصة، هو ما بدل المزاج الشعبي العام تجاهه وفضحه.
 
وواصل: مع تزايد عنجهية الحزب وقياداته أصبح من الواجب اتخاذ خطوات واضحة تجاهه، لا لتحييد موقفه وإنما لشلّ كيانه واقتلاعه، إذ اتضحت بصماته خلف العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت دول الخليج، يُضاف إليه تأجيجه للثورات المضادة في البحرين واليمن وإسهامه في دعم الحوثيين، وهو ما سرّع في القرار الخليجي الرسمي، ثم العربي، بتصنيفه جماعةً إرهابية، وإلى اتخاذ الخطوات الضرورية وفق القانون الدولي، لتجفيف منابعه وتجميد حساباته واستثماراته، وملاحقة مؤيديه وداعميه والمتعاطفين معه.
 
وشدد الخبير على أنه لا بد من الإقرار بأن التصنيف الأخير لـ«حزب الله» لم يحظَ بإجماع عربي كامل، وإن حاز الغالبية، «ومردّ ذلك هو الموقف الرسمي لبعض الدول العربية، وتحديداً الجزائر وتونس ولبنان والعراق من الأزمة في سورية، والعلاقة مع إيران، التي ترى فيها شريكاً استراتيجياً على المستوى الاقتصادي والسياسي، وكذلك الاستقطاب الذي نجح الحزب في تأصيله شعبياً لدى مواطني تلك الدول، عبر إيهامهم بأنه الحصن الأقوى في مقابل العربدة الإسرائيلية، والأكثر قدرة على مواجهتها، وتغلغله شعبياً عبر ما يُسمى بالجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني وبعض المشاريع الصحية والتعليمية.
 
وأكد أنه لن يكون من السهولة أبداً اجتثاث نشاط «حزب الله» نهائياً، ما دام يحظى بتعاطفٍ طائفي مذهبي، وبدعمٍ من مكونٍ شعبيٍ لبناني يتمثل في الطائفة الشيعية، كما أن وقوف نظام طهران معه ممولاً مسلحاً، وحوله منتفعون من «المارون» المسيحي اللبناني، الذي بنى علاقة وجود معه، كرّستها مصالح نخبوية مشتركة.
 
وحول السيناريو الأقرب للتعامل مع «حزب الله»، يقول العالم: سيكون عبر إطلاق هبة شعبية من الداخل اللبناني لا تنتمي إلى فصيل بعينه، وإنما يشارك فيها الجميع، من الذين ضاقوا ذرعاً بما سببه لهم من حصار رسمي عربي، وامتناع عن دعم الاقتصاد اللبناني، وسحب الاستثمارات الخليجية والودائع من بنوكه ومقاطعته سياحياً، ما سيؤدي إلى انهيار عملته وتقلص النقد الأجنبي لديه، وعجز حكومته المشلولة أساساً عن الوفاء بالتزاماتها الداخلية والدولية، التي لن تستطيع إيران تعويضها، وهي منهارة في الأساس اقتصادياً، ومستنزفة مادياً على أكثر من محور، نتيجة دعمها «اللوجستي» والعسكري للحوثيين في اليمن، ونظام الأسد في سورية.
 
من جانبه، أوضح الباحث والخبير السياسي محمد الخرعان لـ«الحياة» أن ممارسات «حزب الله» داخل لبنان أو خارجه، والدور الذي يقوم به في المنطقة هو من أوضح ما يمكن يعبر عن الإرهاب بكل أركانه، مشيراً إلى أن الحزب يعد نفسه حزباً سياسياً ضمن منظومة الأحزاب السياسية داخل لبنان، والمتعارف عليه دولياً أن الحزب السياسي يمارس دوره المدني وفق الأساليب والآليات المتعارف عليها دولياً وعالمياً، لكن هذا الحزب نموذج مختلف تماماً عن جميع الأحزاب في العالم، ومخالف للمعايير الدولية، إذ هو حزب سياسي، وفي الوقت نفسه قوة عسكرية وميليشيا داخل دولة، وهذا مخالف للأعراف الدولية، مؤكداً أن الأحزاب التي تمارس هذا الدور المزدوج تصنف تلقائياً منظمة إرهابية.
 
واستنكر الخرعان تأخر تصنيف هذا الحزب منظمة إرهابية، متسائلاً: «كيف تأخر هذا التصنيف إلى هذا الوقت، وكيف أن بعض الدول لم تصنفه حتى الآن»؟ مؤكداً أن دول الخليج والدول العربية اتخذت أخيراً الإجراء الصحيح. مضيفاً: هذا ما نأمل أن تتخذه بقية الدول التي ما زالت مترددة، أو ترى أنه يمثل حزباً سياسياً.
 
وتابع: حزب الله مارس دوراً عسكرياً في لبنان باسم المقاومة، ومارس دور عسكرياً في سورية باسم الممانعة، كما أنه مارس دوراً عسكرياً وتدريبياً لميليشيا الحوثي في اليمن، وهو أيضاً يمارس دوراً أممياً طائفياً وله مصالح مع إيران، فهو يدافع عن الحوثي في اليمن، وأيضاً يدعم الخارجين عن الجماعة في البحرين، ويهاجم دول المنطقة، إذ هاجم المملكة والبحرين وجميع دول المنطقة.
 
 

المصدر: جريدة الحياة - http://www.alhayat.com/Edition/Print/14473084/خبيران-سياسيان--عنجهية--حزب-الله--سبب-تصنيفه--إرهابياً-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوروبا وفقدان البوصلة الأخلاقية

  موقع ميدل إيست أونلاين 10-11-2023 بقلم: عماد أحمد العالم سيستيقظ الأوروبيون ودول أوروبا ولو بعد حين بعد انتهاء الحرب الدائرة في غزة على حق...